حلب.. أسطورة الصمود أمام طوفان القصف
01/10/2016 12:39 م
كتب- أسامة حمدان:
قصفت قوات الإجرام الأسدي أكبر مستشفى في حلب بالبراميل المتفجرة، وهي المرة الثانية التي يتعرض فيها نفس المستشفى للقصف خلال أيام.
وقالت إحدى المنظمات الطبية غير الحكومية العاملة في سورية، إن أكبر مستشفى في مدينة حلب شمالي البلاد تعرض السبت للقصف للمرة الثانية بعد أن قصف الأربعاء الماضي ما أدى إلى توقفه عن تقديم الخدمات مؤقتا.
وذكر أدهم سحلول من الجمعية الطبية السورية الأميركية ومقرها الولايات المتحدة في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية أن المستشفى قصف "ببرميلين متفجرين، وأفادت تقارير عن سقوط قنبلة انشطارية".
وتعرض هذا المستشفى ومستشفى آخر تديرهما المنظمة ذاتها للقصف عدة مرات خلال الأشهر الماضية. ويتوفر المستشفيان على أقسام للطوارئ ووحدات لمعالجة الصدمات.
جريمة حرب
من جهة أخرى، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض بأن مستشفى ميدانيا في حي الصاخور توقف عن الخدمة إثر ضربات جوية نفذتها طائرة لم تعرف الجهة التي تملكها.
ونبهت منظمة الصحة العالمية الخميس إلى أن الأجهزة الطبية في شرق حلب على وشك "التدمير الكامل" مطالبة "بإقامة ممرات إنسانية من أجل إجلاء المرضى والجرحى".
وأدت الغارات إلى مقتل شخص واحد على الأقل، في حين لا يعرف ما إذا كانت سجلت أي خسائر بشرية بين أفراد الطاقم الطبي.
واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون الهجمات على مستشفيات في حلب بشمال سوريا تشكل "جريمة حرب"، وذلك تعليقاً على تعرض أكبر مستشفيين في شرق المدينة للقصف.
وقال بان كي مون، أمام مجلس الأمن: "هذه حرب تشن على العاملين في القطاع الصحي في سوريا"، مذكراً بأن القانون الدولي يلزم حماية الطواقم والمنشآت الطبية.
وقال محمد أبو رجب، وهو طبيب أشعة في مستشفى ميم 10، الذي تعرض للهجوم، إن القصف نفذ نحو الساعة 4 صباحاً. وأضاف "سقط الركام على المرضى في غرفة العناية المركزة".
وقال عاملون في المجال الطبي بالمستشفى ذاته إن الضربات أصابت أيضاً مولدات الأكسجين والكهرباء، وإن المرضى نقلوا إلى مستشفى آخر بالمنطقة.
فتوى الحسون
وكان أحمد الحسون ذراع الفتوى المضللة الذي استخدمه المجرم بشار أفتى بقتل وتدمير حلب بعد تحريرها . وقال حسون: "إننا مطالبون في جميع أنحاء سوريا أن نبدأ بالهجوم على هؤلاء الجبناء" ، فجاءت بعدها محارق ومجازر تلو الأخرى لا تفرق بين طفل وشيخ وامرأة في حلب.
تاريخ من القمع
ومنذ بدأت الإحتجاجات المناهضة لنظام الأسد في 15 مارس 2011 خرجت أول مظاهرة مناهضة لنظام الأسد وحزب البعث بالمدينة في "جمعة العزة" بتاريخ 25 من مارس سنة 2011، ثمَّ أصبحت المظاهرات فيها حدثًا شبه أسبوعيّ أو حتى يومي، وأخذت بالتوسع شيئًا فشيئًا، ولو أنها لم تصل إلى قوة حركة الاحتجاجات في باقي مناطق سوريا.
وفي يوم الثلاثاء 6 سبتمبر من نفس العام خرجت أضخم مظاهرة ضد النظام في تاريخ المدينة من الجامع الأموي، وذلك في تشييع مفتي حلب إبراهيم السلقيني الذي كان قد توفي قبلها بيوم، ويَقول معارضون للنظام إن المخابرات السورية هي التي قتلته، وذلك إثر موقفه المؤيد للثورة السورية.
وقد واجه نظام بشار الدموي حلب بأعنف الأسلحة ولم يفرق بين شيخ أو امرأة أو حتى طفل.
وتعرضت حلب عقب انضمامها للمدن المؤيدة للثورة للعديد من المجازر، كانت بدايتها في منتصف العام 2012، بعد دخول الجيش الحر إليها، وسيطرته على الجزء الشرقي من المدينة.
وفي 3 أكتوبر 2012، قتل أكثر من 60 شخصًا، معظمهم من المدنيين، في انفجار 3 سيارات مفخخة في حلب شمال غربي سوريا، وفق
حصيلة للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
وفي 15 يناير 2013، قُتل 87 - غالبيتهم من طلاب جامعة حلب - بقذيفة سقطت على الجامعة، وتبادل النظام والجيش الحر الاتهامات بالمسؤولية عنها.
في 29 يناير 2013، عُثر في نهر قويق بحي بستان القصر في حلب على جثث قرابة 80 شاباً، معظمهم كانت أيديهم مقيدة خلف ظهورهم.
وفي أواخر ماي 2013، قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن القوات النظامية أعدمت قرابة 50 من السجناء بسجن حلب المركزي.
وفي 22 يونيو 2013، أفادت المعارضة السورية بمقتل 191 شخصاً في مجزرة بقرية "رسم النفل" بريف حلب، على يد النظام.