نيويورك تايمز: فريقا مراقبة دوليان يؤكدان عدم ملاقاة انتخابات الرئاسة للمعايير الدولية
اضغط للتكبير
نيويورك تايمز: فريقا مراقبة دوليان يؤكدان عدم ملاقاة انتخابات الرئاسة للمعايير الدولية
31/05/2014 11:14 ص
مصطفى الخطيب
نقلت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية عن فريقين من المراقبين الأجانب قولهم
إن انتخابات الرئاسة في مصر لم تلاقي المعايير الدولية للديمقراطية.
ونقل مراسل الصحيفة في مصر ديفيد كيركباتريك أمس الأول الخميس عن
الفريقين إنه "بعد يوم من فوز ضابط الجيش السابق الذي قاد الانقلاب العسكري
في الصيف الماضي فوزا ساحقا مع أكثر من 95 في المئة من الاصوات، لم تلاقي
الانتخابات الرئاسية في مصر المعايير الدولية للديمقراطية".
وفي مقابلة مع الصحيفة قال إريك بيورنلند، رئيس مؤسسة الديمقراطية
الدولية، وهي منظمة مراقبة انتخابات تمولها الولايات المتحدة في بيان "إن
البيئة السياسية القمعية في مصر جعلت وجود انتخابات رئاسية ديمقراطية
حقيقية أمرا مستحيلا"، واصفا السياق السياسي بأنه "مقلق للغاية".
وقال فريق آخر من مراقبي الاتحاد الأوروبي في بيان إنه على الرغم من نص
الدستور المصري على ضمانات لاحترام الحريات الأساسية للتجمع والتعبير إلا
أن الواقع "لا يرقى إلى مستوى هذه المبادئ الدستورية".
من جانبه لخص روبرت جوبلز، عضو لوكسمبورج في البرلمان الأوروبي، عملية
التصويت بأنها "حرة ولكن لم تكن نزيهة جدا دائما"، مشيرا إلى الميزات
الساحقة للفائز فيما يخص كلا من الموارد المالية و اهتمام وسائل الإعلام.
وأضافت الصحيفة إن أنصار السيسي يعولون على الانتخابات لإضفاء الشرعية
على قيادته لإطاحة الجيش في الصيف الماضي بالرئيس محمد مرسي من الإخوان
المسلمين، والذي يعتبر أول زعيم منتخب بنزاهة في مصر. وأشارت إلى أنه كان
من المتوقع عالميا التصويت لمنح الرئاسة لعبد الفتاح السيسي حيث ينظر إليه
العالم على أنه مرشح الدولة والمؤسسة السياسية ونخبة رجال الأعمال، ولكن
الإقبال المنخفض بشكل غير متوقع هدد بتقويض ادعاءات سيسي بأن تصرفاته تمثل
مطلب الغالبية الواسعة من المتحمسين له في مصر.
وعن المرشح حمدين صباحي والذي حصل على أقل من 3 في المئة من الاصوات،
قالت الصحيفة إنه حل في المركز الذي يلي أصوات من أبطلوا أصواتهم احتجاجا
على ما وصفه النقاد بأنه مناخ غير ديمقراطي و بمحدودية الخيارات.
وعن الإقبال على العملية الانتخابية قال الصحيفة إنه كان هناك فراغا
واضحا في مراكز الاقتراع . وكان غياب الناخبين واضحا حتى في أول يومين
مقررين للاقتراع. وبقيت مراكز الاقتراع في مختلف أنحاء البلاد فارغة إلى حد
كبير في اليوم الثاني من التصويت، واجتاحت علامات من الذعر الحكومة
المصرية، ما دفع مسؤولي الانتخابات لاتخاذ خطوة غير عادية بإضافة يوم ثالث
على التوالي في آخر لحظة ، لتعزيز نسبة المشاركة الإجمالية.
واعتبر كلا الفريقين من المراقبين الأجانب إضافة يوم الثالث على التوالي
في اللحظة الاخيرة بأنه "مخالفة لا داعي لها أثارت الشكوك حول مصداقية هذه
العملية واستقلالية السلطات الانتخابية".
وقال بيورنلند إن المراقبين لم يشهدوا أية معوقات أمام التصويت في أول
اليومين بما لا يدع مجالا لوجود مبرر لإضافة يوم ثالث، وهو ما وصفه وفد
الاتحاد الأوروبي بأنه "تسبب في حالة عدم يقين لا لزوم لها في العملية
الانتخابية".
وعن مدى سلامة أعداد المصوتين قالت الصحيفة إن مسؤولين مصريين قالوا بأن
لجنة الانتخابات مكونة من كبار القضاة وإنهم مستقلون سياسيا؛ لكن الصحيفة
أضافت "ولكن في الانتخابات المصرية السابقة كانت أفضل رقابة هي الإحصائيات
الموازية من قبل جماعات سياسية مستقلة - على رأسها جماعة الإخوان المسلمين -
فضلا عن الرصد الدقيق لممثلي حملات المعارضة".
وعلقت الصحيفة على علاقة ذلك بالوضع الحالي بالقول إن جماعة الإخوان
المسلمين الآن حظرت و قمعت؛ كما أن حملة صباحي سحبت مراقبيها عقب قرار
إضافة اليوم الثالث، حيث شكت من أن قوات الأمن هناك تخرجهم وتعتدي وتقبض
عليهم .
ونتيجة لذلك، قال بيورنلند ، لا يمكن أن يتم تأكيد نسبة المشاركة أو
تعداد التصويت حيث أن بعثات المراقبين صغيرة نسبيا. وأضاف "اننا لا نعرف
ماذا كان شكل الإقبال على هذه الانتخابات ... لم ترى فرق المراقبة التي
تتكون من 86 عضوا تابعين ل(مؤسسة) الديمقراطية الدولية إقبالا كبيرا ... لا
يوجد لديها وسيلة لتقييم ذلك".
وفي نهاية التقرير أوردت الصحيفة مقتطفات من مقال للقاضي نبيل صليب بعد
الإطاحة بمبارك عام 2011 حيث شكك علنا في بعض المبادئ الأساسية
للديمقراطية، قائلا إن الانتخابات الديمقراطية غير مناسبة بالنسبة لمصر لأن
الكثير من المصريين فقراء وغير متعلمين.