المشير بدوي وصدقي صبحي.. قيادات عسكرية على مقصلة الخيانة! وسيناريوهات أخرى
20/12/2017 01:42 م
كتب مجدي عزت:
في حادثة الأولى من نوعها، منذ سنوات، يتم استهداف مطار العريش بقذائف صاروخية، أمس، وخلال تواجد أعلى رتبتين أمنيتين بالبلاد، وتحدث القذائف أصابات مباشرة في طائرة هليوكبتر مقاتلة وتقتل المقدم إسماعيل الشهابي والعقيد طيار حربي مقاتل رفعت مندوه.
وجاء الاستهداف بالتزامن مع جولة تفقدية للقوات الأمنية بسيناء من قبل وزيري الداخلية مجدي عبد الغفار ووزير الدفاع صدقي صبحي، وتفقد التوسعات الجارية في مطار العريش التي بدأت عقب حادث مسجد الروضة مؤخرا.
ومنذ ليلة أمس، وتسود الأوساط المصرية حالة من الاستغراب والتساؤلات التي لا تجد إجابات واضحة، حول تطور أداء المسلحين في سيناء لهذه الدرجة من الدقة؟ ومدى الخلل الأمني في أداء القوات المسلحة المصرية؟ وحجم الخيانة التي تقف وراء تسريب معلومة تواجد الوزيرين؟ وحقيقة من يقف وراء ذلك؟ هل هي إسرائيل؟ أم أن ما جرى تم بترتيب من داخل النظام للتخلص من وزير الدفاع المحصن والذي سعى السيسي لفك تحصينه عبر ما أثير مؤخرا من تعديلات دستورية لتمديد مدته الرئاسية متضمنة انهاء تحصين وزير الدفاع الممدة لثمان سنوات، حسب دستور 2014.. وهو ما يعيد للأذهان سيناريو التخلص من وزير الحربية أحمد بدوي في عهد السادات، عبر حادثة طائرة كانت تحمل الوزير ومجموعة من أرفع قياداته، قيل أن الطائرة ارتطمت بعامود كهرباء.
تلك التكهنات جاءت متداخلة ومتشابكة وفق معلومات مقتضبة اوضحها بيان المتحدث العسكري ليل الثلاثاء. وعلى كل الأحوال، فإن النظر للحادث يقتضي التوقف عند عدد من الآراء حول من يقف وراء الحادث، وفي مقدمتها.
الكيان الصهيونيحيث يؤكد اللواء أركان حرب محمد الشهاوي، مستشار كلية القادة والأركان، والخبير العسكري، إن هناك أجهزة استخبارات إقليمية وراء استهداف مطار العريش، موضحًا أن القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع صدقي صبحي، وكذلك وزير الداخلية اللواء مجدي عبد الغفار، كانوا في الصفوف قبل الأمامية.
وأوضح "الشهاوي"، خلال مداخلة هاتفية في برنامج "هنا القاهرة"، مع الإعلامية بسمة وهبة، على قناة "القاهرة والناس"، أن هناك أطراف إقليمية وأجهزة استخبارات لا تُريد الاستقرار لمصر وهي تقف وراء تلك العملية، ورغم أن الهاون الذي استخدم في العملية سلاح بسيط إلا أنه يحاول إظهار بأن العناصر الإرهابية ما زالت تتحرك على أرض الواقع. مشيرا إلى أن "إسرائيل العدو رقم واحد لمصر، تُريد أن تكون سيناء منطقة حرب.
ويغذي هذا المنحى في التحليل امتلاك اسرائيل أجهزة ومنظومة استطلاع وتجسس واسعة في سيناء، كما تجوب طائرات الاستطلاع وطائرات بلا طيار جميع الأراضي في سيناء حتى قناة السويس، بترتيب مع نظام السيسي. كما أسهمت إسرائيل في تمرير العديد العناصر المسلحة التي نفذت عمليات داخل الأراضي المصرية، وفق تقارير مخابراتية.
المسلحونكما يبرز في المشهد دور الخركات المسلحة التي تتواجد بسيناء، فيمكن قراءة استهداف المسلحين لمطار العريش- خلال تفقد صدقي صبحي ومجدي عبد الغفار- الأوضاع الأمنية في سيناء؛ في سياق الرد على العمليات الإجهاضية التي تقوم بها قوات الجيش والشرطة باستخدام القوة الغاشمة، كما وصفها عبد الفتاح السيسي، خلال تكليفه لرئيس الأركان الفريق محمد فهمي حجازي.
