المونيتور: نجاحات داعش في سيناء أظهرت عدم مصداقية المتحدث العسكري
منذ 3 ساعة
عدد القراءات: 1865
وقالت الصحيفة في تقرير بعنوان :Islamic State pledge in Sinai raises stakes for Egypt أو (مبايعة "الدولة الإسلامية" في سيناء تزيد المخاطر على مصر) نشر 19 نوفمبر الجاري، أنّها برغم كشفها في وقت سابق، الصّلة بين التّنظيمين، إلاّ أنّ إعلان المبايعة رسميّاً في هذا التّوقيت يحمل المزيد من التّحديات لرئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي، والتي تعلن بين الحين والآخر نجاحها في القضاء على الإرهاب في سيناء.
ونقل مراسل المونيتور في سيناء عن أحد مشايخ قبائل سيناء المقرّبين من الأجهزة الاستخبارية التّابعة للقوات المسلحة في العريش، فضّل عدم الإفصاح عن هويّته: "من أبرز التحدّيات التي تواجهها الحكومة حاليّاً وتشغل السيسي شخصيّاً، أزمة فقدان ثقة آلاف المصريّين في ما ينشره المتحدّث العسكريّ في شأن تقدّم الحرب على الإرهاب في سيناء".
أضاف: "هذه المشكلة تفاقمت بعد نشر تنظيم "بيت المقدس" فيديو يحمل اسم "صولة الأنصار" لعمليّة الهجوم على وحدة كرم القواديس العسكريّة (24 أكتوبر 2014)، في جنوب الشيخ زويد، الّتي أدّت إلى مصرع 32 عنصراً من الجيش المصريّ، وإصابة نحو عشرة آخرين".
وتابع: "هناك حال غضب عارمة لدى القيادة العامّة في الجيش، بعد عرض الفيديو الذي يحتوي على تفاصيل كارثيّة، وخصوصاً عدم تصدّي قوّة الوحدة العسكريّة المجهّزة بكلّ المعدّات القتاليّة المتقدّمة للإرهابيّين، ولم يطلقوا رصاصة واحدة، فضلاً عن هروب دبّابة من وسط المعركة".
بيانات مغلوطة عن استهداف قادة "بيت المقدس"
"المونيتور" نقلت أيضا عن باحث في الشؤون الأمنيّة والجماعات الجهاديّة في سيناء، رفض أيضاً الكشف عن اسمه لدواع أمنيّة قوله: "أنّ التّوقيت الذي أعلنت فيه "بيت المقدس" انضمامها إلى "داعش"، قاتل في ظلّ محاولات السيسي النّاجحة، بإقناع الولايات المتّحدة الأميركيّة وإسرائيل، تقدّمه في القضاء على الخطر الذي يهدّد أمن إسرائيل عن طريق إقامة المنطقة العازلة في رفح، مقابل غض نظر أميركا والمجتمع الدوليّ عن انتهاكه للحريّات وحقوق الإنسان وممارسات نظامه القمعيّة".
وأضاف: "فيديو الهجوم علي كرم القواديس يؤكّد أنّ المعركة في سيناء تتّجه إلى منعطف بالغ التّعقيد، فالواقع يتحدّث عن مجموعات صغيرة من الإرهابيّين تعمل بجديّة وانسجام، وتتحرّك بخطوات محسوبة مسبقاً وبثقة عالية وبتخطيط لا يمكن الاستهانة به".
وتابع: "إنّ الثقة لدى مقاتلي "بيت المقدس" التي تظهر في الفيديو ناتجة من معرفة هذه العناصر بتضاريس سيناء الوعرة جيّداً، إضافة إلى الخبرة المستوحية من عمليّاتهم النوعيّة الدّقيقة في ظلّ انشغال الجيش بالتّنكيل بالمدنيّين وبنشر معلومات وبيانات مغلوطة عن استهداف "بيت المقدس" وقادته في شكل مبالغ فيه للرأي العام".
وأردف: "إنّ الدليل على ذلك هو ظهور شخصيّتين بارزتين من التّنظيم في تنفيذ العمليّة، هما المتحدّث باسم بيت المقدس أبو أسامة المصريّ والقياديّ الميدانيّ شادي المنيعي، ولقد سبق إعلان مقتلهما أكثر من مرّة في حملات سابقة".
وأضاف الباحث في شئون الحركات الجهادية: "إنّ خطة مباغتة الوحدة العسكريّة عالية المستوى، لقد بدؤوا باختراق صفوفهم بشاحنة محمّلة بأكثر من 2 طن من الـTNT العالي التفجير، بغرض قتل بعض الجنود المتواجدين في محيط الانفجار الضخم وإحداث خلل وصدمة لدى توازن النّاجيين عند مشاهدة الانفجار العنيف، وبعد ذلك الهجوم عليهم من قوّات مترجّلة متنوّعة التّسليح".
وتابع: "إنّ كلمة السرّ في نجاح الحرب على الإرهاب في سيناء هي في قوّات مدرّبة على تضاريس المكان وحروب العصابات، والأهمّ العناصر القتاليّة، إذاً، المشكلة ليست في التّسليح نهائيّاً، والدليل أنّ الوحدة العسكريّة لديها دبّابتان M60 أميركيّتا الصنع، وتدريعها يحميها في شكل فائق من الأسلحة المتواجدة في سيناء، وكذلك مجنزرتين ذات تسليح مرتفع الجودة، وعدد لا يستهان به من أنظمة الصواريخ والهاون والأسلحة الثقيلة، ولكنّها وقعت غنيمة لدى "بيت المقدس"، وستستخدم في المستقبل في اشتداد المعارك".
أيضا قال "أحد المقرّبين من الفكر الجهاديّ في المنطقة الحدوديّة" كما وصفته "المونيتور" رفض الإفصاح عن هويّته: "أنّ إعلان "بيت المقدس" انضمامه رسميّاً إلى تنظيم الدولة، جاء نتيجة عروض مغرية من الإمدادات والأسلحة من البغدادي، مقابل توسيع الضربات والصراع في مصر ورفع معنويّات المقاتلين بأخبار عن تمدّدهم في دول مجاورة وعدم تأثّرهم بالضربات العنيفة".
وأكّد أنّ "بيت المقدس" وافق على ذلك العرض بعد ضرب الجيش المصريّ لمخازن الأسلحة الخاصّة بهم وتجفيف منابع تجارتها في سيناء، على مدار الأشهر الماضية.
وقال المصدر: "لقد تم التخطّيط لعمليّة كرم القواديس لمدة شهر كامل لتخرج بهذا الشكل، وكان الشرط أن يتمّ تصوير العمليّة بأساليب استعراضيّة لتؤثّر على الرأي العام واستقطاب شبان ناقمين من النّظام الحاليّ من المحافظات المصريّة يمكن استخدامهم في عمليّات مفخّخة نوعيّ".
وحذّر المصدر من "تغيّرات جذريّة وجنونيّة في آليات القتال لدى "بيت المقدس"، بعد انضمامهم إلى الدولة الإسلاميّة، خصوصاً في نقل العمليّات المفخّخة إلى عواصم سيناء والمناطق التي تشمل المقار الأمنيّة غير المتوقّعة وسط المدنيّين، وقلب المحافظات المصريّة خارج سيناء".
قلق إسرائيلي
وألقى خطر وصول "داعش" إلى سيناء ظلاله على قوى الجوار، بحسب المونيتور، إذ عملت إسرائيل على تشديد إجراءاتها الأمنيّة على الشريط الحدودي من جانبها، ونشر قوّات إضافيّة، وفقا لتأكيد "سلمي ترابين"، وهو أحد مواطني الشريط الحدوديّ في وسط سيناء، الّذي أكّد أيضاً دخول طائرات الاستطلاع الإسرائيليّة من دون طيّار إلى داخل الأراضي المصريّة في محاولات لمراقبة الوضع ومنع أيّ خطر قد يهدّد أراضيهم قبل حدوثه.
وقال الناشط السيناوي وعضو لجنة كتابة الدستور المصريّ "مسعد أبو فجر" على حسابه على الـ"فيسبوك" على انضمام مبايعة "بيت المقدس" لـ"داعش" قائلاً: "لم تكن الحرب ضدّ "بيت المقدس" تستحق أسبوعين لو أنّ هناك دولة عاقلة، لكن اليوم لا أمل، إلاّ بتوقّف الحكومة عن قتل مئات العزل وسجن آلاف الأبرياء وتفجير بيوتهم، وإعادة الجيش إلى ثكناته واستبداله بقوّات محترفة للقضاء على الإرهاب تعمل بالقانون".
وبحسب حديثه: "في حال لم يحدث ذلك، فهذا يعني المزيد من العنف والخسائر"، إذ قال: "لن يجلب أحد النّصر من سيناء".