الاثنين، 18 أغسطس 2014

ضابط ليبى: السيسى وجه ضربة عسكرية لليبيا بالفعل فجر اليوم


ضابط ليبى: السيسى وجه ضربة عسكرية لليبيا بالفعل فجر اليوم

منذ 2 ساعة
عدد القراءات: 2788
ضابط ليبى: السيسى وجه ضربة عسكرية لليبيا بالفعل فجر اليوم
فى تطور نوعى لطبيعة العلاقات المصرية الخارجية تجاه الدول الشقيقةأكد ضابط في سلاح الجو الليبي مساء الاثنين،أن الطائرات التي قصفت طرابلس فجر اليوم الاثنين، كانت طائرات مصرية وليست محلية. وكانت رئاسة أركان القوات الجوية في ليبيا قالت في بيان عسكري لها، إن الطائرات الحربية التي نفّذت هجمات جوية على مواقع لمسلحين في العاصمة طرابلس فجر اليوم الاثنين هي "طائرات أجنبية وليست محلية"، دون تحديد مصدرها بدقة.
وأضافت رئاسة الأركان، مساء اليوم: "تبين لدينا في هذا القصف استخدام قنابل موجهة، وهذا النوع من القنابل لا يوجد في ليبيا ولا توجد طائرات ليبية قادرة على استخدامه".
واستبعدت رئاسة أركان القوات الجوية الليبية أن تكون الطائرات قد أقلعت من مطارات المنطقة الشرقية التي وصفتها بأنها "خارج سيطرة رئاسة الأركان الجوية"، مرجعة ذلك لبعد المسافة "كون الطائرات الموجودة في ليبيا لا يمكنها الوصول لمنطقة القصف دون التزود بالوقود في الجو"، بحسب البيان.
وأكدت على عدم إمكانية أن "تكون هذه الطائرات قد أقلعت من المطارات المحلية داخل ليبيا نظرا لعدم وجود مطارات قادرة على الاستخدام ليلا أو لها إمكانية تزويد الطائرات بالوقود".
واستنكرت رئاسة أركان الدفاع الجوي الليبية الهجوم، مطالبة الحكومة الليبية ووزارتي الخارجية والدفاع بالتواصل مع الدول المجاورة التي قد تكون استخدمت أجواؤها في عبور هذه الطائرات التي اعتدت على سيادة الدولة الليبية وقامت بقصف أهداف على الأراضي الليبية، بحسب البيان.
ومن جانبه، نفى رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، طارق متري، مشاركة الأمم المتحدة ودولتي إيطاليا وفرنسا في القصف الجوي على عدد من المواقع في العاصمة الليبية طرابلس فجر اليوم، بحسب وكالة الأنباء الليبية الرسمية.
ونقلت الوكالة عن متري قوله إن "الأمم المتحدة أجرت اتصالات بكل من إيطاليا وفرنسا فور سماع أنباء عن القصف الجوي، ونفت الدولتان مشاركتهما في القصف الجوي".
وبحسب الوكالة الليبية، فإن رئيس بعثة الأمم المتحدة في ليبيا قد "جدد التأكيد على أن الأمم المتحدة ليست لديها أي نية للتدخل العسكري في ليبيا، وأنها تدين كافة أشكال التصعيد العسكري بالبلاد".
وكان مصدر من قوات "فجر ليبيا" قال في وقت سابق اليوم، إن "طائرات حربية مجهولة قصفت فجر اليوم معسكرات في منطقة قصر بن غشير ومعسكر اليرموك قرب المطار الدولي للعاصمة الليبية طرابلس، تقع تحت سيطرة قوات فجر ليبيا".
وأفادت مصادر طبية بأن "القصف أدى إلى مقتل 4 أشخاص كانوا في المعسكرات"، دون أن تذكر مزيدا من التفاصيل عن هوية الضحايا، وما إذا كانت الغارات أسفرت عن سقوط جرحى. وقالت الحكومة الليبية المؤقتة، في بيان في وقت سابق اليوم (الاثنين)، إنها لا تملك أي أدلة قاطعة تمكنها من تحديد الجهة التي كانت وراء القصف.
من جهتها، تبنت قوات اللواء الليبي المنشق خليفة حفتر، عصر الاثنين، القصف الجوي لمعسكرات قرب مطار طرابلس الليبي. وفي تصريحات قال العميد ركن صقر الجروشي قائد سلاح الجو بقوات حفتر، إن "طائرات تابعه للجيش الوطني (يقصد قوات حفتر) هي التي نفذت الهجمات على مواقع تابعة للمسلحين في طرابلس وقصفت منصات للصواريخ وثكنات عسكرية".
ولم يعط الجروشي، أي تفاصيل عن العملية، مكتفيا بالقول: "نحن نجهز في هذه الأثناء لكتابة بيان رسمي يشمل التفاصيل كاملة سيذاع مساء اليوم (الاثنين) على القنوات المحلية الليبية".
ونقلت قناة النبأ الليبية الخاصة، عن  العقيد محمد الحجازي، المتحدث باسم قوات حفتر، قوله إن "الطائرات التي قصفت مواقع لقوات فجر ليبيا (بطرابلس) فجر اليوم تابعة للواء خليفة حفتر"، مشيرا إلى أن "هذه العملية تأتي تنفيذا لقرار مجلس النواب"، دون الإشارة إلى ماهية القرار الذي تحدث عنه.

ننشر| نص بنود اتفاق وقف إطلاق النار الدائم ورفع الحصار .. وانتصرت المقاومة

ننشر| نص بنود اتفاق وقف إطلاق النار الدائم ورفع الحصار .. وانتصرت المقاومة

منذ حوالى ساعة
عدد القراءات: 473
ننشر| نص بنود اتفاق وقف إطلاق النار الدائم ورفع الحصار .. وانتصرت المقاومة
جاء اتفاق وقف إطلاق النار بين الوفد الفلسطينى والإسرائيلى فى 8 بنود استجابت لمطالب المقاومة وكانت كالآتى :
1- فتح كافة المعابر ورفع الحصار بشكل كامل عن قطاع غزة ويشمل دخول مواد البناء تحت رقابة دولية
2- اعادة اعمار قطاع غزة تحت اشراف الحكومة الفلسطينية برئاسة الحمدلله
3- حل مشكلة الكهرباء بشكل كامل في مدة اقصاها عام
4- مساحة الصيد تتسع من 6 ميل ل 9 ميل يليها 12 ميل في مدة اقصاها 6اشهر
5- رفع الحصار المالي بشكل كامل عن قطاع غزة
6- اعادة الوضع عما كان عليه قبل بدء الحرب الاخيرة علي غزة
7- موافقة مبدئية علي قضية ميناء غزة مع تأجيل البحث الفعلي بالقضية لمدة شهر من تاريخ التوقيع علي الاتفاق ويشمل التباحث بعد شهر كيفة ادارة الميناء واليات فنية وادارية اخري
8- تأجيل التباحث في قضية الاسري الي شهر من تاريخ توقيع الاتفاق

ننشر نص رسالة الرئيس مرسى للشعب الثائر: لن تضيع دماء الشهداء ولا أنات الجرحى والمعتقلين

ننشر نص رسالة الرئيس مرسى للشعب الثائر: لن تضيع دماء الشهداء ولا أنات الجرحى والمعتقلين

منذ 2 ساعة
عدد القراءات: 1328
ننشر نص رسالة الرئيس مرسى للشعب الثائر: لن تضيع دماء الشهداء ولا أنات الجرحى والمعتقلين
فى تواصل فعال بين الرئيس مرسى والمتظاهرين بالميدان نشر عمر محمد مرسي، نجل الرئيس محمد مرسي، رسالة مكتوبة، نقلاً عن والده حيث كتب الرسالة على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك».  
دعا فيها الرئيس مرسي في رسالته المتظاهرين في الشارع إلى إكمال تظاهرتهم بشكل سلمي، في ظل الصعاب والشدائد التي قال إنها تواجه الثورة والثوار.
«قدّر الله لثورتنا المباركة - ثورة 25 يناير - أن تواجه الصعاب لمنتهاها ولكنه هيأ لها رجالا بحق... ثوارٌ رجالاً ونساءً تفاخر بهم مصر سائر الأمم»
«أيها الثوار الأحرار سيروا على درب ثورتكم السلمية البيضاء بثبات كالجبال وبعزائم كالرعود فثورتكم منصورة في القريب العاجل _هذا يقيني في الله_ وخلفكم أغلبية ساحقة من الشعب تنتظر منكم أن تهيئوا لها الأجواء الثورية لتسمعوا هديرها المدوي بعد أن أسمعت العالم صمتها الهادر في مسرحية تنصيب قائد الانقلاب التي أرادوا لها شعبًا مغيبًا فصفعهم بوعيه وأذل ناصيتهم».  
«تجمعوا ولا تفرّقوا ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم، الله يشهد أني لم آل جهدا أو أدخر وسعًا في مقاومة الفساد والإجرام بالقانون مرة وبالإجراءات الثورية مرات فأصبت وأخطأت ولكني لم أخن فيكم أمانتي ولن أفعل ولقد بذلت سنين عمري في مواجهة إجرامهم وسأبقى كذلك مادام في عمري بقية».
«يا شباب مصر الثائر لقد أبهرتم العالم باستكمالكم لثورتكم وأنتم اليوم والغد .. الحاضر والمستقبل.. بل أنتم الوطن.. والثورة معقودة في عزائمكم أثق أنكم سترفعون لواءها وتوردوها مجدها».  
«فالثورة الثورة والصبر الصبر أيها الأفذاذ، ووالله كأني أراكم أجيالاً من بعدي تروون لبنيكم كيف صبرتم فانتصرتم وضحيتم فتمكنت ثورتكم».  
«إن كل الشعوب الحرة لم تعترف بهذا النظام الانقلابي المجرم بسبب استمرار ثورة المصريين وتمسكهم بسلميتها المبدعة ولن يعترف حر في العالم كله بما بني على هذا الباطل من أباطيل».  
«وأخيرًا وليس آخرًا أقول لشعبي الرائد لتكن عيونكم على ثورتكم وأهدافها السامية ولن تضيع دماء الشهداء ولا أنات الجرحى والمصابين ولا تضحيات المعتقلين أبدا ما دام للثورة رجال يحملون همها ويرفعون لواءها ويؤمنون بمبادئها ويصطفون حولها حتي تحقق كامل أهدافها؛ أعلم أن الطريق صعبة لكني أؤمن بأصالة معادنكم وعدالة قضيتكم وأثق في نصر الله عزوجل لكم .. بارككم الله لوطنكم وأمتكم.ودمتم ثائرين».

استقالة جماعية لمشايخ "الدعوة السلفية" من "النور".. والموافقة على عدم المناداة بالشريعة الإسلامية

استقالة جماعية لمشايخ "الدعوة السلفية" من "النور".. والموافقة على عدم المناداة بالشريعة الإسلامية

منذ 2 ساعة
عدد القراءات: 2071
استقالة جماعية لمشايخ "الدعوة السلفية" من "النور".. والموافقة على عدم المناداة بالشريعة الإسلامية
استمرار لمسلسل المهانة والذلة التى يلقنها الانقلابييون لاتباعهم ، وكشف كل متستر خلف الأحزاب الإسلامية، وفضيحة جديدة تضاف لحزب النور الذى طالما صدع الرؤوس بضرورة تطبيق الشريعة، الآن يتنازل عنها بكل سهولة خوفا من حجر الانقلاب عليه والغدر به، حيث أعلن مجلس إدارة الدعوة السلفية، الاثنين، تقدمه باستقالة نهائية من عضوية حزب النور، وأعلنت الدعوة رسميًا اعتزال رجالها العمل السياسي بهدف الحصول على ترخيص وزارة الأوقاف لاعتلاء المنابر مرة أخرى.
وقالت مصادر داخل الدعوة السلفية إن جميع مشايخ الدعوة، باستثناء عبدالمنعم الشحات المتحدث باسمها، تقدموا باستقالتهم السبت الماضي إلى الدكتور يونس مخيون، رئيس الحزب، بهدف الحصول على تصريح الخطابة من وزارة الأوقاف، لاعتلاء المنابر وإلقاء الدروس الدينية في المساجد.
وأضافت المصادر، التي طلبت عدم ذكر أسمائها، أن المشايخ الذين تقدموا باستقالتهم هم ياسر برهامي، وأحمد فريد، وعصام حسنين، وسعيد الروبي، وأحمد أبوحطيبة، ومحمود عبدالحميد، وسعيد السواح، وسيد حسين العفاني، وسعيد حماد، والشيخ محمود عبدالحميد، مؤكدة أن عبدالمنعم الشحات رفض الاستقالة من الحزب وقرر الاستمرار لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة باسم «النور».
ولفتت المصادر إلى أن مجلس الدعوة السلفية أبلغ «الأوقاف» بالاستقالة واعتزال رجاله السياسة، واستعدادهم لخوض اختبارات الوزارة للحصول على تصاريح الخطابة.
وطالب الشيخ على حاتم، المتحدث باسم الدعوة السلفية، وزارة الأوقاف، بتنفيذ مطالب مشايخ الدعوة بعد تنفيذ جميع الشروط التي وضعتها الوزارة، قائلاً: «ليس من مصلحة الأوقاف محاربة مشايخنا ومنعنا من حقنا الشرعي، خاصة أننا على استعداد تام لتنفيذ كل شروطها».
في المقابل، قال محمد عز، وكيل وزارة الأوقاف، إن خطوات اعتزال مشايخ الدعوة من العمل السياسي لم يتم عرضها على الوزارة إلى الآن، مؤكدًا أن هناك شروطًا أخرى.
وأضاف أنه لابد من وجود ضمانات يقدمها هؤلاء المشايخ بعدم العودة للسياسة مرة أخرى بالقول أو بالفعل، مشيرًا إلى أن الوزارة وضعت اختبارات لمن يرغب في الحصول على تصريح، وجميع المشايخ سيخضعون لها، ولا توجد استثناءات في تطبيق القانون.
في السياق نفسه، قالت مصادر داخل حزب النور، إنه تم الاتفاق على عدم ظهور مشايخ الدعوة السلفية، أمثال الدكتور ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة، في جميع المؤتمرات الانتخابية التي سيعقدها الحزب قبل الانتخابات المقبلة، خوفًا من تصنيف الحزب على أنه «إسلامي»، مؤكدة أنه تم الاتفاق على تجنب ذكر الشريعة الإسلامية في الدعاية الانتخابية، والتركيز على المشكلات الاقتصادية والسياسية التي تعاني منها الدولة وكيفية معالجتها.

أبو مرزوق: المفاوضات عادت للمربع الأول

أبو مرزوق: المفاوضات عادت للمربع الأول

منذ حوالى ساعة
عدد القراءات: 123
أبو مرزوق: المفاوضات عادت للمربع الأول
تتواصل المفاوضات ويتواصل النزيف وما زال قطاع غزة يئن وقد تمسك الوفدان الفلسطيني والإسرائيلي المشاركان في المفاوضات غير المباشرة في القاهرة، بمواقفهما اليوم الاثنين إزاء التوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة قبيل انقضاء هدنة مدتها خمسة أيام.
وقال موسى أبو مرزوق - القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس وعضو الوفد الفلسطيني المفاوض بالقاهرة- إن الاحتلال الإسرائيلي أعاد المفاوضات إلى المربع الأول، وفقاً
وكتب أبو مرزوق على صفحته على شبكة التواصل الاجتماعي (فيس بوك)، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو "رفض الورقة المصرية، وقدم الوفد الإسرائيلي تعديلات أعادت الوضع إلى المربع الأول".

الأحد، 17 أغسطس 2014

عبد الرحيم على يفتحه لأول مرة .. الصندوق الأسود لنجيب ساويرس

عبد الرحيم على يفتحه لأول مرة .. الصندوق الأسود لنجيب ساويرس

الأحد 17-08 - 01:53 م
(12) تعليقات
 
[ رجل الأعمال قال لى فى باريس: "لا أثق فى الجيش المصرى والسيسى بتاعكم ده إخوان"
[ وافق على دفع 7 مليارات لمرسى اشترى بها سلاحًا لقتل المصريين ويرفض دفع مليم لـ"تحيا مصر"
[ فى 2008 قال لى: "حبيب العادلى هددنى إنه هيعبطنى لو اشتغلت ضد الإخوان"
[ طلب منى ألّا أذيع مكالمات نشطاء السبوبة لعلاقته بهم ولأن المكالمات كانت تفضح علاقته بالأمريكان ودوره فى تركيع مصر
[ سألت فى اجتماع الرئيس لماذا لم يدفع ساويرس شيئًا حتى الآن؟ فأرسل لى ألبرت شفيق رسالة قصيرة بأن نجيب لم يعلن أنه تبرع من الأساس
كنت قد قررت منذ عملت فى المساحة المتشابكة بين الصحافة والسياسة ألا أدخل فى معارك شخصية مهما زاد الهجوم علىّ بسبب مواقفى أو أفكارى أو آرائى.. كنت أرى المعارك من أجل الوطن أولى، وتكسير أعداء مصر أوجب، ومواجهة المخاطر من أجل مستقبل بلدى أوقع وأنفع.
أقول ذلك لأن البعض يمكن أن يستشعر مما سأقوله هنا أننى أخوض معركة شخصية، أدافع فيها عن نفسى، أو أدفع خلالها عن سمعتى المهنية، فلا أنا مدان بشىء، ولا على رأسى بطحة أتحسسها.. فأنا أعيش فى النور.. لأننى أسعى إلى وطن يسوده الحب والحرية والكرامة والتسامح والرضا.
هنا ولأول مرة أفتح الصندوق الأسود لنجيب ساويرس، رجل الأعمال الأكثر جدلا فى الحياة السياسية والاقتصادية المصرية خلال السنوات الأخيرة.. أما لماذا الآن وقد عرفت نجيب منذ سنوات طويلة؟.. فهذه قصة مهمة تستحق أن أرويها.
1-لماذا أتحدث؟
فى لقاء الإعلاميين بالرئيس عبد الفتاح السيسى بقصر الاتحادية، سأله أحدهم عن صندوق "تحيا مصر"، وعن الأموال التى تم التبرع بها، فقال بما يشبه الصدمة إن الصندوق به مليار ونصف المليار جنيه من بينها مليار دفعها الجيش، سألت بشكل مباشر ودون مواربة: "أين إذن الـ 3 مليارات التى أعلن ساويرس وعائلته أنهم سيتبرعون بها للصندوق؟، رد السيسى: "عندكم هشام رامز محافظ البنك المركزى، يمكن أن تسألوه".
صدقت السيسى على الفور، وقلت: "يعنى ينفع ساويرس يدفع لمحمد مرسى 7 مليارات عشان يشترى بها سلاحا يقتل به أولادنا فى الجيش والشرطة، ولا يدفع شيئا لمصر".
لم ينتظر ألبرت شفيق رجل ساويرس فى الإعلام ( يدير قناة أون تى فى ومسئول عن وكالة أونا للأخبار وما خفى كان أعظم)، أرسل لى ورقة صغيرة (أحتفظ بها حتى الآن) كتب فيها: "إن نجيب لم يعلن بنفسه أنه سيتبرع بـ 3 مليارات دولار، وقال إنه عندما سيتبرع هو والعائلة فلن يعلن عن ذلك".
مر الأمر بالنسبة لى بشكل عادى، فأنا تحدثت من أجل مصر، طالبت رجل أعمال بأن يدفع للبلد، بعد أن دفع للإخوان، طلبت منه أن يبادر وهو الذى لم يجبره أحد على دفع شىء، بعد أن أجبره الإخوان وأذلوه ولعبوا به وبعائلته حتى دفع لهم كل ما يريدون، وكان على استعداد لأن يدفع أكثر، المهم أن يحمى نفسه واستثماراته.
لكن يبدو أن الأمر لم يمر على نجيب ساويرس مرور الكرام، اعتبر أن الإهانة شخصية، وأننى أريد أن أقدمه فريسة سهلة للنظام (النظام لا ينتظر منى أو من غيرى أن أفعل ذلك، فلديه كل الملفات والمخالفات والتجاوزات والقضايا، ويعرف جيدا متى يتحرك)... فبادر رجل الأعمال الشهير إلى كتابة تويتة تافهة وساقطة يدعى فيه أنه "بعد مشاهدة حلقة ثانية من برنامج المخبر عبد الرحيم على يمكن أن يتعاطف مع الإخوان".
فى لحظة تجاهل فيها ساويرس نفسه، اعتقد خلالها أنه يمكن أن يكون مؤثرا، وقادرا على أن يمسنى بسوء، ومتوهما أنه عندما يقول ذلك سيصدقه الناس ويسيرون خلفه.
بدأ ساويرس المعركة إذن وعليه أن يتحمل.. كان عليه أن يتحسس كلمته، قبل أن أجبره على أن يتحسس رأسه... وهذه بداية جديدة
2-الملياردير فى جيب حبيب العادلى
عرفت نجيب ساويرس فى أبريل عام 2008، قبلها كانت علاقتى به محدودة، رجل أعمال يبدى إعجابه بين الحين والآخر بما أكتبه وبالمعارك التى أخوضها ضد الجماعات الإرهابية، لم أره ولم ألتق به ولم أجلس إليه، إلا بعد أن ذهبت إليه مع صديقى اللواء رؤوف المناوى "رحمة الله عليه" مساعد وزير الداخلية الأسبق لشئون الإعلام والعلاقات العامة، كان المناوى يرتبط بموعد مع نجيب، وقال لى: "إنه يريد أن يراك".
فى هذه المقابلة طرحت على نجيب فكرة تأسيس جبهة ليبرالية تقوم على مواجهة التيارات الإسلامية وخطتها فى السيطرة على المجتمع، قلت له إن الإسلاميين يعملون من خلال تنظيم محكم ومؤثر، وخطاب دينى عاطفى يمس الناس ويؤثر فى مشاعرهم، ومساعدات عينية يتحركون بها على الأرض، فيضمنون ولاء الناس لهم.
قلت له لماذا لا يجتمع المثقفون المصريون من مختلف الاتجاهات السياسية والفكرية فى إطار واحد، إطار ثقافى واجتماعى يكون له بعد ذلك شكله القانونى، يقدم لمصر نسقا ثقافيا مغايرا وخطابا قريبا من الناس، وخطة اجتماعية تقدم حلولا للمشكلات التى تحاول الجماعات المتطرفة أن تقدم حلولا لها، على أن يكون لهذا الكيان أداة إعلامية تربط اسم المؤسسة بخدماتها، حتى لا تكون المؤسسة معلقة فى الفراغ.
رحب نجيب ساويرس جدا بالفكرة، وبدأنا التنفيذ من خلال طرح مجموعة أسماء تمثل الأطياف السياسية والفكرية فى مصر كلها، والتى يمكن أن تشارك فى هذه المؤسسة، وعقدت أول اجتماع فى منزلى على دعوة عشاء، كان على رأس المدعوين لها نجيب ساويرس نفسه، ويومها حرص على أن يلتقط صورة مع عائلتى.
تابعت الصحف وقتها أخبار التيار الجديد، حيث أشارت الصحف إلى عكوف مجموعة تضم عددا من المفكرين والسياسيين ورجال الأعمال وأهل الفن على وضع برنامج "جبهة ليبرالية جديدة".. هدفها الرئيسى مواجهة المد الأصولى والأفكار الرجعية والمتشددة فى المجتمع، وكانت الصحف وقتها (مايو 2008) تحرص على أن تضع نجيب ساويرس فى مقدمة الأسماء التى ضمتها الجبهة، والتى كان من بينها المفكر السيد ياسين، والكاتب الصحفى مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين وقتها، والسيناريست المرحوم أسامة أنور عكاشة، واللواء رؤوف المناوى، والفنان محمد نوح.. وآخرون.
فى اليوم الذى اجتمع فيه أعضاء التيار فى بيتى، فتحنا النقاش وقدمنا ورقة عمل، وتم الاتفاق على أن نختار اثنين يُسَيّران العمل لحين عقد اجتماع نعلن فيه مجلس أمناء، وكذلك نعد بيانا نعرضه بعد ذلك على الجمعية العمومية، وكان الاثنان اللذان يقومان بهذه المهمة هما المفكر الكبير السيد ياسين وأنا.
كتبنا البيان بالفعل، وعقدنا الاجتماع الثانى للتيار فى نادى ساويرس بجاردن سيتى، واخترنا 8 يشكلون مجلس الأمناء، لم يكن ساويرس من بينهم بالمناسبة، بدأنا نبحث عن مقار للتيار، وكلفنا مجموعة من الباحثين برصد جمعيات الإخوان التى تعمل على الأرض، وأهم المواقع التى تؤثر فيها، حتى نتواجد فيها، تمهيدا لطرد الإخوان وحلفائهم من على الأرض.
تجمعت لدينا معلومات كثيرة، إحصائيات بلا حصر ولا عدد عن نشاط الإخوان والجماعات المتطرفة، بدأنا العمل، وفجأة اتصل بى نجيب ساويرس، قال لى: "أريد أن أراك بمفردك، فى مكان بعيد عن مكاتبنا حتى لا يتم رصد ما أقول"، وعندما جلست إليه، فوجئت به يقول لى: "أنت تعرف أنى لا أفعل أى شىء دون أن أعود إلى الأجهزة الأمنية، وقد زرت حبيب العادلى فى مكتبه، وأخذت رأيه فى التيار الذى نشكله وأهدافه، فقال لى: لا تتدخل فى ذلك ولا علاقة لك بهذا الأمر، ووجودك فى وسط هذه المجموعة، سوف يضر بك وبمصالحك".
كانت مفاجأة لى (أنا الذى يصفنى نجيب بلفظ مخبر) فرجل الأعمال الشهير الذى يحرص على الظهور فى مواجهة النظام وهو يتحدث فى حواراته ولقاءاته التليفزيونية ليس أكثر من فأر مذعور للغاية، يستأذن أجهزة الأمن قبل أن يقدم على أى شىء.
لم تكن هذه هى المفاجأة الوحيدة، كان ما قاله حبيب العادلى لنجيب ساويرس مخيفا، قال له: "لو استمريت فى العمل مع أعضاء هذا التيار سوف أعبطك".
كنت أرى فيما قاله حبيب العادلى إهانة بالغة لنجيب ساويرس، لكنه ابتلع الإهانة واستجاب لها ولصاحبها، وقال لى: "لا أريد أن أسمع منك شيئا عن هذا الموضوع، ولا تحدثنى فيه، ولا أريد أن أراك لستة أشهر قادمة".. قلت له يمكن أن نصل بالموضوع إلى الرئيس حسنى مبارك شخصيا، أو أن نتحدث مع اللواء عمر سليمان، فهذه معركة وطن يضيع من أمام أعيننا ونحن واقفون لا نحرك ساكنا، لكنه أصر على موقفه، وكان خوفه من حبيب العادلى باديا بطريقة تستدعى الشفقة.
قلت له أنت تعطى حبيب العادلى أكثر من حجمه، وكنت وقتها قد أعلنت رأيى فى حبيب العادلى، وقلت إنه لا يصلح حتى أن يكون خفيرا بعد الأحداث الإرهابية التى شهدتها مصر فى طابا وشرم الشيخ ودهب فى أعوام 2004، 2005 2006 دون أن يتصدى لها، قلت لنجيب: "أنا يمكن أن أقلع ملط للعادلى فى ميدان التحرير"، فرد باستخفاف: "أنت تستطيع أن تفعل ذلك لأنك لا تملك شيئا، أما أنا فلا أستطيع لأننى أملك الكثير وأخاف على مصالحى، أنا لا أقدر عليهم، يمكن أن يلفقوا لى قضية فى أى وقت". هكذا تحدث الرجل الذى يصفنى بالمخبر، دونما حمرة خجل، لكن من أن أين يأتى الخجل فما ستعرفونه فى الأعداد القادمة بالمستندات وما سنذيعه عليكم من مكالمات صوتية سيكشف لكم حقيقة هذا المتعجرف.
لم يكن نجيب ساويرس يعرف أن الفكرة التى عملنا عليها وبدلا من أن يشاركنا فيها تراجع عنها، كنت قد تناقشت فيها مع رموز الحزب الوطنى المهندس أحمد عز وجمال مبارك، قلت لهما إن الإخوان سينتصرون فى بضع سنين إن لم تقفوا أمامهم فى الشارع، ولما عرض أحمد عز علىّ أن أنضم إلى الحزب الوطنى كشرط لتنفيذ الفكرة، رفضت وقلت له: "أنا عضو اللجنة المركزية لحزب التجمع منذ عشرين عاما، ولا يمكن أن أنضم للحزب الوطنى تحت أى ظرف من الظروف، أنا أقدم فكرة لمصر وللمجتمع، ولا أقدمها للحزب الوطنى".
يومها قال لى أحمد عز كلمته الشهيرة: "نحن لا نسعى لزواج عرفى ولا نحبه، هنا الزواج على سنة الله ورسوله"، فقلت له: "لا أريد زواجكم لا عرفى ولا رسمى".

3-الهارب من مواجهة الإخوان
لقد ظل نجيب ساويرس رافعا شعار "يسقط حكم العسكر"، فعل ذلك من خلال قناته التى قادت حربا عنيفة ضد المجلس العسكرى، وفعل ذلك مباشرة من خلال حواراته ولقاءاته التى كان يستأسد فيها على الجيش والمجلس العسكرى، كان يريد تركيع مصر للأمريكان، كان كل ما يفعله هو تخويف المسئولين عن إدارة أمور البلاد، حتى لا يأخذوا أموالا من الخليج، وتكون كل الأموال التى يحصلون عليها من الأمريكان فقط، وقد لعب دورا كبيرا فى ذلك إلى جوار محمد البرادعى، الذى لم يكن بعيدا أبدا عن مخططات ساويرس.
بعد فشل رجل الأعمال المدلل فى تحقيق كل ما أراد، وتسببه بسبب صبيانيته السياسية وضعف بل انعدام خبراته، وصل الإخوان المسلمون إلى الحكم ثم بدأوا يمارسون عليه ضغوطا حتى يصبح واحدا من داعمى النظام، وفى الحقيقة لم يتأخر ساويرس عن ذلك، استغرق الأمر بعض الوقت حتى يتم تطويعه.
ركز الإخوان فى حربهم ضد آل ساويرس على ضروة دفعه 7 مليارات جنيه ضريبة صفقة موبينيل فى البورصة (وهذا ملف كبير أعتقد أننا سنعود إليه فيما بعد) وضرورة دفع شقيقه ناصف ساويرس 4 مليارات جنيه، فقد حقق أرباحا تصل إلى 20 مليار دولار دون أن يدفع عنها ضرائب.
كان ساويرس يعرف ما الذى يراد به تحديدا، هرب هو وأسرته والتزم الصمت تماما، بل إنه أشاع أنه باع قناته الفضائية لمستثمر تونسى حتى لا يتحمل مسئولية ما تقدمه القناة عن الإخوان، فقد قرر أن يهرب من أرض المعركة حتى النهاية، ولا يشارك فيها بأى شىء.
هرب نجيب ساويرس وترك المخبرين أمثالنا يواجهون بصدورهم العارية، هم وأسرهم وحوش الإخوان، هرب ونحن صامدون فى الميادين، نقول للإخوان إننا سنعيدهم إلى السجون التى جاءوا منها، وفى لحظة فارقة كان علىّ أن أذهب إلى نجيب وأن ألتقيه لأقنعه بعدم الانجراف مع الإخوان حتى النهاية وتأجيل دفع أى مبالغ مدة ثلاثة أشهر فقط.
كنت فى أمستردام وكان هو فى لندن، واتفقنا أن تكون نقطة اللقاء باريس، وفى 14 فبراير 2013 أى قبل سقوط محمد مرسى بأربعة أشهر، التقينا على مقهى الفوكيت بالشانزليزيه، تحدثت معه، كنت أحمل له رسالة محددة: "لا تدفع شيئا للإخوان المسلمين الآن، الأمور فى طريقها إلى التصعيد مع الجماعة الإرهابية، لن يمكثوا فى حكم مصر أكثر من أربعة أشهر، ليس مطلوبا منك إلا أن تمتنع عن الدفع، لأنهم لن يأخذوا هذه الأموال للخزانة المصرية، بل يريدون أن يشتروا بها سلاحا يدافعون به عن أنفسهم عندما يثور عليهم الشعب المصرى".
وجاء رد نجيب مفزعا، قال بعصبية زائدة: "لا ثقة عندى فى الجيش المصرى، ولا الشعب المصرى، والسيسى بتاعكم ده إخوان، وأنصحك تشوفلك بلد تانى ليك ولأولادك وتهرب لها، لأنهم لن يتركوك، أنا سأدفع إنقاذا لأسرتى ولأموالى التى لا تزال موجودة فى مصر، الناس دى خطيرة جدا، وسوف أدفع لهم ما يريدون".
ثم كشف نجيب ساويرس عما هو أبشع، قال لى: "الإخوان سيظلون فى الحكم لأكثر من 500 سنة، وده تأكيد من الأمريكان، وأنت والأجهزة بتاعتك فى مصر لا تستطيع أن تفهم أكثر من الأمريكان، فهم يعرفون الأمور على حقيقتها".. (لاحظ أن ساويرس كان يردد ما قاله محمد مرسى بعد ذلك للسيسى من أنهم سيحكمون مصر 500 سنة قادمة، فكأنهما كانا يتعاملان مع نفس الأجهزة الأمريكية التى كانت تخطط لإخضاع مصر وتركيعها).
سألت نجيب ساويرس للمرة الأخيرة: "يعنى مفيش فايدة؟" فقال لى: "أنا هادفع يعنى هادفع".
كان ساويرس قد بدأ يدفع للإخوان، استطاع تقسيط مبلغ الـ 7 مليارات جنيه، ودفع القسط الأول بالفعل، وهى الأموال التى استخدمتها الجماعة فى شراء السلاح، ولولا الثورة التى قامت دون أن يكون ساويرس مقتنعا بها، لكان دفع للإخوان المبلغ كاملا، وربما كان سيدفع ما هو أكثر "كما فعل ناصف أخوه فى صمت شديد".
4- نصير نشطاء السبوبة
مرت الأيام وفتحت فى برنامجى "الصندوق الأسود" ملف نشطاء السبوبة من خلال تسجيلاتهم الصوتية، وجدت نجيب ساويرس يرسل إلىّ برسالة عن طريق أحد أصدقائه، يطلب منى أن أتوقف عن كشف هؤلاء الشباب على اعتيار أنهم وطنيون، تعجبت مما يفعله نجيب، لماذا يطلب منى ذلك؟.. لماذا يتدخل فى ملف شائك مثل هذا؟.
وكانت المفاجأة أن نجيب لم يكن بعيدا عن هؤلاء الشباب، فعندما سمعنا مكالمات عبدالرحمن يوسف القرضاوى ومصطفى النجار عرفنا العلاقة التى كانت تربط ساويرس بالنجار، وهى العلاقة التى لقح عليها ابن القرضاوى بمعنى لا يغيب عن فطنة من استمع إلى المكالمات (يمكنكم العودة إليها وسماعها مرة أخرى قبل أن تأتى الطامة الكبرى التى ستقصم ظهر نجيب وأسرته).
لقد وقف نجيب ساويرس إلى جوار نشطاء السبوبة، لأنه كان يمولهم، وصل ما دفعه لهم 10 ملايين دولار، ثم أن خوفه الأكبر كان من التسجيلات التى رصدت مكالمات صديقه محمد البرادعى والأمريكان، والتى ذكر فيها اسم نجيب ساويرس أكثر من مرة فى سياق حديثه عن محاولة تركيع مصر وإخضاعها للأمريكان.
كان نجيب ساويرس يعرف أن ما لدينا من تسجيلات يمكن أن يضعه فى حرج سياسى وشخصى، ولذلك سارع إلى مطالبتى بعدم فضح نشطاء السبوبة الذين داسوا على مصر من أجل مصالحهم وحدهم.
****
كان يمكن أن أصمت.. أن أتغاضى عما فعله نجيب ساويرس وقاله فى حقى، لكن المعركة ليست شخصية، إنها معركة من أجل مصر، التى باعها ولا يريد أن يقدم لها شيئا مما حصل عليه طوال سنوات مضت.. لقد فعل كل شىء من أجل أن يحافظ على أمواله، كان عبدا طيعا لنظام مبارك، وكان نصيرا وداعما للإخوان المسلمين، لأنهم كانوا يرفعون فى وجهه العصا، وعندما جاء نظام يتعامل مع رجال الأعمال بإحترام تمرد.. وتخلى، ولم يقدم شيئا حتى الآن، وبعد ذلك يتفرغ لنا نحن الذين لولانا ما كان يستطيع أن يكتب تويتته تلك وكان قد تم خصيه تماما من قبل الجماعة الإرهابية التى ترك لها البلاد والعباد وهرب بجلده لولا أننا واجهناهم بشرف واضعين أرواحنا فوق أكفّنا، والشعب المصرى كله شاهد عيان على ما فعلناه.
هل انتهى المقال؟!، أبدا والله فسوف أحكى لكم وعلى مدار حلقات طويلة قادمة عن دور نجيب ساويرس فى حادث كنيسة القديسين، وبماذا كان يريد أن توصف الحادثة، وما علاقة ذلك بقضية التخابر المتهم فيها مرسى مع الأمريكان؟، وسأروى لكم حكايات بلغاريا والدكتور (ناش) وأين كانت تدفع الأموال ولماذا؟ لتعرفوا أكثر على الرجل الذى بلغت به الصفاقة أن يترك بلاده التى تغرق دون أن يمد لها يد العون، بل يشن حربا ضروس ضد من يحاول أن يتحدث، ولكن ساويرس نسى أن من واجه طغيان الإخوان قادر بفضل الله على أن يواجه طغيانه، والله من وراء القصد وهو يهدى السبيل.
فى العدد القادم: حكايات بلغاريا والدكتور ناش
ماذا كسب آل ساويرس فى العصر الذى وصفوه بالفساد؟.. ومن ساعدهم وكم دفعوا لمصر؟
لماذا كان مصرا على إلصاق تهمة تفجير كنيسة القديسين بحبيب العادلى؟.. وكم عرض من أموال فى سبيل ذلك؟
مَنّ الضابط الذى كان يحركه بالريموت كونترول ويملى عليه ما يفعله ليل نهار؟ 

عبد الرحيم على يفتحه لأول مرة .. الصندوق الأسود لنجيب ساويرس

عبد الرحيم على يفتحه لأول مرة .. الصندوق الأسود لنجيب ساويرس

الأحد 17-08 - 01:53 م
(12) تعليقات
 
[ رجل الأعمال قال لى فى باريس: "لا أثق فى الجيش المصرى والسيسى بتاعكم ده إخوان"
[ وافق على دفع 7 مليارات لمرسى اشترى بها سلاحًا لقتل المصريين ويرفض دفع مليم لـ"تحيا مصر"
[ فى 2008 قال لى: "حبيب العادلى هددنى إنه هيعبطنى لو اشتغلت ضد الإخوان"
[ طلب منى ألّا أذيع مكالمات نشطاء السبوبة لعلاقته بهم ولأن المكالمات كانت تفضح علاقته بالأمريكان ودوره فى تركيع مصر
[ سألت فى اجتماع الرئيس لماذا لم يدفع ساويرس شيئًا حتى الآن؟ فأرسل لى ألبرت شفيق رسالة قصيرة بأن نجيب لم يعلن أنه تبرع من الأساس
كنت قد قررت منذ عملت فى المساحة المتشابكة بين الصحافة والسياسة ألا أدخل فى معارك شخصية مهما زاد الهجوم علىّ بسبب مواقفى أو أفكارى أو آرائى.. كنت أرى المعارك من أجل الوطن أولى، وتكسير أعداء مصر أوجب، ومواجهة المخاطر من أجل مستقبل بلدى أوقع وأنفع.
أقول ذلك لأن البعض يمكن أن يستشعر مما سأقوله هنا أننى أخوض معركة شخصية، أدافع فيها عن نفسى، أو أدفع خلالها عن سمعتى المهنية، فلا أنا مدان بشىء، ولا على رأسى بطحة أتحسسها.. فأنا أعيش فى النور.. لأننى أسعى إلى وطن يسوده الحب والحرية والكرامة والتسامح والرضا.
هنا ولأول مرة أفتح الصندوق الأسود لنجيب ساويرس، رجل الأعمال الأكثر جدلا فى الحياة السياسية والاقتصادية المصرية خلال السنوات الأخيرة.. أما لماذا الآن وقد عرفت نجيب منذ سنوات طويلة؟.. فهذه قصة مهمة تستحق أن أرويها.
1-لماذا أتحدث؟
فى لقاء الإعلاميين بالرئيس عبد الفتاح السيسى بقصر الاتحادية، سأله أحدهم عن صندوق "تحيا مصر"، وعن الأموال التى تم التبرع بها، فقال بما يشبه الصدمة إن الصندوق به مليار ونصف المليار جنيه من بينها مليار دفعها الجيش، سألت بشكل مباشر ودون مواربة: "أين إذن الـ 3 مليارات التى أعلن ساويرس وعائلته أنهم سيتبرعون بها للصندوق؟، رد السيسى: "عندكم هشام رامز محافظ البنك المركزى، يمكن أن تسألوه".
صدقت السيسى على الفور، وقلت: "يعنى ينفع ساويرس يدفع لمحمد مرسى 7 مليارات عشان يشترى بها سلاحا يقتل به أولادنا فى الجيش والشرطة، ولا يدفع شيئا لمصر".
لم ينتظر ألبرت شفيق رجل ساويرس فى الإعلام ( يدير قناة أون تى فى ومسئول عن وكالة أونا للأخبار وما خفى كان أعظم)، أرسل لى ورقة صغيرة (أحتفظ بها حتى الآن) كتب فيها: "إن نجيب لم يعلن بنفسه أنه سيتبرع بـ 3 مليارات دولار، وقال إنه عندما سيتبرع هو والعائلة فلن يعلن عن ذلك".
مر الأمر بالنسبة لى بشكل عادى، فأنا تحدثت من أجل مصر، طالبت رجل أعمال بأن يدفع للبلد، بعد أن دفع للإخوان، طلبت منه أن يبادر وهو الذى لم يجبره أحد على دفع شىء، بعد أن أجبره الإخوان وأذلوه ولعبوا به وبعائلته حتى دفع لهم كل ما يريدون، وكان على استعداد لأن يدفع أكثر، المهم أن يحمى نفسه واستثماراته.
لكن يبدو أن الأمر لم يمر على نجيب ساويرس مرور الكرام، اعتبر أن الإهانة شخصية، وأننى أريد أن أقدمه فريسة سهلة للنظام (النظام لا ينتظر منى أو من غيرى أن أفعل ذلك، فلديه كل الملفات والمخالفات والتجاوزات والقضايا، ويعرف جيدا متى يتحرك)... فبادر رجل الأعمال الشهير إلى كتابة تويتة تافهة وساقطة يدعى فيه أنه "بعد مشاهدة حلقة ثانية من برنامج المخبر عبد الرحيم على يمكن أن يتعاطف مع الإخوان".
فى لحظة تجاهل فيها ساويرس نفسه، اعتقد خلالها أنه يمكن أن يكون مؤثرا، وقادرا على أن يمسنى بسوء، ومتوهما أنه عندما يقول ذلك سيصدقه الناس ويسيرون خلفه.
بدأ ساويرس المعركة إذن وعليه أن يتحمل.. كان عليه أن يتحسس كلمته، قبل أن أجبره على أن يتحسس رأسه... وهذه بداية جديدة
2-الملياردير فى جيب حبيب العادلى
عرفت نجيب ساويرس فى أبريل عام 2008، قبلها كانت علاقتى به محدودة، رجل أعمال يبدى إعجابه بين الحين والآخر بما أكتبه وبالمعارك التى أخوضها ضد الجماعات الإرهابية، لم أره ولم ألتق به ولم أجلس إليه، إلا بعد أن ذهبت إليه مع صديقى اللواء رؤوف المناوى "رحمة الله عليه" مساعد وزير الداخلية الأسبق لشئون الإعلام والعلاقات العامة، كان المناوى يرتبط بموعد مع نجيب، وقال لى: "إنه يريد أن يراك".
فى هذه المقابلة طرحت على نجيب فكرة تأسيس جبهة ليبرالية تقوم على مواجهة التيارات الإسلامية وخطتها فى السيطرة على المجتمع، قلت له إن الإسلاميين يعملون من خلال تنظيم محكم ومؤثر، وخطاب دينى عاطفى يمس الناس ويؤثر فى مشاعرهم، ومساعدات عينية يتحركون بها على الأرض، فيضمنون ولاء الناس لهم.
قلت له لماذا لا يجتمع المثقفون المصريون من مختلف الاتجاهات السياسية والفكرية فى إطار واحد، إطار ثقافى واجتماعى يكون له بعد ذلك شكله القانونى، يقدم لمصر نسقا ثقافيا مغايرا وخطابا قريبا من الناس، وخطة اجتماعية تقدم حلولا للمشكلات التى تحاول الجماعات المتطرفة أن تقدم حلولا لها، على أن يكون لهذا الكيان أداة إعلامية تربط اسم المؤسسة بخدماتها، حتى لا تكون المؤسسة معلقة فى الفراغ.
رحب نجيب ساويرس جدا بالفكرة، وبدأنا التنفيذ من خلال طرح مجموعة أسماء تمثل الأطياف السياسية والفكرية فى مصر كلها، والتى يمكن أن تشارك فى هذه المؤسسة، وعقدت أول اجتماع فى منزلى على دعوة عشاء، كان على رأس المدعوين لها نجيب ساويرس نفسه، ويومها حرص على أن يلتقط صورة مع عائلتى.
تابعت الصحف وقتها أخبار التيار الجديد، حيث أشارت الصحف إلى عكوف مجموعة تضم عددا من المفكرين والسياسيين ورجال الأعمال وأهل الفن على وضع برنامج "جبهة ليبرالية جديدة".. هدفها الرئيسى مواجهة المد الأصولى والأفكار الرجعية والمتشددة فى المجتمع، وكانت الصحف وقتها (مايو 2008) تحرص على أن تضع نجيب ساويرس فى مقدمة الأسماء التى ضمتها الجبهة، والتى كان من بينها المفكر السيد ياسين، والكاتب الصحفى مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين وقتها، والسيناريست المرحوم أسامة أنور عكاشة، واللواء رؤوف المناوى، والفنان محمد نوح.. وآخرون.
فى اليوم الذى اجتمع فيه أعضاء التيار فى بيتى، فتحنا النقاش وقدمنا ورقة عمل، وتم الاتفاق على أن نختار اثنين يُسَيّران العمل لحين عقد اجتماع نعلن فيه مجلس أمناء، وكذلك نعد بيانا نعرضه بعد ذلك على الجمعية العمومية، وكان الاثنان اللذان يقومان بهذه المهمة هما المفكر الكبير السيد ياسين وأنا.
كتبنا البيان بالفعل، وعقدنا الاجتماع الثانى للتيار فى نادى ساويرس بجاردن سيتى، واخترنا 8 يشكلون مجلس الأمناء، لم يكن ساويرس من بينهم بالمناسبة، بدأنا نبحث عن مقار للتيار، وكلفنا مجموعة من الباحثين برصد جمعيات الإخوان التى تعمل على الأرض، وأهم المواقع التى تؤثر فيها، حتى نتواجد فيها، تمهيدا لطرد الإخوان وحلفائهم من على الأرض.
تجمعت لدينا معلومات كثيرة، إحصائيات بلا حصر ولا عدد عن نشاط الإخوان والجماعات المتطرفة، بدأنا العمل، وفجأة اتصل بى نجيب ساويرس، قال لى: "أريد أن أراك بمفردك، فى مكان بعيد عن مكاتبنا حتى لا يتم رصد ما أقول"، وعندما جلست إليه، فوجئت به يقول لى: "أنت تعرف أنى لا أفعل أى شىء دون أن أعود إلى الأجهزة الأمنية، وقد زرت حبيب العادلى فى مكتبه، وأخذت رأيه فى التيار الذى نشكله وأهدافه، فقال لى: لا تتدخل فى ذلك ولا علاقة لك بهذا الأمر، ووجودك فى وسط هذه المجموعة، سوف يضر بك وبمصالحك".
كانت مفاجأة لى (أنا الذى يصفنى نجيب بلفظ مخبر) فرجل الأعمال الشهير الذى يحرص على الظهور فى مواجهة النظام وهو يتحدث فى حواراته ولقاءاته التليفزيونية ليس أكثر من فأر مذعور للغاية، يستأذن أجهزة الأمن قبل أن يقدم على أى شىء.
لم تكن هذه هى المفاجأة الوحيدة، كان ما قاله حبيب العادلى لنجيب ساويرس مخيفا، قال له: "لو استمريت فى العمل مع أعضاء هذا التيار سوف أعبطك".
كنت أرى فيما قاله حبيب العادلى إهانة بالغة لنجيب ساويرس، لكنه ابتلع الإهانة واستجاب لها ولصاحبها، وقال لى: "لا أريد أن أسمع منك شيئا عن هذا الموضوع، ولا تحدثنى فيه، ولا أريد أن أراك لستة أشهر قادمة".. قلت له يمكن أن نصل بالموضوع إلى الرئيس حسنى مبارك شخصيا، أو أن نتحدث مع اللواء عمر سليمان، فهذه معركة وطن يضيع من أمام أعيننا ونحن واقفون لا نحرك ساكنا، لكنه أصر على موقفه، وكان خوفه من حبيب العادلى باديا بطريقة تستدعى الشفقة.
قلت له أنت تعطى حبيب العادلى أكثر من حجمه، وكنت وقتها قد أعلنت رأيى فى حبيب العادلى، وقلت إنه لا يصلح حتى أن يكون خفيرا بعد الأحداث الإرهابية التى شهدتها مصر فى طابا وشرم الشيخ ودهب فى أعوام 2004، 2005 2006 دون أن يتصدى لها، قلت لنجيب: "أنا يمكن أن أقلع ملط للعادلى فى ميدان التحرير"، فرد باستخفاف: "أنت تستطيع أن تفعل ذلك لأنك لا تملك شيئا، أما أنا فلا أستطيع لأننى أملك الكثير وأخاف على مصالحى، أنا لا أقدر عليهم، يمكن أن يلفقوا لى قضية فى أى وقت". هكذا تحدث الرجل الذى يصفنى بالمخبر، دونما حمرة خجل، لكن من أن أين يأتى الخجل فما ستعرفونه فى الأعداد القادمة بالمستندات وما سنذيعه عليكم من مكالمات صوتية سيكشف لكم حقيقة هذا المتعجرف.
لم يكن نجيب ساويرس يعرف أن الفكرة التى عملنا عليها وبدلا من أن يشاركنا فيها تراجع عنها، كنت قد تناقشت فيها مع رموز الحزب الوطنى المهندس أحمد عز وجمال مبارك، قلت لهما إن الإخوان سينتصرون فى بضع سنين إن لم تقفوا أمامهم فى الشارع، ولما عرض أحمد عز علىّ أن أنضم إلى الحزب الوطنى كشرط لتنفيذ الفكرة، رفضت وقلت له: "أنا عضو اللجنة المركزية لحزب التجمع منذ عشرين عاما، ولا يمكن أن أنضم للحزب الوطنى تحت أى ظرف من الظروف، أنا أقدم فكرة لمصر وللمجتمع، ولا أقدمها للحزب الوطنى".
يومها قال لى أحمد عز كلمته الشهيرة: "نحن لا نسعى لزواج عرفى ولا نحبه، هنا الزواج على سنة الله ورسوله"، فقلت له: "لا أريد زواجكم لا عرفى ولا رسمى".

3-الهارب من مواجهة الإخوان
لقد ظل نجيب ساويرس رافعا شعار "يسقط حكم العسكر"، فعل ذلك من خلال قناته التى قادت حربا عنيفة ضد المجلس العسكرى، وفعل ذلك مباشرة من خلال حواراته ولقاءاته التى كان يستأسد فيها على الجيش والمجلس العسكرى، كان يريد تركيع مصر للأمريكان، كان كل ما يفعله هو تخويف المسئولين عن إدارة أمور البلاد، حتى لا يأخذوا أموالا من الخليج، وتكون كل الأموال التى يحصلون عليها من الأمريكان فقط، وقد لعب دورا كبيرا فى ذلك إلى جوار محمد البرادعى، الذى لم يكن بعيدا أبدا عن مخططات ساويرس.
بعد فشل رجل الأعمال المدلل فى تحقيق كل ما أراد، وتسببه بسبب صبيانيته السياسية وضعف بل انعدام خبراته، وصل الإخوان المسلمون إلى الحكم ثم بدأوا يمارسون عليه ضغوطا حتى يصبح واحدا من داعمى النظام، وفى الحقيقة لم يتأخر ساويرس عن ذلك، استغرق الأمر بعض الوقت حتى يتم تطويعه.
ركز الإخوان فى حربهم ضد آل ساويرس على ضروة دفعه 7 مليارات جنيه ضريبة صفقة موبينيل فى البورصة (وهذا ملف كبير أعتقد أننا سنعود إليه فيما بعد) وضرورة دفع شقيقه ناصف ساويرس 4 مليارات جنيه، فقد حقق أرباحا تصل إلى 20 مليار دولار دون أن يدفع عنها ضرائب.
كان ساويرس يعرف ما الذى يراد به تحديدا، هرب هو وأسرته والتزم الصمت تماما، بل إنه أشاع أنه باع قناته الفضائية لمستثمر تونسى حتى لا يتحمل مسئولية ما تقدمه القناة عن الإخوان، فقد قرر أن يهرب من أرض المعركة حتى النهاية، ولا يشارك فيها بأى شىء.
هرب نجيب ساويرس وترك المخبرين أمثالنا يواجهون بصدورهم العارية، هم وأسرهم وحوش الإخوان، هرب ونحن صامدون فى الميادين، نقول للإخوان إننا سنعيدهم إلى السجون التى جاءوا منها، وفى لحظة فارقة كان علىّ أن أذهب إلى نجيب وأن ألتقيه لأقنعه بعدم الانجراف مع الإخوان حتى النهاية وتأجيل دفع أى مبالغ مدة ثلاثة أشهر فقط.
كنت فى أمستردام وكان هو فى لندن، واتفقنا أن تكون نقطة اللقاء باريس، وفى 14 فبراير 2013 أى قبل سقوط محمد مرسى بأربعة أشهر، التقينا على مقهى الفوكيت بالشانزليزيه، تحدثت معه، كنت أحمل له رسالة محددة: "لا تدفع شيئا للإخوان المسلمين الآن، الأمور فى طريقها إلى التصعيد مع الجماعة الإرهابية، لن يمكثوا فى حكم مصر أكثر من أربعة أشهر، ليس مطلوبا منك إلا أن تمتنع عن الدفع، لأنهم لن يأخذوا هذه الأموال للخزانة المصرية، بل يريدون أن يشتروا بها سلاحا يدافعون به عن أنفسهم عندما يثور عليهم الشعب المصرى".
وجاء رد نجيب مفزعا، قال بعصبية زائدة: "لا ثقة عندى فى الجيش المصرى، ولا الشعب المصرى، والسيسى بتاعكم ده إخوان، وأنصحك تشوفلك بلد تانى ليك ولأولادك وتهرب لها، لأنهم لن يتركوك، أنا سأدفع إنقاذا لأسرتى ولأموالى التى لا تزال موجودة فى مصر، الناس دى خطيرة جدا، وسوف أدفع لهم ما يريدون".
ثم كشف نجيب ساويرس عما هو أبشع، قال لى: "الإخوان سيظلون فى الحكم لأكثر من 500 سنة، وده تأكيد من الأمريكان، وأنت والأجهزة بتاعتك فى مصر لا تستطيع أن تفهم أكثر من الأمريكان، فهم يعرفون الأمور على حقيقتها".. (لاحظ أن ساويرس كان يردد ما قاله محمد مرسى بعد ذلك للسيسى من أنهم سيحكمون مصر 500 سنة قادمة، فكأنهما كانا يتعاملان مع نفس الأجهزة الأمريكية التى كانت تخطط لإخضاع مصر وتركيعها).
سألت نجيب ساويرس للمرة الأخيرة: "يعنى مفيش فايدة؟" فقال لى: "أنا هادفع يعنى هادفع".
كان ساويرس قد بدأ يدفع للإخوان، استطاع تقسيط مبلغ الـ 7 مليارات جنيه، ودفع القسط الأول بالفعل، وهى الأموال التى استخدمتها الجماعة فى شراء السلاح، ولولا الثورة التى قامت دون أن يكون ساويرس مقتنعا بها، لكان دفع للإخوان المبلغ كاملا، وربما كان سيدفع ما هو أكثر "كما فعل ناصف أخوه فى صمت شديد".
4- نصير نشطاء السبوبة
مرت الأيام وفتحت فى برنامجى "الصندوق الأسود" ملف نشطاء السبوبة من خلال تسجيلاتهم الصوتية، وجدت نجيب ساويرس يرسل إلىّ برسالة عن طريق أحد أصدقائه، يطلب منى أن أتوقف عن كشف هؤلاء الشباب على اعتيار أنهم وطنيون، تعجبت مما يفعله نجيب، لماذا يطلب منى ذلك؟.. لماذا يتدخل فى ملف شائك مثل هذا؟.
وكانت المفاجأة أن نجيب لم يكن بعيدا عن هؤلاء الشباب، فعندما سمعنا مكالمات عبدالرحمن يوسف القرضاوى ومصطفى النجار عرفنا العلاقة التى كانت تربط ساويرس بالنجار، وهى العلاقة التى لقح عليها ابن القرضاوى بمعنى لا يغيب عن فطنة من استمع إلى المكالمات (يمكنكم العودة إليها وسماعها مرة أخرى قبل أن تأتى الطامة الكبرى التى ستقصم ظهر نجيب وأسرته).
لقد وقف نجيب ساويرس إلى جوار نشطاء السبوبة، لأنه كان يمولهم، وصل ما دفعه لهم 10 ملايين دولار، ثم أن خوفه الأكبر كان من التسجيلات التى رصدت مكالمات صديقه محمد البرادعى والأمريكان، والتى ذكر فيها اسم نجيب ساويرس أكثر من مرة فى سياق حديثه عن محاولة تركيع مصر وإخضاعها للأمريكان.
كان نجيب ساويرس يعرف أن ما لدينا من تسجيلات يمكن أن يضعه فى حرج سياسى وشخصى، ولذلك سارع إلى مطالبتى بعدم فضح نشطاء السبوبة الذين داسوا على مصر من أجل مصالحهم وحدهم.
****
كان يمكن أن أصمت.. أن أتغاضى عما فعله نجيب ساويرس وقاله فى حقى، لكن المعركة ليست شخصية، إنها معركة من أجل مصر، التى باعها ولا يريد أن يقدم لها شيئا مما حصل عليه طوال سنوات مضت.. لقد فعل كل شىء من أجل أن يحافظ على أمواله، كان عبدا طيعا لنظام مبارك، وكان نصيرا وداعما للإخوان المسلمين، لأنهم كانوا يرفعون فى وجهه العصا، وعندما جاء نظام يتعامل مع رجال الأعمال بإحترام تمرد.. وتخلى، ولم يقدم شيئا حتى الآن، وبعد ذلك يتفرغ لنا نحن الذين لولانا ما كان يستطيع أن يكتب تويتته تلك وكان قد تم خصيه تماما من قبل الجماعة الإرهابية التى ترك لها البلاد والعباد وهرب بجلده لولا أننا واجهناهم بشرف واضعين أرواحنا فوق أكفّنا، والشعب المصرى كله شاهد عيان على ما فعلناه.
هل انتهى المقال؟!، أبدا والله فسوف أحكى لكم وعلى مدار حلقات طويلة قادمة عن دور نجيب ساويرس فى حادث كنيسة القديسين، وبماذا كان يريد أن توصف الحادثة، وما علاقة ذلك بقضية التخابر المتهم فيها مرسى مع الأمريكان؟، وسأروى لكم حكايات بلغاريا والدكتور (ناش) وأين كانت تدفع الأموال ولماذا؟ لتعرفوا أكثر على الرجل الذى بلغت به الصفاقة أن يترك بلاده التى تغرق دون أن يمد لها يد العون، بل يشن حربا ضروس ضد من يحاول أن يتحدث، ولكن ساويرس نسى أن من واجه طغيان الإخوان قادر بفضل الله على أن يواجه طغيانه، والله من وراء القصد وهو يهدى السبيل.
فى العدد القادم: حكايات بلغاريا والدكتور ناش
ماذا كسب آل ساويرس فى العصر الذى وصفوه بالفساد؟.. ومن ساعدهم وكم دفعوا لمصر؟
لماذا كان مصرا على إلصاق تهمة تفجير كنيسة القديسين بحبيب العادلى؟.. وكم عرض من أموال فى سبيل ذلك؟
مَنّ الضابط الذى كان يحركه بالريموت كونترول ويملى عليه ما يفعله ليل نهار؟ 

عاجل | إذاعة الجيش الإسرائيلي: صفارات الإنذار دوت تحذيرا من صواريخ باليستية أطلقت من لبنان على منطقة تل أبيب

عاجل | إذاعة الجيش الإسرائيلي: صفارات الإنذار دوت تحذيرا من صواريخ باليستية أطلقت من لبنان على منطقة تل أبيب 14/10/2024|آخر تحديث: 14/10/20...