الهواري تطاول على الشعب المصري وحاول قلب الحقائق.. فلماذا حذف أرشيفه من "اليوم السابع؟
حالة من السعار والهيستريا أصابت إعلام الانقلاب بعد فضيحة المرحلة الأولى من انتخابات برلمان اللصوص والفاسدين، ولم يجد هؤلاء المرتزقة سوى الشعب لينهالوا عليه بالسب وكيل الاتهام، وليجعلوا منه شماعة يعلقوا عليها فشلهم وكراهية الشعب لهم.
تنوعت إهانة إعلام الانقلاب للشعب المصري، ما بين سب عقول المصريين، أو اتهامهم بالشره الجنسي، وفي أحسن الأحوال كان الشعب متهما بأنه لا قيمة له و"البركة في السيسي هو الكل في الكل".
دندراوي الهواري.. عنوان الوقاحة
ما بين ليلة وضحاها صار دندراوي الهواري،أحد أقرب الصحفيين لجهاز المخابرات الحربية، كاتبا سياسيا ومللا استراتيجيا ينظر لما يدور في مصر بل والمنطقة بأسرها، رغم أنه لولا انقلاب العسكر لما سمع عن اسمه سامع.
اتحفنا هذا الهواري بمقال في المدعوة "اليوم السابع" بمقال اتهم في الشعب المصري بإدمان أفلام البورنو والإباحية، مؤكدا أن هذا الاهتمام هو الذي حال بين خروج المصريين للمشاركة في المشهد الانتخابي الذي دعا إليه السيسي قبل يوم واحد من انطلاقه!
الغريب أن هذا الهواري، وبعد أن استفاق من صدمة مقاطعة الشعب، طلع لينا بمقال جديد يدافع فيه عن ولي نعمته والسبب في توليه منصبه، ويكتب في جريدته تحت عنوان: "الحشود الانتخابية ليست مقياسا للنجاح السياسى وشعبية السيسى"
وكتب هذا الدندراوي: "ومن المفاهيم الخاطئة والكارثية التى حفظناها عن ظهر قلب، ونرددها كالببغاوات، أن مقياس النجاح السياسى مرتبط ارتباطا وثيقا بالحشد أمام اللجان فى الاستحقاقات الانتخابية، وهو مفهوم كارثى لذى عينين مبصرتان، وعقل يفكر، ويرصد ويحلل."
إذن، دندراوي، الذي عد نفسه من ذوي العيون المبصرة والعقول المفكرة، تطاول في مقالته الأولى على الشعب الذي رفض الخروج في انتخابات برلمان اللصوص، وفي المرة الثانية حاول جاهدا أن يسوق الأدلة بعد تطوةيعها وتضليلها للدفاع عن شعبية وشرعية السيسي.. وهو مردود عليه في المرتين
فيما يخص تطاولك على الشعب يا دندرواي، ألم يكن هو نفس الشعب الذي تغنيت بحكمته وعبقريته وإرداته الحرة كلما ذكرت 30 يونيو؟ ألم يكن المصريون هم نفس الشعب الذي سبق وقلت أنت وامثالك أنهم ثاروا من أجل الحرية والكرامة في 30 يونيو؟ ألم يكونوا أحرارا شرفاء وقت مسرحية 30 يونيو؟ فلماذا صاروا شرهين جنسيا عندما رفضوا دعوة ولي نعمتك؟
ثم إذا افترضنا جدلا صدق ادعائك، هل كانت أفلام البورنو وليدة اللحظة؟ وهل لم يعرف الشعب عنها إلا بعد تولي السيسي للرئاسة؟ ولماذا لم تؤثر هذه الأفلام على كل الاستحقاقات الانتخابية بعد ثورة يناير؟ وهل كان المصريون بحاجة إلى مقولة فنانة داعرة ليتذكر أن هناك أفلاما تستدعي مناقشتها؟ وهل الشعب الذي لا يقدر على شراء كيلو طماطم سيكون همه الأكبر مناقشة انتصار حول جدوى مشاهدة الأفلام الإباحية؟ مالكم كيف تحكمون
أما بخصوص محاولات الهواري المستميتة لتضليل وتشويه أحداثا ليست من ضمن التاريخ البعيد حتى يحتاج الرد عليه وكشف كذبه قراءة وبحث، فلأن الغباء أحد جنود الله، ساق الهواري مثالين عاصرهم الشعب المصري ويتذكرها جيدا، لأنهم من فرط قربهم حداثتهم لم يدخلوا طي النسيان.
المثال الأول الذي ساقه دندراوي، وثيق الصلة بالسيسي والمخابرات الحربية، كان انتخابات برلمان 2010 المزور، وهنا نذكر نص ما كتبه ذاك الهوراي: "سأسرد دليلين قاطعين واضحين وضوح الشمس فى كبد السماء ، الأول ، فى انتخابات 2010، استطاع الحزب الوطنى أن يحشد الملايين أمام اللجان الانتخابية ، ورأينا الطوابير الطويلة، والتزاحم المخيف، والاشتباكات العنيفة، واستطاع أن يكتسح الانتخابات حينذاك، ورغم هذه الحشود، كان هناك حالة من السخط العام من نظام مبارك، وقيادات الحزب الوطنى، ولم تمنع تلك الحشود اندلاع ثورة 25 يناير، ولم تنقذ رقابهم من مقصلة العقاب والعزل، ولم يخرج شخصا واحدا ليطفئ النار المشتعلة فى مقر الحزب.. إذن ماذا فعلت الحشود؟!"
وهنا يحق لنا التساؤل: هل كان الهواري مغيبا وقتها؟ ام يا ترى كان نائما؟ ام كان خارج البلاد؟ ام أنه كان خارج المعترك السياسي في 2010؟ عن أي حشود يتحدث هذا الدندراوي؟ الشعب في 2010 قاطع انتخابات المخلوع مبارك ولم يشارك من الأساس، إلا إذا كان الهواري يعتقد أن الحزب الوطني كان له شعبية بالغة قادرة على الحشد، وهو ما يجافي حقيقة ماحدث في 2010، لكن على ما يبدو أن دندراوي الذي يسير في ركب السيسي، كان يسير وقتها في ركاب المخلوع مبارك الذي كان الوحيد هو وحزبه من يعتقد أن نسبة المشاركة كانت كاسحة في برلمان 2010.
المثال الثاني الذي يحاول الهواري شديد العداء لكل ما هو إسلامي، يخص الاستحقاقات التي تلت ثورة يناير، حيث يزعم الهواري: "الدليل الثانى، الحشود _مع التسليم أن نصفها وَهْم_ التى خرجت لاختيار مرشحى جماعة الإخوان الإرهابية والسلفيين فى 4 استحقاقات انتخابية متتالية وسريعة فى عاماً واحد، أولها برلمان 2012 ، وثانيها فى انتخابات مجلس الشورى، وثالثها فى انتخابات الرئاسة لاختيار محمد مرسى فى منتصف 2012 ، ورابعها فى الاستفتاء على دستور 2012، ومع ذلك، ورغم الخروج والحشد المتكرر 4 مرات، لم تنقذ الجماعة ، عندما خرج الشعب المصرى عن بكرة أبيه وأزاحوا المعزول ورفاقه وعشيرته من الحكم فى 30 يونيو 2013.. إذاً ماذا فعلت الحشود؟!"
أول قصيدة دندراوي كفر، فهو يدعي أن نصف المشاركين في 4 استحقاقات انتخابية متتالية عقب ثورة يناير مجرد وهم، وهو الادعاء الذي ربما نقرأه للمرة الأولى في صحيفة من صحف العالم أجمع، ورغم أن جميع المتابعين من وسائل إعلام ومراكز حقوقية ومنظمات مدنية مصرية ودولية أكدت أن نسب المشاركة في هذه الاستحقاقات ربما هي الأكبر في تاريخ مصر النيابي، إلا الهواري الذي وصف نفسه بأنه "ذي عينين مبصرتان، وعقل يفكر، ويرصد ويحلل" لم يشاهد أو يتابع حقيقة ما حدث في هذه الاستحقاقات، السبب وراء ذلك أن هذا الدندراوي كان من جوقة المعادين لثورة يناير مثله مثل عبدالرحيم علي وأحمد موسى وبقية شلة الآفاقين.
دندراوي تابع بخ سمومه ضد ثورة يناير وما تلاها من استحقاقات شهد لها العالم بأسره، ورغم أنه يعترف أن جماعة الإخوان وتيار السلفيين -أكبر تنظيمين في مصر على الإطلاق- حشدوا بكل قوتهم، إلا أنه يغلق عينه عن هذا الحشد ويرى نصفه وهم، قبل أن يعود ويثني على الشعب المصري الذي خرج في 30 يونيو ضد الرئيس مرسي، رغم أن هذا الشعب كان الهواري قد اتهمه بالشره الجنسي قبل مقالته تلك بساعات!
واذا كان الهواري يزعم أن الحشود الانتخابية ليست مقياسا للنجاح السياسى وشعبية السيسى، فما هو الدليل إذن؟ هل الدليل هو الانهيار الذي يشهده اقتصاد مصر في الفترة الأخيرة؟ أم ارتفاع حالات الانتحار والاكتئاب والرغبة في الهجرة خارج البلاد؟ أم ارتفاع الأسعار بشكل جنوني؟ أم أن الدليل هو الفشل الذي يعانيه الجيش المصري في سيناء؟ ناهيك عن العمالة الواضحة للعدو الصهيوني والتآمر على أهل غزة فلسطين، وإهدار الاحتياطي الأجنبي على صفقات سلاح لا فائدة منها سوى تقنين سرقة أموال مصر.
الأمر الواضح للعيان أن المخابرات الحربية أصيبت بالذعر من مقاطعة الشعب المصري لانتخابات برلمان اللصوص والفاسدين، وهو ما يتضح من تصريح محمود حجازي رئيس أركان حرب القوات المسلحة الذي أكد أن الجيش والشرطة والقضاء قاموا بواجبهم من أجل إتمام العملية الانتخابية على أعلى مستوى، "لكن لما كل ده يتعمل والمواطن مينزلش يبقى فيه حاجة غلط كبيرة جدا جدا".
ذعر المخابرات الحربية انتقل إلى أذرعها الإعلامية التي تلقفت الذعر بنوع من السعار والرغبة المحمومة في البحث عن أي مبرر وترويجه في إطار مسلسل التضليل الإعلامي الذي يمارسه الانقلاب، وهو ما عبر عنه دندراوي الهواري في مقالين لا يخرجا إلا من عقلية وقحة تنضح بالعداء لثورة يناير وتسبح بحمد العسكر.
السرال الذي يطرح نفسه الآن هو: لماذا تخلص المفكر دندراوي الهواري من أرشيفه على موقع اليوم السابع، واقتصر فقط على ما يؤيد فيه الانقلاب؟ وما الذي يخشى منه في أرشيفه ودعاه إلى حذفه من على الموقع؟ جربنا أن نبحث عن أرشيف دندراوي على اليوم السابع بما في ذلك الأخبار العادية، غير أننا لم نجد لهم أثر!!