بالصور.. رفح.. مدينة الأشباح تفتش عن بقايا الحياة
قبلة للزائرين والمسافرين أصبحت اليوم على شفا الغياب والعذاب
منذ 23 ساعة
عدد القراءات: 1010
في شمال سيناء، إذا أردت الوصول إلى مدينة رفح، على الحدود مع قطاع غزة، فعليك أن تنتظر بالموقف الجديد بمدينة العريش لأكثر من ساعتين؛ لحين اكتمال عدد ركاب السيارة المتجهة إلى هناك، وذلك بعد أن قلت أعداد المسافرين عقب إخلاء المنطقة الحدودية من سكانها.
وقد رصد موقع مصر العربية الكثير من الأهوال والمخاطر التي تحيط بالمدينة من خلال تقرير مصور قالوا فيه" كانت الساعة التاسعة صباحًا عندما تحركت سيارتنا من الموقف لتسلك طريقًا التفافيًّا بعيدًا عن الطريق الدولي العريش – رفح بسبب إغلاقه بواسطة قوات الجيش المنتشرة على نحو 5 حواجز أمام سير السيارات المدنية، التي تتعرض لإطلاق النار حال اقترابها من تلك الحواجز".
تنحرف السيارة باتجاه اليمين لتسلك طريقًا ترابيًّا يمر بين تجمعات سكنية متفرقة تنتشر على مسافة تبلغ قرابة 4 كيلومترات، ومن ثم تصل إلى طريق أسفلتي آخر يشق غابات من مزارع الزيتون المنتشرة على جانبيه، ليتقاطع بنهايته مع الطريق الدولي العريش – الشيخ زويد، ليتخطاه باتجاه المدخل الخلفي لمدينة الشيخ زويد.
بعد قرابة ساعة ونصف وعبر المرور بعشرات الالتفافات عبر الطريق الفرعي البديل، وصلت السيارة إلى مدينة الشيخ زويد التي تبعد عن مدينة العريش قرابة 35 كيلومترا، وتقطعها السيارة في حال سيرها على الطريق الدولي قرابة 20 دقيقة فقط، لتبدأ رحلة جديدة باتجاه مدينة رفح عبر طريق ترابي موازٍ للطريق الدولي، مكشوف لثلاثة حواجز عسكرية، تقوم بإطلاق وابل من نيران الأسلحة الثقيلة؛ بدعوى التحذير وتأمين القوات.
طلقات النيران .... وصرخات النساء
كلما تدافعت الطلقات وغطى دويها على صوت محرك السيارة، تتعالى صرخات 3 سيدات من بين ركابها، ليطمئنهن شيخ مسن بأن إطلاق النار يكون باتجاه السماء، وهو إجراء احترازي لا يستهدف السيارات ولا العابرين على متنها، إلا أن صراخهن يستمر رعبًا وهلعًا.
في المسافة بين مدينتي الشيخ زويد ورفح التي تصل لنحو 10 كيلومترات فقط توقفت السيارة لنحو ساعتين ونصف على ثلاث مرات؛ نظرًا لمرور آليات وأرتال أمنية على الطريق الدولي الموازي للطريق الترابي الذي تسلكه السيارة.
الأرتال العسكرية تتواصل
تتوقف الأرتال العسكرية على الطريق انتظارًا لمرور مجنزرات تتمركز فوق مرتفعات عالية لتأمين مرورها باتجاه غرب العريش أو شرق رفح، وخلال إتمام هذه العملية، لابد من توقف كل السيارات المدنية عن السير حتى ينتهي مرور الآليات والأرتال.
تحرك سيارات الأجرة والملاكي مرهون بعبورها، ولا يتم إطلاق النيران مباشرة على أي سيارة يفكر قائدها في تحريكها، ولو خطوة واحدة سواء للخلف أو للأمام.
الساعة تجاوزت الواحدة ظهرًا بقليل، فيما كانت السيارة على مشارف مدينة رفح؛ حيث قطعت ميدان السنبلة باتجاه الطريق الرئيس العام الذي يشق مدينة رفح إلى نصفين، ليتوقف السائق أمام مدخل حي الصفا بعيدًا عن وسط المدينة؛ حيث يقع موقف سيارات الأجرة بحي صلاح الدين برفح، ولم تفلح محاولات الركاب في إقناعه باستكمال طريقه إلى وسط المدينة؛ معللا ذلك بأنه ممنوع بأمر الجيش.
قرابة كيلو متر قطعناها مشيًا على الأقدام وسط مياه الأمطار، التي غمرت الشارع الرئيسي وحولته إلى مصائد للمشاة عبر الحفر التي امتلأت بالمياه، باتجاه حي الجندي المجهول وصولا إلى حي صلاح الدين، حيث تقع منطقة الشريط الحدودي التي تمتد لنحو 13,50 كيلومترًا بين مصر وقطاع غزة.
المنازل تحولت لركام
وما إن قطعنا منطقة الجندي المجهول حتى اختلف المشهد تمامًا، فعلى مرمى البصر حطام المنازل التي كانت قبل أيام عامرة بسكانها، وتحولت إلى ما يشبه الجثث المكومة فوق الأرض، بعد أن تم تهجير سكانها قسريًّا؛ لإقامة منطقة عازلة على الحدود بين مصر وقطاع غزة.
بيوت فخمة مبنية من الحجر ذات طوابق ثلاثة تجثو على جانبيها مستندة على أعمدتها الخرسانية، وبعض الفلل وقد تحولت إلى ركام، ومنازل لمواطنين بسطاء مبنية بالطوب الأسمنتي جدرانها مبعثرة حولها، والقاسم المشترك هو الدمار الذي حل بها؛ حيث تبدو المنطقة الحدودية كأنها قد تعرضت لحرب ضروس قضت على الحجر والبشر والشجر أيضًا.
المتفجرات دمرت المحلات والأسواق
من هنا، حيث يقع النصب التذكاري للجندي المجهول، كنا ننعطف يسارًا باتجاه حي صلاح الدين التجاري الذي يعتبر "داون تاون رفح"، مرورًا على العشرات من المحلات التجارية التي تتميز ببيع المنتجات الفلسطينية القادمة من قطاع غزة، كالجلديات والملابس والقهوة والملابس أيضًا، وكل هذا بات اليوم نسيًّا منسيًّا، بعدما سوت المتفجرات كل هذه المباني بالأرض تمامًا.
خلال الجولة بين أنقاض المنازل كان الطفل "ثائر القنبز" يتنقل بين حطام منزله بصحبة عدد من أصدقائه، وهو يشرح لهم خارطة منزله، هنا كانت غرفة نومي، وهنا كانت غرفة الضيوف، وهنا كنت ألعب أنا "وحنين" أختي.
وعلى مدى الرؤية مشاهد لعائلات تحزم أمتعتها، وأخرى تغادر المكان وعيونهم معلقة بالبيوت التي حمتهم من قيظ الصيف وزمهرير الشتاء، واحتضنت ضحكاتهم وأفراحهم وأحزانهم، وكأن كل هذه اللقطات تمر كشريط سينمائي أمام ناظريهم.
تفخيخ المنازل
يقطع الصمت الذي يلف المنطقة، دوي أصوات الانفجارات؛ حيث تقوم قوات الجيش بتفخيخ المنازل التي يتم إخلاؤها فور خروج سكانها منها، لتتصاعد سحب الغبار وتعم رائحة البارود أرجاء المكان، والذي كان بالأمس القريب منازل متراصة وشوارع ممتدة فيما بينها، وأشجار الكازوينا وأشجار السرو التي كانت منتصبة هنا على جانبي الشارع الرئيسي، وحول بعض المنازل والفيلات الفخمة.
الحركة الدائبة والصاخبة التي كانت تشهدها "رفح" حينما كانت الأنفاق الحدودية تعمل ما بين الجانبين المصري والفلسطيني توقفت تمامًا، بعد أن ودعها سكانها إلى المجهول، فيما يلف ليل "رفح" عتمة حالكة وصمت لا يقطعه سوى صوت الرصاص المتقطع.
المتفجرات على نفقة الأهالي
أما ساعات النهار فتشهد مواصلة سكان منازل الحدود التردد على مجلس مدينة رفح؛ حيث مكان لجنة التعويضات لاستلام شيكات التعويضات عن منازلهم التي هجروا منها رغمًا عن إرادتهم، بعد التوقيع على عدة إقرارات تمنعهم من شراء منزل أو أرض أو البناء في محيط 5 كيلومترات داخل رفح.
ومن أشد ما أثار استياء الأهالي هناك قيام السلطات بخصم جزء من مبالغ التعويضات نظير قيمة المتفجرات التي تم تفجير منازلهم بها.
وتقول مصر العربية إن الخوف والتوجس والشك في كل شيئ أصبحت سمات المواطنين في "رفح"، بعد أن تعرضوا لمختلف أنواع الغدر والتجسس من قبل أشخاص تدفع بها الجهات الأمنية لجلب المعلومات، يعاقب بها من أدلوا بها، وبات الجميع زاهدين في الحديث لوسائل الإعلام وعدوهم الأول الآن هو الكاميرا، بعد أن شوهت بعض الصحف صورتهم، واتهمتهم بدعم الإرهاب.
الحطام والدمار يودع السكان
عدنا محملين بآلاف المشاهد المريرة، ما بين الحطام والدمار، وما بين ملامح الانكسار على وجوه الكبار، والخوف والهلع على وجوه الصغار؛ حيث مدينة رفح الجميلة التي كانت قبلة للزائرين والمسافرين، وأصبحت اليوم على شفا الغياب.
وقد رصد موقع مصر العربية الكثير من الأهوال والمخاطر التي تحيط بالمدينة من خلال تقرير مصور قالوا فيه" كانت الساعة التاسعة صباحًا عندما تحركت سيارتنا من الموقف لتسلك طريقًا التفافيًّا بعيدًا عن الطريق الدولي العريش – رفح بسبب إغلاقه بواسطة قوات الجيش المنتشرة على نحو 5 حواجز أمام سير السيارات المدنية، التي تتعرض لإطلاق النار حال اقترابها من تلك الحواجز".
تنحرف السيارة باتجاه اليمين لتسلك طريقًا ترابيًّا يمر بين تجمعات سكنية متفرقة تنتشر على مسافة تبلغ قرابة 4 كيلومترات، ومن ثم تصل إلى طريق أسفلتي آخر يشق غابات من مزارع الزيتون المنتشرة على جانبيه، ليتقاطع بنهايته مع الطريق الدولي العريش – الشيخ زويد، ليتخطاه باتجاه المدخل الخلفي لمدينة الشيخ زويد.
بعد قرابة ساعة ونصف وعبر المرور بعشرات الالتفافات عبر الطريق الفرعي البديل، وصلت السيارة إلى مدينة الشيخ زويد التي تبعد عن مدينة العريش قرابة 35 كيلومترا، وتقطعها السيارة في حال سيرها على الطريق الدولي قرابة 20 دقيقة فقط، لتبدأ رحلة جديدة باتجاه مدينة رفح عبر طريق ترابي موازٍ للطريق الدولي، مكشوف لثلاثة حواجز عسكرية، تقوم بإطلاق وابل من نيران الأسلحة الثقيلة؛ بدعوى التحذير وتأمين القوات.
طلقات النيران .... وصرخات النساء
كلما تدافعت الطلقات وغطى دويها على صوت محرك السيارة، تتعالى صرخات 3 سيدات من بين ركابها، ليطمئنهن شيخ مسن بأن إطلاق النار يكون باتجاه السماء، وهو إجراء احترازي لا يستهدف السيارات ولا العابرين على متنها، إلا أن صراخهن يستمر رعبًا وهلعًا.
في المسافة بين مدينتي الشيخ زويد ورفح التي تصل لنحو 10 كيلومترات فقط توقفت السيارة لنحو ساعتين ونصف على ثلاث مرات؛ نظرًا لمرور آليات وأرتال أمنية على الطريق الدولي الموازي للطريق الترابي الذي تسلكه السيارة.
الأرتال العسكرية تتواصل
تتوقف الأرتال العسكرية على الطريق انتظارًا لمرور مجنزرات تتمركز فوق مرتفعات عالية لتأمين مرورها باتجاه غرب العريش أو شرق رفح، وخلال إتمام هذه العملية، لابد من توقف كل السيارات المدنية عن السير حتى ينتهي مرور الآليات والأرتال.
تحرك سيارات الأجرة والملاكي مرهون بعبورها، ولا يتم إطلاق النيران مباشرة على أي سيارة يفكر قائدها في تحريكها، ولو خطوة واحدة سواء للخلف أو للأمام.
الساعة تجاوزت الواحدة ظهرًا بقليل، فيما كانت السيارة على مشارف مدينة رفح؛ حيث قطعت ميدان السنبلة باتجاه الطريق الرئيس العام الذي يشق مدينة رفح إلى نصفين، ليتوقف السائق أمام مدخل حي الصفا بعيدًا عن وسط المدينة؛ حيث يقع موقف سيارات الأجرة بحي صلاح الدين برفح، ولم تفلح محاولات الركاب في إقناعه باستكمال طريقه إلى وسط المدينة؛ معللا ذلك بأنه ممنوع بأمر الجيش.
قرابة كيلو متر قطعناها مشيًا على الأقدام وسط مياه الأمطار، التي غمرت الشارع الرئيسي وحولته إلى مصائد للمشاة عبر الحفر التي امتلأت بالمياه، باتجاه حي الجندي المجهول وصولا إلى حي صلاح الدين، حيث تقع منطقة الشريط الحدودي التي تمتد لنحو 13,50 كيلومترًا بين مصر وقطاع غزة.
المنازل تحولت لركام
وما إن قطعنا منطقة الجندي المجهول حتى اختلف المشهد تمامًا، فعلى مرمى البصر حطام المنازل التي كانت قبل أيام عامرة بسكانها، وتحولت إلى ما يشبه الجثث المكومة فوق الأرض، بعد أن تم تهجير سكانها قسريًّا؛ لإقامة منطقة عازلة على الحدود بين مصر وقطاع غزة.
بيوت فخمة مبنية من الحجر ذات طوابق ثلاثة تجثو على جانبيها مستندة على أعمدتها الخرسانية، وبعض الفلل وقد تحولت إلى ركام، ومنازل لمواطنين بسطاء مبنية بالطوب الأسمنتي جدرانها مبعثرة حولها، والقاسم المشترك هو الدمار الذي حل بها؛ حيث تبدو المنطقة الحدودية كأنها قد تعرضت لحرب ضروس قضت على الحجر والبشر والشجر أيضًا.
المتفجرات دمرت المحلات والأسواق
من هنا، حيث يقع النصب التذكاري للجندي المجهول، كنا ننعطف يسارًا باتجاه حي صلاح الدين التجاري الذي يعتبر "داون تاون رفح"، مرورًا على العشرات من المحلات التجارية التي تتميز ببيع المنتجات الفلسطينية القادمة من قطاع غزة، كالجلديات والملابس والقهوة والملابس أيضًا، وكل هذا بات اليوم نسيًّا منسيًّا، بعدما سوت المتفجرات كل هذه المباني بالأرض تمامًا.
خلال الجولة بين أنقاض المنازل كان الطفل "ثائر القنبز" يتنقل بين حطام منزله بصحبة عدد من أصدقائه، وهو يشرح لهم خارطة منزله، هنا كانت غرفة نومي، وهنا كانت غرفة الضيوف، وهنا كنت ألعب أنا "وحنين" أختي.
وعلى مدى الرؤية مشاهد لعائلات تحزم أمتعتها، وأخرى تغادر المكان وعيونهم معلقة بالبيوت التي حمتهم من قيظ الصيف وزمهرير الشتاء، واحتضنت ضحكاتهم وأفراحهم وأحزانهم، وكأن كل هذه اللقطات تمر كشريط سينمائي أمام ناظريهم.
تفخيخ المنازل
يقطع الصمت الذي يلف المنطقة، دوي أصوات الانفجارات؛ حيث تقوم قوات الجيش بتفخيخ المنازل التي يتم إخلاؤها فور خروج سكانها منها، لتتصاعد سحب الغبار وتعم رائحة البارود أرجاء المكان، والذي كان بالأمس القريب منازل متراصة وشوارع ممتدة فيما بينها، وأشجار الكازوينا وأشجار السرو التي كانت منتصبة هنا على جانبي الشارع الرئيسي، وحول بعض المنازل والفيلات الفخمة.
الحركة الدائبة والصاخبة التي كانت تشهدها "رفح" حينما كانت الأنفاق الحدودية تعمل ما بين الجانبين المصري والفلسطيني توقفت تمامًا، بعد أن ودعها سكانها إلى المجهول، فيما يلف ليل "رفح" عتمة حالكة وصمت لا يقطعه سوى صوت الرصاص المتقطع.
المتفجرات على نفقة الأهالي
أما ساعات النهار فتشهد مواصلة سكان منازل الحدود التردد على مجلس مدينة رفح؛ حيث مكان لجنة التعويضات لاستلام شيكات التعويضات عن منازلهم التي هجروا منها رغمًا عن إرادتهم، بعد التوقيع على عدة إقرارات تمنعهم من شراء منزل أو أرض أو البناء في محيط 5 كيلومترات داخل رفح.
ومن أشد ما أثار استياء الأهالي هناك قيام السلطات بخصم جزء من مبالغ التعويضات نظير قيمة المتفجرات التي تم تفجير منازلهم بها.
وتقول مصر العربية إن الخوف والتوجس والشك في كل شيئ أصبحت سمات المواطنين في "رفح"، بعد أن تعرضوا لمختلف أنواع الغدر والتجسس من قبل أشخاص تدفع بها الجهات الأمنية لجلب المعلومات، يعاقب بها من أدلوا بها، وبات الجميع زاهدين في الحديث لوسائل الإعلام وعدوهم الأول الآن هو الكاميرا، بعد أن شوهت بعض الصحف صورتهم، واتهمتهم بدعم الإرهاب.
الحطام والدمار يودع السكان
عدنا محملين بآلاف المشاهد المريرة، ما بين الحطام والدمار، وما بين ملامح الانكسار على وجوه الكبار، والخوف والهلع على وجوه الصغار؛ حيث مدينة رفح الجميلة التي كانت قبلة للزائرين والمسافرين، وأصبحت اليوم على شفا الغياب.