أحمد منصور يتحدث عن الصراع بين الاستخبارات الحربية والعامة فى مصر
منذ 9 ساعة
عدد القراءات: 3160
تفاقم الصراع بين جهازي المخابرات المصرية الحربية والعامة بشكل بارز خلال الفترة الأخيرة بعدما كان صراعا مستترا، وقد ظهر ذلك جليا في الدعوات التي وجهت للشعب أن يخرج في 11/11 من بعض الإعلاميين التابعين للمخابرات العامة بينما كان الإعلاميون الذين يعملون مع المخابرات الحربية وهم الأغلبية يحذرون ويخوفون ويشجبون ويدينون أي محاولات للخروج في 11/11.
والقصة باختصار تعود إلى ما قبل ثورة الخامس والعشرين من يناير حيث كان جهاز أمن الدولة يتقاسم مع المخابرات العامة إدارة معظم القنوات الفضائية في تحالف غير معلن بين رجال الأعمال الذين يملكون هذه القنوات وبين أمن الدولة الذي كان نفوذه كبيرا آنذاك من خلال النفوذ الواسع والكبير الذي كانت تتمتع به وزارة الداخلية بينما كان نفوذ المخابرات في الصحف وكبار الكتاب من النخبة، وكان الضابط المسؤول عن الإعلام في أمن الدولة يقوم بالاتصال بالإعلاميين الذين يعملون مع أمن الدولة وكانوا يشكلون الأغلبية ويوزع عليهم الأدوار والتعليمات التي يقومون بتنفيذها حرفيا، بل كان الأمر يتخطى ذلك إلى دعوات على مآدب الطعام يدعى إليها هؤلاء الذين كانوا يعرفون بعضهم البعض جيدا وكانت هذه اللقاءات فرصة لمزيد من التقارب بين الفريق الواحد الذي كان موزعا على الفضائيات والصحف التي يملكها رجال الأعمال وبين جهاز أمن الدولة.
ومع كثرة الفضائيات لاسيما في الفترة التي سبقت ثورة يناير قام جهاز أمن الدولة بتوزيع مخبريه الذين يعملون في الصحف ويطلق عليهم مسمى "صحفيون أو إعلاميين" على الفضائيات وأصبح الجميع مقدمي برامج وهم لا يفقهون شيئا في علم تقديم البرامج، فقط فقرات من الردح الفارغ والتوجيه على الطريقة الشيوعية السوفياتية التي عفا عليها الزمن، وتحول معظم هؤلاء الذين لا خلاق لهم، وكلهم أصحاب تاريخ أخلاقي رديء حتى أن أمن الدولة تسرب لهم أشرطة من آن لآخر، تحول هؤلاء إلى وعاظ وموجهين ومحللين سياسيين وقادة حنجوريين، منهم من يستخدم النعومة ومنهم من يستخدم المعلومة التي تمرر إليه ومنهم من يستخدم الردح وقلة الأدب في الأداء، وأصبح جهاز أمن الدولة يقلبهم ويوزعهم بين الفضائيات كمن يحرك رقعة الشطرنج.
قامت ثورة يناير وكان من أهم مكاسبها بالنسبة للجيش هو أن الهالة الكبرى لوزارة الداخلية وأمن الدولة قد كسرت، بل إن الجيش تعمد مزيدا من إذلال أمن الدولة حينما سمح للثوار بدخول مقرات أمن الدولة بما فيها المقر الرئيسي بمدينة نصر والعبث فيه، بل وتسريب بعض الأشرطة التي تحوي مخالفات أخلاقية لهؤلاء المذيعين الذين يسيطر عليهم جهاز أمن الدولة ويعملون لديه، حيث أسقطهم جميعا على طريقة الإسقاط الاستخباراتية القديمة، وهذا الأسلوب القذر تستخدمه الأجهزة الأمنية بشكل دائم، لاسيما إذا فكر أحد هؤلاء أو شعر أنه أصبح له قيمة أو تأثير خارج نطاق التوجيه، وكان آخر من دبروا له فضيحة ونشروا له مكالمة تكشف سلوكياته المشينة المذيع يوسف الحسيني، الذي اشتهر في تسريبات النظام على لسان مدير مكتب السيسي باسم "الواد الحسيني".