أزمتا وجوع للوطن والمواطنين، ومازال عبدالفتاح السيسى ورجاله يواصلون التسليح للمجهول، الذى لم يعرفه أحد حتى الآن، فالكيان الصهيونى، بات أمره واضحًا وهو أقرب الأقربين إلى دولة العسكر، فلمن السلاح فى بلد يضربه الجوع فى الأساس؟.
فزيادة صفقات الأسلحة خلال العامين الأخيرين أثار العديد من التساؤلات لأنها زادت بشكل كبير وغير مسبوق، وأيضًا جائت بالتزامن مع التدهور الشديد فى الأوضاع الاقتصادية والسياسية، مما يجعل الأمور غير مفهومة بالمره.
10 مليارات دولار أسلحة من روسيا
بدأت زيارة "السيسى" لموسكو عقب الانقلاب العسكرى مباشرًا، والتى لاقت ترحيبًا روسيًا كبيرة لدى "بوتين"، الذى سخر كل شئ لترسيخ الانقلاب العسكرى، وقام أيضًا بمده بالعديد من أنواع الأسلحة التى كان مفروض عليها حظر فى تلك الفترة بسبب الانتهاكات.
وأنفقت مصر على التسليح من روسيا، خلال العامين الماضيين ما يزيد على 10 مليارات دولار على أقل تقدير، وذلك بعدما أمدت روسيا مصر بنحو 70% من صفقات التسليح.
وقامت مصر بشراء بطاريات صواريخ مضادة للطائرات روسية من طراز "إس300"، وبلغت قيمة الصفقة نصف مليار دولار، بالإضافة إلى سربى طائرات "ميج 35"، وهى طائرة حديثة لا يلتقطها الرادار.
وأبرم السيسى مع روسيا، صفقة طائرات "ميج 29"، وطائرات عمودية من نوع "إم.آي 35"، وأنواع ذخائر آخرى، ذلك بتكلفه ثلاثة مليارات دولار.
ووقعت روسيا ومصر اتفاقية توريد منظومات "بريزيدنت-إس" الروسية لحماية الطائرات والمروحيات من صواريخ "أرض -جو" و"جو-جو"، ويجرى نصب تلك المنظومة بصورة خاصة على مروحيات "مى - 28" و"مى -26" و"كا – 52" الحربية الروسية.
واستوردت مصر أسلحة روسية بقيمة 3.5 مليار دولار تمت أثناء زيارة السيسى لروسيا فى 2014، كما عقدت صفقة الصواريخ المضادة للطائرات "أنتى – 2500"، وتقدر تكلفتها بـ500 مليون
دولار، وكذا صواريخ الـ "S-300" وطائرات "ميغ 29 إم"، و"ميغ 35"، ومقاتلات "سو
30"، وزوارق صواريخ وقاذفات "آر بي جي"، ودبابات "تي 90".
وتسعى مصر العسكر هذا العام، لإتمام صفقة مع روسيا لشراء 50 مروحية من طراز "تمساح"؛ للتمركز على الحاملة "ميسترال"، وهى نسخة بحرية من الطائرات الهليكوبتر الروسية الجديدة المصنعة، وستكون الطائرات الجديدة قادرة على الطيران ليل نهار.
كما وقعت القاهرة عقدًا لتوريد 46 مقاتلة روسية من طراز "ميغ 29"، في أكبر صفقة لطائرات الميغ تبلغ قيمتها 2 مليار دولار، وكذا وقعت مصر عقدًا لتوريد 50 مروحية حربية من طراز "كاـ 52" أو "التمساح" كما يطلق عليها البعض.
ورجح خبراء ان تزيد تلك الصفقات فى الفترات القادمة، لأن حادث الطائرة الروسية المنكوبة فى سيناء، جعل الأمر خطير بالنسبة للسيسى ورجاله للغاية وسقومون بفعل أى شئ لضمان رد فعل ايجابى من الجانب الروسى، فالمال خير صديق للغرب.
صفقة الميسترال
وتوجهت مصر أيضًا نحو شراء صفقات أسلحة من فرنسا، آخرها صفقة حاملة المروحيات من طراز "ميسترال"، التى أطلق عليها اسم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وفقًا لاتفاقية بين مصر وفرنسا .
ووقع البلدان اتفاقية لشراء أسلحة تشمل طائرات مقاتلة، وسفنًا حربية، ونظام اتصالات عسكري بقيمة
1.1مليار دولار.
وكانت مصر قد اشترت 24 طائرة "رافال" فرنسية في فبراير 2015 وسفنًا حربية وحاملات صواريخ، بالإضافة إلى عقد صفقة لتوريد 24 طائرة من طراز "رافال" التي تبلغ سرعتها في الارتفاعات العالية 2000 كيلومتر في الساعة، ومقاتلات بحرية من طراز "جوييد" وعددها أربع وهي مزودة بمنظومة صواريخ "ميكا" الاعتراضية متعددة المهام.
الخبير الأمني العميد محمود السيد قطري أكد ، أن دولًا كثيرة وأبرزها إسرائيل التى عدها عدو مصر الاستراتيجى لا تمتلك حاملات طائرات؛ لأنها لا تستخدم إلا فى مهام بعينها، فهى لاتحمل القاذفات مثلًا، موضحًا أن تلك النوعية من الأسلحة مكلفة جدًا؛ لارتفاع سعرها، بالإضافة إلى أنها لا تحمل القاذفات مثلًا، فهي غير ضرورية فى حالة الحروب.
صفقات مع أمريكا
رغم توتر العلاقات بين مصر وأمريكا فى عهد السيسى إلا أنه عقدت عدة صفقات عسكرية معها أبرزها، تسلم 5 أبراج لدبابات من طراز "أبرامز إم 1 إيه 1"، والتي يتم إنتاجها بتعاون مصري أمريكي مشترك، وهذه الدبابات يتم تجميعها في مصنع للإنتاج المشترك في مصر بعد تسلم قطع الغيار
الخاصة بها من أمريكا، ومن ثم مروحيات أباتشى التى تسلمت مصر 10 منها، وطائرات F16 ونظام المراقبة المتحركة لمراقبة الأوضاع على الحدود المصرية الليبية.
وفي مكالمة هاتفية أخبر الرئيس الأمريكي باراك أوباما، "السيسي" أن الحكومة الأمريكية ستفرج عن صفقة الأسلحة التى أوقفت إرسالها لمصر منذ أكتوبر 2013 فى الفترة التى أعقبت الانقلاب العسكرى، والتي تتضمن 12 طائرة من طراز " أف – 16"، و20 صاروخ "هاربون"، و125 دبابة "إم بي إيه 1"، وتم تعليقها بسبب القوانين الأمريكية التي تمنع إرسال المساعدات العسكرية لحكومة غير منتخبة.
4 غواصات من ألمانيا
وكُرت صفقات الأسلحة لإضفاء العسكر شرعية على نظامهم، حيث تم التوقيع على صفقة ألمانية تتيح لهم الحصول على 4 غواصات من طراز "دولفين"، وتتميز بقدرتها على حمل صورايخ ذات رءوس نووية، واصطياد السفن والغواصات المعادية، وحماية خطوط المواصلات والقواعد البحرية، كما تعمل كمنصات لإطلاق الصواريخ الموجهة بدقة، ومزودة بصواريخ كروز.
السلاح الصينى يغزو مصر
أبرمت مصر، صفقة على عدد من الطائرات المقاتلة الصينية، وأبرزها طائرة "جي – 31 المقاتلة" والمعروفة إعلاميًا بالـ"الشبح"؛ لقدرتها الفائقة على التخفي وصعوبة رصدها برادارات أنظمة الدفاع الجوي، فضلا عن قدرتها على حمل الصواريخ والقذائف، بالإضافة إلى مفاوضات مع الصين لشراء طائرات مقاتلة.
وتتضمن تفاصيل هذه الصفقة، منظومات دفاع جوي، رادارات إنذار مبكر، منظومات مضادة للدبابات ذخائر دبابات عيار 105 ملم، و120 ملم، مع عقد للتصنيع المحلي، ذخائر مدفعية "هاوتزر" عيار
155 ملم ذكية موجهة بأشعة الليزر، ذخائر مدفعية "هاون".
إبرهيم يسرى: العسكر يجرى خطة سرية لتفتييت المنطقة
بدوره قال السفير إبراهيم يسري، إن الجيش المصري ظل بلا حروب لمدة كبيرة ، وكانت فرصة مواتية لاستخدام نفقات التسليح والتدريب والتجنيد ينبغى أن يتم خلالها تحسين البنية التحتية والتنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وتوفير احتياطيات الناس الضروري، مشيرا إلى أن البنية الأساسية تتطلب إعادة بنائها بالكامل.
وأضاف يسري، في الشهور الأخيرة، أنه بينما يتكدس سلاح المعونة الأمريكية بلا استعمال وبلا فائدة، وقعت مصر على اتفاقيات لشراء سلاح ؛ بالرغم من معاناة البلاد من أزمة اقتصادية خانقة.
وتساءل: "هل يمكن استخدام الأسلحة الجديدة في الوقت الذي تبنينا فيه دعوة السلام مع العدو لإسرائيلى، بل ودعونا فيه الدول العربية إلى إقامة السلام مع الكيان الصهيونى؟".
وأشار إلى أن البعض بدأ يشير إلى تفاؤل شديد بأننا نستعد لعمليات عسكرية جديدة لحماية ثروات البلاد وأمنها المائى وحقول غازها المنهوبة، وتصوروا أنها ستردع وتمنع استكمال بناء سد النهضة، مؤكدا أنه فى ظل هذه المعطيات المختلفة نجد جيشًا لا يحارب بل يتسلح من مصادر خارج المعونة؛ مما يثير تساؤلات عن خطة يجرى تنفيذها لتقسيم وتفتيت المنطقة العربية.
***