ماذا يعني سقوط كلية المدفعية بيد المعارضة السورية؟
06/08/2016 06:54 م
اعتبر العميد الركن أحمد خالد بري أن سقوط كلية المدفعية على يد قوات المعارضة السورية المسلحة يعد ضربة قاصمة لقوة النظام في حلب (شمالي البلاد)، مشيرا إلى أن هذه الكلية تعتبر القوة المركزية للنظام، ليس في حلب وحدها وإنما بشمال سوريا.
وأوضح العميد- وهو عسكري سوري منشق عن قوات النظام منذ العام 2012- "للجزيزة نت"، أن "ما تشتهر بتسمية "كلية المدفعية" هي في الأساس معسكرات سيف الدولة على تلة الراموسة جنوبي حلب، والتي تضم إلى جانب كلية المدفعية كلية التسليح والمدرسة الفنية الجوية والمعهد الملاحي الجوي، إضافة إلى مستودع التعيينات، غير أن القوة الأساسية فيها تكمن في كلية المدفعية، فاشتهرت بها".
وبيَّن بري- الذي تخرج من كلية المدفعية ودرَّب فيها لخمس سنوات- أن قوة كلية المدفعية تنبع من حجم العتاد الكبير والنوعي الموجود فيها، حيث تحتوي على 24 مدفعا عاديا عيار 122 ملم، بالإضافة إلى العتاد المخصص لتدريب الطلاب والتلاميذ وهو (ثلاثة مدافع 130 ملم، وثلاثة مدافع كفوذديكا، وثلاثة مدافع 122 دوارة معدلة مقطورة، وثلاث راجمات صواريخ 40 سبطانة، ومدافع هاون من 61-160 بمعدل ثلاثة من كل نوع).
وأضاف العميد أن الكلية تحوي قواعد إطلاق صواريخ من عدة أنواع، وتوجد فيها عربات ترناجور وقاعات خاصة للتدريب.
وذكر أن الكلية ينتسب إليها عدد كبير من الضباط والمدربين المميزين، حيث لا يبقى فيها إلا الأوائل في دوراتهم، ورجح أن يكون عددهم بين 100 و150 بين عامل ومجند وضباط مدربين.
وبالإضافة إلى حجم العتاد العسكري في كلية المدفعية، فإن موقعها إستراتيجي، حيث تقع على تلة الراموسة المرتفعة، ومطلة على طريق أوتوستراد "حلب الرقة حلب حماة"، إضافة إلى قربها من مستودعات خان طومان، المخزون الأساسي لذخيرة الجيش.
موقع إستراتيجي
وبحسب العميد، فإن موقع هذه الكلية يتيح تأمين الرمي المباشر حتى قلعة حلب ومطار النيرب ومعظم مناطق محافظة حلب، أو للاستهداف غير المباشر فبالإمكان من موقع الكلية استهداف حتى مسافة أربعين كلم، وبكافة الاتجاهات مع قوة نارية عالية جدا.
وقال: إنه بالإضافة إلى كل ما سبق، فإن هذه الكلية تحوي مستودعات وملاجئ ومطاعم، وفيها مستوصف عسكري ومستشفى ميداني، حيث بإمكان هذا الموقع استيعاب ثلاثة آلاف مقاتل وإطعامهم، وتقديم المعرفة والرعاية الصحية لهم وفي مهاجع نظامية.
ولأهمية كلية المدفعية، قام النظام منذ بداية الأزمة السورية- وتحديدا في مطلع عام 2012- بتكديس الذخيرة والصواريخ فيها، واعتبرها نقطة ارتكاز وانطلاق ومقرا عملياتيا أساسيا يقود كافة الأعمال القتالية في محافظة حلب، ومنها أيضا باتجاه إدلب والمنطقة الشرقية.