لأن كل مسيحي مُتصهين كجورج بوش مثلًا -ربما- يقرأ في صلاته:
(يا بنت بابل المخربة طوبى لمن يجازيك جزاءك الذي جازيتنا، طوبى لمن يمسك أطفالك ويُهشم على الصخرة رؤوسهم).
ولأن وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة (مادلين أولبرايت) حين سألتها مراسلة (CBS) في 11/5/1996:
(سمعنا أن 500 ألف طفل عراقي ماتوا حتى الآن، وهذا العدد يفوق عدد الناس الذين ماتوا في هيروشيما وأنت تعلمين .. فهل يستحقون ذلك؟).. فأجابت أولبرايت: (أنا أعتقد أن الخيار صعب للغاية، ولكن هل يستحقون ذلك أم لا، نعم.. أنا أعتقد أنهم يستحقون ذلك).
ولأن قتل مليارات البشر والحماقات القائمة على التلمود والميثولوجيا والأساطير تُعدّ عند أقوى دولة في العالم (برنامجًا سياسيًا)، حيث تقود العالم نحو الحرية والعدل والسلام والديمقراطية والقيم الإنسانية بسكين لم يحمل بمثل طولها وعرضها جنديّ في مقاطع الذبح الداعشية الدموية .!!
ولأننا نحن كمسلمين يبدو أنه قد كُتب علينا أن لا نموت ولا يقتل لنا قتيل إلا بالسلاح الأمريكي.
ولأنك تهتف بـ (تحيا أمريكا راعية السلام)، وهي العدو الأول لك ولي ولأبيك ولجدّك ولابنك ودينك وتاريخك ولمن لم يولدوا بعد من بني قومك وأهلك وعشيرتك ودمك.
ولأنَّ أقلام المارينز المرتزقة من بني جلدتنا لازالوا يكتبون وهم يعرفون أنه عندما يتفرق القطيع تقوده (العنزة الجرباء)، ولأنهم أنفسهم يؤمنون أن الميت لا يتحرك وأن ميليشياتهم العلمانية الليبرالية اليسارية النخبوية التي تدّعي الاستنارة والتقدّمية، قد أخلصت وتكفّلت بإخفاء الحقيقة أو تبريرها أو تجاوزها من أجل عيون المصلحة أو المرحلة أو الجحيم.
من أجل كل ذلك ومن أجل ما هو أكثر وأكبر من كل ما ورد، أُقدّم لكم بعض حقائق أمريكا.
يا كُل الإنسانيين المُرهفين المفصومين العرب، اقرأوا واحكموا يا عبيد بني علمان وليبرال، من هو المجرم الإرهابي وقد جئناكم بالمصادر الأمريكية والبريطانية لتكون الشهادة الدامغة والاعترافات من أفواه القوم أنفسهم، فكذّبوها إن استطعتم ولتسحقوني -بعدها- بألف حجر على حجر.
هذا نموذج من الإرهاب البروتستانتي الطائفي الداخلي، فدعونا نقرأ عن إرهابهم الخارجي ودمويتهم التي لازالت آثار جروحها الغائرة على جلدك.. ومن هنا فلتبدأوا:
1- عندما استوطن البروتستانت أراضي الهنود الحمر المسماة زورًا (أمريكا)، رفعوا شعارًا اجتثاثيًا هو (التدمير أسهل من التنصير). تضمّن كتاب: (العملاق) الذي كتبه (يوردجاك) عام 1664، نصائح للقيادات البروتستانتية جاء فيه:
(إن إبادة الهنود الحمر والخلاص منهم أرخص بكثير من أي محاولة لتنصيرهم أو تمدينهم؛ فهم همج، برابرة، عراة، متخلفون وهذا يجعل تمدينهم صعبًا).
(إن إبادة الهنود الحمر والخلاص منهم أرخص بكثير من أي محاولة لتنصيرهم أو تمدينهم؛ فهم همج، برابرة، عراة، متخلفون وهذا يجعل تمدينهم صعبًا).
2- أسفرت سياسة الإبادة الأمريكية تلك عن أكبر جريمة في التاريخ؛ ففي خلال قرنين قُتل 122 مليون هندي أحمر في سبيل تحقيق (الحلم الأمريكي)، وليُسدل الستار الحزين على حضارات (المايا، والازيتا، والبوهانن)، وأقيم صرح أمريكا زعيمة (العالم الحر وحمامة السلام وتمثال الحرية) على جماجم وأشلاء مئات الملايين من البشر.
3- بعد فراغ أمريكا من العبيد (الحُمر) قرروا استيراد العبيد (السُمر)، فتحول البروتستانت إلى بحّارة يجوبون سواحل إفريقيا لاصطياد (العبيد) بحشرهم في سفن الموت، وقد جلب الأمريكيون وحدهم ما لا يقل عن 32 مليونً من الأفارقة المُسترقّين، جاءوا بهم من أعالي البحار مُقرّنين في الأصفاد، يا من تتحدثون عن السَبْي في الإسلام والتهجير والاستعباد.
4- تؤكد التقارير أن ما لا يقل عن 25 مليونًا من الأفارقة الذين تم شحنهم من (جزيرة جور) الواقعة في مواجهة العاصمة السنغالية (داكار)، قد قضوا نحبهم قبل أن يصلوا إلى العالم الجديد في رحلات الموت والعذاب، وكانوا إذا وصل أحدهم إلى سن لا يستطيع خدمة دعاة (الرحمة والسلام) -أقصد الأمريكيين الأوائل- كانوا يقومون بقتل عبيدهم بـ (رصاصة الرحمة)، وكانوا يحزنون ويتقطّعون أسفًا على ثمن الرصاصة القاتلة الآثمة.
5- عام 1978، صدر تقرير عن منظمة اليونسكو يتحدث عن هول الكارثة الإنسانية التي حلّت بإفريقيا من أجل (بناء) أمريكا دولة (المحبة والسلام)، جاء فيه: (أن إفريقيا فقدت من أبنائها في تجارة الرقيق نحو 210 ملايين نسمة)، ومع هذا لايزال بعض المفصومين العرب يرفعون عقيرتهم قائلين: أمريكا سيدة السلام ومُحررة العبيد وأميرة سيداو.
6- في أتون الحرب العالمية الثانية في عام 1945، أمر الجنرال (جورج مارشال) رئيس الأركان الأمريكي بتنفيذ أكبر عملية قصف تدميري وجحيم مُستعر واسع النطاق في التاريخ للمدن اليابانية الكثيفة السكان، فتم إطلاق 334 طائرة أمريكية لإلقاء القنابل الحارقة لتدمر ما مساحته 16 ميلًا مربعًا، ولتقتل في ساعات نحو 100 ألف شخص، ناهيك عن تشريد نحو مليونا آخرين!
7- ثم خُتم ذلك المشهد الدموي بشلال هائل مرعب من الدماء والاشلاء عندما أقدم الأمريكيون على استعمال السلاح الذرّي، وكانوا أسبق البشر إلى استعماله عندما أسقطوا قنبلتين فوق هيروشيما وناجازاكي لتحصُد مئات الألوف بدقائق بلا أدنى تفريق بين مدني أوعسكري أو رجل أوامرأة، أوطفل أو رضيع أو نبات أو جماد أو حيوان..!!
8- في الخمسينيات من القرن الماضي وقعت الحرب الكورية عندما عزل الأمريكيون الحكومة الشعبية وأغرقوا البلاد في حرب طاحنة أشاعت نارًا ودمارًا. يقول (ناعوم تشومسكي) الكاتب وعالم اللسانيات الأمريكي واصفًا نتائج تلك الحرب: ( أشعلنا حربًا ضروسًا، سقط خلالها 100 ألف قتيل… وفي إقليم واحد صغير سقط 40 ألفًا من القتلى أثناء ثورة قام بها الفلاحون).
*الأخ تشومسكي الذي قال، لا أنا يا معشر الجاهزين للتكذيب، (ذبًّا عن عرض المُحصنة الغافلة أمريكا).
9- أمريكا رائدة الديمقراطية هي أكثر دولة تحارب الديمقراطية في العالم.
*تشومسكي العالم الامريكي يقول:
(أعاقت حكومتنا الحكومات البرلمانية وأسقطت بعضها في إيران عام 1953، وجواتيمالا عام 1945، وتشيلي عام 1972، ولم تكن أساليب الإسقاط طبيعية ولم يكن القتل العادي هو عمل القوات؛ بل قتل القسوة والتعذيب السادي: تعليق النساء من أقدامهن بعد قطع أثدائهن، وفض بكارتهن، وقطع الرؤوس وتعليقها على خوازيق، ورطم الأطفال بالجدران حتى يموتوا).