ويأتي الاستهداف أيضا في سياق إثبات الذات من جانب العناصر المسلحة، وإثبات قدرتها على شن هجمات على مناطق تمركز القوات المسلحة وقوات الشرطة.
خلل أمنيكما تؤكد الحادثة وجود اختراق أمني كبير؛ فمن المعلوم أن مثل هذه الزيارات الحساسة التي يقوم بها مسئولون كبار في النظام تتم في سرية تامة، ولا يتم الإفصاح عنها إلا لكبار القيادات وقبل الزيارة بساعات قليلة، كما يتم تأمين مكان الزيارة بكثافة كبيرة من قوات الجيش والشرطة والمخابرات العامة والحربية.
فمن أين علم هؤلاء المسلحون بوقت ومكان الزيارة السرية والتي لم تفصح عنها أي من وسائل الإعلام قبل الإعلان عن الحادث؟! وهو ما قد يدعم بوجود اختراق أمني كبير في منظومة الأجهزة التابعة للعسكر.
التخلص من وزير الدفاع المحصنوهو احتمال غير مستبعد، فوزير الدفاع يتحصن بمادة دستورية تمنع من إقالته، وعندما تم تدشين حملات إعلامية لتعديل مادة الفترتين للرئاسة والتي تتضمن أيضا تحصين وزير الدفاع، تم وقفها فورا بعد تهديدات من جانب صدقي صبحي، بحسب مصادر مطلعة بنظام عسكر 30 يونيو.
وسبق للسيسي ودائرته الجهنمية التخلص من قيادات كبار شاركوا ودعموا مشهد الانقلاب العسكري في 3 يوليو 2013، سواء عبر اقالات كمحمود حجازي، أو إحالة للمعاش والتقاعد، أو النقل لأعمال هامشية بالقوات المسلحة كاللواء أحمد وصفي، وعبد المنعم التراس.. وغيرهم.
وهو ما لا يستطيع فعله مع وزير الدفاع.وكانت بعض المصادر تحدثت عن اجتماع لم يسفر عن شيء جرى بين السيسي وصبحي، قبل يوم من حادثة الاستهداف بالعريش، بينما تحدث آخرون عن خلافات بين الرجلين تبدو خافية عن المشهد كعمولات صفقات السلاح واتفاق القواعد الروسية واستخدام المطارات المصرية، والأعمال الاقتصادية للجيش ونسب القيادات وغيرها من ملفات العمليات في غرب مصر بالتعاون مع الإمارات.
أحمد بدويولعل كثيرون يستبعدون استهداف السيسي لوزيراها، على الرغم من أن الكلفة السياسية لهما باتت كبيرة على قائد الانقلاب العسكري، فحجم الخسائر المتصاعدة في القوات المسلحة في سيناء تشير إلى فشل واضح للعمليات العسكرية وإسنادها لمقربين من السيسي والذين انتهوا إلى فشل كبير على إثره تمدد عمل تنظيم داعش لحدود بئر العبد، وهو ما بات يهدد بالانتقال القوي لوسط مصر، وهو ما يمثل تحديا أمنيا كبيرا.
وبجانب فشل الداخلية الواضح في العديد من المواقع والوقائع كحوادث الواحات وغيرها من العمليات المسلحة في الفترة الأخيرة باتت تضع وزير الداخلية على مقصلة الإقالة إلا أن خيار التخلص الآمن من شخصه بات مقبولا سياسيا للسيسي ودائرته الجهنمية، التي تخشى تواجده خارج إطار الوزارة بأوراق ومعلومات موسعة عن النظام ودوائر السيسي لا يروق لدائرة السيسي.
سيناريو التخلص مكرر في الحياة السياسية المصريةلا تزال حادثة
ومن الأمثلة الثابتة على خيانات النظم الحاكمة بقياداتها، ما جرى مع المشير أحمد بدوي وزير الحربية في عهد السادات.والتي ما زال سقوط طائرته تطرح سيلا هائلا من التساؤلات التي لم يجب عنها أحد حتي الآن. حيث سجلت لحظة سقوط طائرة المشير أحمد بدوي ورفاقه آخر مشهد في حياة واحد من أبطال أكتوبر الحقيقيين.
التحق بالكلية الحربية وتخرج فيها ليشارك في حرب فلسطين عام 1948 ثم العدوان الثلاثي وحرب اليمن و حظي بشرف العبور علي رأس الفرقة السابعة مشاه في حرب أكتوبر ونظرا لإعجاب السادات به فقد أوكل إليه قيادة الجيش الثالث الميداني ثم زادت ثقته فيه فاختاره عام 1980 ليشغل منصب القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع وهي الترقية التي لم تحظ بتأييد من حسني مبارك، ومن هنا بدأت ملامح معركة سياسية تبدو في الأفق حسبما تقول الروايات التاريخية.
