انتباه لكل المصريين| البلاد تتعرض للعطش.. والسودان أخطر على مصر من أثيوبيا
مسئول حكومى يسخر من أزمة المياه فى البلاد.. بوار آلاف الأفدنة.. والمواطنين أصبحو يشترون المياه
منذ دقيقة
عدد القراءات: 252
"على كل المصريين أن ينتبهوا نحن معرضون للعطش الكامل لكن لن يحذر أحد الشعب ماذا على أن أفعل أنا ؟"، جملة أطلقها أحد مسئولى وزارة الرى والموارد المائية حينما اتصلت به "الشعب الجديد" لتسأله عن حقيقة الأزمات المتتالية للمياه فى كل محافظات مصر والعطش الذى يضرب البلاد دون رادع له، أو حتى مصارحة المواطنون بحقيقة الأزمة، لكنه أصر أن لا أحد سيتحدث عن تلك الأزمة بالطريقة هذه سيتم تركها إلى أن تضرب بالكامل ويستوعبها الشعب حينها ويستسلم للأمر الواقع، "هى الأوامر كدا".
المسئول الذى سخر من الأزمة بشكل ملفت فى الاتصال الهاتفى الذى تم معه، أوضح العديد من المسائل التى يعرفها المتابعون جيدًا، لكنه سرد تفاصيلها وتورط عصابة العسكر فى ذلك الأمر، بعد أن أصبح الأمر متفاقم باستمرار، مشيرًا إلى أنه لن يتوقف عند انقطاع متكرر للمياه ببعض المحافظات والمناطق بالقاهرة الكبرى أو حتى وقف زراعة العديد من الأماكن كما نصت الأوامر، بل إنه مستمر إلى أبعد من ذلك، فمخزون المياه المتواجد بمصر لن يكفى لسد احتياجتها، فبحيرة ناصر انخفض منسوب المياه بها منذ نهاية الشهر الماضى بشكل مخيف، بعد أن قامت أثيوبيا ببدأ عملية التخزين فى بحيرة سد النهضة، بجانب السد العالى، الذى سيخرج من الخدمة قريبًا.
المصدر الذى رفض ذكر إسمه، قال إن قيام السيسى بإبرام اتفاقية سد النهضة شرعن اهدار وسرقة الموارد المائية المصرية، موضحًا، أن المخططات الجديدة للوزارة تنبئ بدخولنا إلى عهد جاف فى التعامل مع المياه، بالنسبة لزراعة الأراضى، حيث تقتضى المخططات على تقليص أعداد المساحات المساحات المخصصة للزراعة، لكن الأمر لن يتم بالطريقة التقليدية، بل سيكون له طرق جديدة، كإنشاء أدوار رقابة تعاقب الفلاح وتضغط عليه، ولم يذكر المصدر الكيفية لفعل ذلك.
السودان أخطر من إثيوبيا فى أزمة سد النهضة
وخالف الدكتور محمد نصر علام وزير الرى الأسبق، الرأى السابق، رغم أنه اتفق مع بعض ما جاء فيه، وقال إن الأزمة المائية فة مصر قضية أمن قومى، لم تأخذ نصيبها الكافى من التمويل والاستثمارات والبحوث والمتابعة من قبل الدولة، مشيرا إلى أن 96% دخل مصر من المياه يعتمد بشكل أساسة على نهر النيل.
وأضاف علام، أن مصر دولة محدودة الموارد وتواجه حاليا نقص مياه الرى فى جميع الترع، مشيرا إلى مشكلات مياه الشرب الموجودة فى معظم أحياء القاهرة الكبرى مثل حي الهرم والقاهرة الجديدة من عدم توافرها سواء الصالحة للشرب أو الاستخدام الآدمى أو الرى، قائلا: "هناك نقص شديد فى مياه الشرب بالساحل الشمالى".
وأوضح علام، أن هناك فشلا زريعا في تطبيق خطة 1999 في استصلاح الزراعة والأرضى بسبب نقص المياه وعدم توافرها، وأنه هناك مشاريع قومية كبرى كتوشى ووادى النقرة وترعتى "السلام والحمام" فشلت ودمرت وبيعت بنيتها التحتية التى كلفت الدولة أمثر من 50 مليار جنيه بسبب نقص المياه، قائلا: "كل هذه المشاريع تم تقسيمها وبيع أراضيها".
وأوضح "علام" أن سد النهضة تفاقمت معه مشكلة المياه فى مصر، بعد تدهور أحوال مصر سياسيا داخليا وخارجيا، مستدركا "مشكلة سد النهضة سياسية يريدون بها تقليل وتحجيم دور مصر وعلى الدولة أن تتفهم ذلك وتحاول أن تناقش المشكلة سياسيا بدلا من النظر والمناقشة فى فنيات بناء السد وهندسياته".
وأشار علام، إلى أنه تم افتتاح سد النهضة الشهر الحالى، ولا يوجد تفاوض سياسى مع العالم فى القضية، وسد النهضة والسدود الأخرى لو تمت بناؤها كلها ستفقد مصر 200 مليار متر مكعب من المياه، وسوف يسبب تقليل حصة مصر من الكهرباء وتجفيف السد العالى من المياه خلال وقت الجفاف.
وتابع علام، قائلا : "الخطر الأكبر هو السودان فلو تابعتم الصحف والجرائد القومية والحزبية فى السودان سنجد أنه هناك انقلاب على مصر وسب وقذف دائم للنظام، حتى إنها أصبحت أكبر عقبة أمام مصر من إثيوبيا، فالخطر الأكبر يأتى من السودان التى تحتوى على 8 ملايين فدان صالح للزراعة باعت منهم نحو 6 ملايين فدان لمستثمرين عرب وأجانب وبالتالي لن يصمتوا لري أراضيهم وبدء الاستثمارات بها وسيطالبون بتقليل حصة مصر وبناء سدود لها من أجل تخزين المياه، فعلى مستوي دول حوض النيل التي تمثل كل الهضبة الاستوائية لا تؤثر على استخدام مصر من المياه بنسبة 5% ولكن بالنسبة للسودان فسيكون تأثير السلب على مصر بنسبة 100% وقتها".
شرعنة سد النهضة هى السبب
ومن جانبه، أكد الدكتور نادر نور الدين، أستاذ الموار المائية بكلية الهندسة جامعة القاهرة، أن مصر تعانى من عجز مائى مقداره 28 مليار متر مكعب مائى.
وتابع: "عندما اعترفت مصر بشرعية سد النهضة كان لابد من المقابل أن تعترف إثيوبيا بحق مصر فى ما يخرج لها من مياه وأن تعترف بثبات نسبة حصتها خلال الأعوام الماضية، لافتا إلى أننا على أعتاب أزمة حقيقية فعلية لن ندركها حاليا وسندركها فى وقت لاحق لأن حصة مصر من المياه التى تأتى من النيل الأزرق 84 مليار متر مكعب منهم 72 مليار تمر من إثيوبيا.
تأخير الزراعات الصيفية
وخلال الفترة الماضية اضطر مزارعو الوجه البحرى والصعيد إلى تأخير الزراعات الصيفية، فى الوقت الذى اعتبر مسؤولو الرى أن الأزمة عارضة، وسوف تنتهى قريبا، وأن سببها التوسع فى زراعة محصولى الأرز في الوجه البحرى والبطاطس فى الوجه القبلى.
وقال التقرير المنشور على صحيفة "البديل" أن الأزمة فى محافظة البحيرة، استمرت أكثر من شهر، ما دفع الفلاحين إلى استخدام مياه الصرف فى رى أراضيهم؛ خوفا من جفافها وهلاك المحاصيل، وتفاقمت الأزمة فى مراكز المحمودية والرحمانية وكفر الدوار، إضافة إلى مناطق النوبارية ووادي النطرون، وتخوف المزارعون من حدوث كارثة صحية لهم ولأبنائهم؛ جراء استخدام مياه الصرف في ري الأراضي.
