"شاليط".. الكنز الصهيوني الذي اختطفته المقاومة الفلسطينية تحقيق جمعة الشوال
جمعة الشوال
تمكن مجاهدو كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" وألوية الناصر صلاح الدين وجيش الإسلام من أسر الجندي الصهيوني "جلعاد شاليط" فيما بات يعرف بعملية "الوهم المتبدد" العسكرية في الخامس والعشرين من يوليو عام 2006م، وخاض العدو الصهيوني حربًا شرسة ضد قطاع غزة بهدف تحرير شاليط لكنه فشل في ذلك.
وأصرت المقاومة الفلسطينية على إطلاق سراح "شاليط" ضمن عملية تبادل للأسرى، وفي بداية الأمر جرت عدة جولات حول صفقة تبادل الجندي الصهيوني الأسير، حيث طالبت حركة حماس بالإفراج عن (1000) أسير من سجون الاحتلال، من بينهم أصحاب الأحكام المؤبدة وجميع الأطفال والنساء والمرضى، حيث رعت هذه الصفقة وساطة ألمانية في البداية وتابعتها حتى التنفيذ وساطة مصرية.
تتجدد آمال ذوي الأسرى بحرية أبنائهم، في مثل هذا اليوم من كل عام - 18 أكتوبر - ، والذي يصادف مرور الذكرى الخامسة لصفقة "وفاء الأحرار"، والتي أبرمت بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الصهيوني في واحدة من أبرز عمليات تبادل الأسرى على مدار تاريخ الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي.
قالتاريخ حافل للمقاومة في إبرام صفقات التبادل، التي كان أخرها حتى اللحظة صفقة "وفاء الأحرار" التي فرضت فيها المقاومة كلمتها على الاحتلال وعقدت الصفقة بوساطة مصرية في عهد الرئيس محمد مرسي الذي كان له دور كبير في إنجاح الاتفاق.
وتمر الذكرى الخامسة، على أهالي الأسرى الفلسطينيين بعد أن عرضت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة "حماس" صورًا لأربعة من الجنود الصهاينة يُعتقد أنهم أسرى لديها، مؤكدةً أنها لن تكشف أي معلومات عنهم من دون مقابل.
وفي الذكرى الخامسة ، تُعيد "الشعب" إلى الأذهان ، قصة الجندى الصهيوني الذي تسبب فى وفاء الأحرار.
جلعاد شاليط.. الكنز الصهيوني للمقاومة
أدركت المقاومة الفلسطينية أن الطريق الواصل إلى تحرير الأسرى من السجون الصهيونية يمر من خلال أسر جنود الاحتلال في الضفة المحتلة أو خلال العمليات العسكرية الصهيونية ضد قطاع غزة والتي أثمرت الإفراج عن مئات الأسرى.
وبعد عدة أشهر من تجنيده في وقع "شاليط" في قبضة المقاومة الفلسطينية حيث تم أسره ونقله إلى قطاع غزة على يد مقاتلين تابعين لثلاثة فصائل فلسطينية مسلحة كتائب عز الدين القسام التابعة لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" وألوية الناصر صلاح الدين التابعة وجيش الإسلام في عملية عسكرية نوعية أطلقت عليها الجهات المنفذه اسم "عملية الوهم المتبدد".
وفي فجر 25 يونيو 2006 إستهدفت العملية قوة صهيونيه مدرعة من لواء "جفعاتي" كانت ترابط ليلاً في موقع "كيريم شالوم" العسكري التابع للجيش الصهيوني على الحدود بين مدينة رفح الفلسطينية والأراضي المحتله.
ونجح عدد من المقاتلون الفلسطينيون من التسلل عبر نفق أرضي كانوا قد حفروه سابقاً تحت الحدود إلى الموقع الصهيوني مما ساعدهم في مباغتة القوة الإسرائيلية ، وإنتهى هذا الهجوم بمقتل جنديان وإصابة 5 آخرين بجروح وأسر "شاليط" ونقلة إلى مكان آمن للمقاومة في قطاع غزة.
ويذكر أن عملية أسر الجندي شاليط كانت من أكثر العمليات الفدائيه الفلسطينية تعقيداً منذ اندلاع انتفاضة الأقصى الثانيه حيث تمكن المقاتلون الفلسطينون من اقتياد الجندي الأسير إلى عمق القطاع بسرعة فائقة رغم التعزيزات الجويه الإسرائيلية الفورية في الأجواء وخصوصاً في سماء مدينة رفح قرب مكان تنفيذ الهجوم.
وعقب هذه العملية قام جهاز الاستخبارات الإسرائيلي الداخلي ، بتنشيط مئات من عملاءه في قطاع غزه للبحث وللتحري عن مصير شاليط ومكان اعتقاله وهوية محتجزيه.
التسجيل الذي أعاد "شاليط" إلى الأضواء
بعد تحرير الآسرى اللبنانيين بمفاوضات بين الجانب الصهيوني من جهه وحزب الله اللبناني من جهه أخرى وانتصار الأخير إعلاميًا بصفقة التبادل فإن حماس تشدد على موقفها بالأسرى التي تريد استبدالهم بجلعاد شاليط.
وفي أكتوبر ٢٠٠٩ فآجأت كتائب القسام العالم بإصدارها لأول مرة شريط فيديو مصور يظهر فيه الجندي الأسير "جلعاد شاليط" لمدة دقيقتين مرتدياً الزي العسكري وحاملاً جريدة إخبارية فلسطينية بتاريخ ١٤ سبتمبر ٢٠٠٩ وتحدث بالعبرية مخاطباً رئيس الوزراء الصهيوني "بنيامن نتنياهو" بالموافقة على شروط "حماس" وتأمين الإفراج عنه في أسرع وقت ممكن قبل فوات الاوان.
كما وجه "شاليط" رسالة شخصية إلى عائلته قال فيها أنه يتطلع إلى اللقاء بهم عما قريب ، وأكد بأن وضعه جيد وأن كتائب القسام تعامله معاملة ممتازة.
وقد بدى "شاليط " خلال التسجيل في حالة صحية وبدنية جيدة وهادئة على عكس توقعات الجهات والدوائر الأمنية الإسرائيلية المتابعة لقضيته والتي تحدثت كثيراً عن احتمال تعرضه لإصابات بالغة أثناء عملية الأسر.
ومن خلال هذا الشريط نجح الجناح العسكري لحركة حماس في 2 أكتوبر 2009 بوساطة ألمانية مصرية في تأمين الإفراج عن ١٩ أسيرة فلسطينية من ذوات المحكوميات العالية مقابل إصدار دليل مادي يثبت بأن الجندي الأسير لا يزال على قيد الحياة ، وقد تمت الصفقة وسلمت حماس شريطاً لإسرائيل يظهر فيه الجندي المختطف بصحة جيدة
كتائب القسام: العملية نوعية وفاقت كل توقعات العدو
في تصريح للناطق باسم القسام بعد العملية قال: " لا يمكن أن نتحدث عن تفاصيل دقيقة وستبقى هذه التفاصيل طي الكتمان إلى أجل غير مسمى، وكل ما يمكن أن نقوله أن هذه العملية نوعية وفاقت كل توقعات العدو، ولدينا تفاصيل مذهلة ومفاجئة لن نعطيها للعدو مجاناً، وأكّد أبو عبيدة لموقع القسام: أن العملية شارك فيها عدد كبير من المجاهدين وعدة وجدات عملت على مسافة كيلو متر تقريباً لتضليل العدو ولإنجاح العملية وهذا ما تم بفضل الله تعالى".
إقرار صهيوني بالفشل
وذكرت صحيفة "معاريف" العبرية في عددها الصادر يوم الاثنين 26/6/2006 أن خلافات حادة نشبت بين جهاز الأمن الصهيوني "الشاباك" والجيش الصهيوني حول الفشل الاستخباري الذي صاحب العملية وعدم تمكن جيش الاحتلال ومخابراته من الاستفادة من المعلومات التي قدمها الشاباك حول العملية التي أسفرت عن مصرع جنديين صهيونيين وأسر ثالث.
وقالت الصحيفة إن غضبًا يسود أوساط قادة جيش الاحتلال مما اعتبروه محاولة من الشاباك لإلقاء المسؤولية عليهم مشيرين إلى أن ديسكين قائد الشاباك قدم معلومات عامة عن وجود محاولة الاقتحام دون معلومات مفصلة.
وروى أحد الجرحى الصهاينة من سريره في مستشفى بئر السبع، أن الاشتباك المسلح بين القوة المهاجمة وبين الجنود الصهاينة دام فترة طويلة، وكان اشتباكا مسلحا كما لو كانت حرب بين جيشين نظاميين, فقد أظهر الفلسطينيون خبرة مفاجئة له ولرفاقه في القتال.