حلقة فاضحة جديدة من مسرحيات إعلام الانقلاب بطلها الأمنجى وائل الإبراشى الذى خرج لبيؤكد بإن الرئيس مرسى يأكل أشهى الطعام ولكنه لم يكن يعلم أن ذالك الطعام سوف يفضحة على الهواء، فقد ظهرت موجة من السخرية فى الشارع المصري على خلفية الحلقة التى انفرد خلالها باستضافة طباخ الرئيس محمد مرسي وباقي قيادات جماعة الإخوان المسلمين وكوادر التيار الإسلامي داخل سجون النظام العسكري، فى ظل فجاجة الأكاذيب التى حاول المذيع بفضائية «أحمد بهجت» أن يروجها للرد على تأكيدات أول رئيس مدني منتخب فى تاريخ مصر بتعرضه لـ 5 محاولات اغتيال داخل محبسه.
الإبراشي الذى اعتاد أن يستعين بضيوف ملاكي من أجل توجيه الرأي العام بحسب التعليمات الصادرة من مكتب «بطل التسريبات» وتكرر ظهوره ممسكا بأوراق ليملي على ضيوفه ما يقولونه حرفيا ودون خروج على النص، فاجئ المشاهدين باستضافة "طباخ الرئيس" فى مشهد كوميدي لم تفلح محاولات المذيع المثير للجدل فى السيطرة عليها.
وحاول مذيع "العاشرة مساءً" أن يروج لأن الرئيس مرسي يأكل بشراهة أفخم أنواع المأكولات على عكس ما أكده فى قاعة المحكمة، إلا أن الحلقة حفلت بأكاذيب أجبرت –حتى معارضي الرئيس- على انتقاد أداء الإبرشي والسخرية من الضيف، حتى خرج أحد المحللين السياسيين على الشاشات متهكما من المذيع المقرب من الأجهزة الأمنية "فعلا يا وائل .. كدب مساوي ولا صدق منعكش".
طباخ الرئيس المزعوم، أخذته الجلالة وأبهرته الكاميرات فخرج عن كل النصوص، حيث زعم الرجل –الذى اعترف أنه يقضي عقوبة مخدرات- أنه يطبخ طعام الرئيس من أشهي الأطعمة، وهو إلى هذا الحد أمر قد يمر على المشاهدين، مع تجاوز أن يكون لأحد المعتقلين –لاسيما الرئيس مرسي- طباخ مخصوص، إلا أن دخول خيرت الشاطر ونجله وسائر قيادات الإخوان فى جمل مفيدة فضح الرجل فى ظل توزيع القيادات على سجون السيسي ما بين طره والعقرب وبرج العرب، إلا أن كانت إدارة السجون تسمح له بالتنقل بأريحية من أجل عيون الإخوان.
التفصيلات التى كشفها الطباخ المزعوم، حولت الأمر من السخرية إلى الكوميديا الصارخة، بعدما تجاوز "مدمن المخدرات" دور الطباخ إلى الإطلاع على فواتير الطعام التى تحضر خصيصا للأخوان، رغم التضييق الأمني المعلن، فضلا عن مزاعم شراهة قيادات الإسلامي فى الأكل والتى كذبها الواقع بتصفية العديد من الكوادر داخل الزنازين بالإهمال الطبي والتجويع وعلى رأسهم فريد إسماعيل والفلاحجي والسلاموني وعصام دربالة والقائمة تضييق بحملها.
تصريحات كوميدية
الإبراشي حاول بشتى الطرق تبرأة نظام السيسي سريعا رداً على اتهامات الرئيس محمد مرسي للسلطات الحالية بمحاولة اغتياله 5 مرات أبرزها عبر تمرير طعام مسمم، فأخرج من جعبته أشرف أحمد سعد، الذي ادعي أنه طباخ الرئيس مرسى وقيادات جماعة الإخوان داخل السجن، من أجل ترويج بعض الادعاءات لتبرئة النظام من الانتهاكات التي يرتكبها بحق المعتقلين.
سعد كان فى الموعد تماما، فزعم- في ادعاءاته من خلال برنامج "العاشرة مساء" على قناة دريم الفضائية- أن "الطعام الذى يقدم لـ"مرسي" يتم إعداده بدقة شديدة، تحت إشراف طبى جيد من قبل متخصصين، هم من يعطون الأمر بالتصديق أن هذا الطعام جيد".
وزعم أن تكلفة الطعام الذي يتناوله "مرسي" وقيادات الجماعة يصل إلى من 70 إلى 100 ألف جنيه، مشيرا إلى أن "كافتيريا السجن كانت على أعلى مستوى "فايف ستارز"، وكأنهم فى الفور سيزون.. ويأكلون اللحوم من الرومي إلى لحم النعام".
وتابع: "قيادات الإخوان أكيلة لحوم، وصفوت حجازى كان بيحب السمك السنجارى، والشاطر يحب مشويات السمك، وكان سعد ابنه يقولى عملت لبابا أكل إيه عشان هنراضيك"، زاعما أن كثرة تناول اللحوم سبب الوعكة الصحية التي تعرض لها "مرسي".
واستطرد في ادعاءاته قائلا: "خيرت الشاطر، نائب مرشد الإخوان، كان يدخل له فى السجن برطمان عسل نحل ثمنه 8800 جنيه"، مضيفًا: "عسل طبيعى بالشمع يذهب إليه ومعه الفاتورة".
وأشار إلى أن الشاطر كان يستخدم زجاجة زيت اللوز خام يدهن بها جسده، مضيفا أن هناك دخول بضاعة طبيعية تقدر بما يقرب من 40 ألف جنيه لقيادات الإخوان.
المثير للجدل أن سعد يدعي أنه كان بسجن برج العرب، رغم أن أغلب قيادات الإخوان تم إيداعهم في سجن طرة، ثم نقلوا لسجن العقرب شديد الحراسة، ولم يتم نقلهم لسجن برج العرب، باستثناء الرئيس مرسي الذي أودعته الأجهزة الأمنية عقب الإطاحة به مباشرة في سجن برج العرب بعد نقله من الهنجر التابع للقوات البحرية فى أبو قير.
مقبرة العقرب
وتأتي هذه الادعاءات في ظل الشكوى التي لا تتوقف، خلال الأشهر الماضية، من معتقلي العقرب وأهاليهم، مؤكدين أن وزير داخلية السيسي الجديد اللواء مجدي عبد الغفار يتبع سياسة "القتل البطيء"، ما أدى إلى مقتل 3 من معتقلي العقرب خلال الأسبوع الماضي فقط، كان آخرهم د. عصام دربالة، رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية.
وكان الدكتور محمد البلتاجي، القيادي بجماعة الإخوان المسلمين، قد نقل المعاناة التي يلاقونها داخل سجن العقرب "شديد الحراسة"، وذلك خلال مطالبته للمحكمة العسكرية، أثناء جلسة الثلاثاء الماضي، بسماع شكواه مما يلاقيه من تعذيب بالسجن.
وأكد البلتاجي أن المعتقلين في سجن العقرب ممنوعون منذ ثلاثة أشهر من الزيارة والأدوية والطعام إلا بما يبقيهم على قيد الحياة، مضيفا أنهم ممنوعون من أدوات النظافة ما يجعلهم مُضطرين لاستخدام أظافرهم لتنظيف أجسادهم.
وأوضح أن هذه الممارسات تتم تحت إشراف مدير مصلحة السجون اللواء حسن السوهاجي ونائبه محمد علي، مشيرا إلى أنه في 16 يونيو الماضي وُضع لمدة خمسة أيام في غرفة بها إضاءة متوهجة تمنعه من النوم، وفي منتصف الليل، أطلق عليه كلب بوليسي، كما تعرض للضرب وإهانات لفظية له ولأسرته، إلا أن المحكمة ردت، وفق مصادر الدفاع، بأنها غير مختصة بالنظر في تلك الشكاوى.
وكان المحامي منتصر الزيات قد صرح بأن هناك أكثر من 297 معتقلا مضربا عن الطعام في سجن العقرب شديد الحراسة.
وأضاف الزيات، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، "فيه 297 واحد عاملين إضراب عن الطعام من الصبح فى سجن شديد الحراسة احتجاجا على سوء المعاملة التي يلاقونها داخل السجن"، متابعا: "المحضر قيد برقم 182 أحوال سجن شديد الحراسة العقرب بطره بتاريخ 11/5/2015".
