وأخيرًا عسكرة المساجد
بقلم: د. عز الدين الكومي
بعد قرارات النظام الانقلابى المتخبطة فى كل الاتجاهات، وبعد الضوء الأخضر من زعيم عصابة الانقلاب بالثورة الدينية على النصوص الدينية وتجديد الخطاب الدينى، وتكليف عدد من أصحاب القمامة الفكرية بتعليم الناس الدين الوسطى، وقيام لجنة مشتركة من الأوقاف والأزهر بتنقية مناهج التربية الدينية فى كل مراحل التعليم- على حسب زعمهم- من النصوص والعبارات التى تحض على الإرهاب والكباب، وإضافة نصوص أخرى لقبول الآخر، وإلى ما هنالك من هذا الهراء.
فقد قام مخبر أمن الدولة وزير أوقاف الانقلاب مختار جمعة بإعادة عسكرة وزارة الأوقاف، والتى كان يديرها ثلاثة من لواءات الجيش هم اللواء ماجد غالب رئيس هيئة الأوقاف المصرية، واللواء محمود شركس وهو مسؤول المالية بوزارة الأوقاف، واللواء عبد القادر سرحان رئيس قطاع مكتب الوزير، وهؤلاء الثلاثة هم من يديرون الوزارة فعليا، وقام الدكتور طلعت عفيفى بإعفائهم من مناصبهم، ولكن وزير الأوقاف الانقلابي قام بإعادتهم إلى الوزارة مرة أخرى، مما يوحى بأن الوزارة كانت تدار من قبل العسكر، وتوقفت العسكرة فى زمن الدكتور طلعت عفيفى، ولكن عادت العسكرة مرة أخرى مع قدوم الوزير الانقلابى الأمنجى مختار جمعة، كما قام باتهام جبهة علماء الأزهر بأنها تنظيم إرهابي بحجة أنها تبث عبر موقعها الإلكترونى جرائم إرهاب إلكترونية، وأنها تسيء للدين والوطن، وتستغل اسم الأزهر وهو منها براء، وأنهم عصابة إخوانية متطرفة.
هذا المخبر الأمنجى يقول هذا الكلام فى الوقت الذى لا يزال فيه عضوا بجبهة علماء الأزهر ولم يتقدم باستقالته حتى اليوم، كما أعلنت الجبهة فى بيان لها ردا على مخبر أمن الدولة وزير أوقاف الانقلاب، كما طالبته بنشر أى انحراف عن الجبهة إن كانت لديه الأدلة.
قام مخبر أمن الدولة وزير أوقاف الانقلاب بتعيين لواء شرطة رئيسا لمجلس إدارة مسجد عمرو بن العاص، وكذلك عودة اثنين من لواءات الشرطة إلى عملهما بوزارة أوقاف الانقلاب، وهما اللواء عبد القادر سرحان وكيل الوزارة لقطاع مكتب الوزير السابق، والذى أقاله الدكتور طلعت عفيفى إبان توليه الوزارة لفسادهما المالى والإدارى الذى زكم الأنوف، وقال وزير أوقاف الانقلاب إن اختيار اللواء عبد القادر سرحان لرئاسة مجلس إدارة مسجد عمرو بن العاص لاختيار شخصيات تتناسب مع الفكر الجديد للدولة.
بالتأكيد هو الفكر الإلحادى الذى يتزعمه زعيم عصابة الانقلاب، ومنع الدعاء على الظالمين الذى يجب ألا يكون فى مساجد المسلمين حسب رأى وكيل الأزهر، واعتبار كفار قريش معارضة سياسية، وأن المسلمين ضيوف على تواضروس وعصابته، وحرق كتب الإمام حسن البنا والشهيد سيد قطب والدكتور العلامة يوسف القرضاوى، وكتب السلفيين من أمثال الشيخ ابن باز وابن عثيمين وغيرهم من المحسوبين على التيار الإسلامى.
ونحن بدورنا نطالب مخبر أمن الدولة بأن يطالب رئيس وزراء الانقلاب باستصدار قرار مماثل للكنائس عملا بالوحدة الوطنية ومبدأ المساواة الذى ينادى به الصليبى ساويرس، وتنادى به شلة الليبرالية والعلمانية ونشطاء السبوبة وإعلام مسيلمة الكذاب.