"زينب المهدى" شكوك حول انتحارها وموت سيظل لغزا
منذ حوالى ساعة
عدد القراءات: 483
بعد الإعلان عن انتحارها، ثار جدلا على مواقع التواصل الاجتماعي حول الأسباب التي دفعتها لإنهاء حياتها بهذه الطريقة،
فيما شكك البعض في أنها قُتلت ولم تنتحر،
دخل الآلاف من النشطاء في نقاشات مطولة حول الأسباب التي دفعت "زينب المهدي" إلى الانتحار، وحول حالة الإحباط واليأس التي ينتاب الشباب المصري هذه الأيام،
وحول مصير المنتحرين وموقف الشرع منهم، وملابسات الحادث الذي صدم الجميع.
وبينما ترحم الآلاف على "زينب" ودعوا لها بالرحمة، شكك بعض أصدقائها في أنها انتحرت، وقالوا إن فتاة في مثل أخلاقها لا يمكن أن تنتحر، حيث قال أطباء إن الفتيات عادة لا يقدمون على الانتحار بواسطة الشنق، بل إن الغالبية العظمى منهم تلجأ لتناول العقاقير أو قطع الشرايين، أو حتى إلقاء أنفسهن من مكان مرتفع.
كما رجح رئيس محكمة المنصورة الابتدائية وعضو حركة قضاة من أجل مصر، المستشار عماد أبو هاشم، وجود شبهة جنائية في الحادث، وشكك في أنها لم تنتحر.
وأضاف أبو هاشم -عبر "فيسبوك"- أنه رغم ما يقال عن مرور "زينب" بأزمة نفسية حادة جعلت البعض يتكهن بأنها انتحرت، "إلا أنني كمحقق جنائي أقف مذهولا أمام ما تردد من أن وسيلتها في الانتحار كانت عن طريق الشنق"، مشيرا إلى أن "الانتحار عن طريق الشنق ليس من بين الوسائل التي تلجأ إليها النساء إذا فكرن فى الانتحار".
وتابع: "لم أعهد طيلة فترة حياتى العملية كوكيل للنائب العام، ولم أقرأ أو أسمع عن حادثة انتحار واحدة استخدمت فيها أنثى وسيلة الشنق، وذلك لطبيعة المرأة الخاصة التي دائما ما تجعلها تفكر في طريقة أخرى أقل عنفا أو أسهل فى التنفيذ، وبالأخص مع شخصية وديعة كـ"زينب المهدي".
وكان أهل "زينب المهدي" أدلوا بأقوالهم أمام النباية، وقالوا إنهم وجدوها مشنوقة يوم الخميس، مؤكدين أنها انتحرت لمرورها بحالة نفسية سيئة.
وبعد أن أمرت النيابة بتشريح جثتها لمعرفة سبب الوفاة، أعلن المتحدث باسم مصلحة الطب الشرعي، الدكتور هشام عبد الحميد، أنها ماتت جراء شنق نفسها، ونفى وجود شبهة جنائية في الحادث.
حيث تم تشييع جثمان "زينب المهدي" 22 عاما، يوم الجمعة بعد أن عثر عليها مشنوقة في منزلها الخميس، تاركة رسالة تؤكد انتحارها بعد شعورها باليأس من الأحوال السياسية للبلاد، ومن عدم قدرتها على مساعدة المظلومين.
وأشار نشطاء مقربون منها إلى أنها كانت تمر بحالة نفسية سيئة في الأسابيع الأخيرة، حتى صرحت للعديد منهم -قبل أن تغلق حسابها على "فيسبوك"- عزمها على الانتحار "للخلاص من الإحباط" الذي تعاني منه جراء الظلم والقمع في مصر.
وانقطعت "المهدي" عن استكمال دراستها في جامعة الأزهر منذ عامين، وكانت عضوا في الإخوان المسلمين، وكان لها دور فاعل في تربية الأطفال وتحفيظ القرآن والأحاديث النبوية في المساجد، قبل أن تترك الجماعة لتنضم للحملة الرئاسية للدكتور "عبد المنعم أبو الفتوح" إبان انتخابات الرئاسة عام 2012، وبعدها خلعت الحجاب، وتركت التوجه الإسلامي تماما.
وبعد الانقلاب العسكري عام 2013، شاركت "زينب المهدي" في اعتصام "رابعة العدوية" كما شاركت في المسيرات المناهضة للانقلاب في الشهور التالية لفض الاعتصام، كما أنها شاركت في حملات حقوقية للدفاع عن المعتقلين في مصر، وخاصة الفتيات.
إحباط لدى الباب
وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي آخر تدوينة كتبتها على "فيسبوك" قبل أن تغلق حسابها عليه: "تعبت.. استهلكت.. ومفيش فايدة! كلهم ولاد كلب.. واحنا بنفحت (نحفر) في مية، مفيش قانون خالص هيجيب حق حد، بس إحنا بنعمل اللي علينا، أهو كلمة حق نقدر بيها نبص لوشوشنا (وجوهنا) في المراية، من غير ما نتف عليها، مفيش عدل، وأنا مدركة ده، ومفيش أي نصر جاي، بس بنضحك على نفسنا عشان نعرف نعيش".
وقال الناشط الحقوقي هيثم أبوخليل عبر "فيسبوك": "انتحار الناشطة المحترمة زينب مهدي زلزلني، ماذا يحدث لهذا الجيل؟ أرجو من يعرف أحد دخل في دور اكتئاب أن يقف بجواره، ويسرع به لدكتور نفسي قبل أن نفقد آخرين".
بينما انتقد أحمد دهب تعامل أصدقاء "زينب المهدي" معها عندما تركت الإخوان، حيث كانوا يعاملونها وكأنها ارتدت عن الإسلام، ثم تركوها نهبا للضغوط النفسية تعاني وحيدة من اليأس حتى قتلت نفسها.
من جانبها، طالبت الناشطة السياسية إسراء عبد الفتاح، بضرورة وجود مبادرة لعلاج الشباب الذين وصلوا لحالة الإحباط والاكتئاب المزمنة، وأضافت عبر "فيسبوك": "عالجوا شباب مصر? قبل فوات الأوان".
وقال الناشط "أنس بن مالك": "التمسوا للمنتحرين الرحمة والمغفرة من الله، لكن لا تسوغوا فعلهم أو تبرروه، وإياكم ثم إياكم أن تحولوهم إلى أبطال، فيحدث التقليد وتعم الكارثة، ليبدأ الدعاة في التوعية الإيمانية، وليبدأ المتخصصون في التوعية النفسية، وليبدأ كل منا حملة يتفقد فيها من حوله ممن يمرون بأزمات نفسية لتقديم الدعم النفسي لهم".