أول تداعيات قرار القدس.. الصهاينة يفتتحون معبدا تحت أساسات "الأقصى"
21/12/2017 04:01 م
كتب كريم محمد:
منذ 12 عاما والشيخ رائد صلاح والحركة الإسلامية في فلسطين المحتلة 1948 يحذرون من قيام الصهاينة ببناء معبد يهودي أسفل المسجد الأقصى، وينشئون حجرات كاملة أسفله، ومنذ 12 عاما وبناء هذا المعبد مستمر حتى وجد الصهاينة الفرصة مع قرار الرئيس الأمريكي باعتبار القدس عاصمتهم اليهودية فقرروا الكشف عن المعبد.
الاحتلال الصهيوني استفز العرب والمسلمين وأعلن افتتاح "كنيس يهودي" أسفل الحائط الغربي للمسجد الأقصى المبارك، وهو الحائط الذي ربط عنده المصطفى ﷺ البراق في رحلة الإسراء والمعراج، ويتخذه اليهود مكانا لصلاتهم.
صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، نشرت يوم الأربعاء الماضي صورا للكنيس اليهودي الذي بناه الاحتلال تحت حائط البراق في إطار الحفريات المتواصلة تحت القدس، وخاصة جنوبي وغربي المسجد الأقصى.
وقالت الصحفية إن الكنيس الفخم الذي تم افتتاحه يقع مقابل ما يسمى "الحجر الكبير" في الأنفاق، مضيفة أن الكنيس يتميز بتصميم خاص، يتضمن ألواحا معدنية كتبت عليها أسفار توراتية، وفيه عشرات المقاعد ومنصبة خشبية دائرية.
وأوضحت الصحيفة إن هذا الكنيس هو نتيجة جهود استمرت نحو 12 عاما، شملت تدعيم وبناء الكنيس وحفريات أثرية في المكان.
وتزامن افتتاح الكنيس مع دعوة وزيرة الثقافة الإسرائيلية، ميري ريغيف، إلى رصد ميزانية من أجل مواصلة الحفريات تحت المسجد الأقصى المبارك والتنقيب عن أساسات "الهيكل" المزعوم، فيما كشف النقاب عن خطة خاصة أعدتها ريغيف بالتعاون مع ما يسمى سلطة الآثار الإسرائيلية لمزيد من الاعتداء على الأقصى.
هذه الخطة الصهيونية تقدر تكلفتها بنحو 250 مليون شيكل ستوظف في أعمال الحفريات تحت المسجد الأقصى وبالقدس القديمة، بذريعة "تعزيز العلاقة والوجود اليهودي والتنقيب عن أساسات الهيكل" المزعوم.
صعود نفوذ متطرفي المعبدوخلال أخر انتخابات صهيونية 2015، حافظ "متطرفو المعبد" الذين يدعمون الحفريات تحت الأقصى وبناء معبد أسفله، على حجم كتلتهم النيابية المقدرة بـ13 نائبًا، وحافظوا على توزيعهم داخل حزبي "الليكود" و"البيت اليهودي".
كما أن ممثليهم داخل "الليكود" تمكنوا من التقدم أكثر لينتقلوا من مواقع نواب وزراء ليتولوا مواقع وزارية، كما أن دخول "البيت اليهودي" شريكًا حكوميًا مع نتنياهو مكنه من فرض كثير من الشروط، بينها تسليم وزارة العدل للمتطرفة "أيليت شاكيد".
وقد ترتب على هذا الفوز في انتخابات الكنيست الأخيرة، نفوذاً حكومياً غير مسبوق لمتطرفي المعبد؛ تمثل في 7 حقائب وزارية تشكل 28% من الحقائب في هذه الحكومة، 3 منها لوزراء من "البيت اليهودي" وهي: العدل (أيليت شاكيد)، والزراعة (أوري أريئيل)، والتعليم (نفتالي بينيت)، و4 منها لوزراء من "الليكود" هي: السياحة والأمن الداخلي (يريف ليفين)، والثقافة والرياضة (ميري ريغيف)، والاستيطان والشؤون الاستراتيجية (زئيف إلكين)، والعلوم والتكنولوجيا (داني دانون).
ونتج عن هذا تزايد التهديد المتصاعد للأقصى، بداية من الاقتحامات اليومية للمستوطنين الي تزايد الحفريات أسفله الي محاولة فرض أمر واقع بالصلاة المشتركة داخله لليهود مع المسلمين كما فعلوا في المسجد الابراهيمي بالخليل.
وزادت جرأتهم أكثر وأكثر على أرضنا ومقدساتنا بعد إعلان ترمب القدس عاصمة للكيان الصهيوني.
قصة المعبد اليهوديفي 3 يناير 2006 تم الكشف عن هذا المعبد اليهودي الجديد والحفريات المتواصلة والإنشاءات أسفل حرم المسجد الأقصى المبارك، واعتبر الشيخ عكرمة صبري -مفتي القدس والديار الفلسطينية ورئيس الهيئة الإسلامية العليا- حينئذ أن الخطر على المسجد الأقصى قد بلغ أقصى درجات الخطورة، مؤكدا إقامة مؤسسة الاحتلال غرفا جديدة تحت حرم الأقصى تعرض التاريخ اليهودي المزعوم.
