تم اختراق أكبر مطارات فرنسا ودس قنبلة بالطائرة المصرية بالتواطئ مع الأمن هناك؟
خبراء يتوقعون ذلك.. وآخرين يوجهون أصابع الاتهام لتنظيم الدولة.. والمصريون يرون حكومة العسكر عاجزة عن مواجهة أى أزمات
منذ دقيقة
عدد القراءات: 175
في ظل ما يعانيه العالم من عمليات مسلحة ينفذها متشددون، تبقى الفرضيات والشكوك تحوم حول دائرة ما يسمى "الإرهاب" خاصة مع تزايد تلك العمليات خلال السنوات القليلة الماضية، وتأتي عمليات التفجير التي ينفذها المتشددون، حيث إنه رجح خبراء ومحللون أن سقوط الطائرة التابعة لشركة "مصر للطيران" فجر الخميس سقطت بفعل عامل بشرى، لكن عناصر أولى جمعت من الظروف الجيوسياسية ترجح احتمال تعرضها لعمل إرهابي أكثر من إصابتها بعطل فني.
حادث هز عرش الانقلاب
فجر اليوم الخميس، سقطت طائرة تابعة لشركة مصر للطيران "الحكومية" من طراز "A320" في مياه البحر المتوسط، بالقرب من الجزيرة اليونانية كارباثوس، وداخل المجال الجوي المصري أثناء توجهها من مطار رواسي شارل ديغول بباريس إلى القاهرة وعلى متنها 66 شخصاً، بينهم 30 مصرياً و 15 فرنسياً.
ردود أفعال خبراء مصريون جاءت أراء العديد من الخبراء تؤكد فشل العسكر في إدارة مصر؛ حيث قال الدكتور سعيد صادق، أستاذ السياسة بالجامعة الأمريكية: إن أزمة الحكومات المصرية تكمن في عدم وجود تنسيق بين قطاعاتها وأجهزتها المختلفة، مما يؤدي في النهاية إلى غياب استراتيجية إدارة الأزمات، وهو ما يجعلنا نواجه تلك الكوارث بصدر عار دون استعداد.
كما شن "صادق" هجومًا عنيفًاغلى الحكم العسكري مشددًا على التعامل المخزي مع الأزمة، كما انتقد "صادق" تأخر الدولة في الإعلان عن معلوماتها بشأن حادث اختفاء الطائرة، حيث جاء المؤتمر الصحفي متأخرا جدا بعد أكثر من 12 ساعة على الإعلان عن الحادث، معتبرا أن الدولة في حالة شديدة من الهرجلة والارتباك وعدم تقدير خطورة الموقف.
وفي نفس السياق، قال الدكتور مختار غباشي، رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية: إن غياب ألية إدارة الأزمات غائب تماما عن المسئولين المصريين، وأزمة الطائرة المصرية المختفية تأتي نقطة في سطر الإهمال والتراخي عن قيام المؤسسات بواجباتها، مشير إلى أن مؤسسات الدولة تعيش في جزر منعزلة.
واستنكر غباشي، الحديث الرسمي للدولة والذي اعتمد على فرضيات لا تتجاوز حدود الرأي الشخصي، بدلا من محاولة التوصل إلى الحقيقة، وهذه الفرضيات تجعل كل مواطن يفسر الأسباب وفق ميوله الشخصية والسياسية، فهناك من سيرجعها لعملية متشددة، وهناك من سيرجعها لعطل فني، وهناك من سيرجعها إلى سوء أحوال الطقس والتقلبات الجوية، وهنا تضيع الحقيقة فكل شخص متمسك برأيه وموقفه.
وأبدى تعجبه من موقف وزير الطيران، الذي تحدث في المؤتمر الصحفي حول وجود فرضيات واحتمالات،برغم إعلان كل من فرنسا ومكتب التحقيقات الفيدرالي الروسي قبل بدء المؤتمر عن تحطم الطائرة، في الوقت الذي لم يزل يصر على توصيف الحادث بـ"طائرة مفقودة".
التفجير سبب السقوط
ذهب العديد من الخبراء إلى هذا؛ مثل جان بول ترودس، رئيس هيئة التحقيق والتحليل لسلامة الطيران المدني(BEA)، الذي علق خلال لقائه مع تلفزيون "أوروبا 1" قائلًا "قد يكون هذا الحادث نتيجة لهجوم".
كما أشار "ترودس" إلى أن فرضية وجود عطل في المحرك أو مشكلة فنية مستبعدة لأنها لا تؤدي إلى وقوع
حادثة فجائية، فضلًا عن أنه يرى أن الطائرة المصرية"A320" حديثة وبالتالي جودة السلامة فيها وخضوعها للصيانة يجعلها لا تتأثر بهذه السرعة، وأضاف "نعتقد بقوة أنه قد وقع هجوم على متن الطائرة باستخدام قنبلة أو هجوم انتحاري".
فيما قال خبير الطيران "جيرارد فيلدزر" للوكالة الفرنسية "تبدو احتمالات وقوع مشكلة تقنية كبرى، كانفجار محرك، أو انفجار على متن الطائرة ضئيلة".
موضحًا، أن طائرة إيرباص A320 التي كانت تنقل 66 شخصاً "حديثة نسبياً" صنعت العام 2003.
كما يعتبر هذا الطراز جديراً بالثقة؛ وقال: "إنها طائرة الرحلات المتوسطة الأكثر مبيعاً في العالم، فهي تحط أو تقلع بوتيرة طائرة كل 30 ثانية"؛ وتبدو هذه الفرضية الأكثر ترجيحاً فعدم صدور نداء استغاثة يشير إلى " حدث مباغت" ما يدعو التفكير في احتمال وقوع اعتداء.
كما قال فيلدرز؛ "بالطبع، فرضية الاعتداء تبقى مرجحة، الأجواء السياسية تحيل إلى ذلك، هناك ميل إلى هذه الفرضية".
مادة متفجرة على متن الطائرة
وقال فيلدزر أن "احتمال وجود عبوة على الطائرة مع شخص وضعها في رواسي أو في القاهرة ما زال قائماً" نظراً إلى صعوبة "السيطرة 100% على الدخول والخروج في أي مطار، حتى لو كان رواسي حيث المراقبة مشددة. هذه ليست فرضية يمكننا استبعادها".
هل سقطت أثناء التحليق؟
كما رأى "فيلدزر" فرص هذا السيناريو ضئيلة، سواء كان ذلك بواسطة صاروخ أرض-جو، كما قيل بشأن الرحلة 17 لشركة الطيران الماليزية فوق أوكرانيا في يوليو 2014، أو صاروخ بحر-جو على غرار الرحلة655 التابعة لإيران للطيران التي أسقطها طراد أميركي في يوليو 1988.
كذلك نظراً إلى الارتفاع الذي كانت الطائرة عليه (أكثر من 11 كلم) وبعدها الكبير عن السواحل، لم تكن في مدى صواريخ أرض-جو المحمولة التي تملكها جماعات مسلحة مختلفة في الشرق الأوسط.
وقال فيلدزر "صاروخ من الأرض، لا. أسقطتها نيران طائرة أخرى عن طريق الخطأ، لا يمكن استبعاد ذلك، لكننا كنا سنعلم بذلك إذا كان صحيحاً"؛ مشيرًا؛ إلى أن شمال مصر القريب من سواحل إسرائيل (الاحتلال الصهيوني) وقطاع غزة يشكل "المنطقة الأكثر مراقبة في العالم، بما في ذلك بالأقمار الصناعية بالتالي بات إخفاء هذا النوع من المعلومات أصعب بكثير".
قنبلة داخل المطار
أثير احتمالية وجود عمل منظم بتواطؤ من ضباط أمن المطار، وفسر ذلك قائلًا "تتم مراقبة الموظفين دائماً، لكن حين لا تكون المطارات محصنة ومراقبة بمعدات مناسبة مثل الكاميرات، يمكن لأي شخص أن يعبر أي سياج أو عائق".
وفي السياق ذاته، قال الرئيس التنفيذي لشركة استشارات أمن الطيران الدولية ASCT سيباستيان كارون" إنه "في معظم الحالات سواء كانت هجمات أو مجرد محاولات، نحن نتعامل مع تواطؤ يحدث مع موظفي المطار، فحامل الحقائب يمكنه بسهولة بعد فحص جميع الأمتعة أن يضيف حقيبة مفخخة بين حقائب المسافرين".
متفجرات من نوع خاص
وحول وجود متفجرات جديدة، أشار المتخصصون الأمريكيون إلى إمكانية إدخال نوع جديد من المتفجرات إلى الطائرات، خاصًة أن المتفجرات غير المعدنية يمكنها اجتياز البوابات الأمنية بكل سهولة، مثل المتفجرات السائلة، حسبما ذكرت صحيفة "لوفيجارو".
داعش تتبنى تفجير طائرات
في 31 أكتوبر 2015؛ تبنى التنظيم تفجير طائرة الشركة الروسية "مترو جيت" وهي من طراز "إيرباص A321" وكانت متوجهة من شرم الشيخ في مصر إلى روسيا وكان على متنها 224 شخصا لقوا مصرعهم جميعًا.
وكان التنظيم قد نشر في جريدته الإلكترونية، صورة لعلبة مياه غازية وضعوا بها المادة المتفجرة، وتم تثبيتها أسفل أحد المقاعد الخلفية في الطائرة.
كمية صغيرة تكفي لتفحير قوي جيرار لأرنو" كان قد قال في نوفمبر الماضي؛ عبر صحيفة "ليبراسيو": "مؤخرة الطائرة هي المكان المثالي، لأن كل الضغط سيخرج فجأة إلى الوراء وهو ما سيزيد من تأثير القنبلة".
وحول ذلك؛ وقال " جيف برايس" الخبير الأميركي في مجال أمن الطيران، لصحيفة "لوفيجارو"، إن "كميات صغيرة فقط تكفي لجعل الانفجار كبيرًا، بسبب الضغط داخل الطائرة.