6 اختلافات بين قسم الرئيس "مرسي" والانقلابي "السيسي" بالدستورية
08/06/2014 07:15 م
الأناضول
كان المصريون يتمنون الاستماع إلى عبارة "رئيس سابق"، كمؤشر على دخولهم عصر
"تداول السلطة"، لكنهم شهدوا خلال العامين الماضيين أداء رئيسين اليمين
الدستورية، وبينما شاهد المصريون اليوم أداء قائد الانقلاب عبد الفتاح
السيسي اليمين في مقر المحكمة الدستورية العليا، استرجعت أذهان الكثيرين من
الماضي القريب مشاهد أداء الرئيس الشرعي للبلاد د. محمد مرسي اليمين
الدستورية قبل عامين في نفس المكان، حيث برزت اختلافات يمكن رصدها في 6
عناصر:
1- الفترة التي سبقت حلف اليمين
شهدت الفترة التي سبقت أداء الرئيس الشرعي للبلاد د. محمد مرسي
لليمين الدستورية جدلا دستوريا، فبينما كان الإعلان الدستوري الذي أصدره
المجلس العسكري في يونيو من عام 2012 ينص على أداء الرئيس لليمين الدستورية
أمام المحكمة الدستورية العليا، في حال غياب مجلس الشعب، كانت الحركات
الشبابية والثورية تطالب "مرسي" بألا يذهب لأداء اليمين الدستورية في مقر
المحكمة الدستورية، ما أضطر "مرسي" للخروج من هذا الجدل بأداء اليمين
الدستورية في ميدان التحرير قبل يومين من أدائه أمام قضاه المحكمة
الدستورية.. في المقابل، لم تشهد الفترة التي سبقت أداء السيسي أي جدل، مما
جعل مراسم تنصيبه محددة، دون توقعات بتكرار حلف اليمين الدستورية.
2- الاستنفار الأمني يوم حلف اليمين
كثفت قوات الأمن، إجراءاتها الأمنية في محيط المحكمة الدستورية، حيث
تم نصب حواجز أمنية عند مقر المحكمة إلى جانب غلق طريق الكورنيش المؤدي
للمحكمة.
وأمام المحكمة، انتشرت مدرعات الجيش والشرطة، وسط تواجد لجنود الأمن
المركزي لتأمين وصول قضاة المحكمة والشخصيات العامة التي حضرت أداء السيسي
اليمين، كما واصلت قوات الأمن إغلاق ميدان التحرير، عبر نشر الحواجز
الحديدية بجميع أرجاء الميدان، ومنعت مرور السيارات، فيما تم السماح للمارة
بالعبور بعد الخضوع للفحص عبر البوابات الالكترونية.
ونشرت وزارة الداخلية رجال أمن في ميدان التحرير وبعض الميادين الرئيسية،
المقرر أن تشهد احتفالات شعبية بتنصيب السيسي، بهدف تأمين المحتفلين ومنع
أي أعمال من شأنها تعكير صفو الاحتفالات، بحسب مصدر أمني، وحلقت مروحيات
عسكرية بكثافة في سماء القاهرة، للمساعدة في عملية التمشيط والتأمين.
في المقابل، لم يشعر المواطن المصري بحالة الاستنفار الأمني أثناء أداء
مرسي لليمين الدستورية قبل عامين، وبدا اليوم عاديا من حيث الإجراءات
الأمنية، ولم يغلق كورنيش النيل أثناء أدائه اليمين.
3- أجواء حلف اليمين
شهدت أروقة المحكمة الدستورية، (أعلى هيئة قضائية، ومقر حلف الرئيس
الجديد لليمين الدستورية)، استعدادات غير مسبوقة، أثناء أداء السيسي
لليمين، سواء من حيث الاستقبال الحافل، أو تزيين الطريق المؤدي للمحكمة
بالأعلام المصرية.
وعلى بعد أمتار من بوابة المحكمة الدستورية، زين الدرج بالسجادة الحمراء،
على طريقة الاستقبالات الرسمية ومهرجانات السينما العالمية، إلى جانب رفع
الأعلام المصرية فوق المبنى ورفعها أعلى الأعمدة في الطريق المؤدي للمحكمة.
ولم يسمح لأي من وسائل الإعلام بخلاف الرسمية والمدعوة أو الشخصيات العامة
الاقتراب من مسافة تتعدى الثلاث كيلو مترات من أبواب المحكمة الدستورية،
التي بدت كحصن منيع، لم يفتح إلا لموكب السيسي.
وبحسب لقطات بثها التلفزيون المصري للقاعة التي أدى فيها السيسي اليمين
الدستوري، حضر المسؤولون البارزون بالدولة والوزراء، وأظهرت اللقطات نقشات
جانبية بين عدد من الوزراء، وسط ابتسامات متبادلة في أحاديث ثنائية، في
مشهد لم يبثه التلفزيون المصري من قبل أثناء تأدية الرئيس الشرعي محمد مرسي
للقسم الدستوري.
وفي مشهد لافت لدعم مؤسسات الدولة للرئيس الجديد، حضر احتفال تأدية مراسم
السيسي، شيخ الأزهر الإمام أحمد الطيب، وبابا الأقباط تواضروس الثاني، إلى
جانب رؤساء الحكومات السابقة كمال الجنزوري (في عهد الرئيس المعزول محمد
مرسي)، وحازم الببلاوي (في عهد الرئيس المؤقت عدلي منصور)، إلى جانب شخصيات
ذات ثقل سياسي من بينها نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدولة العربية،
وعمرو موسى رئيس لجنة الخمسين.
في المقابل، لم يشهد تنصيب مرسي رئيسا أي مظهر احتفالي، حيث لم يكن هناك
تلاوة للقرآن وتم الاكتفاء بالسلام الوطني، وتخلل أداءه اليمين الدستورية
انقطاع للتيار الكهربائي.
4- نص قسم اليمين الدستورية
أضيفت كلمة "وحدة" إلى اليمين الدستورية التي أداها قائد الانقلاب
السيسي، ومنذ عهد المخلوع حسني مبارك، يقسم الرئيس وأعضاء الحكومة اليمين
الدستورية قائلين : " أقسم بالله العظيم أن أحافظ مخلصًا على النظام
الجمهوري، وأن أحترم الدستور والقانون، وأن أرعى مصالح الشعب رعاية كاملة،
وأن أحافظ على استقلال الوطن وسلامة أراضيه "، غير أن الدستور الانقلابي
أضاف كلمة إلى نص القسم ليصبح : " وأن أحافظ على استقلال الوطن ووحدة
وسلامة أراضيه".
5- أجواء ما بعد حلف اليمين
بعد أداء السيسي اليمين الدستورية، تعاقب أعضاء المحكمة الدستورية
بخطى سريعة على مصافحته، وكذلك المؤقت عدلي منصور، ولم يلق أي خطاب، بينما
الرئيس الشرعي محمد مرسي لم يحظ بهذه الحفاوة، ووجه كلمة للمصريين استغرقت
أكثر من 5 دقائق أكد فيها على "احترام السلطة القضائية والتشريعية، وأحكام
القضاء ومؤسساته".
6- فعاليات يوم التنصيب
شارك مرسي بعد مغادرة مقر حلف اليمين في حفلين، أحدهما في جامعة
القاهرة بحضور المفكرين والمثقفين وأعضاء مجلس الشعب، والآخر كان في الجيش
بحضور قادة القوات المسلحة.. بينما ذهب السيسي بعد أداء اليمين إلى قصر
الاتحادية لاستقبال الوفود الأجنبية التي جاءت مهنئة، وبعدها ينتظر أن يذهب
مساء إلى قصر القبة حيث يقام حفل تنصيبه