يرى مراقبون أن الحضور الطاغي للمخابرات بفرعيها الحربية والعامة بات جزءا من يوميات المصريين وشيئا معتادا في ظل انقلاب عسكري قمعي من خلال 3 مشاهد وقعت خلال أيام؛ حيث استيقظ المصريون، أمس الأحد، على خبر “تغييرات بقيادات الجيش تشمل مدير المخابرات الحربية”، ثم “استقبال رئيس المخابرات المصرية مسؤولا أمنيا كبيرا بالنظام السوري”، بعد أيام من من سحب الجنسية المصرية من ياسمين حفيدة رجل المخابرات الشهير محمد نسيم، بسبب جنسيتها الإسرائيلية.
تعيينات طارئة
عيّن السيسي الأحد اللواء خالد مجاور مديرا للمخابرات الحربية المصرية‭‭‭ ‬‬‬خلفا للواء محمد الشحات، الذي أمضى 3 سنوات بالخدمة، وتولى “مجاور” قبل ذلك منصب نائب مدير المخابرات الحربية وقائد الجيش الثاني الميداني والملحق العسكري في سفارة مصر بواشنطن.
ولم يقدم المصدر أسبابا لتغيير الشحات؛ لكنه يأتي في إطار تغيير السيسي كبار قادة الجيش والشرطة والمخابرات العامة خلال السنوات القليلة الماضية.
وكان موقع روسيا اليوم (RT Arabic) نشر خبرا بالإفادة السالفة وأكده موقع (BBC) ولم ينشر على أي موقع مصري أو بيان رسمي إلى أن صدر نهاية اليوم مقرونا بقرار آخر بتعيين اللواء صلاح سرايا قائدا للمنطقة الغربية العسكرية، وهي التي تتولى تأمين الصحراء الغربية.
فيما رأى الكاتب الصحفي قطب العربي أن “تغيير القيادات العسكرية ومن بينها مدير المخابرات الحربية الذي لم يعمر طويلا هو أحد ملامح حكم السيسي الذي لا يأمن علي نفسه من أقرب الناس إليه.. وهكذا هي طبيعة كل مغتصب للسلطة”.
استقبال دموي
وفي استقبال يكسوه الدم للواء علي المملوك، مدير الأمن الوطني في نظام بشار الأسد، التقى رئيس مخابرات السيسي اللواء عباس كامل والمملوك لبحث “قضايا أمنية وسياسية ومكافحة الإرهاب”ّ! وأيضا كان اللقاء غير معلن، كشفته القاهرة بعد مرور 24 ساعة على عقده. وإلى الآن لم يعلن أحد هل غادر المملوك القاهرة أم لا.
ومنذ استيلاء السيسي على السلطة تتميز العلاقة بين السيسي وبشار بالحميمية، ويتحدث السيسي وإعلامه ورئيس مخابراته عن أهمية إيجاد حل سياسي للأزمة السورية، وسط تطلع منها لمشاركة شركاتها في عملية الإعمار.
ابن المخابرات
وفي صدمة مخابراتية تتعلق برجل المخابرات الشهير محمد نسيم، الملقب بذئب المخابرات الأسمر، أو نسيم قلب الأسد، والذي كان أحد الضباط الأحرار والأب الروحي لرأفت الهجان (رفعت الجمال) تم الكشف عن زواجه من إسرائيلية وظهور حفيدته “ياسمين” التي تحمل الجنسية الإسرائيلية التي كانت السبب في إسقاط الجنسية المصرية عنها قبل يومين. وأنجب محمد نسيم ابنان؛ هشام وفؤاد ويعملان في السياحة، وعمل “نسيم” مديرًا لهيئة تنشيط السياحة بعد تقاعده في عام 1971 إلى أن توفي في الثاني والعشرين من مارس عام 2000.
وقال محللون إنه “بعيدا عن التفاصيل الشخصية فإن أسلوب عمل المخابرات الإسرائيلية تم بهدوء حتى بلوغ الهدف المنشود الذي تمثل في اختراق الجيل الثاني للأبطال المصريين (أبنائهم) ليأتي الجيل الثالث منزوع الهوية ويعاني من التمزق”.

 رابط دائم