ونقلت الصحيفة عن عبد الغني لبده، مزارع من قرية فيشا بالمحمودية، إن أغلب الترع تآكلت في السنوات الماضية؛ نتيجة عمليات التطهير والصيانة وتعدد الأجهزة وترك الأمور تسير في طريق الانحدار السريع، مؤكدا أن آلاف الأفدنة في المحمودية، تضررت بشدة خلال الأيام الماضية؛ جراء النقص الحاد في مياه الري، ولم يعد أمامهم سوى ري الأراضي بمياه المجاري والصرف الصحي، التي تعتبر خطرا حقيقيا على الأرض والتربة والمحاصيل، خاصة القمح.
العطش يضرب آلاف الأفدنة فى المنوفية
وفى محافظة المنوفية، تعانى آلاف الأفدنة من العطش، خاصه فى مركزي منوف وأشمون، حيث تعرض ٣ آلاف فدان للبوار، نتيجة انخفاض منسوب المياه بالترعة المسؤولة عن رى الأراضى.
وقال محمد رجب، فلاح، إنهم يستعدون لموسم زراعة الذرة، إلا أن انخفاض منسوب الترعة ومشكلة الري سيؤخرهم عن استكمال زراعتهم، كما أنهم عانوا الفترة الماضية في ري القمح، متهما مسؤولى الرى بالتقاعس عن مواجهة ورد النيل الذى انتشر فى الترع والمصارف.
تهديد مصدر مياه الرى بالغربية.. والمحاصيل هلكت
وفي محافظة الغربية، أكد بعض المزارعين أن ترعة "الملاحة" التي تغذي عددا كبيرا من القرى التابعة لمركزي طنطا وكفر الزيات، تعاني نقصا شديدا فى المياه منذ أيام، ما يهدد بتلف المحاصيل؛ بسبب عدم الري لفترة طويلة، مطالبين المحافظ بالتدخل الفوري والعمل على إيجاد حل سريع لتوفير مياه الري بالترعة المذكورة.
وفى مركزي السنطة وزفتى، أشار المزارعون إلى تعرض محصول الأرز للتلف والهلاك؛ بسبب جفاف المياه فى الترع المغذية للأراضي الزراعية، رغم أن محصول الأرز فى احتياج شديد للمياه، ما ينذر بوقوع كارثة للمزارعين؛ بهلاك المحاصيل الزراعية مصدر رزقهم.
بوار مئات الأفدنة فى محافظات الصعيد
وتعرضت مئات الأفدنة من الأراضي الزراعية الخصبة بمحافظات سوهاج وقنا والأقصر للعطش والبوار؛ بسبب جفاف الترع والمصارف التي يروي الفلاحون أراضيهم الزراعية منها، وسط لا مبالاة من قيادات المحافظات ومديريات الري، ولم تتأثر محافظة أسوان بالأزمة نظرًا لقربها من السد العالي وامتلاء الترع والمصارف فيها بالمياه التي تكفي احتياجات الفلاحين.
وتسببت هذه الأزمة في موت الزرع وتأخر زراعة المحصول الصيفي حتى الآن، وحمَّل المزارعون المحافظين ووكلاء وزارة الري مسؤولية عدم وصول المياه إلى الترع لري أراضيهم، كما حمَّل المزارعون قائد الانقلاب العسكري المسؤولية وطالبوا بسرعة إيجاد حل لهذه المشكلة التي اعتبروها مشكلة أمن قومي .
وقال المزارعون بسوهاج : "حالنا وقف وبيوتنا اتخربت بسبب موت الزرع، وهو مصدر رزقنا ودخلنا الوحيد لجفاف الترع منذ حوالي شهر تقريبًا، دون جدوى من المناشدات والاستغاثات كافة، التي أرسلناها للمسؤولين كافة بالمحافظة.
وزير الرى يسخر من الأزمة
وكان وزير الري قد سخر من الأزمة قائلا: " إن مياه الصرف الصحي تكفي مصر للعبور لبر الأمان عن حالة الجفاف، في الوقت الذي تنازل قائد الانقلاب عن حقوق مصر المائية بالسماح لاثيوبيا ببناء سد النهضة لتجويع وتعطيش المصريين.
***