أحد النوادر فى مهنة ضباط الشرطة المصرية الذين تمردوا على أسلوب وزارة الداخلية مع المواطنين، والذي توفى أمس الجمعة، في قطر على غثر سكتة قلبية،
وكانت آخر المهام التي تولاها بالوزارة هي قيادة حراسة منزل الرئيس محمد مرسي.
كان من آخر ما قاله العقيد "طارق مازن الجوهرى" قبل وفاته: "الموقف الغربي من السيسي أراه متوقعا.. دمية يتلاعبون بها لو كنت مكانهم لفعلت ما يفعلونه.. المصلحة هي المحرك الأساسي لعلاقات الدول.. هل يعنى هذا التوقف عن مخاطبة الضمير الإنسانى الأوروبي -إن وجد- اعتقد أنه لا بد من هذا التواصل حتى ولو من باب الدعوة وتوضيح مفاهيم الإسلام والمسلمين وفضح ممارسات الانقلاب فقط لا نعول عليهم في نصرة الحق ولا نعتمد عليهم في نجاح ثورتنا فهذا هو الخطر لذلك أرى -وقد أكون مخطئا- أن ندع من يطرقوا هذا الباب دون أن نهاجمهم أو نحبطهم فليسلك كل مسلكه، وما يراه طالما أننا متفقون على أن الحسم بيدنا لا بيد غيرنا، فلربما نستفيد من هذه المساعي يوم ينعم الله علينا بالنصر.. رؤيه قد تكون غير صائبة فرفقا".
بدأ الجوهري عمله كضابط بقوات الأمن المركزى منذ تخرجه سنة 1983، إلى أن صدر قرار من وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلى بإحالته للمعاش بتهمة مخالطته لبعض الأشخاص دون المستوى، على حد قول القرار الذى أصدره.
لكن الجوهري رأى أن السبب الحقيقي لإحالته للمعاش المبكر طلبه الاعتكاف بأحد المساجد فى شهر رمضان، وحصل على حكم نهائى من محكمة القضاء الإدارى بالعودة إلى العمل عام 2009، إلا أن العادلى رفض تنفيذ هذا الحكم، إلى أن حدثت الثورة وتم القبض على العادلي، وتم تكليفه بتأمين قاعة التى كان يحاكم فيها الوزير الذى ظلمه.
كان أحد طاقم حراسة الفريق أحمد شفيق أثناء الانتخابات، وتم نقله إلى منزل الدكتور مرسى ليلة إعلان النتيجة وظل هناك لمدة 6 أشهر.
وأكد الجوهري أنه في يوم 5 ديسمبر والمعروف بأحداث الاتحادية قام مجموعة من الضباط وأفراد الداخلية المكلفين بحماية قصر الرئيس معه، بشحن الجمهور، وتقديم الوعود لهم بمساعدتهم على اقتحام منزل الرئيس المكلفين بحراسته بالتجمع الخامس فى حال اقتحام المتظاهرين لقصر الاتحادية.
وأضاف في حوار صحفي سابق له: "كما توعدوا الرئيس مرسى فى حال انسحاب الشرطة من تأمين القصر الرئاسي.. وجاء لى مفتش المباحث المشرف علينا، وقال قبل وصول الرئيس للقصر حرفياً: "نصف ساعة بالضبط وسيلقى به فى السجن.. هذه ليست أشكال رئاسة" متابعا: "قلت له: "لماذا التجاوز يا فندم إحنا شرطة ودى أمانة وخلينا بعيد عن السياسة"، فقال لى حرفيا: "انت معاه؟ ابقى خليه ينفعك.. كلها لحظات وهتكون انت وهو في السجن».. وقتها اتصلت بالحرس الجمهورى مباشرة، وقلت لهم هناك مخططات ترتكب من حرس تأمين الرئيس، وظللت أتوسل إلى قائد الحرس الجمهورى ألا يبيت الرئيس أو أحد من أسرته فى منزله هذه الليلة، خاصة وقد وصلتنى معلومات بأن هناك أفرادا ستقتحم قصر الاتحادية فى هذا اليوم".
ووصف الجوهري زملاءه في الشرطة بأن عندهم "عقدة نفسية"، وقال، هناك عوامل نفسية لقوات الشرطة تؤثر على اتجاهها للعنف وقمع المتظاهرين أولها الانتقام من ثورة 25 يناير التي ثارت ضدها وبخاصة التيار الإسلامي الذي يمثل كتلة كبيرة وقوية في الشارع.
وأوضح أن الآلية عندهم واحدة بل تطور الأمر لإلغاء التحذير والرش بالمياه وأصبح الضرب مباشر بالغاز والخرطوش والرصاص الحي دون سابق إنذار.
وأشار إلى أن قوات الأمن لديها عقدة نفسية منذ فض اعتصامي رابعة والنهضة حيث قُتل خيرة شباب ورجال مصر ما بين أطباء ومهندسين وخرج أهالي الشهداء ساخرين بعد ذلك في تظاهرات سلمية مرددين أن الحاصلين على مجاميع 50% بالكاد في الثانوية العامة قتلوا من دخلوا طب وهندسة فهذا جعل الشرطة تتعامل بعنف أكثر وانتقام أشد نتيجة هذه العوامل النفسية.