21/11/2014 |
فشل الانقلابيين ينبئ بزوالهم قريبًا
بقلم: جمعة الشوال
سنة ونصف السنة -تقريبًا- هى عمر الانقلاب الدموى، وفى كل يوم -بل فى كل ساعة- تزداد الأمور سوءًا، وتتفاقم معاناة المواطنين، ولا يجادل فى ذلك إلا منافق أو ذو مصلحة أو مشارك فى جرائم الانقلابيين.
اليوم غاب الأمن وسادت الفوضى وعم الارتباك جميع أرجاء المحروسة، وصار المستقبل غائمًا غامضًا، وتمكن اليأس من قلوب الناس؛ إذ يستيقظون كل يوم على حدث وينامون على أخبار الدماء والقتل هنا وهناك، وأنى لإنسان أن ينام قريرًا أو يسير آمنًا وهو لا يتوقع أين ومتى تكون الحادثة المروعة المقبلة، أو كيف يمارس حياته بشكل طبيعى وهو لا يضمن عودته أو أحد ذويه إلى البيت سالمًا وشوارع القطر مليئة بكلاب السلطة تقتل من تشاء وتعتقل من تريد.
إن مشاهد الدماء وحوادث القتل التى لم تتوقف، وتفجر الأزمات فى قلب الوطن وعلى حدوده جميعًا رغم مرور هذا الوقت على تولى هؤلاء الدمويين السلطة.. دليل على فشلهم الذريع فى الحكم، وأنهم لا يصلحون إلا للعمل داخل معسكرات مغلقة فى قلب الصحراء، بل لا أبالغ إذا قلت إن المقدمات تنبئ عن النتائج، وإننا إن ظللنا على تلك الحال وظل العسكر الفاشلون يحكموننا لمدة أخرى فسوف نتحول -لا سمح الله- إلى صومال أخرى يبحث أبناؤها عن الأمن فلا يجدونه.
وإذا سألت فلا تسل عن حجم الفشل الاقتصادى الذى ابتليت به البلاد، وحلت نتائجه على العباد، رغم ما تسوله العسكر من أطراف عربية وغربية، ورغم ما فرضوه من جبايات وإتاوات حتى سمعنا صراخ الناس، وحتى شاهدنا بأعيننا من لا يستطيع توفير قوت يومه وفى الوقت ذاته تطالبه سلطات العسكر بتسديد الفواتير وأداء الضرائب وإلا سجنوه أو عذبوه.
سألت أحد المحاسبين القانونيين الكبار: هل مر عليك أيام مثل هذه الأيام؟، قال: والله ما رأيت فى عمرى المديد مثل هذا البلاء، واستطرد: ولا أتوقع -فى ظل هذا الحكم الغبى- أن تتحسن الأمور، بل أتوقع أن ننهار اقتصاديًا ونصير أضحوكة الشعوب. وما الحل؟!.. أجاب: أن «يغور» هؤلاء، ويتركوا «الملك للمالك» ويدعوا الناس يرزق بعضهم بعضًا. قلت: لكن ليس بأيديهم أن يفعلوا هذا فهى أوامر الغرب؟ قال: هذا إذًا موكول للشعب الذى قضى عليه الغلاء وطحنته الأسعار، فضلا عن الإهانات التى توجه إليه ليل نهار، وأجواء الكبت والعبودية التى يحياها فلا يستطيع أن ينعم ساعة واحدة بحريته.
لقد ثار الثائرون على الدكتور مرسى بعد مائة يوم من توليه السلطة؛ لأنه لم يحل مشكلة المرور، ولم يخلصنا من القمامة، ولم يسيطر على انقطاع الكهرباء.. وجاء العسكر على ظهور الدبابات، وعلى ظهور بعض القوى الكارهة للإسلام وكثير من المغيبين والجاهلين.. فماذا فعلوا؟! زادت الأمور سوءًا -كما قلت- بل وعدوا الناس الفقر والفحشاء، ورغم بذلك لم ينبس أحدهم ببنت شفة خوفًا من القتل أو القهر، ولم يذكر هؤلاء وهؤلاء -الذين يحيون حياة النعاج الآن- الدكتور مرسى أو الإخوان ذكرًا حسنًا لما أعطوه لهم من حريات ولما بذلوه من جهد رغم كافة المعوقات.. بل نسمع حتى الآن نعيق بعضهم يؤلهون القاتل السفاح، ويشيدون بفشله وخيبته.
لقد صار حتمًا أن يتفق الجميع الآن لدرء هذا الخطر؛ إذ ليس من العقل -بل ليس من الوطنية- أن يلتزم البعض الصمت أو أن يظل سلبيًا بسبب الإحباط الذى أصابه أو خوفًا من سلوك العسكر العنيف.. إن الأوضاع الشديدة السوء التى نعيشها بسبب هذه الطغمة الفاسدة تستلزم تكاتف الجميع وتعاونهم، وطى صفحة الأمس وإنقاذ البلد من مستنقع آسن خطط له الصهاينة وينفذه (الأشاوس) بأعصاب باردة مراهنين على جهل الكثيرين وعلى أجواء الفرقة والتشرذم الواقعة بين الوطنيين الحريصين على مستقبل البلاد والعباد.
نحن على ثقة تامة بزوال هذا الانقلاب -طالت الفترة أم قصرت- وعلى ثقة أيضًا بتوقيع الجزاء العادل على كل من شارك فيه أو أسال دمًا أو أساء إلى حر شريف.. لكننا لا نريد أن يتم ذلك بعد خراب البلاد وهلاك العباد، إنما الإنصاف أن نهب لمنع هؤلاء المتمردين من التمادى فى فسادهم وإفسادهم، وأن نستثمر حالة الفشل الذريع والفقر المدقع الذى حل بالناس كى ننبه الغافل ونقوى عزم الشباب، ونسلك شتى السبل النضالية السلمية لإسقاط هذا الانقلاب فى أسرع وقت، وتسليم البلاد لأهلها المدنيين المختارين.. أما غير ذلك فأمامنا (سيناريوهات) قد يدفع الجميع ثمنها باهظًا.. نسأل الله السلامة.
|
قال الدكتور "مراد دهينة" مؤسس منظمة "الكرامة" لحقوق الإنسان بجنيف، خلال لقائه ببرنامج "حوار خاص" على شاشة " الجزيرة مباشر مصر": إن الوضع التشريعي "بمصر" أصبح كارثيا الآن ، مشيرا إلى أنه يؤسس ويشرعن لممارسة العنف و الانتهاكات ضد المواطن المصري ، لافتاً إلى أن هناك منظمات حقوقية لم تشارك في مؤتمر "جنيف" بفعل تهديدات السلطات المصرية.
موضحاً أن المجلس القومي لحقوق الانسان في مصر اعترف بـ 650 حالة قتل في فض اعتصامي رابعة والنهضة.
وأضاف: أن "مؤسسة الكرامة" قدمت حالات ترصد انتهاكات لحقوق الانسان في "مصر"، موضحاً أن أعضاء مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة يضم 47 دولة ، مؤكداً أن مؤسسة الكرامة وثقت 950 حالة قتل في فض اعتصام "رابعة" و200 حالة فى "النهضة"، لافتاً إلى أن المسار القانوني لمحاكمة من ارتكبوا جرائم ضد الانسانية قد يأخذ بضع سنوات.
وأشار إلى أن الأنظمة القمعية تسعى لشيطنة الخصم وبث روح اليأس في نفوس الضحايا، لافتاً إلى أن الانتهاكات ضد المرأة ما زالت مستمرة ولم يحسن النظام المصري الحالي هذا الوضع ، مؤكداً أنه بعد زوال النظام الحالي حتماً سيتم فتح ملف الانتهاكات الحقوقية.
موضحاً أن المجلس القومي لحقوق الانسان في مصر اعترف بـ 650 حالة قتل في فض اعتصامي رابعة والنهضة.
وأضاف: أن "مؤسسة الكرامة" قدمت حالات ترصد انتهاكات لحقوق الانسان في "مصر"، موضحاً أن أعضاء مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة يضم 47 دولة ، مؤكداً أن مؤسسة الكرامة وثقت 950 حالة قتل في فض اعتصام "رابعة" و200 حالة فى "النهضة"، لافتاً إلى أن المسار القانوني لمحاكمة من ارتكبوا جرائم ضد الانسانية قد يأخذ بضع سنوات.
وأشار إلى أن الأنظمة القمعية تسعى لشيطنة الخصم وبث روح اليأس في نفوس الضحايا، لافتاً إلى أن الانتهاكات ضد المرأة ما زالت مستمرة ولم يحسن النظام المصري الحالي هذا الوضع ، مؤكداً أنه بعد زوال النظام الحالي حتماً سيتم فتح ملف الانتهاكات الحقوقية.