في نفس اليوم الذي كان الانقلابي السيسي يشبّه ثورة يناير بالمرأة المنحلّة، ويشبه حالة مصر الراهنة تحت حكمه الاغتصابي بهزيمة يونيو 67، ويقول للمصريين: أتتمسكون بعبد الناصر في عز الهزيمة وتطالبون برحيلي رغم الانتصار؟”، كان التونسيون يحتفلون بحصد ثمار ثورة الياسمين وقدرة الشعب على فرض إرادته، وإيصال مرشحه للرئاسة في انتخابات نزيهة.
فوز قيس سعيد جاء على غرار فوز الرئيس الشهيد محمد مرسي، حتى إنه تعهد أن يسير على خطى عدّة سار عليها الرئيس الشهيد مرسي، ما أثار غضب الانقلابين ومتزعّمي الثورات المضادة.
ولكنّ التونسيين فازوا برئيس بطريق ديمقراطي، وقضاء محايد، وإعلام مهني، وانتخابات نزيهة، وباتت الشرطة هي شرطة الشعب، والجيش ليس انقلابيًّا ولا يبحث عن السلطة والثروة كما فعل جنرالات مصر.
رسائل فوز قيس سعيد
يمكن الحديث عن عشرات الرسائل التي بعث بها فوز “سعيد” مثل:
  1. الثورة المضادة ذهبت إلى الجحيم، بعدما ازدهرت ثورة الياسمين من جديد، وسيصل عبقُها إلى بقية العواصم العربية في القريب العاجل، وخاصة مصر في ظل تصاعد الغضب الشعبي ورعب الانقلاب، وتعويضه ذلك بالاعتقالات الواسعة والقمع المشدد.
  2. فوز قيس سعيد هو ليلة حزينة في عواصم الثورة المضادة؛ لأن الديمقراطية والحرية تقضّان مضاجع المستبدين، وكل نجاح للشعوب هو خسارة لهم، ولأنهم باتوا يستعدون ليوم قريب تستعيد فيها الشعوب حريتها.
  3. الدول الغربية ستضطر للتعامل مع قيس سعيد باحترام وليس باحتقار؛ لأن شعبه هو الذي اختاره وليس أجهزة استخباراتها أو أمريكا والدولة الصهيونية كما حدث في مصر.
  4. كانت تونس هي قاطرة الثورة العربية في موجة الربيع العربي الأولى، وأصبحت اليوم قاطرتها في الموجة الثانية بعد الثورة المضادة، ما يؤكد أن الثورة ما تزال مستمرة.
  5. بفوز قيس سعيد انتصرت الثورة التونسية وانتصرت الديمقراطية فيها، وانهزمت الثورة المضادة، وانتصرت الهوية الشعبية الأصيلة، وانهزم المسخ واستلاب النخب، وانتصرت النزاهة وانهزم الفساد، انتصرت فلسطين وانهزم التطبيع، انتصر الأمل وانهزم الإحباط.
  6. دعم الإسلاميين له (حزب النهضة وائتلاف الكرامة) يعطي مؤشرًا على صعود التيار الإسلامي في الموجة الثانية للثورة مرة أخرى.
قيس سعيد على خُطى مرسي
تصريحات قيس سعيد تؤكد أنه سيكون شوكة في حلق الحكام الديكتاتوريين العرب، مثل الرئيس الشهيد محمد مرسي، فمن أهم أقوله:
  • أعد التونسيين بالعدل والحرية وعلوية القانون على شاكلة الفاروق عمر بن الخطاب، الذي يُعتبر رجل دولة بامتياز ونموذجًا يُحتذى به في الحزم والعدل.
  • إن انتُخِبت رئيسا لتونس سأكون موظفا لدى الدولة، أنهي عملي وأعود إلى بيتي.. سأنهي العهد مع القصور والسيارات الفارهة.
  • الرئيس في تونس ما بعد الثورة لا تُعيّنه الدوائر الأجنبية ولا لوبيات المال والأعمال والتشويه الإعلامي، بل يُعيّنه الاختيار الشعبي الحر؛ وفترة حكمه ليست صكّا على بياض، وليست امتيازا أبديّا لشخصه أو حزبه، بل هي تكليف زمني خاضع للتقويم والتداول بناء على إرادة المواطنين.
  • عندما تتسلل السياسية إلى قصور العدالة، تخرج العدالة من تلك القصور.
  • نحن في حالة حرب مع الكيان الصهيوني والتطبيع خيانة عظمى.
  • كما أن للدول الأوروبية فينا مصالح، فلنا أيضا فيهم مصالح، وليست شعوبهم أفضل من شعوبنا، ويجب أن يرفعوا أيديهم عن ثرواتنا، فقد حان الوقت لنبني علاقات جديدة قائمة على الاحترام المتبادل والتعايش بين الشعوب، وليس هناك ترتيب تفاضلي لشعب على آخر.
  • الثورة التونسية لم تنته بعد وكذلك استقلالنا، وعلى الدول الأوروبية- وفي مقدمتها فرنسا- رفع يدها عن ثرواتنا الطبيعية؛ لأن شعوبهم ليسوا أفضل منا.