لقمة الإسلامية بإسطنبول.. أبرز الملاحظات و«4» رسائل مهمة
13/12/2017 08:45 م
كتب حازم الأشموني:
انتهت فعاليات مؤتمر قمة التعاون الإسلامي اليوم الأربعاء 13 ديسمبر 2017م، بمدينة إسطنبول التركية، والتي أكد بيانها الختامي على بطلان قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنقل سفارة بلاده بالكيان الصهيوني إلى القدس.
وكان من أبرز ملاحظات القمة، مشاركة ممثلي 48 دولة، بينهم 20 زعيما على مستوى رؤساء أو ملوك أو أمراء، 10 منهم عرب، هم من الأردن وقطر واليمن والصومال والكويت وفلسطين والمغرب، والسودان، ولبنان، وموريتانيا.
وبينما حضر الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، الذي حلت بلاده ضيفة على قمة إسطنبول، يبقى قادة السعودية ومصر والإمارات أبرز الغائبين عن قمة القدس، الأمر الذي وصفه محللون بأنه تأكيد جديد على الغطاء الذي وفرته هذه الدول للرئيس الأمريكي دونالد ترامب وسمح له باتخاذ قراره الخطير بشأن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
تمثيل سعودي مثير للجدلوكان تمثيل السعودية مثيرا للجدل، إذ كان تمثيلها ضعيفا، فقد أعلنت أنها أوفدت وزير الدولة للشئون الإسلامية والدعوة والإرشاد صالح بن عبدالعزيز بن مـحمـد آل الـشيخ، إلى القمة الإسلامية في إسطنبول، ليمثلها في اجتماع وزراء الخارجية.
جاء ذلك وفق ما أوردته وكالة أنباء "واس" السعودية الرسمية، موضحة أن آل الشيخ كان على رأس وفد المملكة العربية السعودية في القمة نيابة عن الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.
ولم يرق التمثيل السعودي في القمة الهامة التي دعا إليها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشكل طارئ بشأن القدس بعد قرار ترامب الأخير بالاعتراف بالقدس "عاصمة لإسرائيل"، الأمر الذي أثار غضبا عربيا وإسلاميا، وتنديدا دوليا.
ولم توفد المملكة السعودية على خلاف حليفتيها الإمارات ومصر، وزير خارجيتها ليكون ممثلا لها في القمة، بل عدت وكالات الأنباء العالمية من بينها الفرنسية و"رويترز"، أن التمثيل السعودي كان "ضعيفا"، وبشكل لافت.
اتهامات لدول الحلف الصهيونيوكان مساعد وزير الخارجية المصري السابق عبدالله الأشعل استبعد أن يكون التمثيل "مرتفعا بسبب الإحراج الشديد للأطراف العربية المشاركة فى المؤامرة على فلسطين؛ وبالفعل لم يحضر قادة السعودية ومصر والإمارات".
وكانت قناة التفلزة الإسرائيلية العاشرة، قالت إن الفلسطينيين يدفعون ثمن التغييرات الكبرى التي تمر بها المنطقة العربية، مؤكدة أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرر الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، بعد حصوله على ضوء أخضر من مصر والسعودية.
وحسب محللين فإنه ليس مستبعدا أن يؤجج غياب هؤلاء القادة من غضب الشعوب على أنظمتهم وعلى السياسة الأمريكية في المنطقة.
"4" رسائل من القمةوحسب الكاتب والمحلل السياسي جمال سلطان «لم يكن أحد ينتظر من مؤتمر قمة منظمة التعاون الإسلامي الذي انعقد في اسطنبول اليوم أن تعلن الحرب على الكيان الصهيوني أو تعلن الحرب على الولايات المتحدة بسبب قرار رئيسها الضائع نقل سفارة بلاده للقدس والاعتراف بها عاصمة للكيان، وإنما عقدت القمة من أجل رسالة سياسية إلى العالم كله، وإلى "إسرائيل" وإلى واشنطن، بأن القدس ليست حدها، والمقدسيين ليسوا وحدهم، والفلسطينيين ليسوا وحدهم، وأن قادة وممثلي أكثر من خمسين دولة في العالم يجتمعون اليوم غضبا من أجل القدس، ورفضا للقرار الأحمق الذي وقعه ترامب ويجعل من القدس الشريف عاصمة للكيان الغاصب، على الرغم من أن أحدا في العالم كله لم يوافقه على هذا القرار، فكأنه تصرف في ملكه الخاص ، أو تنازل عن أرض أمريكية.
ويضيف أن قرارات القمة الإسلامية أتت في الإطار المتوقع، وهو إدانة القرار بصورة حاسمة وقاطعة، ومطالبة الإدارة الأمريكية بالتراجع عنه، ثم الأهم وهو قرار الدول الخمسين الحاضر الاعتراف بدولة فلسطين والاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة للدولة، ونقل الملف بعد ذلك إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة للوصول إلى قبول فلسطين دولة كاملة العضوية، معتبرا ذلك خطوة موفقة.
الرسالة الثالثة أن من الخطوات العملية التي خرج بها المؤتمر هو التأكيد على التزام الدول الأعضاء كافة بتوفير الدعم المادي وغير المادي المتواصل للشعب الفلسطيني وخاصة أهل القدس من أجل مساعدتهم على الصمود في أرضهم وحماية مقدساتهم ومدينتهم، وذكر بشكل خاص وكالة بيت مال القدس الشريف.
الرسالة الرابعة أن بيان القمة وجه نداء إلى دول العالم بعدم الاستجابة للخطوة الأمريكية والامتناع عن أي إجراء يمكن أن يهدد طبيعة القدس الشريف، أو يهدد مسيرة السلام في المنطقة ، أيضا كان مهما حديث أروغان عن أن القمة الإسلامية ستبحث عن وسيط دولي جديد لعملية السلام بعد أن فقدت الولايات المتحدة صفتها كوسيط بعد القرار الجائر الذي اتخذته.
ويؤكد سلطان أن الرئيس أردوغان لم يظهر أي نزعة لتوظيف القمة سياسيا من أجل مصالح شخصية، لافتا إلى أن زعامة أردوغان داخل بلاده وخارجها لا تحتاج إلى أن يوظف قضية مقدسة كهذه، فهو ليس مضطرا لذلك الآن ولا محتاجا له، ويدلل على ذلك بأن الكلمات التي قيلت كان الرئيس الفلسطيني ـوليس أردوغانـ أكثر من أخذ مساحة للكلام، على الرغم من أنه لم يقدم شيئا مفيدا، مرجحا استجابة الرئيس أردوغان لو أن هذه القمة دعا إليها بلد إسلامي آخر، مطالبا تصوير الأمر كما لو كان الرئيس التركي أقام هذا المؤتمر من أجل شخصه، هذا -في الحقيقة- هراء، داعيا إلى شكر تركيا على مبادرتها الطيبة بالدعوة لهذا المؤتمر على عجل وبترتيبات سريعة تناسب خطورة الحدث.
ومنظمة التعاون الإسلامي تٌعد ثاني أكبر منظمة حكومية دولية بعد الأمم المتحدة، حيث تضم في عضويتها سبعًا وخمسين دولة موزعة على أربع قارات. وأُنشئت المنظمة بقرار صادر عن القمة التاريخية التي عُقدت في الرباط بالمملكة المغربية في 12 من رجب 1398 هجرية (الموافق 25 من سبتمبر 1969 ميلادية) ردًا على جريمة إحراق المسجد الأقصى في القدس المحتلة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق