كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، عن أن الغارة الجوية التي ضربت مناطق في محيط عاصمة ليبيا طرابلس الأسبوع الماضي واستهدفت تجمعات للقوات الإسلامية المسلحة التي تحاول السيطرة على مطار طرابلس منذ شهور، نفذت بموجب اتفاق سري بين مصر والإمارات، حيث عزم السيسى وبعض الدول العربية على رأسهم الإمارات وأد أى تيار سياسى إسلامى أو أى جماعات لها علاقة بالإسلام، خوفا من تهديد عروشهم وخاصة بعد أن تعلموا الدرس بإندلاع عدد من الثورات بالدول العربية التى عرفت باسم "ثورات الربيع العربى".
وأشارت الصحيفة إلى أنه بحسب أربعة مسئولين دبلوماسيين أمريكيين، فإن الأسبوع الماضي شهد غارتين من جانب طائرات وصفت حينها بـ”مجهولة الهوية” اتضح أنه تقف خلفهم القاهرة وأبو ظبي في إطار تصعيدي بين مؤيدي ومعارضي الإسلام السياسي.
وبحسب الصحيفة فإن المسئولين الأمريكيين أكدوا على أن الولايات المتحدة فوجئت على حين غرة بما فعلته مصر والإمارات، الحليفتين المقربتين والشركاء العسكريين لواشنطن، حيث تمت هذه الغارات دون إبلاغ واشنطن أو طلب موافقتها، وهو ما يعني تهميش إدارة أوباما، بالتوازي مع نفي المصريين القاطع لهذه العملية.
وأضافت الصحيفة على لسان مسئول أمريكي وصفته بـ”رفيع المستوى” أن هذه الضربات الجوية تساهم في تأجيج وإثارة الغضب في ليبيا، والتي تعد أكثر ساحات المعارك سخونة الأن، وذلك في الوقت الذي تسعى فيه الأمم المتحدة والقوى الغربية إلى حل سلمي" على حد قوله، مضيفاً “أننا لا نصنف هذه الخطوة أنها بناءة على الإطلاق”.
وأوضحت الصحيفة إلى أن مصر والسعودية والإمارات يشكلوا تكتل نفوذ في مختلف بلدان المنطقة لمواجهة تهديد منافسيهم من الإسلاميين، بما فيهم جماعة الاخوان المدعومة من قطر وتركيا.
وأشار المسئولين إلى أن الحكومة القطرية قدمت أسلحة ودعمت الإسلاميين داخل ليبيا، لذلك تعتبر الضربات الأخيرة جولة من حرب بالوكالة بين القوى الاقليمية التي تفرض أجندة على حلفاءها المحليين في ليبيا.
ورأت "نيويورك تايمز" أن الضربات الجوية أتت بنتائج عكسية، حيث استولت الميليشيات الليبية على مطار طرابلس ليلاً بعد جولة ثانية من الغارات الجوية.
ونقلت الصحيفة عن مسئولين أمريكيين أن مصر قدمت مساعدات وقواعدها لتنفيذ هذه الضربات، وذلك على الرغم من نفي قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي ومسئولين نافذين في مصر أي تورط عسكري مصري مباشر في ليبيا.
ورجح المسئولون للصحيفة أن تكون الطائرات الإماراتية هي التي نفذت هذه الغارات، حيث أن الإمارات تمتلك واحدة من أكثر القوات الجوية فعالية في المنطقة، بفضل المساعدات والتدريب الأمريكي، ولكن من المحتمل أن يكون الطيارين وخرائط الحرب والتزود بالوقود جواً كان من مصر وأن هذه الطائرات التي قصفت في ليبيا انطلقت من قواعد مصرية.
وأوضحت الصحيفة الأميركية أن الغارة الأولى حدثت قبل أسبوع فجراً، واستهدفت مواقع في طرابلس تسيطر عليها قوات للإسلاميين، وتفجير مستودع أسلحة، وأسفر عنها مصرع ستة أشخاص. أما الغارة الثانية فاستهدف جنوب طرابلس في وقت مبكر من يوم السبت قبل الماضي، وقصفت خلالها منصات إطلاق صواريخ ومركبات عسكرية ومستودع تسيطر عليه القوات الإسلامية.
وذكرت “نيويورك تايمز” بحسب مسئولين أمريكيين أن الأدلة على مسئولية الإمارات عن الغارات لم تكن حاسمة وإن كان هناك شكوك في البداية، وأنه في يوم الاثنين عقب الغارة الثانية ظهرت أدلة كافية لاستنتاج أن الامارات كانت مسئولة عن هذه الضربات وأن مصر مدت طائرتها بالوقود والمقاتلين للوصول إلى طرابلس بنقطة انطلاق من مصر.
وأضاف المسئولين الأمريكيين للصحيفة "أن هذه ليست المرة الأولى التي يتعاون فيها المصريين والإماراتيين لضرب أهداف الإسلاميين داخل مصر وأنه ربما قام فريق من القوات الخاصة المصرية المنوط بها تنفيذ عمليات خارج مصر بعمليات استهدفت الإسلاميين في شرق ليبيا دون الكشف عن هذه العمليات"، وكان قد رصد نشطاء مصريين بأحد الفيديوهات المصورة فى مجزرة فض رابعة قوات بلغات عربية غير مصرية، وهذا يؤكد اشتراك الإمارات فى الفض.
وختمت الصحيفة بالقول على لسان المسئولين الأمريكيين أن الغارات السابقة تشجع مصر والإمارات في مواصلة الضربات الجوية دون الكشف عنها، وهذا يعكس تصميم البلدين على القضاء على الإسلام السياسي أو الحد من خطورته.