من "كليبر" للسيسي.. فرنسا تتفنن في تعذيب المصريين
23/12/2017 04:41 م
كتب: سيد توكلمن شراء أدوات التعذيب البشعة إلى معدات التجسس، قرر مكتب النّائب العام لقسم الجرائم ضدّ الإنسانيّة بالعاصمة الفرنسية باريس، فتح تحقيق قضائي رسمي حول واقعة تورط شركة فرنسية في بيع معدّات لسلطات الانقلاب التي يقودها السفيه عبد الفتاح السيسي، بناء على طلب تقدّمت به الفيدراليّة الدوليّة لحقوق الإنسان، والرّابطة الفرنسيّة لحقوق الإنسان، بدعم من مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، ويعيد للأذهان بشاعة وإجرام الاحتلال الفرنسي لمصر، وطريقة قتل الشهداء المصريين بأبشع الطرق، مثل الشهيد سليمان الحلبي.
الأمر الذي قد يفضي إلى توجيه تهم التّواطؤ في التّعذيب والإخفاء القسري لكل من شركة أمسيس الفرنسية، ونظام الانقلاب العسكري في مصر بقيادة عبد الفتاح السيسي، ويبعث برسالة تحذير قويّة لشركات المراقبة والأسلحة والسّلطات الفرنسيّة المؤيدة للانقلاب العسكري.
وكانت المنظمات الحقوقية الثلاث قد تقدمت، في 9 نوفمبر 2017، بشكوى ضد شركة "نيكسا تكنولوجي" الفرنسية، لتورطها في القمع واسع النّطاق في مصر تحت نظام قائد الانقلاب عبد الفتاح السّيسي، من خلال بيعها لتكنولوجيا خاصّة بالتجسس؛ وذلك على خلفية ما ورد من معلومات في التحقيق الصحفي الذي أعده الصحفي أوليفييه تيسكيتو، والمنشور في جريدة "تيلي راما" في 5 يوليو 2017.
الشهيد سليمان الحلبي
الشهيد البطل سليمان الحلبي، وهو أول منتقم عربي ضد العدوان الصليبي الغربي الحديث المتمثِّل بالعدوان الفرنسي على مصر، قد جسَّد مفهوم الوطنية والتضحية بالنفس فداء للوطن، وكأن الزمن يعيد نفسه، حيث كان كل شهيد وبطل ومعتقل في مجازر الانقلاب بمصر هو "الحلبي" نفسه.
فالحملة الفرنسية التي قامت على مصر ما بين (1898 – 1801) لجعل مصر مستعمرة فرنسية، والتي كانت بقيادة الجنرال كليبر الذي عيَّنه نابليون بونابرت قائداً للجيش وحاكماً لمصر قبل رحيله عن مصر، قد أذاقت المصريين العلقم جراء ما لحق بهم من عسف وقهر وتعذيب وإذلال، تماما مثلما يقوم به السفيه السيسي، مندوب الاحتلال الصليبي الصهيوني الجديد في مصر.
ولهذا كان قتل البطل سليمان الحلبي "كليبر" عملا بطوليا، وواجبا مشروعا؛ لنفي الظلم والعدوان عن أرض أمته الممتدة من المحيط إلى الخليج، لذا فقد قام بعمل بطولي مجيد واستشهد باذلاً روحه في سبيل هذا الوطن، ومن هنا فقد جسَّد هذا البطل مفهوم الوطنية بانتمائه إلى الوطن الواحد الكبير، منطلقًا من معرفةٍ حقيقيةٍ بالواقع، ومعتمدا على الفكر اليقظ الذي يقود إلى الفعل التغييري الذي دفع ثمنه غاليا.
لقد عاين سليمان الحلبي أشكال اليأس والذل ورأى القتل والظلم والفتك بأفراد أمته، فهداه تفكيره المتأمِّل إلى إيجاد نوع من الخلاص من هذا الواقع المرير، فلم يجد إلا الإطاحة بقائد الجيوش الفرنسية كليبر؛ تعبيرا عن معاناة لقيها شعب أمته من ذلك العدوان الذي أسفر في تدميره مدينة القاهرة، التي تلقى فيها سليمان تعاليمه في أزهرها الشريف.
ديمقراطية الخوازيق
قرار النائب العام بباريس بفتح التحقيق في واقعة بيع أجهزة التجسس المشار إليها، يعطي فرصة للعديد من الضّحايا المصريّين الذين قمعهم وانتهك إنسانيتهم الانقلاب العسكري، لرفع دعاوى مدنية بصفتهم مضارين من هذه التقنيات، ويفسح لهم المجال للإدلاء بشهادتهم أمام النائب العام في فرنسا، كما سيمكّن من فتح التحقيق في القضية، الفيدراليّة الدوليّة لحقوق الإنسان، والرّابطة الفرنسيّة لحقوق الإنسان، من مباشرة الدّعوى.
جدير بالذكر أن الفيدراليّة الدوليّة لحقوق الإنسان والرّابطة الفرنسيّة لحقوق الإنسان، سبق أن تقدمتا بشكوى مماثلة ضد الشركة نفسها في 2011، بشأن بيع تقنيات تجسس مشابهة لنظام سفاح ليبيا المقبور معمّر القذّافي قبيل مقتله.
وقد تمكّن ضحايا نظام القذافي في 2013، بمساعدة الفيدراليّة الدوليّة لحقوق الإنسان، والرّابطة الفرنسيّة لحقوق الإنسان، من المثول أمام قضاة التّحقيق الفرنسيين للإدلاء بشهادتهم في تلك الواقعة، التي تحولت في 2017، إلى "الشاهد الممثّل قانونيّا" للمشاركة في أعمال تعذيب كانت قد ارتكبت في ليبيا بين عامي 2007 و2011.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق