الثورة أصبحت منهج حياة وذهب الذل والاستسلام البغيض إلى غير رجعة
منذ 7 ساعة
عدد القراءات: 484
نصر العشماوي
رغم كل الآلام والأحزان النبيلة.. رغم سقوط آلاف القتلى.. رغم وقوع آلاف
الجرحى.. رغم اعتقال آلاف الشجعان.. رغم توحش الشرطة والعسكر ضد الشعب
بصورة لم تحدث من قبل عبر التاريخ.. رغم مجازر رابعة والنهضة ورمسيس والحرس
الجمهورى والمنصة .. مصر تعيش أروع وأهم لحظات التاريخ على الإطلاق.
الاستسلام أم المقاومة ؟
نعم
مصر تعيش أروع لحظات التاريخ .. فقد خرج الصوت الصامت الذى ظل حبيس
الحناجر لأكثر من خمسمائة عام مضت، عايشنا فيها أقبح فترات الذل والعبودية
وكان آخرها فترة حكم المخلوع الذى يريد خليفته السيسى وقادة العسكر بآلتهم
العسكرية أن يفرضوها علينا للأبد..!
عاش المصريون مستعبدين من حكامهم، مقهورين من كبرائهم، مُستذلين من
أغنيائهم، حتى أصبح كل صاحب منصب صغر أم كبر منهجه فيه.. (أنا ربكم الأعلى
).. فإذا لم يقلها عمل بها..!
بلد صار القانون فيها فى خدمة كبار
اللصوص وامتلك ثروات البلاد والعباد الحاكم وحاشيته وأتباعهم ، بلد أصبح
العاهرون والعاهرات فيه نجوم المجتمع ووجهائه ، وأصاب اليأس الجميع من أن
يكون لمصر أى مستقبل وعاش السواد الأعظم من المصريين غرباء فى بلادهم ، فهى
بلد عُلقت عليها لافتة كبيرة تقول :
للكبار فقط !!
وعاشت البلاد فى ظل معادلة أنتجتها أنظمة فاسدة.. (
كل مصرى ليس له ظهر ليس له وطن ) حتى عاش السواد الأعظم من المصريين _
والله العظيم _ كأنهم ضيوف على بلدهم ( ويا ليت أحداً أكرم ضيافتهم )، فليس
لهم فى بلدهم أى شيء.. فهى بلد هؤلاء الكبار، سنوات عديدة ومديدة من
الاستسلام القاتل عاشه الشعب المصري.. اللهم إلا من حبّات ضوء مبعثرة من
المقاومة هنا وهناك حتى حدثت المعجزة المنتظرة ( ثورة 25يناير) التى تم
اختطافها الآن منا مؤقتاً !
لا يدرك من اخطتفها أن المقاومة أصبحت منهجاً لدى الكثير من المصريين الآن وأن الاستسلام للطواغيت ذهب إلى غير رجعة.
أما رأيتم ؟؟..
قتلوا
الآلاف فخرج لهم آلاف أخري، اعتقلوا الآلاف فتحرر ت آلاف أخري، المقاومة
إذن أصبحت منهج حياة وذهب الذل والاستسلام البغيض إلى غير رجعة، مصر تحررت
من الخوف المزمن والعبودية المتوارثة، مصر تعيش أحلى لحظات التاريخ فى
الشارع الحى الذى لا ينام بعد أن أيقظ الحرية فى الجسد المصرى الذى كان قد
أوشك على الموت النهائي، و كذب من يقول أن المصريين يريدون الاستقرار على
أى وضع ولو حتى لتسليم البلاد إلى أى طاغية يحكمها بالحديد والنار من
جديد.. كذبوا وكذبوا وكذبوا، بل ويدعى البعض أن الطبقات الفقيرة هى التى
تطالب بالاستقرار على أى وضع كان.. ووالله تلك فرية كبرى فما أرى معظم من
فى الشارع يحملون راية الحرية بغير كلل ولا ملل إلا تلك الطبقات الفقيرة
والطبقة المتوسطة التى أوشكت على التآكل.
الفرز الثورى !
مصر
تعيش أروع لحظات التاريخ بعد أن كشفت الثورة المستمرة بعد الانقلاب الدموى
الغاشم الأقنعة من فوق الوجوه، شيوخاً كانوا أو كُتابا، قادة جيش كانوا
مقدسين ومُنزهين عن النقد وكأنهم أنبياء بحجة أن الجيش خط أحمر فإذا بنا
نكتشف أن الخط الأحمر هذا لأنهم يعيشون نفس عيشة جيش ناصر 67!! ..!!
رجال أعمال و مبدعين وفنانين كان يلبس بعضهم ثياب المناضلين أيضاً ،..!
الانقلاب كشف الجميع وظهر كل واحد على هيئته الحقيقية وفى حجمه الطبيعى ،
عرفنا شيخ الأزهر من مستشاره حسن الشافعى .. عرفنا على جمعة من عصام
تليمة..عرفنا مظهر شاهين من سلامة عبد القوى وكم عرفنا وعرفنا فى كل
المجالات التى أظهرها الواقع لا مجرد كلمات من أى أحد ..!
وظهر
الذين كانوا بالأمس القريب يدّعون أنهم أصحاب الثورة وأنهم من حاملى النفير
الذين دعوا.... لها فلما أتت الثورة بحاكم إسلامى لا أقول انقلبوا على
أعقابهم بل ظهروا على حقيقتهم الأصلية فهؤلاء أصلاً كانوا يتمنون بقاء
مبارك فى الحكم إلى أبد الآبدين وأن يظل الحكم فى قبضة الحزب الوطنى وكل من
اقترب من هؤلاء يعلم تلك الحقيقة وقد سبق أن كتبت مقالا فى جريدة
(المصريون) بعنوان ( جعلونى ليبرالياً ) حاولت فيه أن أكشف حقيقة هؤلاء
الأدعياء الذين يظهرون فى ثوب المعارضة بينما هم أصلاً من يعيش النظام فى
حمايتهم ويعيشون فى حماية النظام فى علاقة تبادلية نفعية بحتة بصور ديكورية
متعددة، وذكرت فى ذات المقال أنى لا أستثنى أحداً من أحزاب المعارضة التى
اشتركت ككومبارس فى مسرح النظام إلا حزب العمل ومن الجرائد إلا جريدة الشعب
قلت ذلك نصا ً عسى أن يفيق كل من خُدع فى المناضلين المزيفين !!
وسبحان
الله... تمر الأيام ويحدث الانقلاب وتجد كل رؤساء التحرير الذين ادعوا
مراراً أنهم أهل الثورة وأنه لولاهم ما كانت هناك ثورة وأن نضالهم المستمر
قد حفر أُخدوداً دُفن فيه الطواغيت وكل هذا الكلام الأجوف الذى لا محل له
من الواقع تجد كل هؤلاء قد وضعوا رقابهم تحت بيادة العسكر العائدون بنظام
مبارك فى أشرس صوره توحشاً وعادوا لعادتهم التى كانوا قد تركوها مؤقتاً
مُجاراة للروح الثورية مجرد عبيد عند الطاغية والفرق أن السيد الجديد لم
يعرف بعد لعبة السياسة التى تُظهر هؤلاء كمعارضين فى العلن.. عبيداً وخدماً
فى السر، ظهر كل رؤساء التحرير على وضعيتهم الحقيقية التى كانت خافية على
الكثيرين من المصريين
، إلا رئيس تحرير واحد فقط هو هو مجدى أحمد حسين وإلا جريدة واحدة هى هى
الشعب، تأمل ياسيدى من فضلك كم رئيس تحرير فى مصر ؟ كم عدد الجرائد
والمجلات التى تصدر صباح كل يوم وكل أسبوع وكل شهر فى مصر؟؟ و كلها كلها مع
الانقلاب..كلهم مع دولة مبارك الفاسدة.. كلهم ضد الشرعية والديمقراطية
التى كانوا يتغنون بها، كلهم مع أخس وأحقر وأسوأ عمل إجرامى فى التاريخ
المصرى قاطبة فى مجزرة فض رابعة والنهضة.. كلهم.. كلهم.. عدا هذا العملاق
بكل ماتحمله الكلمة من معان... مجدى حسين وجريدته الجسورة التى تقف منفردة
دائماً بصدق وإخلاص حقيقى ضد الطغاة ً جريدة الشعب التى هى بالفعل أسم على
مسمي، الأمر أراه مُذهلاً بالفعل مئات الجرائد ومئات رؤساء التحرير فى مصر
لا يحفظ للصحافة كرامتها وشرفها إلا رئيس تحرير واحد فقط هذا المجاهد
التاريخى الفذ الذى لولاه لفقدت الصحافة المصرية شرفها وعزتها وكرامتها
وتلك مكانة أرى القدر قد خطها باصطفاء تام لمجدى حسين، ولم يكن الأمر
مصادفة وحاشا لله أن يكون هناك مصادفات فى قدر الله.. أبداً بل إنى أشعر أن
الله سبحانه وتعالى يعيد الحق إلى أصحابه ويُظهر أهل الحق مع إظهاره الحق
نفسه..يظهر سبحانه أهل الحق من الصابرين والصامدين الذين أبلوا بلاءً حسنا
فما ضعفوا وما استكانوا, سُجن بالأمس البطل مجدى حسين لاختراقه حصار غزة
ولم ينطق أى من هؤلاء السالف ذكرهم ليقول لنظام الطاغية مبارك أخرج البطل
من السجن، مئات القضايا التى رُفعت ضده من كل رموز الفساد المباركى ووقف فى
وجه طواغيته الكبار أمثال زكى بدر فى وقت كان انتقاد هذا الوزير يعتبر
بمثابة الجنون مروراً بيوسف والى وحسن الألفى وغيرهم من كتيبة الفساد
والإجرام ودخل المجاهد والمناضل الحقيقى السجن مرات وظل ثابتا كالجبل الأشم
حتى أنه لم يرض فى إحداها أن يقدم مجرد اعتذار ويخرج من محبسه، وتم تجميد
حزب العمل وإغلاق جريدة الشعب... وانزوى الأسد... وسادت الساحة الخفافيش و
الثعالب والحيات وأردأ ما يمكن أن تنتجه مهنة الكتابة فى عصر من العصور
بينما القابض على الجمر والحق بعيداً لا تستطيع أى مؤسسة أن تستكتبه رئيسا
لتحرير إحدى إصداراتها رغم موهبته الفذة التى حققت المعادلة الأصعب فى
إنتاج صحافة جادة ومثيرة للعقل ومؤثرة فى الواقع مما جعلها واسعة الانتشار،
لم تستطع أى مؤسسة ذلك لأنها أصلاً لاتريد ذلك لإن كل المؤسسات عاشت راضية مرضية فى ظل عبادة الحاكم الفرعون.
مصر
تعيش أحلى لحظات التاريخ لان الأسد الجسور عاد قابضاً على الجمر يجهر
بالحق فى وجه طغاة الأرض وانكشف أتباع وذيول الفراعنة والطواغيت وظهر مجدى
حسين وجريدته ظهورهما الثانى والأكثر توهجا حتى أن جريدة الشعب وحدها على
الإطلاق قد أصبحت هى قائدة الرأى العام الحقيقى فى مصر وشاهد الحق فى زمن
شهود الزور!!
مجدى حسين أيقونة الثورة ومرشدها
لا أبالغ أبداً حينما أقول أن
الكاتب الكبير أحد مجاهدى هذه الأمة الذى امتزجت روحه ومواقفه فى قلمه مجدى
حسين قد استطاع بفضل الله عليه أن يحول دفة اتجاه هذه الثورة المستمرة منذ
حدوث الانقلاب نحو الاتجاه الصحيح والمزج بين رفض الانقلاب والمطالبة
بعودة الشرعية كاملة غير منقوصة وفى الوقت ذاته الخروج من التبعية للحلف
الصهيونى الأمريكى الذى حكم ولم يزل يحكم مصر فمزج مزجا وطنياً أراه فى
وقته تماماً بل وأراه قد أصاب باقتناصه تلك اللحظات الثورية والتى لا تتكرر
كثيرا فى حياة الشعوب مزج بين عودة الشرعية وإعلان الاستقلال وأصر بثبات
مذهل على ذلك التوجه الذى لا يصدر إلا من منصهر فى الوطنية والحب لبلاده
حتى العشق الأسطورى وبدأت دعوته شيئاً فشيئاً تلقى رواجاً كبيرا حتى رأينا
الهتافات فى الشارع تنادى بسقوط أمريكا وإسرائيل وتم إحراق علم كليهما لأول
مرة بعدة محافظات ومازال ذلك الزخم الرائع مستمراً وأراه سيتصاعد إن شاء
الله فى ظل ثورة مستمرة فى الشارع رغم تضحياتها حتى إسقاط الانقلاب وإعلان
الاستقلال ، وكذلك نجح حسين فى تحويل الثوار السلميين إلى مقاومين بامتياز
على الأرض وقال أن السلمية لا تعنى البلاهة وأطلق تحذيراته المتوالية
للانقلابيين بأن الثوار يعلنون أن النساء خط أحمر وأن فرصتهم الأخيرة فى
الإفراج عن الحرائر وإلا سيقتحم الثوار السجن، وبالفعل خاف الجبناء وأفرجوا
عنهن ثم تكرر الأمر وتكرر التهديد فى محافظات أخرى وظهر نفس الخوف والرعب
الذى يسيطر على هؤلاء حينما يكون صوت الحق قوياً ونافذا ًوله سواعد سلاحها
الوحيد كرامة تنفر فى العروق فتتحرك الرجولة الحقة فى كل المواقف وهذه
الروح المقاومة هى التى جعلت الثورة مستمرة حتى اليوم وحتى إسقاط الانقلاب
نعم..
مصر تعيش أروع لحظات التاريخ بعد أن نضجت ثورتها تماماً.. نضوجاً أراه
بإذن الله قد حماها من الانكسار بعد أن وجهها حسين وجهتها الصحيحة والتى
يستحقها شباب هذا الجيل بالفعل فهنيئاً لهم ولنا بمرشد ثورتنا وأيقونتها
مجدى حسين وأدعوا الله سبحانه أن يخرجه من سجن الفرعون سالماً غانماً وكل
أسير من أسرى الطاغية وعلى رأسهم رئيس البلاد د محمد مرسى المجاهد الصامد
العظيم .