لتي كان خاشقجي يعمل على تأسيسها
كشفت صحيفة The Daily Beast الأميركية، أن أحد أشد منتقدي الحكومة السعودية، الذي اختفى الأسبوع الماضي، كان يعمل على تأسيس وإطلاق منظمة لدعم الديمقراطية.
دخل جمال خاشقجي، الصحافي السعودي البارز، الذي يُقيم بصورة شرعية في الولايات المتحدة، وينشر مقالته في قسم الرأي في صحيفة The Washington Post، إلى القنصلية السعودية في إسطنبول، في الثامن والعشرين من شهر سبتمبر/أيلول الماضي، ثم اختفى.
وقد صرَّحت مصادر في الحكومة التركية للعديد من وسائل الإعلام، بما في ذلك صحيفةNew York Times، أنهم يعتقدون أن خاشقجي تعرَّض للقتل داخل القنصلية، وقطعت أوصال جسده، وهُربت قطعة قطعة. وفي الوقت نفسه، أكدت الحكومة السعودية أن خاشقجي غادر القنصلية سالماً ولم يصب بأذى.
خاشقجي كان ينوي تحويل قناعاته لأفعال
وعرف خاشقجي بانتقاداته البناءة للحكومة السعودية في مقالاته بشكل متكرر، وقبل اختفائه، كان ينوي تحويل قناعاته وحججه إلى أفعال.
فقد صرحت مصادر مطلعة على خططه لصحيفة The Daily Beast، أنه كان يعمل على تأسيس منظمة غير حكومية هدفها المُعلن هو تعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان في العالم العربي.
تأسست المنظمة التي تسمى «ديمقراطية للعالم العربي الآن» (تُعرف اختصاراً باسم DAWN) في ولاية ديلاوير الأميركية، كمنظمة معفاة من الضرائب، في يناير/كانون الثاني من هذا العام، حسبما ذكرت الوثائق التي استعرضتها الصحيفة.
المبادئ الأساسية للمنظمة التي كان ينوي خاشقجي تأسيسها
ووفقاً لما جاء في بيان المبادئ الأساسية للمنظمة، فإنها تهدف إلى تقديم «خطاب مضاد في العالم العربي والغرب للمُشككين في الربيع العربي». كما اعتزم أعضاؤها أيضاً توعية أصحاب الأعمال وصانعي السياسات والصحافيين ومراكز الأبحاث بأهمية الديمقراطية في الشرق الأوسط.
كانت المجموعة تنوي الضغط من أجل إحداث تغيير ديمقراطي، على الرغم من أن ذلك قد يتعارض مع أهداف السياسة الخارجية الأميركية. وجاء في بيان للمجموعة أنه «على الرغم من أن إجراء انتخابات حرة ونزيهة قد يؤدي إلى صعود بعض الحكومات الأقل مواءمة لمصالح الولايات المتحدة، فإنه يتعين عليها احترام العمليات الديمقراطية».
وقائع قتل غير مُعلن
القصة الكاملة والغامضة لغياب الصحفي السعودي جمال خاشقجي بعد دخوله قنصلية المملكة في اسطنبول
وأضاف البيان «أن ضحايا الأنظمة الاستبدادية في العالم العربي يتطلعون إلى القيادة والريادة من الولايات المتحدة، وتعتزم منظمة «ديمقراطية للعالم العربي الآن» توفير مثل هذه القيادة».
تشير الوثائق إلى أن خاشقجي كان من المقرر أن يتولى رئاسة المنظمة، وأنه سعى إلى جمع «المنفيين المشتتين في عواصم ومدن العالم المختلفة على إثر ثورات الربيع العربي، لتعزيز معنوياتهم والاستفادة من خبراتهم».
كما خططت المنظمة لمراقبة التزام الحكومات الإقليمية بالقيم الديمقراطية وإصدار تقرير سنوي عن النتائج التي توصلت إليها.
«واشنطن بوست» أكدت المعلومات أيضاً
قال فريد هيات، مدير تحرير صحيفة The Washington Post الأميركية، لصحيفة The Daily Beast، إن صحيفته كانت على علم أن خاشقجي كان يتطلع إلى الانتقال رسمياً إلى عالم الدعوة والدفاع عن الديمقراطية.
وأضاف: «لقد علمنا باهتمام جمال ببناء المنصات لتعزيز مناقشة القضايا التي تحوز اهتمامه، ولا سيما القضايا المتعلقة بالحرية والديمقراطية في الشرق الأوسط». وتابع قائلاً: «وكنا على ثقة كذلك من أنه سيقدم هذه الجهود بشفافية إلى القراء».
قال خالد صفوري، وهو معلق سياسي أميركي من أصول عربية، وتجمعه صداقة منذ مدة طويلة مع الصحافي المختفي، لصحيفة The Daily Beast، إن خاشقجي قام برحلات إلى أوروبا لجمع الأموال لدعم منظمة «ديمقراطية للعالم العربي الآن» من المغتربين الذين ينتمون إلى الدولة الخليجية.
وقال إنه لم يعبر عن نوايا لإسقاط الحكومات، بل إلى تعزيز حقوق المواطنين الذين يعيشون في المنطقة العربية.
وأضاف صفوري: «لقد قال لي، أنا لا أنتمي إلى المعارضة. فأنا لا أريد أن أطيح بحكم آل سعود. ولا أريد استبدالهم بنظام آخر. كل ما أريده هو أن يتمتع الناس بحرية التعبير. نحن نعيش في القرن الواحد والعشرين، ويجب علينا مواكبة بقية العالم».
وأردف قائلاً، إن خاشقجي أعرب له عن خوفه من المخاطر التي قد يجلبها عليه هذا العمل. فقد «كان يعلم أن ذلك سيعرّضه للخطر».
علامات
عربي بوست، ترجمة
تم النشر: AST 10/10/2018 18:50
تم التحديث: AST 10/10/2018 18:54
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق