بسبب المنقلب "حفتر".. قتيل و11 مختطفا مصريا في ليبيا خلال أسبوع
03/09/2016 11:05 م
كتب: بكار النوبيتستمر معاناة المصريين في ليبيا، ويواصل الدم المصري نزيفه بلا توقف، فما بين قتل واختطاف ونهب أموال يمضي المصريون أيامهم في الدولة الشقيقة التي تمزقها الخلافات السياسية وأطماع الجنرال العسكري خليفة حفتر في السيطرة على الحكم بقوة السلاح، كما فعل نظيره السيسي في مصر.
خلال يومين فقط، تم الإعلان عن مقتل شاب مصري جراء التعذيب على يد أحد ضباط ميليشيات حفتر في بنغازي، إضافة إلى اختطاف 11 مصريا، وهي المعاناة المستمرة التي يعجز السيسي وأجهزته الأمنية على وضع حد لها، أو إيجاد حلول من شأنها رفع المشقة والمعاناة عن الجالية المصرية هناك.
مقتل مصري على يد ميليشيات حفتر
سيطر الحزن على أسرة تامر عماد نبيه طنطاوي، ابن مركز الحامول في كفر الشيخ، الذي قُتل بعد تعذيبه على أيدي ضابط من ميليشيات حفتر المسلحة، ونقل جثمانه إلى مستشفى بني غازي الليبية، وقررت النيابة توقيع الكشف الطبي عليه لبيان سبب الوفاة.
واستنكر عماد نبيه طنطاوي، 54 سنة، مقاول، مقيم بمدينة الحامول بكفر الشيخ، ووالد الضحية، تأخر السفير الليبي بالقاهرة في التدخل لإنقاذ نجله الذي يعمل في منطقة «سلوك» ببني غازي الليبية، بعد تعرضه للتعذيب من قبل أحد الضباط الليبيين.
وأضاف والد الضحية أن نجله البالغ من العمر 30 عامًا، متزوج، ويعول طفلين أكبرهم 3 سنوات، وطفلة 8 شهور، وسافر إلى ليبيا منذ سنة ونصف السنة ليعمل كهربائيًا، وعلم أن الشرطة الليبية تبحث عنه و22 آخرين، وعندما توجه إليهم بالمقر سحبوا منه الهواتف، ومبلغ 4500 دينار، وأوسعوه ضربًا وتعذيبًا، وبعد 4 أيام طلبوا كفالة 2000 دينار عن كل واحد، وعندما تأخر نجله في الدفع عذبوه، وعندما استغاث بالسفير الليبي بالقاهرة، وصدر أمر بضبط وإحضار أحد الضباط الليبيين قبل الإفراج عن نجلي، زاد تعذيبهم لنجلي حتى فارق الحياة.
وقال الأب: إن ابنيه الآخرين، كريم ومحمد، هاربان في الحقول والمزارع الليبية، خوفًا من الضابط وأفراد قبيلته، لأنه توعدهما بالقتل لإبلاغهما عن مقتل شقيقهما، مؤكدًا أن هناك 22 شابًا هاربين خوفًا من القتل.
وأضاف والد المجني عليه "كان يجب على السفير الليبي متابعة الإفراج عن نجلي قبل إصدار أمر ضبط وإحضار للضابط، عقب التأكد من صحة الواقعة".
اختفاء 11 مصريا في ليبيا
من جانبهم، أكد أهالى قرية «دفنو» بمركز إطسا بمحافظة الفيوم اختفاء 11 عاملا من أبناء القرية فى دولة ليبيا، يوم 27 أغسطس الماضي، ولا يعلم أحد عنهم شيئا، سوى أن مشكلة وقعت بين أحد الليبيين و2 من المصريين بالمكان الذى يقيم به العمال.
ويقول جمعة عبد العاطى، أحد أولياء الأمور، في تصريحات صحفية: إن نجله شعبان سافر إلى ليبيا منذ 7 أشهر ولم تكن المرة الأولى له، إذ اعتاد السفر والعودة مثل الكثير من أبناء قريته وأبناء مركز إطسا للعمل هناك باليومية، وأكد أن نجله كان على اتصال دائم بهم كل عدة أيام ليطمئنهم عليه، إلا أنه منذ 4 أيام انقطعت أخباره تماما، وكذلك أخبار 10 آخرين من أبناء القرية، ومن بينهم نجل عمه الذى سافر معه ويقيم معه فى نفس السكن بمدينة طرابلس، وانتظرنا حتى يتصل أحد منهم بنا ولم يحدث، وكنا كل يوم يسأل كل منا الآخر من أسر الـ11 عاملا، هل اتصل ابنكم؟ وتكون الاجابة "لا"، حتى تلقينا أول أمس اتصالا من أحد العمال من أبناء القرية، أخبرنا فيه أن ابنى وابن أخى و9 عمال آخرين من أبناء القرية اختفوا.
وأشار جمعة إلى أن هذا العامل وآخرين اتصلوا بهم وأخبروهم أن مشكلة كبيرة وقعت بين 2 من العمال المصريين وأحد الليبيين، وأن الليبى اتهم العاملين المصريين بالاشتراك فى اختطاف ابنته، إلا أن هذين العاملين تمكنا من الفرار من المكان المقيمين فيه، ومساء يوم 28 أغسطس هاجم الليبى وعائلته محل إقامة المصريين، واقتادوا جميع العمال المتواجدين بلا ذنب إلى مكان غير معلوم، وانقطعت كل وسائل الاتصال بهم حتى اليوم.
وأكد الأهالى أن العمال الـ11 المختطفين هم "شعبان جمعة عبد العاطى، وإسلام سيد عبد العاطى مرعى، وعمار عبد المالك عبد الدايم، ومحمد فتحى سلومة، وهلال فتحى سلومة، وأحمد أبو سيف عبد الوهاب، ومحمد نوح، ورمضان عبد الحكيم، ومحمد وسالم فرج سعيد، وصلاح سالم سعداوى، ورمضان ناصر سلومة، وجميعهم من أباء قرية دفنو بمركز إطسا ويقيمون بسكن واحد بمنطقة المرازيق بمدينة طرابلس.
وأكد الأهالى أنهم تجمعوا وذهبوا إلى مقر وزارة الخارجية بحكومة الانقلاب ليطالبوهم بالتدخل لمعرفة مكان أبنائهم والتدخل لدى السلطات الليبية، إلا أن المسؤولين هناك أخبروهم بأن يحضروا إلى المقر يوم الأحد المقبل؛ نظرا لعدم وجود أحد.
وقال والد عمار عبد المالك أحد العمال، إنهم ذهبوا إلى مكتب النائب العام لتقديم بلاغ بالواقعة ومطالبة السلطات المصرية بالتدخل لعودة أبنائهم، إلا أنهم أخبروهم بأن يحضروا غدا أو بعد غد لتحرير البلاغ.
وقال أولياء أمور العمال "إحنا ولادنا غلابة وكلهم صغيرين أعمارهم من 18 إلى 30 سنة، إحنا خايفين عليهم من البهدلة، أو يكونوا بيتعرضوا للتعذيب والضرب من الليبيين، خاصة أنه لم يتصل بنا أحد حتى اليوم".
وأعرب الأهالى عن قلقهم من تأخر التدخل من قبل سلطات الانقلاب، مؤكدين أن كل يوم سيكون فارقا فى الحفاظ على أرواح أبنائهم، مؤكدين أن ضيق الحال وعدم وجود مصدر للدخل هو ما دفعهم لسفر أبنائهم.
استنكار برلماني
واستنكر النائب جمال محفوظ، عضو لجنة "الشؤون العربية" بمجلس نواب العسكر، حادثة مقتل الشاب المصري تامر عماد نبيه طنطاوي في ليبيا، إثر تعذيبه على يد أحد ضباط ميليشيات حفتر، مطالبًا وزارتي الخارجية والهجرة بالاهتمام بشؤون المصريين بالخارج، خاصة في مناطق النزاع مثل ليبيا، واليمن، وسوريا، والعراق.
وأكد محفوظ أن الجاليات المصرية بالخارج تعاني من كثير المشكلات، وتواجه العديد من الانتهاكات، خاصة بعد حوادث القتل والاعتداءات المتكررة التي وقعت على الأراضي الليبية كحادثة ذبح "21" مصريا على يد "داعش"، ومقتل "16" مصريا على يد جماعات مسلحة في أبريل الماضي، وختامًا بحادثة مقتل الشاب المصري تامر على يد أحد الضباط الليبيين، وكذلك حوادث الاختطاف المتعددة للمصريين العاملين هناك.
وأضاف محفوظ أنه بالرغم من كل هذه الانتهاكات والاعتداءات على المصريين بالخارج، تقف وزارتي الهجرة والخارجية المصرية دون اتخاذ أية إجراءات أو مساعدات تحافظ بها على كرامة المصريين بالخارج، مطالبًا بضرورة تأمين حياة المصريين بالخارج والبحث عن سبل لحمايتهم من الاعتداءات، وإصدار قرارات بتعويضهم عن الفصل والإصابة، وشحن جثثهم على نفقة الدولة، وضرورة التواصل معهم للتعرف على آرائهم واستقبال شكاويهم.