حلب على صفيح ساخن | الاتحاد الأوروبي يلمح بعقوبات ضد روسيا.. والدب الروسي يلوح بحرب عالميه
الاتحاد الأوروبي: القصف "المتعمد" للمستشفيات والطواقم الطبية والمدارس يُعد جرائم حرب
تقرير: محرر الشعب
منذ يوم
عدد القراءات: 11798
- هل تتسبب "حلب" فى حرب عالمية ثالثة ؟!.
- هل تتدخل المحكمة الجنائية الدولية لوقف قصف حلب ؟!.
- ماذا بعد إعلان الهدنة الإنسانية فى حلب ؟!.
حَفل التاريخ الروسي بالعديد من المجازر الإنسانية ، بالأخص مع الدولة العثمانية ، حيث شن الدب الروسي العديد من المغارات على الدولة العثمانية بهدف فرض سيادته على المنطقة وإذلال الدولة التى سيطرت على أجزاء كبيرة من أوروبا فى ذلك الوقت.
وخاض القياصرة الروس 13 حربًا منطمة ضد الدولة العثمانية فى 350 عام فقط ، لأمر الذي نتج عنه العديد من المجازر البشعه ، ناهيك عن المجازر فى الشيشان وغيرها من المعارك التى جعلت التاريخ يطل مقلبًا صفحات كتاب خُطت سطوره بالدماء من بين النيران المنبعثة من الحطام.
واليوم.. وبعد أكثر من 500 عام ، يطل الدب الروسي على مدينة حلب السورية ، ليضيف على كتاب تاريخة الملطخ بالدماء ، فصلًا كاملًا ، بدماء السوريين ، معظمهم من الأطفال والنساء.
وبعد أشهر طويلة من القصف الممنهج على حلب ، تصاعدت حدة التوترات بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي من جانب، وروسيا من جانب آخر، بسبب تفاقم الوضع الإنساني المأساوي في مدينة حلب، واستمرار قصف المقاتلات الروسية للمستشفيات، والطواقم الطبية، والمدارس، واستخدام البراميل المتفجرة والقنابل العنقودية، والأسلحة الكيميائية، ووقوع عشرات الضحايا يوميًا ، معظمهم من النساء والأطفال، ما يشكل تصعيدًا كارثيًا.
وترصد "الشعب" مراحل القصف الروسي لـ"حلب" الذي خلف عشرات الآلاف من الضحايا وتدمير شبه كامل للمدينة الأكبر تعدادًا للسكان فى سوريا.
حلب.. أكبر المدن السورية وعاصمة الثقافة الإسلامية
حلب هي أكبر مدينة في سوريا ، وتعد أكبر المحافظات السورية من ناحية تعداد السكان ، وتقع شمال غرب سوريا على بعد 310 كم من دمشق.
بحسب تعداد السكان بسوريا عام 2004 فإن تعداد السكان الرسمي لـ"حلب" يفوق 4.6 مليون ، كما أنها تعد أكبر مدن بلاد الشام ، بل تعد أقدم مدينة في العالم ، وبقيت حلب لقرون أكبر المدن السورية وثالث مدينة في الدولة العثمانية بعد إسطنبول والقاهرة.
وهي تضم أهم المعامل الصناعية وهي أيضا تشكل مركزا للمناطق الزراعية في سورية، وخاصة زراعة القطن الضرورية لمعامل النسيج المزدهرة في المدينة.
وقد نالت المدينة لقب عاصمة الثقافة الإسلامية عن الوطن العربي في عام 2006 م. وخلال أحداث الثورة السورية، تضررت حلب بشكل كبير إنسانيًا واقتصاديًا بفعل القتال والقصف ونقل المعامل إلى تركيا، وتوقفت عجلة الاقتصاد في المدينة وتعرض الكثير من معالمها الأثرية للدمار مثل قلعة حلب.
وقد نالت المدينة لقب عاصمة الثقافة الإسلامية عن الوطن العربي في عام 2006 م. وخلال أحداث الثورة السورية، تضررت حلب بشكل كبير إنسانيًا واقتصاديًا بفعل القتال والقصف ونقل المعامل إلى تركيا، وتوقفت عجلة الاقتصاد في المدينة وتعرض الكثير من معالمها الأثرية للدمار مثل قلعة حلب.
كما تضم حلب العديد من الآثار الإسلامية التى يُعد من أهمها المسجد الأموي الكبير ، ومقام النبي زكريا - عليه السلام - ، كما أخرجت حلب العديد من العلماء وأعلام العصر الإسلامي أمثال "عبد الرحمن الكواكبي" و"البحتري" و"ابن يعيش النحوي" و"أبو بكر الصنوبري" و"سليمان الحلبي" وغيرهم من الأعلام.
عقوبات جديدة تهدد روسيا لإرتكابها "جرائم حرب" فى حلب
قال وزير الخارجية الأمريكي، "جون كيري"، ونظيره البريطاني "بوريس جونسون"، إن بلادهما تدرسان فرض عقوبات اقتصادية على روسيا ونظام الرئيس السوري بشار الأسد، بسبب الأزمة في حلب.
