Mohamed Morsi.
بعث المهندس محمد شريف كامل، الأمين العام للمجلس الثوري المصري، برسالة إلى الرئيس محمد مرسي، المُختطف في سجون الانقلاب منذ 5 سنوات.
وقال كامل، في رسالته: “سيادة رئيس جمهورية مصر العربية.. أكتب إليك من خلف أسوار الظلم لعل صوتي يصل إليك، أكتب إليك باحثًا عن العدل والحريّة، في زمن جار فيه العدو على وطني وناسي، وسكن داري، واغتصب أغلى ما لديّ، اغتصب وطني وأحلام أبنائي”.
وأضاف كامل “أكتب إليك من خلف أسوار السجن الذي سكناه بظلم الجبارين، وتأييد المنافقين، وصمت الجبناء، سكناه يوم شُلت أيدينا عن رفض المتسلطين. نعم، لقد حبسوا جسدك، ولكنهم لم يستطيعوا أن يحبسوا كلماتك عن الحرية وعن الشرعية وعن الحق. لقد خانك وخاننا يهوذا العصر الحديث، ساكن قصور الملوك في الخليج، ومدمر كل أحلام الشعوب في اليمن وسوريا وليبيا وأرض الكنانة ومن قبلهم فلسطين”.
وتابع كامل قائلا: “سيادة الرئيس: قد تتساءل: لماذا لم أخاطبك إلا اليوم، والظلم يغلف حياتنا، بل ويتغلغل داخلها منذ عشرات السنين، طوال هذه السنين راودني الأمل، كما راود كل شعبنا، في شمس يوم جديد، وعندما جاء ذلك اليوم أطاح به من باعوا شرفهم على قارعة الطريق”، مضيفا “لقد حبسوا فيك وفينا رمزا للحرية، وذهب سجاننا يبحث ويدلل في سوق العبيد، يبحث هو وزبانيته عن بديل غير شرعي؛ لمحاولة قتل الثورة في صدور الشعوب، وها هو يعاود الكرة وخلفه يقف يهلل ويصفق قوّادو كل العصور”.
واستطرد كامل قائلا: “أكتب إليك اليوم لأشكرك من كل قلبي لأنك لم تبدد ولم تفرط في حق، ولم تفرط في صوتي الذي أدليت به في أول انتخابات ديمقراطية في تاريخ مصر، كان لك أو لم يكن، لكنه كان صوتا حرا”، مضيفا: “أكتب إليك تحية لشخصكم الأبي ولصمودكم الذي نستلهم منه خطوات الطريق”.
وواصل كامل رسالته قائلا: “سيادة الرئيس.. لا تعجب أن يكتب لك ذلك من يختلف معك فكريا، ولكني لا أستطيع أن أختلف مع صمودك ورمزيتك، وحقك وحقي في أن تسترد شرعيتك وشرعيتنا، وأن تستكمل مدتك وتسترد وطننا الذي استوصيناك عليه يوم انتخبتك مصر”، مضيفا “أكتب إليك رسالة حب وتقدير، ولو كنت حرًا ربما كتبت لك رسالة نقد وتنديد. ولكن هذا ليس من شيم الأوفياء، ولا من أخلاق الثوار أن يرجموا من لا ذنب له، وأن ينتقدوا من لا يملك حق الرد”.
واختتم كامل قائلا: “قد أختلف معك، نعم، وهذا حقك وحقي، ولكني أتفق معك في حب الحرية والحق والوطن، لذا فأنا أشكرك وأشد على يديك وبأعلى صوتي أرفض أي بديل غير شرعي، فلسنا لقطاء، ووطنا وحقنا هما شرفنا وهما ليسا للبيع”، مضيفا: “دمت صامدًا أبيًا، ودام شعب مصر على الحق، وردك الله لشعبك سالمًا معافى”.