فى حلقة استفزازية جديدة، من قائد الانقلاب العسكرى عبدالفتاح السيسى، لملك المغرب، استقبلت القاهرة وفدا رسميا يمثل جبهة البوليساريو الانفصالية؛ وذلك للمشاركة في أعمال المؤتمر البرلماني العربي الإفريقي في شرم الشيخ، أمس الجمعة، ما اعتبره مراقبون "استفزازا" للمغرب.
وقد أجرى الوفد الصحراوي عددا من اللقاءات والأنشطة على هامش أعمال المؤتمر، وشارك في الجلسة المشتركة بين البرلمانيْن العربي والإفريقي، حيث وُضعت لافتة كتب عليها "الجمهورية الصحراوية".
كما التقى الوفد عددا من رؤساء البرلمانات العربية والإفريقية، بينهم رئيس البرلمان المصري علي عبد العال. والتقى أيضا عددا من البرلمانيين المصريين.
وقال المحلل السياسي المغربي عبد الرحيم المنار أسليمي، في تصريحات إعلامية: إنه منذ التقارب الخليجي المغربي، لوحظ أن مصر تلعب على هذه الورقة لإرسال رسالة إلى الخليج والمغرب.
وأضاف أسليمي أنه يُتوقع أن يؤدي ذلك إلى توتر العلاقة بين مصر والمغرب. وتعتبر الرباط الصحراء الغربية جزءا لا يتجزأ من أراضيها، وتعرض حكما ذاتيا موسعا فيها لإنهاء النزاع القائم منذ عقود، بينما تتمسك جبهة البوليساريو بإجراء استفتاء على "تقرير المصير" برعاية الأمم المتحدة.
وحذر المحلل السياسي المغربي من أن ما قامت به سلطات الانقلاب قد يوثر على العلاقة مع المغرب، "خاصة وأن الصحافة المصرية خرجت مرة أخرى لمهاجمة المغرب بطريقة غير مباشرة"، على حد تعبيره.
وأضاف أستاذ العلوم السياسية أن مصر بهذه الطريقة تقدم وجهين إلى المغرب، خاصة وأن السفير المصري أشاد قبل أيام بالعلاقات المغربية المصرية، لكن هذا النوع من الممارسات يبين رسالة أخرى لمصر.
ولفت إلى أنه من المتوقع أن يبادر المصريون لتفسير الوضع من خلال سفيرهم بالرباط. جدير بالذكر أن مصر امتنعت إلى جانب تونس وموريتانيا، عن التوقيع على طلب إبعاد "البوليساريو" عن منظمة الاتحاد الإفريقي وعودة المغرب لحضن المنظمة بعد 32 سنة من القطيعة، وهو الالتماس الذي تقدمت به 28 دولة إفريقية للقمة الـ27 للاتحاد الإفريقي التي انعقدت بمدينة "كيغالي" في رواندا في يوليو الماضي.
وبدأت قضية الصحراء عام 1975، بعد إنهاء الاحتلال الإسباني وجوده في المنطقة، ليتحول النزاع بين المغرب و"البوليساريو" من جهة، وبين هذه الأخيرة وموريتانيا من جهة ثانية إلى نزاع مسلح، استمر حتى عام 1979 مع موريتانيا، التي انسحبت من إقليم وادي الذهب، قبل أن تدخل إليه القوات المغربية، عام 1991، بعد توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار.
وأعلنت "البوليساريو" قيام "الجمهورية العربية الصحراوية"، عام 1976 من طرف واحد، اعترفت بها بعض الدول بشكل جزئي، لكنها ليست عضوا بالأمم المتحدة، ولا بجامعة الدول العربية.
وفي المقابل، عمل المغرب على إقناع العديد من هذه الدول بسحب اعترافها بها في فترات لاحقة، وتسبب الاعتراف من طرف الاتحاد الإفريقي سنة 1984 إلى انسحاب الرباط من المنظمة الإفريقية. قبل أن تعلن الشهر الماضي رغبتها في العودة إلى المنظمة الإفريقية من جديد.
وتصر الرباط على أحقيتها في الصحراء، وتقترح كحل حكما ذاتيا موسعا تحت سيادتها، بينما تطالب "البوليساريو" بتنظيم استفتاء لتقرير مصير المنطقة، وهو طرح تدعمه الجزائر التي تؤوي النازحين الفارين من الإقليم بعد استعادة المغرب لها إثر انتهاء الاحتلال الإسباني.
كن أول من يعلق