كان مشهد سقوط الطائرة مذهلا للغاية فإذا كان الحادث من صنع القدر فكيف ينجو طاقم الطائرة فقط وبطريقة فنية و"مسبوكة" بحيث لا تدع وراءها أي أثر لتكتمل بذلك معالم جريمة كاملة.
كان مشهد سقوط الطائرة مذهلا للغاية فإذا كان الحادث من صنع القدر فكيف ينجو طاقم الطائرة فقط وبطريقة فنية و"مسبوكة" بحيث لا تدع وراءها أي أثر لتكتمل بذلك معالم جريمة كاملة.
الحكاية بدأت مبكرا عندما كلف السادات المشير أحمد بدوي بالقيام بمهمة تفتيشية في سيوة ومرسي مطروح وكان السادات يفكر في توجيه ضربة عسكرية ضد ليبيا لخلافه الشهير مع معمر القذافي لكن أحمد بدوي أبدي اعتراضه علي مخطط السادات مما ساهم في تأجيج الخلاف بين الرجلين. توجه الفريق بدوي ومعه 13 فردا من كبار قادة القوات المسلحة إلي سيوة ونزلوا لدي قيادة المنطقة العسكرية بها وفي ظهر يوم الثاني من مارس من عام 1981 كان الفريق ورفاقه علي موعد مع القدر.
كانت الطائرة المنكوبة من طراز (س- 8 هيل) وهو طراز عتيق ولا يعلم أحد لماذا لم يتم تخصيص طائرة أخرى من طراز الكوماندوز للقيام بتلك المهمة فهذه كانت أولى علامات الاستفهام؟ أيضا لماذا ركب جميع القادة في طائرة واحدة مع أنه كان مقررا تخصيص طائرتين للرحلة؟ وكيف يتم السماح لهؤلاء القادة بركوب طائرة واحدة مع أن هذا ممنوع عسكريا؟ لكن على ما يبدو أن أصابع القدر كانت تتحرك بسرعة فلم تدع أي فرصة للتفكير أو المراجعة.
المكان كان عبارة عن ملعب كرة قدم تحيطه بعض أسلاك وأعمدة الإنارة وقد تم تخصيصه لصعود الطائرة المنكوبة.
ركب المشير ورفاقه معا بينما كانوا يتبادلون أطراف الحديث الأخير قبيل استشهادهم وبعد لحظات انطلقت الطائرة يقودها طاقم مكون من أربعة يقودهم المقدم طيار سمير غيث وعلي ارتفاع نحو 5 أمتار عن الأرض اختل توازن الطائرة ثم سقطت وبعد دقائق اشتعلت بها النيران ومن قلب الدخان خرج الطاقم فقط بينما تحولت جثامين المشير ورفاقه إلي كتل ملتهبة من الفحم.
شهود العيان أكدوا أن الحادث لم يستغرق أكثر من 5 دقائق وأن السبب هو أن مروحة ذيل الطائرة تعلقت بأحد أسلاك الكهرباء فاختل توازن الطائرة لتندفع نحو عمود نور فاصطدمت به ثم هوت إلي الأرض. وعلى الرغم من أن هذه الرواية قد تسببت في قذف التهمة إلى القدر وإلى اتهام "عمود النور" في الجريمة إلا أن هذه الرواية رغم بساطتها كانت أول خيط للكشف عن المؤامرة التي تم تدبيرها بذكاء خارق حسب وصف الخبراء في ذلك الوقت.
فالواقع أنه تم ربط ذيل الطائرة بسلك كهربائي مثبت بأحد أعمدة الإنارة دون أن يراه احد بحيث ترتفع الطائرة إلي خمسة أمتار فقط ثم يجذبها السلك لتصطدم بالعمود مرة أخرى!! هذا التفسير تم تجاهله!!
رغم روايات الناجين المتضاربة حول فتح مقبض الطوارئ بصورة تلقائية أو أن أحدا أنقذهم فقط دون غيرهم...
وتبقى حادثة أحمد بدوي مثالا على التخلص الآمن من القايدات غير المرغوب في وجودها.. وهو ما قد يدعم استهداف السيسي لصدقي صبحي في مطار العريش.. وهو ما قد تثبته الآيام القادمة!!!
وتبقى حادثة أحمد بدوي مثالا على التخلص الآمن من القايدات غير المرغوب في وجودها.. وهو ما قد يدعم استهداف السيسي لصدقي صبحي في مطار العريش.. وهو ما قد تثبته الآيام القادمة!!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق