يقوم جابر نصار رئيس جامعة القاهرة مع اقتراب انتهاء مدة خدمته؛ بحملة دعائية مكثفة لتقديم نفسه إلى الرأي العام وقيادة الانقلاب العسكري الدموي الفاشي بوصفه شخصية غير عادية نجحت في محاربة الإسلام بجامعة القاهرة، واستأصلت الأساتذة والطلاب الإسلاميين والمعارضين، وتمكن من هدم مساجد الكليات، وبنى مسجدا جامعا تتحكم فيه الكاميرات وأجهزة الأمن ويتم أغلاقه عقب الصلوات مباشرة، فضلا عن تسليم الطلاب والأساتذة لجهات الأمن والقمع، وفتح الحرم الجامعي أمام البيادة وأحذيتها الثقيلة ومصفحاتها ومدرعاتها لضرب الطلاب المتظاهرين ضد الحكم العسكري الدموي وحصارهم والقبض عليهم وقتلهم.
ومن المفارقات أن ابنه أصيب في إحدى الحملات القمعية إصابة شديدة، فلم يتكلم ولم ينطق وكفي ماجورا على الخبر، وواصل تلميع البيادة!
إنه يريد أن يظل في الصورة ويأمل أن يتم اختياره لمنصب أكبر من رئيس جامعة القاهرة، وإن الدلائل تشير إلى أنه قد تم الاستغناء عنه، وأنه لا يحق له أن يطالب بأية فواتير من أصحاب البيادة الذين أبقوا عليه في منصبه طوال السنوات الماضية.
جابر نصار اختير رئيسا لجامعة القاهرة في عهد الرئيس الشرعي محمد مرسي- فك الله أسره – وحين وقع الانقلاب العسكري الدموي الفاشي كان المذكور من أوائل الذين أيدوه، وساعد على سلب شعبه الحرية والكرامة والديمقراطية تحت شعار زائف وهو محاربة الإرهاب والتطرف والإخوان!
يقدم جابر نفسه للرأي العام وللبيادة بأنه وفر أموالا كثيرة للجامعة وأنه لم يتقاض غير مرتبه وكأن بإمكانه الحصول على الملايين مثل رؤساء الجامعات الآخرين، ولكنه تعفف، وارتقى برصيد الجامعة وجعلها في مقدمة الجامعات على مستوى العالم، ولم يعلم أن التعليم المصري كله خرج من التصنيف العالمي للجودة بعد أن كان ترتيب أم الدنيا يسبق غينيا بيساو في ذيل القائمة!!
من أعجب اعترافات جابر نصار أنه كذب على وفد إسباني بسبب صلاة الطلاب والأساتذة في طرقات الجامعة عقب إزالة مساجدهم، وأخبرهم أنهم يصلون الجنازة على ميت!! أي خلل فكري وعقدي وخلقي يقدمه من يفاخر بنفسه في رئاسة أكبر جامعات مصر؟ لماذا يكذب؟ هل الصلاة مخجلة إلى هذا الحد؟ هل يخجل يهودي أو نصراني أو بوذي من دينه مثلما يخجل نصار من إسلامه الذي ينتمي إليه ولو شكلا؟
نصار يقول: "إني صاحب قرار ومن أخطر القرارات التي اتخذتها في جامعة القاهرة هو إغلاق الزوايا والمصليات التي كانت تنتشر في طرقات الكليات، وأنشأت المسجد الجامع بديلا لها مسجد للبنين ومسجد للفتيات، وهذا القرار كان سبب الأزمة بيني وبين الجماعات المتطرفة، وهذا القرار عطل 500 منصة لإطلاق قنابل التطرف واستقطاب الطلاب إلي الجماعات الإرهابية. لذلك قمنا باستقطاب الطلاب إلي الفنون والمسرح.." هل هذا كلام يقوله أستاذ جامعي جلس على كرسي شرفه رجال عظام خدموا الإسلام والمسلمين والوطن؟ ودافعوا عن حرية الشعب وحقه في التعبير واختيار حكامه اختيارا حرا؟ ورفضوا تغول السلطة التنفيذية على الجامعة؟ ولم يرضخوا للبيادة والمدرعات؟ هل صارت المساجد منصات إطلاق للتطرف والإرهاب، بينما السينما منصات وداعة وسلام؟
بئس الأستاذ الجامعي قاصر الفهم عديم الوطنية قليل المروءة، تابع البيادة ولابسيها من ذوي الخمسين في المائة! ..هل من الفهم والوطنية والمروءة أن يتفاخر أستاذ جامعي بأنه استأصل الأساتذة والطلاب الإخوان ، وفصل ستة أساتذة ومن بينهم ثلاثة وزراء ويحذر من عودتهم إلى الجامعة لأنهم يخالفون العسكر فكرهم وسلوكهم؟ ماذا بقي لك يا جابر كي تكون مخبرا جهولا يرتدي بالطو أصفر ويحملخيرزانة وجريدة مثقوبة ويبلغ ضابطه عن تحركات ضحاياه؟ هل تظن أن التاريخ ينسى مثل هذه المواقف الخيانية الرخيصة؟
إن الأحاديث التي أدلي بها نصار إلى صحف الانقلاب وعبر عنها في ندواته ، وتزكيته لنفسه، لا تليق برئيس جامعة حقيقي، لأنه وقف ضد حرية شعيه وإرادته. ومازال الناس يذكرون له موقفه الخسيس في لجنة الخمسين من الدستور الذي أقره الشعب 2012 واعترف هو بأنه أفضل دستور عرفته مصر وأنه كان يعارض ليعكنن على من يراهم خصومه في السلطة مع أنهم اختاروه ليكون ممثلا للأمة !
جابر نصار خادم بيادة بامتياز للأسف، ولا يلغي ذلك فخره أنه كان بائع سمك!!!