خفايا الربط الكهربائي بين مصر وقبرص.. مصلحة لإسرائيل وإهدار 2 مليار دولار
منذ 60 يوم
عدد القراءات: 3085
بينما مصر تتلظى بموجة قيظ ملتهب، وانقطاع التيار الكهربي أصبحت تطال كل الأحياء، أعلنت قبرص أن مصر وقعت معها، منذ أربعة أيام اتفاقاً تتعهد بموجبه مصر مد كابل ربط كهربائي إلى قبرص قيمته 2 مليار دولار.
لكن هناك من التساؤلات المريبة حول الخبر، على رأسها أن مصر ليس لديها فائض كهرباء. كما أن قبرص فقيرة كهربائياً.
بالإضافة إلى أن الحديث عن أي استثمار في شرق المتوسط يعني بالضرورة موافقة ورضا إسرائيل عنه، بل وكونها الوحيد المستفيد منه.
مصر وقبرص
الخبر يقول إن مصر وقعت اتفاقا مع شركة قبرصية لمد كابلات بطول 310 كيلومترات تحت مياه المتوسط لتصدير الكهرباء إلى أوروبا، حسبما أعلنت الشركة الخميس.
ووصفت شركة "يوروأفريكا" التي مقرها نيقوسيا الاتفاق المقدرة قيمته بملياري يورو، بأنه "تاريخي".
وقال رئيس مجلس إدارة الشركة يوانيس كاسوليديس: "أصبحت قبرص الآن مركزا رئيسيا لنقل الكهرباء من أفريقيا إلى أوروبا".
ومن المتوقع أن يستغرق المشروع 36 شهرا منذ بدء البناء، وستبلغ أكثر نقاطه انخفاضا 3 آلاف متر تحت سطح البحر.
وفي المرحلة الأولى سينقل مغذي الربط المشترك ألف ميغاوات، يمكن زيادتها إلى ألفين في مرحلة لاحقة.
فتش عن إسرائيل
العالم المصري نايل الشافعي أثار العديد من التساؤلات المريبة حول الخبر، على رأسها أن مصر ليس لديها فائض كهرباء. كما أن قبرص فقيرة كهربائياً.
وإذا كانت مصر لا تملك أي فائض كهربا وقبرص فقيرة جدا كهربيا، فما هي الفائدة من صفقة الربط الكهربي بين البلدين.. الإجابة بكل ببساطة هي مشروع الكابل الكهربائي الأوراسي.
إسرائيل بعد أن استولت على حقول الغز في شرق المتوسط، واجهتها مشكلة كبيرة في عدم قدرتها على التصرف في هذا الغاز بالبيع (فشل مخطط تفتيت سوريا أهم أسباب المشكلة) ولهذا كان هناك ضرورة للبحث عن حلول أخرى.
كان الحل الأول في تصدير الغاز لمصر وهو ما تم فعليا، وزعم السيسي وقتها -كذبا وزورا- أننا "جبنا جول يا مصريين"
الحل الثاني هو في مشروع الكابل الكهربي الأوراسي.
نيويورك تايمز في 2017 قالت ان اسرائيل سوف تصدر الغاز في صورة كهربا إلى أوروبا وأفريقيا، عبب كابلين يخرجان منها إلى قبرص، ومنها إلى أوروبا (عبر اليونان) وافريقيا (عبر مصر).
مصر تدفع التكلفة
في 8 فبراير 2017، نشرت النيويورك تايمز خبرا مؤداه أن وزارة الكهرباء المصرية قامت بتوقيع عقد تكليف فريق أوروبي للنظر في إمكانية إقامة كابل ربط كهربائي بين مصر وإسرائيل وقبرص واليونان، بطول 1650 كم (بدلاً من 1000 للمسار الأول، وبقدرة 2000 ميجاواط.
الخبر معناه أن هناك استحالة لتصدير الغاز الإسرائيلي إلى أوروبا، ولذلك كبديل لذلك أتوا بفكرة تحويل الغاز إلى كهرباء في محطة توليد كهرباء عملاقة (2000 ميجاواط). وبدأ التفكير، في يوليو 2015، في إقامة المحطة في إسرائيل، ونقل الكهرباء إلى إسرائيل في كابل طوله 1000 كيلومتر فاكتشفوا عدم امكانية ذلك لأسباب سياسية ولصعوبة مد أنبوب الغاز من حقل لفياثان البحري إلى حيفا. فبدأوا التفكير في اقامتها في قبرص، ففشلت أيضاً. وللتغلب على مشاكل الأعماق قرروا في فبراير 2017 تغيير الخطة إلى إقامة محطة الكهرباء في مصر ثم مد كابل أطول (1650 كيلومتر) إلى إسرائيل وقبرص واليونان.
الكارثي في هذا المشروع أن مصر المتعثرة اقتصاديا ولا يجد المصريون فيها قوت يومهم، هم من ستتكفل بدفع تكلفة مد الكابل.
إذا كانت مصر هي من ستنقذ إسرائيل بشراء الكهرباء منها بعد استحالة تصدير الغاز إلى أوروبا، فلماذا تكون مصر (التي يفترض بها أنها الزبون) هي من يتكفل بثمن مد الكابل، لماذا تصرف مصر التي يعاني شعبها الفقر 2 مليار دولار على كابل يفترض ان تتكفل به الجهة المصدرة "إسرائيل".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق