بدر محمد بدر: "البنا" يظل نبعًا فياضًا وكنزًا ثمينًا
14/10/2016 07:08 م
كتب- كريم حسن:
قال الكاتب الصحفي بدر محمد بدر إن الإمام الشهيد حسن البنا سيظل نبعًا فياضًا وكنزًا ثمينًا، مهما طالت الأزمان واختلفت الأمكنة، وأنه نجح في إحداث التغيير الإيجابي الذي كانت الأمة الإسلامية في أشد الاحتياج إليه على أساس من الفهم الشامل للإسلام والمنهج الوسطي الرشيد، وأكد أنه ما يزال هذا التغيير مؤثرًا في حياة الأمة.
وأشار "بدر" في تدوينة كتبها بمناسبة ذكرى ميلاد الإمام البنا، والتي توافق اليوم 14 أكتوبر من عام 1906، إلى أنه رغم استشهاده قبل أكثر من خمسة وستين عامًا لا تزال دعوته ملء السمع والبصر، ولا تزال جماعته الأكثر حضورًا في الساحات: السياسية والاجتماعية والثقافية والتربوية في كل بلاد المسلمين، ولا يزال منهجه يقرب الناس من دينهم ويردهم إلى مقاعد المجد الأولى.
وأضاف أنه قرر كتابة سلسلة مقالات توضح مسيرة الإمام الشهيد، محاولاً الالتزام بالحقائق الناصعة وبسهولة العبارة وبساطتها لتناسب إيقاع العصر, فهي تتوجه خاصة للشباب والفتيات.
وفي الحلقة الأولى التي نشرها الكاتب الصحفي بدر محمد بدر الذي سبق أن نشر تراجم للعديد من رموز الدعوة الإسلامية، قال:
ولد حسن أحمد عبد الرحمن البنا في أسرة ريفية بسيطة بساطة أبناء الريف المصري كانت تعمل بالزراعة في قرية " شمشيرة" وهي إحدى قرى دلتا نهر النيل, وتقع بالقرب من مدينة رشيد (محافظة البحيرة), وتطل على نهر النيل في مواجهة بلدة "إدفينا" الأكثر شهرة وكانت "شمشيرة" تتبع مركز فوة أحد مراكز محافظة "كفر الشيخ" حاليًا وكان جد حسن البنا ـ رحمه الله ـ فلاحًا من صغار الملاك بالقرية معروفًا بين الناس بالصلاح والتقوى وحب الخير.
نشأ الابن الأصغر "أحمد عبد الرحمن" والد حسن البنا بعيداً عن حرفة والده (الزراعة) والتحق بكُتاب القرية القرآن الكريم كعادة أبناء الريف، ثم انتقل بعد ذلك إلى مدينة الإسكندرية ليدرس العلوم الشرعية المتخصصة؛ حيث التحق بجامع القائد "إبراهيم باشا" وهو في الإسكندرية في ذلك الوقت، كالأزهر الشريف في القاهرة في دراسة علوم الدين والشريعة والفقه واللغة العربية، وفي أثناء الدراسة بحث الشيخ "أحمد" عن وسيلة لكسب الرزق ليستعين بها على استكمال دراسته، ويخفف من عبئه المادي على والده، حتى التحق بأحد أكبر المحلات المتخصصة في إصلاح وبيع الساعات في مدينة الإسكندرية، وسرعان ما أتقن الصنعة وبرع فيها، حتى أصبحت بعد ذلك حرفته في الحياة، التي يرزقه الله من خلالها، ومن هنا جاءت شهرته بـ "الساعاتي" وبعد أن انتهت رحلته في طلب العلم, عاد الشيخ أحمد عبد الرحمن من الإسكندرية إلى قريته "شمشيرة" عالمًا وفقيهًا وواعظًا وخبيرًا كذلك في صيانة وإصلاح الساعات, ثم تزوج من ابنة أحد كبار تجار المواشي بالقرية، وبعد أن تزوج, فكر في أن يغير من طريقة حياته وظروفه وأحواله، فعزم على الرحيل, وانتقل ومعه والده وزوجته إلى قرية "المحمودية" وافتتح فيها محلاً لصيانة وإصلاح وتجارة الساعات، بعد أن تنازل لشقيقه الأكبر "محمد" عن حصته في الأرض الزراعية, التي تركها له الوالد، ولم يتوقف عن تحصيل ونشر العلم الشرعي.
كن أول من يعلق