بيان هام لهيئة علماء المسلمين لـ"المصريين" بشأن انتخابات العسكر
المشاركة فى التصويت "خيانة"
منذ يوم
عدد القراءات: 2463
نهت هيئة علماء المسلمين، المصريين بالخارج، عن المشاركة في الانتخابات البرلمانية لنظام 3 يوليو، المزمع إجراؤها بعد غد الأحد، واصفا إيها بأنها استمرار لمسيرة الخيانة والظلم والطغيان، كما أنها شهادة زور منهي عنها شرعًا؛ لأنها تعين على الباطل- حسب فتواه.
وأصدرت الهيئة، بيانًا، حول "انتخابات العسكر ومشاركة حزب "الزور" افتتحته.. "بسم الله الملك القاهر القوي القادر الذي بيده مقاليد الأمور وهو يغير ولا يتغير أمر بإقامة العدل ونصرة المظلوم والنصفة من الظالم والأخذ على يديه حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله، والصلاة والسلام على رسول الله إمام المجاهدين وقائد البشرية إلى عزها ونصرها وتمكينها المبين".
وأضاف البيان: بعد أحداث 3 يوليو بمصر الحبيبة وما ترتب عليه من ظلم وطغيان وفساد، يتجرع ويلاته وعواقبه الشعب المصري الأبي، في قتل الشرفاء، واعتقال المصلحين، وتردي المعيشة، وضياع الأخلاق، والجرأة على الأعراض، والتهجم السافر على الدين، نسمع عن إجراء انتخابات لمجلس الشعب في ظل هذا الحكم الظالم الباطش، الذي قتل الشرفاء، واعتقل المصلحين، وهجر الكفاءات والقدرات، وكمم الأفواه وحجر على العقول، وزور الحقائق، وتعمد الكذب والافتراء.
وقالت الهيئة، أنه كان لزاما على علماء الأمة المخلصين أن يبينوا الحق من الباطل، وأن يرشدوا الأمة إلى ما فيه حكم الله ومرضاته، ليهلك من هللك عن بينة ويحيى من حيّ عن بينة- حسب قولها.
وتابعت الهيئة قائلة "من واجبنا - لعهد الله عليها - بيان الموقف الشرعي الواجب علي الناس إزاء الانتخابات المزمع إجراؤها مستشهدة بقوله تعالي { لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ}(الأنفال: 42).
وقال البيان: "إن هذه الانتخابات تأتي تكملة لمسيرة من خيانة شرعية رئيس منتخب، قام وزير دفاع بغياُ وعدواناُ، فسفك الدماء، وقتل الأبرياء، وحبس الشرفاء، وهتك الأعراض، ومصادرة الأموال، وكمم الأفواه، وخرّب البلاد، وأذل العباد، وعاث في الأرض فساداً، وجعل من نفسه وجيش الأمة حصناً ودرعاً للصهاينة الغاصبين، فحاصر الشعب الفلسطيني في غزة، وحرمهم الطعام والشراب والدواء، بعد أن هجّر الأبرياء الشرفاء من أهل رفح وسيناء"- حسب زعمه.
وأضاف البيان "أن هذه الانتخابات من شهادة الزور التي نهينا عنها شرعا لأنها تعينه على الباطل وقد نهى الله تعالى عن شهادة الزور والرجس من الأوثان في آية واحدة، تشنيعا عليها وتنفيرا منها، مستشهدين بقوله (فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ )، الحج: 30، ووصف عباده بأنهم لا يشهدون الزور، وقوله (وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا) ( الفرقان: (72)".
وأكدت الهيئة في بيانها "أن هذه المشاركة تعاون على الإثم والعدوان الذي نهينا عنه شرعا، مستشهدا بقوله تعالي: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [المائدة:2]، وأنها صورة من صور الركون إلى الذين ظلموا الذي حرمه الشارع الحكيم ، وتوعد عليه بالنار وفقدان ولاية الله ونصره:{ وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ} [هود: 113].
كما استشهدت الهيئة بمجموعة من الآيات والأحاديث التي ترجح موقفها منها "جاء في الحديث، عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ – رضي الله عنه - قَالَ: قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- : «إِنَّهُ سَتَكُونُ بَعْدِي أُمَرَاءُ مَنْ صَدَّقَهُمْ بِكَذِبِهِمْ، وَأَعَانَهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ، فَلَيْسَ مِنِّي وَلَسْتُ مِنْهُ، وَلَيْسَ بِوَارِدٍ عَلَيَّ الْحَوْضَ، وَمَنْ لَمْ يُصَدِّقْهُمْ بِكَذِبِهِمْ، وَلَمْ يُعِنْهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ، فَهُوَ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ، وَهُوَ وَارِدٌ عَلَيَّ الحوض»، أخرجه النسائي وابن حبان والترمذي وقال : حديث حسن غريب، وصححه الألباني في صحيح الترمذي (617)، وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « مَنْ أَعَانَ ظَالِماً لِيُدْحِضَ بِبَاطِلِهِ حَقّاً فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ ذِمَّةُ الله وَذِمَّةُ رَسُولِهِ».
أخرجه : الحاكم وقال: صحيح الإسناد صحيح الجامع (1020). وعن موقف الهيئة من مشاركة حزب النور في هذه الانتخابات قال البيان "إن مشاركة من وصفه "حزب الزور الحزب العلماني" لهذه الانتخابات بعد أن انكشفت هويته، وبانت مخططاته، لعبة من لعب الفاسدين، ووسيلة لإلباس الباطل ثوب الحق، وسعي لتغييب وعي الشعب المصري الأبي الذي تأكدت لديه الدلائل على أن هذا الحزب لا ينتسب للدين مهما تشدقوا باسمه ؛ فالحق أبلج والباطل لجلج".
وأكمل البيان "أن هذه المحنة التي تمر بمصرنا سحابة صيف وأزمة عارضة لا تلبث أن تزول بشرط أن نمتلك أدوات النصر وأن نسعى للأخذ بأسبابه وساعتها يفرح المؤمنون بنصر الله"، مضيفًا "أننا واثقون كل الثقة بنصر الله تعالى على الرغم من كل هذه المؤامرات، فإن الظلم لا يدوم وسنن الله لا تتبدل ولا تتخلف ووعد الله منجز (وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ (الروم - 47)، ( إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ )، غافر: (51)". واختتم بقوله "عند الصباح يحمد القوم السرى (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}(يوسف: 21)".