ووصف "كيري"، ما يحدث في حلب بأنه أكبر كارثة إنسانية منذ الحرب العالمية الثانية، وأكد أن روسيا تزعم أنها تحارب الإرهاب في سوريا، ولكن 80 إلى 85% من عمليات القصف التي تنفذها تستهدف المعارضة المعتدلة والمدنيين ، مضيفا: "لا يمكن خداع أي شخص بذلك".
وأقر وزير الخارجية الأمريكي بالإحباط من بطء عمليات التفاوض بينما يتعرض الكثير من الناس للقتل، ولكنه قال: "نتبع المسار الدبلوماسي لأنه هو الوسيلة التي نملكها"، أما وزير الخارجية البريطاني فقال: "نتحدى الروس بأن يفعلوا الشيء الصحيح من أجل الإنسانية”، مضيفا أن العقوبات والإجراءات الدبلوماسية الأخرى ستستهدف “المعتدين".
كما صعد الاتحاد الأوروبي لهجته ضد روسيا، ووصف ما يحدث في حلب بأنه مأساوي، وأدان بشدة روسيا لتسببها في "معاناة لا توصف"، من خلال حملة القصف التي تشنها على مدينة حلب السورية، مؤكدا أن الغارات الجوية التي تشنها موسكو ودمشق ، تصل إلى مستوى "جرائم الحرب".
من جانبها ، اتهمت فرنسا، روسيا والنظام السوري بـ"إشعال الإرهاب"، الذي تدفع ثمنه فرنسا وأماكن أخرى بالعالم.
وحذر مندوب فرنسا الدائم بالأمم المتحدة "فرانسوا ديلاتر" من أن الوضع في حلب يزداد سوءاً يوماً بعد يومِ، فخلال عطلة نهاية الأسبوع، قتل 50 شخصاً، بينهم العديد من الأطفال، في حلب الشرقية في قصف بالقنابل من قبل النظام وحلفائه.
واعتبر "ديلاتر" أن النيران، التي تستهدف المدنيين في حلب، هي مأساة إنسانية وهدية للإرهابيين على حد سواء، مضيفاً: "دعونا نسمي الأشياء بأسمائها، حلب حاضنة للإرهاب، أرضاً خصبة للإرهاب، إن النظام وموسكو لا يحاربان الإرهاب في حلب وإنما يشعلانه، ومن ثم فنحن في فرنسا وأماكن آخرى ندفع الثمن".
جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك لوزيري خارجية بريطانيا وأمريكا، بعد اجتماع موسع في لندن شمل أيضا فرنسا وألمانيا والمملكة العربية السعودية والإمارات وقطر وتركيا والأردن والاتحاد الأوروبي، وفقا لما أعلنته وزارة الخارجية البريطانية.
القصف "المتعمد" للمستشفيات والطواقم الطبية والمدارس
وأضاف وزراء خارجية الاتحاد، في بيان عقب محادثات في لوكسمبورج، "منذ أن بدأ النظام وحلفاؤه وخاصة روسيا الهجوم أصبح من الواضح أن حجم وكثافة القصف الجوي على شرق حلب مفرط".
وأوضح وزراء الخارجية، أن الاستهداف المتعمد للمستشفيات والطواقم الطبية والمدارس والبنى التحتية الأساسية إضافة إلى استخدام البراميل المتفجرة والقنابل العنقودية والأسلحة الكيميائية يشكل تصعيدًا كارثيًا للنزاع وقد يصل إلى جرائم حرب، وقال البيان إنهم سيمضون قدما في توسيع العقوبات ضد النظام السوري، إلا أنهم لم يهددوا بفرض إجراءات ضد روسيا على خلفية النزاع السوري.
وتعد هذه المرة الأولى يتهم الاتحاد الأوروبي روسيا بارتكاب "جرائم حرب"، وفي حال متابعة هذه الاتهامات فقد يتم رفع القضية إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، وأشار البيان إلى أن الاتحاد الأوروبي "مقتنع بأن الوضع في سوريا يجب إحالته للمحكمة الجنائية الدولية ويجدد دعوته إلى مجلس الأمن الدولي إلى التحرك بهذا الشأن".
الجنائية الدولية.. هل تنصر حلب ؟!
والمحكمة الجنائية الدولية، هي أول محكمة مستقلة ودائمة قادرة على التحقيق ومحاكمة أولئك الأشخاص الذين ارتكبوا أشد الانتهاكات للقانون الإنساني الدولي، وتضم هذه الانتهاكات جرائم الحرب، وجرائم ضد البشرية والإبادة الجماعية، ولقد تم تبني نظام روما للمحكمة الجنائية الدولية في 17 يوليو 2008، والتي تم بموجبها تأسيس المحكمة.
وأصبح النظام ساري المفعول بعد إقرار التصديق رقم 60 في 11 أبريل 2002، والذي مهد لدخول النظام حيز التنفيذ في 1 يوليو 2002، ومنذ ذلك الحين انتخب قضاة المحكمة الـ18 والنائب العام، وغيرهم من كبار المسؤولين وباشرت المحكمة عملها منذ ذلك الوقت.
وتملك المحكمة الجنائية الدولية، التي تتخذ من هولندا مقرًا لها، اختصاصًا قضائيًا لملاحقة الأشخاص لارتكابهم أفظع الجرائم، كالإبادة الجماعية، وجرائم الحرب وجرائم ضد البشرية، وصلاحية المحكمة واختصاصها القضائي ويقتصر على تلك الجرائم التي تم ارتكابها بعد 1 يوليو 2002 في مناطق الدول الأعضاء في نظام روما أو مواطني تلك الدول في أي مكان آخر.
ويعتبر الاختصاص القضائي للمحكمة الجنائية الدولية بمثابة اختصاص تكميلي للمحاكم المحلية، ما يعني أن المحكمة الجنائية الدولية لن تتخذ أي إجراء إلا إذا كانت الدول الأعضاء غير قادرة أو لا ترغب في اتخاذ ذلك الإجراء أو مباشرة التحقيق أو مقاضاة مرتكبي الجرائم.
روسيا تتوقف بعد التهديد.. إعلان هدنة إنسانية فى حلب
بعد قليل من إعلان بيان الاتحاد الأوروبي، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن القوات المسلحة الروسية والسورية ستوقفان هجماتها على مدينة حلب السورية لمدة 8 ساعات ، ليتمكن المدنيون والمعارضون المسلحون من مغادرة المدينة.
وقال "سيرجي رودسكوي" المسؤول بوزارة الدفاع الروسية: يوم 20 أكتوبر من الساعة 0800 (0500 بتوقيت جرينتش) وحتى الساعة 1600 ستُنفذ هدنة إنسانية في منطقة حلب، خلال هذه الفترة ستوقف القوات الجوية الروسية والقوات الحكومية السورية الغارات الجوية وإطلاق النار من أسلحة أخرى.
لكن وكالات الإغاثة الانسانية، أكدت أن الحاجة ماسة إلى وقف إطلاق النار 72 ساعة وليس 8 ساعات فقط ، للسماح بدخول المساعدات، وخروج المدنيون من المناطق المدمرة، شرق المدينة، الذي يعيش فيه 275 ألف شخص خاضعون لسيطرة المعارضة، وحصار القوات الحكومية.
روسيا تهدد بـ"حرب عالمية"
بعد تصعيد روسيا من دورها العسكري في سوريا، تجري مناورات عسكرية مع مصر، وزادت من عدد قواتها في سوريا لحماية آخر موطئ قدم لها في الشرق الأوسط بعد تدني علاقاتها مع الدول الغربية إلى الحضيض ، كشفت "موسكو" أن مجموعة سفن حربية، تتقدمها حاملة الطائرات "كوزنيتسوف" بطائراتها الخمسين، وترافقها أكبر سفينة حربية في العالم، هي سفينة "بطرس الأكبر" بدءت رحلتها نحو الساحل السوري.
وقالت مصادر عسكرية روسية إن السفن المتوجهة إلى سوريا تمثل مجموعة بحرية ضاربة مضادة للسفن والغواصات، وأنها سوف تصل إلى شرق المتوسط في غضون عشرة أيام.
وكانت روسيا أعلنت عزمها تعزيز الدفاعات الجوية السورية بتزويدها بشحنة من منظومة الدفاع الجوي الصاروخي المدفعي المعروفة باسم بانتسير.
ونقلت صحيفة إزفيستيا الروسية عن مصادر، أن صفقة بهذا الشأن كانت عقدت منذ عدة سنوات، إلا أنها لم تنفذ إلا جزئيا لأسباب مالية.
وأضافت الصحيفة أن روسيا قررت الآن تزويد دمشق بالكمية المتبقية من بانتسير من دون المطالبة بالتسديد الفوري.
وأضافت الصحيفة أن روسيا قررت الآن تزويد دمشق بالكمية المتبقية من بانتسير من دون المطالبة بالتسديد الفوري.
وأشارت المصادر أن موسكو سوف تزود دمشق بنقاط قيادة ومحطات رادار إضافية لربط وحدات التشكيل العسكري لهذا السلاح المضاد للجو بهدف زيادة فعاليته في مواجهة الغارات الكثيفة.
وصعد الإعلام الروسي هجومه على الولايات المتحدة والدول الغربية، ففي برنامجه الرئيسي "أخبار اليوم"، حيث أطلق المذيع الرئيسي للأنباء الحكومية الشهير "دميتري كيسيليوف"، تحذيرًا بشأن حرب عالمية.
وقال "كيسيليوف"، إن التصرف الفظ تجاه روسيا قد تكون له أبعاد نووية، وهذه رؤية كارثية، ويرى الجنرال يفغيني بوجينسكي، أن تحارب روسيا سيطرة الولايات المتحدة على العالم، هذا هو السبب، ولا يتعلق الأمر فقط بسوريا أو أوكرانيا، ففي أوكرانيا كان هناك انقلاب مدعوم من الولايات المتحدة، ولدينا رؤية مختلفة لما يجري في العالم، مضيفا "إنها مجرد لمحات من معركة أكثر شمولية".
كن أول من يعلق