أبرز «4» نتائج لمحاولة اغتيال وزيري الدفاع والداخلية بالعريش
21/12/2017 11:23 م
كتب: حازم الأشمونيبلا شك فإن الصدمة أصابت أركان حكومة عسكر 30 يونيو، على خلفية محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها الوزيران بالحكومة: وزير الدفاع الفريق أول صدقي صبحي، واللواء مجدي عبد الغفار وزير الداخلية.
وتعاملت صحف وفضائيات العسكر بحذر شديد مع الحادث، ولم تستخدم مطلقًا مصطلح "محاولة اغتيال"؛ في محاولة للتقليل من الحادث والتخفيف من تدعياته المحتملة.
فالحادث تبناه تنظيم "ولاية سيناء" بإطلاق صاروخ على الطائرة الأباتشي التي كان يتأهب الوزيران لركوبها، للعودة من جولة تفقدية للقوات بشمال سيناء، وأسفر عن مقتل ضابطين على الأقل، وإصابة اثنين آخرين. فيما كشفت مصادر طبية في مستشفى العريش العسكري، عن أن الاستهداف أدى إلى مقتل ضابطين على الأقل، وهما من حملة الرتب الرفيعة في سلاح الجو المصري، هما المقدم إسماعيل الشهابي، والعقيد طيار حربي مقاتل رفعت مندوه، فيما أصيب عدد آخر من الضباط والجنود بجراح وصفت بعضها بالخطيرة.
إحباط في معسكر 30 يونيو
ومن أهم النتائج المترتبة على محاولة الاغتيال، انتشار روح الإحباط بين مكونات معسكر 30 يونيو؛ وفي تحليل لمقطع الفيديو الذي تم تداوله ونشرته القوات المسلحة لوصول صدقي وعبد الغفار، فإن الوجوم بدا واضحًا على الوزيرين بمجرد وصولهما إلى القاهرة. كما كان أكثر وضوحا خلال لقائهما أمس رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي.
ومن جانبه، يعلق المحلل والكاتب السياسي «كمال حبيب»، على مقطع الفيديو المتداول للوزيرين، قائلا، «تأملت صورة وزير الدفاع والداخلية وهما يغادران الطائرة، كان شكلهما غير مريح بالمرة، واستغربت في الحقيقة أن تكون تلك الصورة في مطار العريش، وإذا بها صورتهما بعد عودتهما من هناك، والتي بثتها الشئون المعنوية للجيش».
وتابع «كان الإحباط باديا على وجهي أكبر مسئولين في المؤسسات الأمنية المصرية، لم يصرح أحد منهما بتصريح حول الحادث ليطمئن الشعب والجنود المرابطين في العريش، وإنما اجتمعا بالرئيس الذي استمر في المطالبة باجتثاث الإرهاب وملاحقته أينما كان».
وأشار إلى أن «الصاروخ الذي أطلق على مطار العريش، استطاع التنظيم الحصول على مثله من القوات التي كانت أمريكا تمدها في لحظة معينة بالصواريخ في سوريا كالصاروخ تاو، ووصل الصاروخ الروسي للتنظيم من مخازن القذافي في ليبيا، خاصة الصاروخ كورنيت، ولدى التنظيم صواريخ جراد، بل إن لديه صواريخ ستينغر حصل عليها في أفغانستان».
"ولاية سيناء" يبسط سيطرته
ومن أهم النتائج المترتبة على محاولة الاغتيال أيضا، أن تنظيم "ولاية سيناء" يبسط سيطرته على أرض سيناء، وأن تصريحات مسئولي الانقلاب عن فرض قوات الجيش والشرطة سيطرتها على سيناء مجرد مزاعم وثرثرة إعلامية لا دليل عليها على أرض الواقع.
بل إن وكالة "أعماق التابعة لتنظيم "داعش" أكدت، نقلا عن التنظيم، أنهم كانوا على معرفة ودراية بموعد ومكان زيارة صدقي وعبد الغفار. وهو ما يعزز سيطرة التنظيم على الأرض، وربما تمكنه من اختراق مستويات عليا في الأجهزة الأمنية والمخابراتية لعسكر انقلاب 30 يونيو.
ووفقًا لخبير عسكري، فإن دقة الاستهداف، وسقوط القذائف الصاروخية في المكان المطلوب وإحداث خسائر بشرية ومادية، يشير إلى تطور العمل العسكري لدى "ولاية سيناء"، بالإضافةً إلى تمكّنه من الحركة وإطلاق الصواريخ رغم تحليق الطيران من دون طيار في سماء المنطقة التي يزورها الوزيران، متوقعاً أن تكون الصواريخ التي تم إطلاقها على المطار موجّهة بالليزر، كالكورنيت والكونكورس المتوفرة لدى تنظيم "داعش"، واستخدمها خلال مواجهاته مع الجيش خلال السنوات الماضية.
فشل القوة الغاشمة
النتيجة الثالثة التي ترتبت على محاولة الاغتيال، فشل جهود جنرال العسكر وأركان حكومته في تحقيق الاستقرار في سيناء عبر القوة الغاشمة التي أطلقها منذ ثلاثة أسبابيع.
بل إن تبني تنظيم "ولاية سيناء" المسئولية عن الهجوم، يستهدف به إحداث ضجة إعلامية على المستويين المصري والإقليمي.
كما يمثل الهجوم ضربةً للجهود الأمنية التي تقوم بها الأجهزة الأمنية منذ أسابيع، خصوصا في مدينة العريش التي شهدت اعتقال العشرات من الشبان، في إطار حملتها الأمنية التي تبعت مجزرة مسجد الروضة الإرهابية، إلا أن ذلك لم يمنع وقوع هذا الاستهداف النوعي، وفق ما يؤكده مراقبون للمشهد في سيناء.
ويؤكد خبراء ومراقبون أن الاستهداف يزيد من حجم المأزق الذي تعيشه قوات الأمن التابعة لحكومة الانقلاب في مواجهة التنظيم، خصوصاً بعد المهلة التي وضعها السيسي بضرورة القضاء على الإرهاب في غضون ثلاثة أشهر منذ وقوع مجزرة مسجد الروضة، كما أن الاستهداف يمثل تطورا نوعيا في عمل التنظيم، ويضاف إلى سجلات الحوادث المتتالية خلال السنوات الماضية.
ضرب جهود استرداد السياحة
ويربط مراقبون وخبراء بين الهجوم على مطار العريش والاتفاق المصري الروسي بعودة حركة الطيران المباشر بين موسكو والقاهرة، بالنظر إلى أن سيناء التي شهدت استهداف مطار العريش هي ذاتها الأرض التي شهدت عملية إسقاط الطائرة الروسية قبل نحو عامين، وأدت إلى مقتل 220 راكبا، وتبنّى تنظيم "ولاية سيناء" إسقاطها بعد أيام من وقوع الحادثة.
ووفقا لهؤلاء، فإن محاولة الاغتيال التي تمت سوف تؤثر سلبا على جهود استرداد السياحة التي ستعاني لسنوات في ظل هذه الأوضاع المتدهورة.
فى الصحافة دراسات وتقارير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق