تحل غدًا 18 أغسطس 2013 ذكرى مجزرة بشعة لمصريون راحوا ضحية إجرام العسكر بقيادة المنقلب عبد الفتاح السيسى والتي عرفت باسم” محرقة سيارة الترحيلات” أودت بحياة 37 شهيدًا بسيارة ترحيلات أبو زعبل.
ففي يوم الأحد الموافق 18 أغسطس في الساعة 6:30 صباحا تم تكبيل أيادي 45 سجينا، وكان كل اثنين مكبلين معا وتم ترحيلهم من قسم مصر الجديدة إلى سجن أبو زعبل، وعندما توقفت سيارة الترحيلات في فناء السجن لم يجد المعتقلون الهواء الكافي لتنفسهم، فأخذوا يطرقون على جوانب السيارة طلبا للماء والهواء، ولكن الضباط رفضوا وأطلقوا عليهم الغاز المسيل للدموع، وقد ماتوا جراء استنشاقهم للغاز المسيل للدموع وعدم تمكنهم من الفرار، وظهرت في اليوم التالي صور مروعة للجثث في مشرحة زينهم.
المأساة بعيون الناجين منها
يصف الصحفي البريطاني باتريك كينجسلي الحادثة بأنها “دليل على وحشية الانقلاب العسكري”، قائلا: إن الجريمة لم تقتصر على يوم الحادثة ولكنها بدأت منذ يوم اعتقال الضحايا في 14 أغسطس من ميدان رابعة.
وفيما يلي نعيد رواية الناجين من المحرقة؛ حيث يروي الناجون أن درجة الحرارة كانت لا تطاق، وكان المعتقلون يقفون على “رجل واحدة” وقد امتلأت ملابسهم بالعرق، وبدأ الأكسجين في النفاد، ويروي عبد المعبود أنه في هذه اللحظة بدأ السجناء في الصراخ والاستغاثة وطرق جوانب العربة، ولكن لم يستجب أحد.
وبحسب رواية حسين عبد العال وشكري سعد، شعر الاثنان بأنهما يحتضران؛ حيث خضع الأول لجراحة قلب مفتوح منذ عامين، وكان الثاني مريضًا بالسكر، ويقول عبد العال إنه لاحظ على شكري سعد أنه يفقد وعيه واستغاث طلبا للمساعد، قائلا: “إن أحدهم على وشك الموت”، فجاء الرد بأنهم يريدون موتهم جميعا.
وفي رواية أخرى، قال أحد الناجين في شهادته لصحيفة “الجارديان”، إن الضباط طلبوا منهم أن يسبوا الرئيس مرسي “رحمة الله” كي يتم إخراجهم، فقام الشباب بالسب ولكن رفضوا إخراجهم، ثم طلبوا منهم أن يطلقوا على أنفسهم أسماء نساء، وبالفعل قام البعض بذلك ولكن كان الرد “نحن لا نتحدث مع النساء”.
وقال عبد العزيز: إنه في النهاية قام صغار الضباط بإلقاء المياه بأنفسهم من فتحة النافذة.
ولكن السجناء كانوا قد وصلوا إلى مرحلة حرجة، حيث أصيب أغلبهم بالغثيان، وقام البعض بتلاوة وصيته، ويقول سيد جبل: “سقط كبار السن أولا، ثم لحق بهم الشباب، واحدًا تلو الآخر، وفي الخارج كان الضباط يضحكون ويسبون مرسي”.
وقام الشباب بالطرق على جوانب الحافلة بقوة واستمروا في الطرق حتى سقطوا جميعًا وصمتت الحافلة عندما سقط الجميع مغشيًا عليهم.
قضاء منحاز
في 18 مارس 2014، قضت محكمة جنح الخانكة، بالسجن المشدد 10 سنوات على مأمور قسم شرطة مصر الجديدة، والحبس عامًا مع إيقاف التنفيذ (عدم تنفيذ العقوبة) بحق 3 ضباط آخرين بالقسم الذي يقع في دائرته الحادثة.
وفي 7 يونيو 2014، ألغت محكمة جنح مستأنف الخانكة، المنعقدة بأكاديمية الشرطة بالتجمع الخامس، الحكم الصادر بحق 4 ضباط شرطة، وقضت ببراءتهم.
وفي 13 أغسطس 2015، قضت محكمة جنح مستأنف الخانكة بتخفيف الحكم على نائب مأمور قسم مصر الجديدة المتهم بقضية “سيارة ترحيلات أبو زعبل” المستأنف إلى 5 سنوات مع الشغل بدلاً من 10 سنوات، وتأييد حكم الحبس سنة مع إيقاف التنفيذ لـ3 ضباط آخرين بقسم شرطة مصر الجديدة وقت الحادث.
المحامي والحقوقي عمرو عبدالسلام، نائب رئيس منظمة الحق الدولية لحقوق الإنسان، قال فى “ذكرى مجزرة سيارة ترحيلات أبو زعبل، مازالت القلوب ترتجف والدموع تنهمر والنفوس تتطلع إلى العدالة الغائبة”.
تسريب “عباس كامل”
سبق وأن بثت فضائية “الشرق”تسجيلاً صوتيا مسربا من داخل مكتب وزير الدفاع بحكومة الانقلاب، يكشف عن تورط اللواء عباس كامل مدير مكتب عبدالفتاح السيسي حينئذ، واللواء ممدوح شاهين مساعد وزير الدفاع للشؤون القانونية بقضية مجزرة سيارة الترحيلات .
ووفقاً للشريط المسرَّب، فقد طلب عباس كامل مدير مكتب السيسي من ممدوح شاهين أن يتوسط عند القاضي لـ”إسلام عبدالفتاح حلمي” أحد المتورطين في قضية “الترحيلات”، وهو نجل العميد عبد الفتاح حلمي رئيس جمعية المحاربين القدامى.
ممدوح شاهين بدوره تجاوب مع طلب عباس كامل حيث وعده بالتواصل مع القاضي لإقناعه بإدخال شهود من زملاء المتهم إسلام عبدالفتاح، نظراً للرفض المتكرر من قبل القاضي.
وأكد كامل على شاهين ضرورة التواصل مع القاضي، حيث قال له: “ده الواد هيموت”، ورد عليه ممدوح شاهين: “لأ حاضر”.
رسالة مبكية لوالد محمد الديب
وأعاد ناشطون حديث لـ”عبدالمجيد الديب”، والد الشهيد محمد الديب شهيد مجزرة سيارة الترحيلات: إن بداية هذه القضية كانت نهايتها، مضيفا أن النيابة وصفت القضية من البداية على أنها جنحة .
وأضاف والد الديب- في مداخلة هاتفية لبرنامج “حقنا كلنا” على قناة الشرق- أنه لم يعلم بوفاة ابنه إلا بعد مرور 5 أشهر من الحادث؛ بسبب ظروف اعتقاله.
وأوضح والد الديب أن الله لا يترك قصاصا لحيوان اعتدى على حيوان، فما بالنا بإنسان اعتدى على 45 نفسا لا حول لهم ولا قوة، ولم يرتكبوا أي جرم، وظلوا يستغيثون لمدة 6 ساعات في الحر الشديد، مستنكرًا استهزاء الداخلية بمشاعر ذوي الشهداء، والادعاء بأن الحادث جاء بسبب التدافع ومحاولة الهروب.
أسماء الضحايا
فيما يلى ننشر أسماء الشهداء فى محرقة “الترحيلات”
1- جمال عبد الرحمن محمد عبد الرحيم- ش جمال عبد الناصر.. السلام
2- هشام عزام حافظ – قليوبية
3- رفيق محمد إبراهيم عبد الغني – المحلة
4- رضا السيد أحمد السيد – الحسنية الشرقية
5- شكري إبراهيم سعد -مشروع 19 عمارة الطوب الرملي م نصر أول
6- محمد إسماعيل محمد صالح – المحمودية البحيرة
7- عادل عبد الشافي عبد الحافظ – ش شعبان السيد المرج
8- وليد السيد محمد النجار – برج العرب
9- أبو طالب عبد الجواد سليمان – فاقوس الشرقية
10- محمد شحاتة إسماعيل – دمنهور
11- شريف جمال محمد صيام – ش القرشي م نصر أول
12- أحمد إبراهيم كامل حمزاوي – المحلة
13- محمود عبد الله محمد علي – إبشواي الفيوم
14- فرج السيد فرج – إبشواي الفيوم
15- إبراهيم محمد إبراهيم الدهشان – فاقوس الشرقية
16- ممدوح سيد عبد الله – الصف
17- صفوت أحمد عبد الله – كفر المنصورة المنيا
18- محمد حسن السيد أحمد – دكرنس
19- علي مهنى أبو خضر – دكرنس
20- حسن إبراهيم كردى محمد – بلبيس شرقية
21- أحمد إبراهيم كردى محمد – بلبيس الشرقية
22- مصطفى محمد عبد السلام محمد – بلبيس الشرقية
23- طارق محمد حامد – الصف
24- سيد بركات شعبان – الفيوم
25- منصور عبد التواب عباس – الفيوم
26- أحمد شعبان رجب – الفيوم
27- أحمد خميس محمد – الفيوم
28- سيد جمعة عيسى – الفيوم
29- محمد رمزى عبد الله خليل – امبابة
30- محمد توفيق سليمان – 69 شارع عبد الفتاح العشماوى الوايلى
31- أحمد محمد رجب مندور – بنها
32- علاء الدين حسن عيسى – 34 شارع عبد الهادى الصعيدى المطرية
33- مهدى محمود عهدى – الواسطة بنى سويف
34- محمد عبد المجيد محمود ابراهيم – كوم حمادة
35- طلعت عبد العظيم على – اخميم سوهاج
36- عبد المنعم محمد مصطفى – أبو كبير شرقية
37- مصطفى محمد مصطفى – أبو كبير شرقية
المجرمون القتلة
1- المقدم عمرو فاروق نائب مأمور قسم مصر الجديدة حكم عليه بالسجن خمسة سنوات، وذلك تخفيفاً لحكم أول درجة الصادر ضده بالسجن 10 سنوات
2- النقيب إبراهيم المرسي – الحبس سنة مع إيقاف التنفيذ.
3- الملازمان إسلام حلمي ومحمد يحيى – الحبس سنة مع إيقاف التنفيذ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق