كشفت حادثة مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني فروقات كبيرة لكيف تعاملت والدته باولا ريجيني مع الحادث لتعبئة الرأي العام الدولي لمساندة قضية ابنها، في حين أضاعت ليلى مرزوق أم الشهيد خالد سعيد حق نجلها بعد مضي 5 سنوات من الثورة، حيث إنها الى الآن لم تستطع استخراج شهادة وفاة لولدها، أو صرف معاش له.
ويضع تقرير "رصد" بين أيديكم أهم الوسائل التي اتخذتها والدة الطالب الإيطالي جوليو ريجيني؛ لإثبات تعذيب ابنها والنيل من قاتليه وبالمقابل تكشف كيف أهدرت والدة خالد سعيد حق ابنها.
والدة ريجيني
1) عقدت مؤتمرا صحفيا
لا تزال والدة الباحث الإيطالي جوليو ريجيني، تناضل لإثبات تعذيب ابنها والنيل من قاتليه، حيث هددت الحكومة المصرية بنشر صور جثمان ابنها، التي تعرضت للتعذيب، إذا لم تكشف عن القتلة، ليرى العالم ما حدث له في مصر.
وأوضحت في أول مؤتمر صحفي تعقده منذ العثور على الجثة على جانب طريق سريع قرب القاهرة في 3 من فبراير 2016- "عرفته فقط من أرنبة أنفه (مقدمة أنفه) أي شيء آخر فيه لم يكن هو".
وقالت والدته في المؤتمر: "إذا اتّضح أن الخامس من أبريل 2016 مجرد نفض لليد.. فنحن نتوقع رداً قوياً من حكومتنا.. نتوقع رداً قوياً حقاً".
2) كلمتها بمجلس الشيوخ
ولم تهدأ باولا ريجيني، عن قضية مقتل ابنها، حيث نقل التليفزيون الحكومي الإيطالي، قولها في مؤتمر صحفي بمجلس الشيوخ: "أنا أم جوليو، وليس من السهل عليّ أن أكون هنا؛ لأن ما حصل لولدي ليس حالة معزولة، كما يزعم المصريون، إذ أود أن أشير إلى أنه توفي تحت التعذيب مثلما كان سيحدث لأي مصري".
وأضافت: "ابني جوليو لم يكن صحافياً ولا جاسوساً بل كان شاباً يمثل المستقبل، ولدى توجُّهنا إلى المشرحة للتعرف على الجثة لم نستطع تمييزه سوى من أنفه، ولا أملك الآن البوح بما يمكن أن يكونوا قد فعلوا به قبل وفاته".
3) خاطبت رواد مواقع التواصل
وفي حزن عميق كتبت والدة الباحث الإيطالي "إنها كانت تتوقع عودته إلى البيت في الأيام الماضية، لكنه للأسف لن يعود أبدا.. ماما"، على الصفحة الخاصة بالأسرة على "الفيس بوك"، والتي عنونتها بشعار منظمة العفو الدولية الداعي إلى كشف الحقيقة حول مقتل ريجيني، والذي تحول لشعار يغزو جميع أنحاء العالم.
4) اتجهت إلى الصحف
كما قالت باولا ريجيني فإن حق ابنها لن يضيع، وإنها ستستمر بالبحث عن الجاني هي وأسرتها مهما طال الزمن، خلال تصريحات صحفية لها لعدد من الصحف الإيطالية، وأضافت أن ابنها عانى قبل وفاته بسبب التعذيب الذي تعرض له وكانت آثاره واضحة على جثته.
وطالبت "باولا" المسؤولين ببلدها وداخل بمصر بالقصاص من قاتل ولدها؛ لكونه إنسانا قبل أن يكون مواطنا إيطاليا.
يُذكر أن "ريجيني" الذي كان يُحضر دراسات عليا في جامعة كامبردج، عن قضايا عمالية، اختفى يوم 25 يناير الماضي، عقب تشديد الإجراءات الأمنية في القاهرة قبل ذكرى الثورة، وعثر على جثته وعليها آثار تعذيب في 3 فبراير، فيما تطالب إيطاليا مصر بالعثور على قاتليه.
وكانت السلطات المصرية قد أعلنت تصفية 5 شباب بمنطقة التجمع الخامس، في 25 مارس الماضي، لا صلة لهم بالحادث، وزعمت أنهم متورطون بقتل الطالب الإيطالي ريجيني.
ووفقاً لمصادر صحفية فإن جثة ريجيني التي عُثر عليها بعد تسعة أيام من اختفائه، كانت تحمل آثار تعذيب شديد، وحصلت جهات إيطالية على معلومات تفيد بأن شرطيين مصريين بلباس مدني استوقفاه واقتاداه إلى جهة مجهولة في اليوم الذي اختفى فيه.
والدة خالد سعيد
1) زيارة قبر نجلها
اكتفت ليلى مرزوق، والدة خالد سعيد بزيارة قبر ابنها لقراءة الفاتحة على روحه في ذكرى وفاته من كل عام.
2) انتظرت براءة ابنها من تهمة التعاطي
تناست والدة الشهيد خالد سعيد القصاص لولدها، حيث صبّت اهتمامها بإثبات براءة نجلها من تهمة تعاطي الحشيش فأعربت عن سعادتها جراء صدور حكم بالسجن المشدد 10 سنوات على المتهمين بقتل خالد سعيد، مؤكدة أن أهم ما في الحكم هو رد اعتبار لخالد سعيد.
3) مطالبتها الثوار بالصبر
لم يقابل السيسي السيدة ليلى مرزوق، لكنها أيّدته بشدة، مقابل الدكتور مرسي الذي التقى بها، لكنها تقول إنها "شعرت" إنه قابلها ليغيظ "حمدين صباحي".
كما تصف السيسي بأن "قلبه حتة ألماظ، وأنه أنقذ مصر من الضياع"، وبعد أن كانت تتحرق شوقا للقصاص من قتلة ابنها، نجدها تطالب الثوار بالصبر على تحقيق مطالبهم وأهالي الشهداء بعدم الاستعجال على تحقيق القصاص، ولم تنس أن تقول "بحبك يا سيسي".
وأضافت في لقاء متلفز لها، إن عودة الاستقرار لمصر وتحقيق أهداف الثورة سيعيد الحق الكامل لنجلها، مضيفة "أفدي مصر بنفسي وأبنائي حتى تقف البلد على رجلها مرة أخرى"، على حد قولها.
4) مدحها وزارة الداخلية
واعتبرت والدة خالد سعيد في تصريحات أخرى، أن وزارة الداخلية نجحت بنسبة كبيرة ما في تطوير نفسها وإعادة هيكلتها بعد ثورة 25 يناير، مشددة على أن دم شهداء 25 يناير و30 يونيو "مش هيروح هدر".
رسالة مواساة وجهتها ليلى مرزوق، والدة الشهيد خالد سعيد، إلى والدة الشاب الإيطالي جوليو ريجيني، والذي عُثر على جثته فبراير الماضي ملقاة بطريق مصر الإسكندرية الصحراوي.
وقالت خلالها: "أعزي والدة الشهيد ريجيني، وحاسة بك وبآلامك، زي ما أنا لغاية النهارده باتعذب علشان خالد، وبشكرك جدا علشان هتهتمي بقضايا التعذيب في مصر، وهتكملي مشوار ابنك، ربنا يقدرك عليهم"، وذلك في رسالة مصورة عبر موقع "يوتيوب".