كما تحدث الشيخ رائد صلاح في مؤتمر صحفي وعرض فيديو لهذه الانتهاكات والمعبد الذي يجري بناؤه، وقال إن مصمما يسمى "الياف نحليئيلي " قام على مدار السبع سنوات الماضية بإقامة سبع غرف تحت حرم الاقصى المبارك، واجتهد معتديا أن يجسد من خلال هذه الغرف ما يدعي بقوله إنه تاريخ الشعب الاسرائيلي قديماً وحديثا، وصممت هذه الغرف بحيث تحمل كل غرفة رمزا معينا كمراحل ما يدعيه من تاريخ الشعب الاسرائيلي قديما وحديثا.
في 10 يناير 2007 كشفت مؤسسة الأقصى عن تفاصيل أخرى لبناء هذا الكنيس اليهودي الجديد، مؤكدة أنه يبعد عن المسجد الأقصى 50 مترًا فقط، وتقوم به جمعية "عطيرات كوهنيم" اليهودية.
ويُقام الكنيس على أرض وقفية تابعة لـ(حمام العين) الذي يبعد أمتارًا عن مدخل حائط البراق والجدار الغربي للمسجد الأقصى المبارك، علما أن الوثائق التاريخية والإسلامية تؤكد أن "حمام العين" هو حمام وبناء مملوكي أنشأه الأمير تنكز الناصري سنة 737هـ/1337م وأحد أمراء الناصر محمد بن قلاوون.
وقالت إن الجزء الأكبر من وقف حمام العين وريعه وقف لمصلحة المكتبة الخالدية المشهورة بالقدس الواقعة في المنطقة المجاورة للحمام، في عام 1900م وتدل على ذلك وثائق المحكمة الشرعية في القدس.
وفي 12 أغسطس 2010 تحدث رئيس مؤسسة الأقصى عن انتقام الاحتلال من المؤسسة لقيامها بفضح مخططات الاحتلال لبناء كنس في حي المغاربة في محاولة لتهويد الحرم القدسي الشريف.
ولم يبدأ التهويد في الأقصى مع بناء هذا الكنيس اليهودي ولكنه بدأ في الحادي عشر من يونيو عام 1967م حينما قام الصهاينة بهدم حارة المغاربة المجاورة للحائط الغربي للمسجد الأقصى بعد مهلة 24 ساعة.
ففي ذلك الحين أعطيت للسكان مهلة لإخلاء الحي؛ حيث تم طرد 650 عربيا من حارة المغاربة التي أوقفها عليهم الملك الأفضل الأيوبي في القرن الثالث عشر الميلادي كما تم طرد 3 آلاف عربي من حارة الشرف، التي أطلق عليها فيما بعد "حارة اليهود".
وبهدم حارة المغاربة استولى الصهاينة على الحائط الغربي للمسجد-حائط البراق -وأطلقوا عليه زوراً وبهتاناً "حائط المبكى" وقاموا بتوسيع الساحة الملاحقة له.
ومنذ الاحتلال الإسرائيلي الكامل لمدينة القدس عام 1967 م قامت سلطات الاحتلال بهدم جميع الأبنية الإسلامية والأثرية الواقعة حول المسجد الأقصى بهدف تغيير وإزالة المعالم الإسلامية التي تتصف بها المدينة.
معركة بناء الهيكل اليهودي تقتربعلي كثرة من يعلنه علماء المسجد الأقصى وقادة الحركة الإسلامية في فلسطين المحتلة عام 1948 وعلي رأسهم الشيخ رائد صلاح رئيس لجنة الدفاع عن الأقصى، والشيخ عكرمة صبري مفتي القدس عن خطط صهيونية لهدم المسجد الأقصى وإقامة كنيس يهودي مكانه، فقد جاءت تصريحات الشيخان يوم 3 يناير 2006 حول بناء معبد أسفل الأقصى لتكشف أن معركة بناء الهيكل اليهودي تقترب.
وعرض الشيخ صلاح منذ 2006، صورا في شريط فيديو تؤكد إقامة ذلك البناء الذي يمتد بأعماق ومسافات مختلفة تحت الأقصى ويصل على بعد 95 مترا من قبة الصخرة، محذرا ضمنا من أن الخطوة المقبلة هي نسف الأقصى.
وفي هذا الصدد يمكن سرد عدة تطورات تبين خطورة ما جري ويجري على النحو التالي:
وفي هذا الصدد يمكن سرد عدة تطورات تبين خطورة ما جري ويجري على النحو التالي:
1- التقارير التي تقدمها المخابرات الإسرائيلية العامة (الشاباك) للحكومة الصهيونية منذ سنوات تؤكد أن هناك مجموعات يهودية قد وضعت بالفعل مخططات لعملية لتدمير المسجد الأقصى، وبعض السيناريوهات التي وضعها المتطرفون اليهود منذ التسعينات تشير إلى إمكانية التسلل إلى المسجد الأقصى وتفجيره عبر استخدام تقنيات متقدمة، وتعزيز عمليات الحفر تحت الأقصى وبناء معبد أسفله، والجديد هو دعم الحكومة الصهيونية لهم.