*أين اليونيسيف المُتباكية على مشاعر الأطفال الذين تعرّضوا للتهجير, وأين كاميرات محطّاتنا الفضائية التي لطالما ركّزت على دفاتر الرسم وخرابيش الأطفال على الجدران؟
10- بلغ عدد القتلى الفيتناميين عند انتهاء الحرب عام 1973، حسب التقرير الذي نشرته مجلة نيويورك تايمز في (8/10/1997) والذي أشار إلى أن نتائج الحرب الأمريكية في فيتنام أسفرت عن:( 3.6 مليون قتيل، و6 مليون جريح، و13 مليون لاجئ).
11- أمريكا راعية الحرية والديمقراطية هي من ساندت أعتى طغاة العالم أمثال: (سوموزا) في نيكاراجوا، و(بينوشيه) في تشيلي، و(ماركوس) في الفلبين، و(بوتو) في باكستان، و(باتيسيتا) في كوبا، و(دييم) في فيتنام، و(دوفاليه) في هايتي، و(سوهارتو) في إندونيسيا، و(فرانكو) في إسبانيا، و(آل أسد) في سوريا، و(محمد رضا بهلوي) في إيران، و(السيسي ) في مصر.
12- وجاء دور العراق الذي تصفه نبوءات التوراة والميثولوجيا المُحرّفة بأنه مصدر(خطر) على يهود، فقامت أمريكا وبدعم مادي وبشري من دول الطوق العربي بتدمير العراق لتقرّ أعين اليهود وليبوء العبيد وعلماؤهم بما باؤوا به، بينما أنت مُنهمك بعدّ الرؤوس التي أجهزت عليها سكاكين الدواعش الدموية .
13- نشرت صحيفة الجارديان البريطانية في ديسمبر 1991، تقريرًا نقلت فيه عن العقيد الأمريكي (بانتوني مارينوم) وهو يصف عمليات طمر العراقيين في الخنادق أحياء، قال العقيد مارينوم:
(من المحتمل أن نكون قد قتلنا بهذه الطريقة آلاف الجنود… لقد رأيت العديد من أذرع العراقيين وهي تتململ تحت التراب وأذرعها ممسكة بالسلاح).
14- سئل ( كولن باول) رئيس الأركان الأمريكي سابقًا ووزير الخارجية لاحقًا عن عدد القتلى من العراقيين، فقال: (لست مهتمًا إطلاقًا).
*نعم يا بني قومي.. لم يكن مهمًا عند (باول) أن 200 ألف عراقي قُتلوا أثناء انسحابهم من الكويت، حتى سُمّي الطريق الذي سلكوه بـ(طريق الموت).
ويصف أحد الطيارين المشاركين بقوله:
(كان الأمر كأنني أُطلق النار على سمك في برميل فأين يهرب؟ وكيف نُحصي الصيد والضربة الواحدة تصيب عشرات الأهداف؟).
15- لم يقتصر الأمر على العسكريين بل قتل 8 آلاف من المدنيين منهم 430 قضوا في ملجأ العامرية أثناء القصف الوحشي الهمجي الذي أطلق عليه الأمريكان اسم: (الحرب النظيفة)؛ لأنها تقوم على استراتيجية التصويب الدقيق باستخدام الحرب الإلكترونية (الذكية) التي تصبح غبية؛ بل وشديدة الغباء وتخطئ الهدف عندما يريدون.
ولكنها استراتيجية تُجنب الأمريكيين الاحتكاك المباشر الذي (قد) يُسفرعن سقوط ( ضحايا) عسكريين أمريكيين ( أبرياء)، هم أبطال هناك بين أقوامهم!
16- هاجمت طائرة أمريكية من نوع (الشبح) ملجأ العامرية بصاروخ (ذكي جدًا) موجه بالليزر، مُحدثًا فتحة في السقف لينفجر في مستشفى الملجأ، وبعد 4 دقائق تم توجيه صاروخ (شديد الغباء) عبر الفتحة نفسها التي أحدثها الصاروخ الأول ليغلق الانفجار الأبواب الفولاذية التي يبلغ وزنها 6 أطنان وسمكها نصف متر، ويحرق المئات من المرضى فورًا وتبخّر كثيرون منهم بالحرارة التي بلغت آلافًا عديدة والمتولدة من حمم الانفجار العالي الرهيب، وكان مصير المئات منهم الغليان حتى الموت في مياه المراجل الضخمة المدمرة!
17 – بعد المجزرة النضاحة بالدماء المرعدة بالموت تم العثور على 11 شخصًا قذف بهم الانفجار العنيف خارج الملجأ لمئات الأمتار، وبعد ساعات مُلتهبة استُخرج من الملجأ البقايا السوداء المشوهة (430 قتيلًا) وقُدّر أن المئات منهم احترقوا وتبخّروا ولم تعُد ثمّة وسيلة لتحديد هويتهم، ووصف شهود عيان منهم (توم دالي) العضو العُمّالي في البرلمان البريطانى آثار النساء والأطفال المتفحمة على جدران الملجأ، قائلًا: (تفحمت طبعات أقدام وأيدٍ صغيرة على الجدران والسقوف، وانطبعت على جدران الطابق الأسفل عند علامة الماء في الخزانات المتفجرة آثار اللحم البشرى على ارتفاع خمسة أقدام).!!!
18- السجلّ المروّع والألم الذي يرويه لنا كتاب: (التنكيل بالعراق) لمؤلف إنجليزى هو (جيف سيمونز)، اقرأوا الكتاب لتدركوا أي نوع من الإجرام والوحشية يدمغ أمريكا.. إهداء الكتاب يقول:
(إلى المليون طفل عراقي الذين قتلتهم الحرب البيولوجية الأمريكية في عقد التسعينيات، وإلى مئات الآلاف الآخرين الذين سيلحقون بهم في الأشهر والسنوات القادمة).
19- على الغلاف الخلفي للكتاب يقول نعوم تشومسكى: (التنكيل بالعراق سِجلٌ حافل بالجرائم الرهيبة المستمرة، يصدم القارئ، ومن شأنه أن يشعرنا جميعًا بالعار)، ويقول النائب البريطاني (تونى بن) واصفًا الكتاب: (إنه سِجلٌ مُتّقد بالغضب وأكاديمي موثق في آن معًا).
20- مليونان من العراقيين قتلتهم الحرب البيولوجية الأمريكية في التسعينيات كما يذكر ذات الكتاب، مُراسل مجلة نيوزويك الأمريكية يقول: (مررنا بجنود موتى راقدين، وكانوا بلا علامة عليهم، ووجدنا آخرين بُتروا بترًا شديدًا، ساقان في سروالهما على بعد 50 ياردة من نصف الجسم الأعلى)..!!!!!
21- صحفي بريطاني آخر علّق قائلًا: (كانت الحرب نووية بكل معنى الكلمة، جرى تزويد جنود البحرية بأسلحة نووية تكتيكية والأسلحة المطورة أحدثت دمارًا يشبه الدمار النووي. استخدمت أمريكا متفجرات الوقود الهواء المسماة Blu-82، وهو سلاح زنته 15000 رطل وقادر على إحداث انفجارات ذات دمار نووي حارق لكل شيء في مساحة تبلغ مئات الياردات)!
22- تقرير سرّي لهيئة الطاقة الذرية البريطانية يقدر ما خلفته أمريكا وقوات التحالف في ميادين الحرب في العراق بما لا يقل عن 40 طنًا من اليورانيوم المنضب، لتتوالى كوارث الحرب الأكثر تسميمًا في التاريخ من غبار وذرات اليورانيوم التي ستستمر في الهبوب على شبه الجزيرة العربية إلى مدى طويل جدًا.
23- تم تلويث الجو والهواء والتربة والأنهار والأشجار والأحجار بكميات مفزعة من الإشعاع السرطاني، والكارثة مستمرة لآلاف السنوات القادمة والأطفال في العراق يلعبون بدُمى مصنوعة من قذائف اليورانيوم والنتيجة موت سرطاني بطيء حثيث مُحتّم......!!!!
الكاتبة احسان الفقيه
نشرت في موقع التقرير بتاريخ 11 فبراير 2015
نشرت في موقع التقرير بتاريخ 11 فبراير 2015
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق