شاهد.. روسيا تكشف حصاد 30 يوما من الغارات فى سوريا.. و«فيينا» تحتضر تحت القصف
31/10/2015 11:31 ص
كتب- هيثم العابد40 دولة تلاقت مصالحها أو تنافرت ولكنها في النهاية تكاتفت من أجل وأد الثورة الشامية وتفكيك الدولة السورية إلى عدة دويلات طائفية وإنقاذ رقبة بشار الأسد بعدما بات قطافها قاب قوسين أو أدني من قبل المعارضة المسلحة التى تفرض سيطرتها على القطاع الأكبر من الوطن المنكوب قبيل تدخل القوات الأجنبية.
وباتت سوريا مسرحيا لصراعات القوى العظمى في مشهد وصفه المراقبون بـ السيناريو التجريبي للحرب العالمية الثالثة، بعدما حشدت الولايات المتحدة تحالفها بمشاركة عسكرية بريطانية وفرنسية ومباركة عراقية وإيرانية لشن غارات في الداخل السوري ضد تنظيم الدولة، فيما شحنت روسيا في المقابل تحالفا مضادا بمشاركة صينية وكورية شمالية ودعم لوجسيتي مصري وإماراتي لذبح الثوار في الشمال، وبقيت المعارضة المسلحة مدعومة على استحياء من تركيا والسعودية وقطر.
وأمام توالي الغارات متعددة الجنسيات والأهداف على سوريا لم يعد بعاصمة الخلافة حجرا فوق حجر، حيث سيطر الدمار على كافة المدن وبات مشهد الدمار ونزوح مئات الآلاف في هجرة من الموت إلى الموت وارتقاء مئات الشهداء يوميا من المدنين، وبقي الصمت وحده مسيطرا على المنظمات الدولية واختفي مجلس الأمن والجامعة العربية من المشهد، وكأن الجميع قد اتفق على ذبح الثورة السورية وإن أدي الأمر إلى ذبح سوريا نفسها.
ولأن القتال في سوريا يمتد إلى قرابة 4 سنوات، فإن الجديد في المشهد كان تقرير هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية بعد شهر من الغارات التى أنقذت رقبة بشار، والذى أعلن أن مقاتلات بوتين نفذت خلال 30 يوما نحو 1400 طلعة دمرت خلالها أكثر من 1600 موقع للمعارضة في سوريا.
وأعلن رئيس إدارة العمليات في هيئة الأركان العامة أندريه كارتابولوف، مساء الجمعة: "مر شهر على بدء عمل المجموعة الروسية الجوية في الجمهورية العربية السورية، وحان الوقت لاستخلاص بعض النتائج، إذ أجرت طائراتنا خلال شهر 1391 طلعة دمرت خلالها 1623 منشأة للإرهابيين". –بحسب تعبيره-
وحصدت الغارات الروسية المدعومة بمباركة "مصرية- إماراتية" أرواح المئات من المدنيين والأطفال، وتدمير البينية التحتية في مناطق تمركز الثوار في الشمال والشرق السوري، بينما لم تشهد خريطة الصراع في بلاد الشام تراجع تنظيم الدولة عن المناطق التي يبسط نفوذه عليها.
وأعاد الصراع الدائر في سوريا إلى الأذهان الحرب الإيرانية العراقية في ثمانينيات القرن الماضي والذى تحالفت فيه القوى العظمى من أجل القضاء على جيشين وليدين في بلدان المشرق الإسلامي، وهو ما تحقق فعليا على أرض الواقع، وما أشبه اليوم بالبارحة، حيث أكد خبراء عسكريون أن تحالف "أوباما- بوتين" –الغير معلن- يقاتل الثوار وتنظيم الدولة في العلن بينما يمول ويسلح أطراف النزاع في الخفاء لإطالة أمد القتال بما يضمن القضاء على الأخضر واليابس لدولة كانت حتى وقت قريب تمثل واحدة من أقوي دول المنطقة.
وأوضح تقرير الأركان الروسية أن الإحصاءات والأرقام تشمل تدمير 249 مركز قيادة ونقطة اتصال، و51 معسكرا لتدريب المسلحين، و35 من المعامل والورش حيث كان الإرهابيون يصنعون مواد متفجرة، و131 مستودعا للذخائر والوقود، إضافة إلى 371 مركز إسناد ونقطة محصنة، و786 معسكرا ميدانيا وقواعد مختلفة. –بحسب زعمه-
وشددت هيئة الأركان الروسية على أن هدف العمليات العسكرية تحقيق نتائج محددة على الأرض، تتمثل في إتاحة الإمكانية أمام القوات السورية لتحرير أكثر من 50 بلدة، موضحا: "أتاحت الضربات الجوية الروسية للقوات السورية إمكانية الانتقال إلى الهجوم في محافظات حلب واللاذقية وحمص وإدلب ودمشق وتطهير مساحات واسعة من المسلحين، وخلال ثلاثة أسابيع من العمليات العسكرية استطاع الجيش السوري تحرير أكثر من 50 بلدة وحوالي 350 كيلومترا مربعا".
كارتابولوف زعم أن القوات السورية حررت 19 بلدة في منطقة حلب وتواصل التقدم باتجاه مطار كويرس، كما أشار إلى إخراج الجيش للمسلحين من 9 بلدات في ريف اللاذقية، واستعادة السيطرة على 12 بلدة في ريف حماة، إضافة إلى التقدم في ريف حمص ومحاصرة المقاتلين في عدد من البلدات، كما يتابع الجيش عبر معارك عنيفة هجومه في منطقة الغوطة الشرقية.
مباحثات تحت القصف
وزعم تقرير أبرزه موقع "روسيا اليوم" أن إيجاد حل سلمي للأزمة السورية في فيينا، يعد من أهم نتائج المساعدة الروسية لنظام بشار، حيث استقبلت عاصمة النمسا ممثلي الدول التي تدعم المقاتلين في سوريا على اختلاف اتجاهاتهم، ولأول مرة جلس إلى طاولة الحوار ممثلون عن السعودية وإيران، ما يشكل خطوة باتجاه حل يحفظ وحدة وسيادة سوريا.
واعتبر التقرير أن الطيران الروسي أتاح إمكانية التقليل من استخدام طيران بشار الذي يقل فاعلية ودقة، حيث أعلن رئيس إدارة العمليات العامة في هيئة الأركان الروسية أندريه كارتابولوف أن القوات السورية خفّضت إلى الحد الأدنى استخدام طيرانها ومدفعيتها في محاربة "الدولة الإسلامية" حفاظا على البنية التحتية للمدن وعلى أرواح المواطنين، بعدما أدت براميل بشار إلى تدمير الدولة وقتل مئات الآلاف من الأبرياء.
وتبقي سوريا بعد 4 سنوات من الاقتتال الأهلي مسرحا لصراعات دولية وتصفية حسابات بين أمريكا وروسيا في معركة النفوذ العالمي، وبرهنت في الوقت نفسه على صلابة القوي الثورية في مواجهة جرائم بشار والفاشية العالمية، وأن سقوط بشار الأسد بات يلوح في الأفق المنظور.