2- قدّمت ثلاثة جمعيات استيطانية إسرائيلية طلباً للحكومة الإسرائيلية لتحويل المدرسة العمرية الواقعة في الزاوية الشمالية الغربية للمسجد الأقصى المبارك -التابعة لبلدية القدس-إلى كنيس يهودي أو السماح لليهود بأداء صلاتهم في هذه المدرسة، والمدرسة العمرية تبلغ مساحتها ثمانية دونمات، وهي إرث إسلامي ديني، وهي أيضاً إرث حضاري عربي، ويقع تحتها أروقة كبيرة تمتد تحت ساحات حرم الأقصى من الداخل، وتصل إلى قبة الصخرة المشرفة.
3- كشفت مصادر إسرائيلية النقاب عن "أن الجماعات اليهودية المتطرفة التي تسعى إلى بناء (الهيكل) مكان المسجد الأقصى الشريف أكملت نهاية التسعينات إعداد فانوس من الذهب شبيه بالفانوس الذي كان يستخدم في عهد (الهيكل الثاني)، وتم استخدام حوالي 42 كغم من الذهب الخالص في صنع هذا الفانوس، ولقد كلف صنع الفانوس حوالي خمسة ملايين شاقل تبرّع بها رجل الأعمال اليهودي الأوكراني "فاديم ربينوفيتش"، وذكرت صحيفة (كول هعير) الإسرائيلية أنّ معهد الهيكل الذي أنشأته حركات يهودية متطرفة في مقدمتها أمناء جبل الهيكل يعكف على صنع أدوات أخرى ستخصص للاستخدام في الهيكل، الذي يجري التخطيط لإقامته بما في ذلك مذبح من الذهب وطاولة.
4- يعكف اليهود على دراسة نصوص التوراة لاستخراج أدق التفاصيل لكيفية أداء الطقوس الإلهية كما كانت تمارس في مملكة إسرائيل منذ ثلاثة آلاف عام ، ويعيدون صياغة أدوات العبادة، ويجمعون الأواني النحاسية لتلقي دماء الذبائح، وكؤوس حفظ السوائل المقدسة، وأبواق النداء والزعيق للطقوس، وعلى بعد خطوات من حائط البراق -المبكى كما يسمونه، أقيم متحف صغير لعرض أدوات العبادة على الجماهير المتلهفة، وتعرض الآن في إسرائيل في أماكن متفرقة العشرات من أنواع الأدوات الدينية التي سيحتاج إليها رواد الهيكل عندما يبنى، مثل: المعدات التي تستخدم في معالجة الرماد بعد التضحية بالقرابين، والآنية والنبيذ المقدس ، ومفروشات العبادة ، كلّ ذلك أصبح جاهزاً للهيكل المزعوم.
5- يحاول اليهود المتدينون الحصول علي بقرة حمراء ولا يمر وقت إلا ويعلنون عن مولد بقره حمراء كما قالوا في أواخر التسعينيات "كعلامة على اقتراب بناء الهيكل الثالث"، وفقًا لمواصفات البقرة المقدسة التي وردت في التوراة والقرات فإن البقرة الحمراء من غير بقع، ويرونها ضرورية لنقاء الطقوس الشعائرية، ولكنهم يريدون ذبح البقرة وحرقها وتحويل رمادها إلى سائل لاستخدامه في احتفال ديني يعتقد اليهود المتدينون أنه يجب أن يسبق بناء الهيكل الثالث مكان المسجد الأقصى المبارك، وفي هذا الاحتفال يغسل الذين يدخلون جبل الهيكل أيديهم برماد البقرة.
6- تم السماح لما يعرف بـ (منظمة أمناء جبل الهيكل) اليهودية المتطرفة بوضع حجر الأساس (للهيكل المزعوم) يوم 29 يوليو 2001م، ويصادف حسب التقويم العبري التاسع من اغسطس-الذي يعتقد اليهود أنّه تاريخ هدم الهيكل الثاني سنة 70م.
7- تم تجهيز الشمعدان الخاص بالهيكل، وهو موجود بالكنيست وكان أولمرت-رئيس الحكومة السبق -قد أشار إلى إنجاز شمعدان ذهبي خالص بتمويل من المليونير اليهودي المصري (موسى فرج)، والشمعدان السباعي ليس واحداً فقط على ما يبدو، ولهذا جرت ولا تزال تجري المساعي للعثور على القديم وإنجاز مجموعة أخرى من الشمعدانات الجديدة حيث قال (باروخ بن يوسف) زعيم منظمة بناة الهيكل "إنّ جماعته انتهت من صنع شمعدان ذهبي ضخم تم صنعه في أمريكا، ونقل بالفعل إلى إسرائيل".
القضية بالتالي ليست بناء معبد أسفل الاقصي ولكنها خطة متكاملة تمهيدا لنسف المسجد وبناء الهيكل المزعوم.
التعليقات / عدد التعليقات (0)
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق