زيارة أردوغان تشعل حرب التصريحات بين القاهرة والخرطوم
26/12/2017 07:33 م
كتب: حازم الأشمونيتسود حالة من الصدمة والغضب بين أروقة نظام عسكر 30 يونيو، على خلفية الزيارة التي يقوم بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لدولة السودان الشقيقة، ومع الاتفاقات التي وقَّع عليها أردوغان والرئيس السوداني عمر البشير اقتصاديًّا وعسكريًّا، ومنها منح حق امتيازٍ لتركيا في تطوير جزيرة سواكن الساحلية.
وأعلن الرئيس التركى، أمس الإثنين، من الخرطوم أن السودان خصصت لتركيا جزيرة "سواكن"، الواقعة فى البحر الأحمر شرقى السودان؛ كى تتولى إعادة تأهيلها وإدارتها لفترة زمنية لم يحددها؛ الأمر الذي اعتبرته صحف وفضائيات عسكر 30 يونيو بيعًا للجزيرة، كنوع من تحريض السودانيين على حكومتهم.
كما انزعج إعلاميو العسكر جراء تصريحات وزير الخارجية السوداني إبراهيم الغندور لإحدى الصحف التركية، والتي اتهم فيها وسائل الإعلام الموالية للعسكر بتناول زيارة أردوغان للسودان بشكل مؤسف.
"نرفزة انقلابية"
وسيطرت حالة من "النرفزة" والعصبية على ردود أفعال الموالين لعسكر 30 يونيو، الذين هاجموا السودان ووزير خارجيته بضراوة.
وقال محمد العرابى، وزير الخارجية السابق وعضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس نواب العسكر: إن مصر من حقها أن تتابع أى تحركات لجيرانها وتحلل نتائجها على الأمن القومى، وهذا حق مشروع للجميع، وليس من المعقول أن يتحدث وزير الخارجية السودانى بهذا الشكل؛ مدعيا أن نظام 30 يونيو أكبر من أن ينزعج لزيارة رئيس دولة إلى دولة أخرى.
لكن زينب سالم، عضو مجلس نواب العسكر، اعتبرت أن هناك مؤامرة تحاك ضد «الوطن!»، في إشارة إلى نظام 30 يونيو، فالوطن والنظام عندهم شيء واحد بحسب أهوائهم المريضة، مشيرة إلى أن الخلاف بيننا (العسكر) وبين تركيا واضح؛ بسبب إيوائها لمن وصفتهم بالجماعات والعناصر الإرهابية (في إشارة إلى حكام مصر الشرعيين في الرئاسة ومجلس النواب الذين فازوا بكل الانتخابات النزيهة بعد ثورة يناير حتى تم الانقلاب على المسار الديمقراطي).
بدوره زعم إيهاب غطاطى، عضو المجلس، أن النظام السوداني برئاسة البشير، يقترب من الانهيار، ويحاول أن يجد له مخرجًا دوليًّا لافتعال الأزمات فى المنطقة؛ لصرف النظر عن قضيته داخل الخرطوم، مستدلا على ذلك بأن المحكمة الجنائية الدولية ما زالت تلاحق عمر البشير!.
ويضيف غطاطي- الذي حصل على مقعد البرلمان بدعم وتزوير الأجهزة الأمنية- أن وزير الخارجية السودانى اعتاد الخروج بتصريحات عنترية تلقى بظلالها على العلاقة بين الدولتين.
وصدمة بعد صفقة جزيرة "سواكن"
كما أصيب نظام عسكر 30 يونيو بحالة من الصدمة، جراء الصفقة التي وقع عليها الرئيس السوداني، والتي تعطي تركيا حق امتياز تطوير وترميم آثار جزيرة "سواكن" على ساحل البحر الأحمر، واعتبرت وسائل إعلام موالية للعسكر أن أردوغان يستهدف من هذه الصفقة إحياء أمجاد الدولة العثمانية، بينما يستهدف السودان الاستقواء على القاهرة بالتحالف مع تركيا.
ويرى هانى سليمان، كبير الباحثين بالمركز العربى للدراسات السياسية والبحوث الاستراتيجية، أن هذه الخطوة كانت متوقعة فى ظل الحفاوة المبالغ فيها من جانب عمر البشير بأردوغان ما يعنى أن البشير أتاح سياقًا جديدًا لأردوغان لممارسة سيطرة صلبة من نوع جديد على منطقة نفوذ جديدة ومؤثرة فى البحر الأحمر.
وأضاف سليمان- بحسب صحيفة "اليوم السابع"- أن أردوغان يستهدف من التحكم فى جزيرة سواكن الاستراتيجية، استعادة أمجاد الدولة العثمانية التى كانت تستحوذ على هذا الجزء من الإقليم.
وأشار إلى أن أردوغان يبتغى التأثير فى ملفات إفريقية متعددة تضر اللاعبين الإقليميين (في إشارة إلى نظام عسكر 30 يونيو)، معتقدا أن البشير أراد أن يحصل على موقف تركى يساند مواقفه فى مختلف النزاعات المحتملة مع جيرانه.
وتابع أن هذه الخطوة في ظاهرها من أجل زيادة العلاقات الاقتصادية ودعم اقتصاد السودان، لكن المؤكد أن أردوغان يبحث من خلالها عن دور جديد فى قيادة المنطقة وتجميع بعض الدول فى إطار الإسلام السياسى، خاصة أن البشير ينتمى إلى جماعة الإخوان. وفقا لتصريحات سليمان.
واعتبر الباحث المتخصص فى الشئون التركية محمد حامد، تلك الخطوة تستهدف تمكين أردوغان من بسط نفوذه الاستراتيجي فى إقليم القرن الإفريقى.
واعتبر الإعلامي الموالي للعسكر نشأت الديهي، أن السودان بعد زيارة أردوغان تسعى لتخريب العلاقات مع القاهرة.
وميناء سواكن هو الأقدم فى السودان، ويستخدم فى الغالب لنقل المسافرين والبضائع إلى ميناء جدة فى السعودية، وهو الميناء الثانى للسودان بعد بورسودان الذى يبعد 60 كلم إلى الشمال منه.
واستخدمت الدولة العثمانية جزيرة سواكن مركزا لبحريتها فى البحر الأحمر، وضم الميناء مقر الحاكم العثمانى لمنطقة جنوب البحر الأحمر بين عامى 1821 و1885.
التعليقات / عدد التعليقات (0)
|
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق