روايات يرويها أعضاء الألتراس المُفرج عنهم وآخرين
أمن الانقلاب للألترس المعتقلين: «قتلناكم في بورسعيد وهنقتلكم هنا»
وثق مركز "النديم" للعلاج والتأهيل النفسي الانتهاكات التي تعرض لها
أفراد أولتراس أهلاوي قبيل عيد الأضحى المبارك على يد داخلية الانقلاب عقب
اعتقالهم من مطار القاهرة الدولي أثناء استقبالهم لفريق كرة اليد.
واعتمد «النديم» ثلاث روايات لأعضاء الأولتراس المعتقلين وثيقت انتهاكات
قوات أم
ن الانقلاب ضد ألترس أهلاوي تنشرها
بوابة الحرية والعدالة كما جاءت على لسان شهود الواقعة. «احنا اللي
قتلناكوا في بورسعيد واحنا اللي هنقتلكوا هنا» عبارة نقلها أحد أعضاء
الأولترس الذين تم اعتقالهم على لسان ضابط قوات خاصة أشرف على حفلة تعذيب
تعرض لها وزملاؤه، ونقل الشاهد روايته للأحداث أنه حدثت مشادة بسيطة بينهم
وبين الأمن أثناء انتظار فريق الأهلي 12 أكتوبر الماضي بمطار القاهرة.
فوجئنا، والكلام للشاهد، أن ضابط أطلق تجاهنا نارا حيا من سلاحه ففرنا من
المطار وتم اعتقال اثنين منا، مضيفا، فوجئنا بضرب خرطوش وغاز فغيرنا اتجهنا
ونحن في زعر من الموقف فقابلنا كمين للأمن فأشرنا إليهم سلميين، فأطلقوا
علينا خرطوش وقنبلتين غاز، فلم يستطع الضباط والعساكر احتماله فابتعدوا عن
المكان ما سهل لنا الهروب منهم. واستدرك قائلا:"كنا حوالي 200 واحد،
اعتقلوا 170 والباقي نجح في الفرار فاستقللت "ميكروباص" مع 5 من الفارين
فاستوفنا كمين أخرجنا وتحفظ على هوياتنا، ونيّمنا على الأرض على بطننا
وظابط الجيش قال لنا "نام على بطنك زي الـ..."، وحط جزمته فوق ايديا
والعساكر شدوا الآلي، وقال لنا اللي هيبص يمين أو شمال أنا هقتله وشتايم؛
جه ظابط قوات خاصة (شرطة) و25 عسكري أمن مركزي أخدونا ومشينا حوالي 800متر
اتلم عليا 3 عساكر، واحد مكتفني واتنين بيضربوني بالعصيان طول الطريق
والظابط معاه بندقية الغاز بيضربني بسلاح البندقية. بدأ يشتمنا ويقول لي
"قول أنا مك..."، قول آه زي النسوان. "احنا اللي قتلناكوا في بورسعيد
واحنا الليهنقتلكوا هنا"؛ وخلى العسكري يعضني في ضهري. ومفهمين العساكر
إننا قتلنا زميلهم. أضاف:ـ وأنا ماشي وموطي ضربني بجزمته في وشي؛ لحد
ماوصلنا للواء شرطة، وقال لنا امشوا خلاص طلعنا نجري؛ أنا لقيت تاكسي ركبت،
لقيت ظابط راكب في التاكسي عداني بقية الكماين لكن شفت 4 من صحابي اللي
جريوا اتمسكواتاني واختتم شهادته قائلا :ـ هما مش عايزين حد حر في البلد؛
رغم إننا مش بتوع سياسة بس هما بيحاربونا عشان احنا أحرار. الشهادة
الثانية: ضيّقوا الدائرة على الآخر، وحطوا الرشاشات فوق راسنا «احنا
أولتراس أهلاوي رحنا نستقبل فريق اليد في المطار (قدام صالة 1)؛ احنا
بنستقبل كل فرق النادي ؛كنا واقفين في المطار الساعة 7:30 – 8:00 لقينا ناس
بتقول اللاعيبة محبوسين جوا؛ تقريباً قالولهم احنا جايين نعتدي عليهم؛
المهم أنا كنت واقف بعيد عن المجموعة شويةلقيت فجأة شمروخ واقع رحت قربت
للناس لأني لازم أكون متواجد مع أصحابي، موافق أو مش موافق. أضاف: دخلت
شرطة غير بتوع شرطة المطار، لابسين أسود ضربوا رصاص في الجو وقنبلة غاز،
قام أمن المطار شد معاهم لفظياً عشان ماينفعش يكون فيه غاز في المطار ؛ في
اللحظة دي عبد الله صلاح (كابو الأولتراس) تدخل وطلع اتكلم مع الشرطة
(الرتب اللي فيهم) وكنا ورا؛ سمعنا الشتيمة "جواسيس، بتتمولوا، تبع
قناةالجزيرة" شتيمة وخوض في عرض الأم والأب والشخص "احنا هنعمل فيكواكذا"..
"هتتنا*وا. والعصيان هتتحط في طي*كوا". كانوا بيقولوا:"انت أبيض وحلو،
هنتسلى عليك هناك". في اللحظة دي لقينا ناس مدنيين غالباً مباحث جايين من
ورا جري ضربوا رصاص في الهوا، وقالولنا "امشوايا ولاد الـ...". طبعاً احنا
جرينا وحصل تدافع واللي وقع مسكوه طلعنا من بوابة صالة 1. استدرك قائلا :ـ
عبد الله، بصفته الكابو، رجع يشوف الناس اللي مقبوض عليهم فراح للشرطة
واحنا كملنا في طريقنا آخر الطريق كمين واحد قالنا لما نعدي الكمين نرفع
إيدنا لفوق؛ مشينا مع بعض (حوالي 170). كنت أنا واقف قدام ورافعين إيدينا
(و200 قبل ما نوصل). حدفوا علينا قنابل مسيلة للدموع ورصاص فيا لهوا
فرجعنا لورا (طبعاً حصل تدافع تاني) اضطرينا نجري في وسط العربيات ودخلنا
وسط الناس و لقينا عربيات مدرعات وبوكسات. تابع الشاهد الثاني: كنا مضطرين
ومعانا ناس صغيرين وكمان فيه عيال بتعيّط واحنا بنحاول نهديهم شوية بشوية
دخلوا وسط العربيات وضرب نار، فاضطرينا نرجع لورا. عملوا علينا كماشة
(زنقونا في السور) سب وشتيمة وأجبرونا نقعد على الأرض فوق بعض (نتكوّم فوق
بعض). ضيّقوا الدائرة على الآخر، وحطوا الرشاشات فوق راسنا ضربوا نار فوق
دماغنا بالظبط يعني، أي حد يعلّي راسه بالصدفة كان مع السلامة. ده حصل لمدة
40 دقيقة. وصل عساكر أمن مركزي، عمليات خاصة بالقيادات بتاعتهم
والمباحث؛ عساكر الكمين بعدوا وسابوا دول ياخدوا دورهم. ضرب بالعصيان
والدروع، مسدسات "بيضربوابالمسدس وهو فاضي بيطلع شرار غريب بيحرق" اللي
نزلوا من على الرصيف مننا من كتر الزحمة اتداس بالأقدام غير العصيان وطبعاً
في النص كانوا بيسرقوا أي حاجة عليهاا القيمة. بعد ما بهدلونا قوّمونا
بالضرب لغاية عربية الترحيلات؛ وبعد كده يتسلوا على الصف اللي ورا؛ أنا كنت
في الصف التاني. كنت بحاول أحمي دماغي (عشان هي اللي باينة وأنا مش عايز
مامتي تعرف إني اتضربت). شدوني من السويتر اتقلع، وأصبح الضرب بالعصاية على
جسمي. كنت بس عايز اليوم يعدي؛ وأنارايح على الترحيلات، حد ضربني على
دماغي، جابت دم كتير فراح ضابط قال للعسكري،"لأ كمان اضرب تاني". أنا لما
الدم نزل، استشهدت على روحي (كان في واحد جنبي كان عمّال يقول للمباحث
"أنا أبويا ظابط"). كل ما يقول له كده، يقول له: "وايه اللي جابك هنا يابن
الـ..."، ويضربه بالقلم. أنا لما رجعت على الرصيف تاني، والدم سايح،
اتضربت زي قبل كده بالظبط وأنا بحمي دماغي. في نصف الضرب، راحوا ضربوا
قنبلة غاز؛ الأغبياء نسيوا إن العساكر والمباحث والقيادات اللي بيضربونا مش
لابسين ماسكات؛ طبعاً أول ما القنبلة اتضربت كله جري من أول الرتب اللي
بتضرب وعساكر قليلة هي اللي ماجريتش. أضاف: القادر فينا شوية جري مع اللي
جريوا؛ ناس اتمسكت وناس نطت السور وهربت؛ أنا فضلت واقف مش قادر لا آخد
نفسي ولا أتحرك، وواقف جنب القنبلة مش عارف أجري، ولسا فيه عساكر بتضرب.
لما القنبلة هديت، جم كملوا ضرب تاني؛ كلبشوني أنا واللي أبوه ظابط عكس
عكاس و جه ظابط كبير قال لي شتيمة. سب كل الفرق المصرية قلت له "آه عندك
حق". قوّمني أنا والولد. وطبعاً مشونا 5 دقايق لغاية عربية الترحيلات، ضرب
من أي حد معدي. طلعنا الترحيلات، كنا 3 في العربية. نزلونا وودونا عربية
الترحيلات التانية (بالكلبشات اللي ماكنش عارف يفكها). طبعاً أي حد يقابلنا
يسلم على قفانا، على ضهرنا، على أي حتة. طبعاً من كتر الدم ابتديت أدوخ.
كلمت واحد صاحبي من موبايل حد كان مخبيه قلت له لو مارجعتش على 2 الفجر
يقول لأمي إني بلعب كورة؛ كان فيه دوشة جوا والظباط مش عارفين يسكتونا،
فآخر ما زهقوا رشوا "سيلفديفينس" حرق عيوننا جداً. أنا ماكنتش حاسس بحاجة
أوي وقاعدين فوق بعض،واحنا ماشيين اصحابي وقفوني أشم هوا من الشباك اللي
فوق. أنا كنت عارف إننا هنطلع وإنها كانت علقة وخلاص؛ وصلنا معسكر أمن
المطار وقعدنا كلنا صفوف على الأرض كان فيه رتب اللواء قال "اللي عنده
إصابة في دماغه بس يروح العيادة" أنا مارضيتش ولا الباقي نروح ؛ جابولنا
مياه وشربناها ؛ وحطونا كل 40 في عربية ترحيلات؛ في أبهات جت تاخد ولادها؛
وبعد كده نزلونا ستة ستة. ؛ جابوا أوتوبيس هيئة نقل عام وركبونا فيه.
25واحد. نطيت من الأوتوبيس، وقبل الكمين جم اصحابنا ياخدونا بالعربيات
وركبت أنا وناس تانيين ورحت على المستشفى في الجيزة. اتخيّطت8 غرز (على
شكل حرف N» الشهادة الثالثة: أول دفعة اتقبض عليها كانوا بيفشوا غلهم
فينا 14 أكتوبر 2013 (قبل وقفة العيد بيومين) كنا رايحين نستقبل وفد كرة
اليد اللي راجع من المغرب واقفين قدام صالة 1 (وصول) كان فيه عساكر (العادي
بتاع المطار). بدأ يحصل مشادات بين العساكر وحد مننا، كانوا بيتكلم بطريقة
مستفزة زي "ابعد يابني من هنا"، و"انت بتتكلم ليه". العسكري طلع من
الصالة عايز يتخانق معاه كبار مننا اتدخلوا، وبعد دقيقتين رجع ومعاه 2 ظباط
وييجي 12 عسكري؛ سأله فين اللي كان بيكلمك، شاور له عليه الظابط دخل عايز
ياخده من وسطينا؛ احنا بدأنا نتفاهم مع الظباط والمشكلة ماتستاهلش. العساكر
قلعوا الأحزمة وبدأوا يضربوا فينا ويشدوا ناس مننا عايزين ياخدوهم حصل ضرب
بالإيد، هما كانوا 15، واحنا كتير، ماعرفوش يقبضوا على حد دخلوا جابوا
تعزيزات معاهم (قنابل غاز، وخرطوش، ورصاص حي)، وعددهم بيكتر؛ بدأوا يرموا
قنابل غاز، واحنا بنحاول نهدى ونحل؛ بدأوا يضربوا بخرطوش؛ العساكر فلتوا من
الظباط؛ شوفت ظابط بيحاول يمنع العساكر من ضرب النار؛ ضرب نار حي وخرطوش
وغاز. استدرك قائلا:ـ عنف مبالغ فيه مش متناسب مع الموقف؛ العساكر خرجوا
عن سيطرة الظباط وفيه ناس مننا جريت فجريوا ورانا قبضوا على ناس أنا منهم؛
أول دفعة اتقبض عليها كانوا بيفشوا غلهم فينا؛ لما اتمسكت كان بيني وبين
الصالة 500 متر؛ لما قبضوا عليّ ودوني أوضة المباحث جوا صالة 1. المسافة دي
كلها ضرب، واللي ماسكني وكل عسكري معدي يضرب بشوم أو أحزمة أو جذوع شجر
وشوفت خنجر مع عسكري. أضاف الشاهد الثالث والأخير: ضرب لغاية أوضة
الاحتجاز كنا حوالي 15 واحد في الأوضة دي؛ كان لسا فيه اشتباكات والظباط
كانوا بيحكولنا ؛ أخدوا كل حاجة مننا؛ اتفتحت دماغي "3 غرز). بعد الضرب
وأنا جايب دم بدأوا يمارسوا تعذيب نفسي يعني واحد بشعر يقول له "هنحلق لك
شعرك"، "هنجيبلكم كلاب هنا"، "مش هتخرجوا الشارع تاني"؛ ظابط يخش يصورنا
ويقول "هذلكم بيها احنا قبضنا على الأولتراس. انتم شغلنا أكتر من
الإخوان... احنا قتلنا شهداء بورسعيد بتوعكم... قدرنا عليكم". قعدنا
بالمنظر ده حوالي نصف ساعة؛ كانوا خلالها يبقبضوا على الباقي وفيه اشتباكات
وكانوا بيحطوهم في عربيات الترحيلات ؛ طلعوني عربية الترحيلات؛ كان فيه
آثار غاز أو "سيلف ديفينس"، مافيش تهوية بنقول للظباط "هانتخنق" لامبالاة؛
ودونا من صالة 1 لمعسكر أمن مركزي المطار ولقيت كل الباقيين جايين في
عربيات ترحيلات. نزلونا في ملعب وقعدونا على ركبنا وايدينا ورا ضهرنا،
وبعدين بدأ ظابط يخش يفرز يقول "انت تحت السن... انت تعالى هنا". عشوائي؛
ولا بطايق ولا أي حاجة. فيه ناس شكلها صغير (ممكن يكونوا فوق السن) سابوهم
يروحوا؛ اللي فوق السن قسمونا على حوالي 4 زنازين، كل زنزانة 10 إلى 15
واحد؛ دخل الظابط تاني، اختار ناس عشوائي خرجهم؛ صفونا واللي اتبقى 25 واحد
بدون سبب واضح بالشكل. أنا من اللي خرجوني وسابوني في الصحراء؛ كنت بنزف
وقربت أدوخ، ماسمحوش لنا نكلم أهلنا أنا أهلي عرفوا فجم خدوني. فيه ناس
ماكنش حد عارف عنهم وقفوا يشحتوا فلوس عشان يروحوا؛ كان فيه كدمات وجروح
سطحية في كل جسمي، وجرح في راسي ؛أنا كويس ومستعد أعيش سنة بيتعمل فيّ كده.
أنا بوثق عشان اللي جوا السجن