لم تغمِض أجفان التونسيين في ليلتهم الماضية من السعادة، بعد مارثون انتخابي رئاسي تمخّض عن فوز المرشح قيس سعيد بمنصب رئيس الجمهورية، وهو ما ذّكر المصريين بلحظات إعلان فوز الرئيس الشهيد محمد مرسي بالرئاسة في 2012، ويعد مرسي أول رئيس مدني منتخب تم الانقلاب عليه في عام 2013.
بينما عمّ سخط واسع في القاهرة جراء وقاحة جنرال إسرائيل السفيه عبد الفتاح السيسي، وهو يتهجّم مجددًا على ثورة 25 يناير 2011، ويحمّلها مسئولية فشل مباحثات سد النهضة، خلال الندوة التثقيفية الـ31 للقوات المسلحة.
بينما رد الباحث في الشأن القومي العربي، محمد عصمت سيف الدولة، في منشور مطول عن ثورة 2011، وقال: “مصر لم تكشف ظهرها ولا عرّت كتفها فى #ثورة_يناير، بل في ظلها نسي المصريون لأول مرة في حياتهم مشاعر الذل والخوف، وخلت السجون من أي معتقل سياسي”.
أنتم السبب!
وقال السفيه السيسي: “لو مكنتش 2011 كان هيبقى عندنا فرصة كي يتم التوافق على بناء السد، لكن لما البلد كشفت ضهرها وعرّت كتفها، لو مأخدتوش بالكم هيتعمل أكتر من كده، الباقي نبقى قاعدين نحرك في بنائنا لبلدنا والتنمية، مش هنوصل لكل أهدافنا في يوم وليلة”.
وردّ الكاتب الصحفي صبحي البحيري على السفيه بالقول: “أهل تونس يحتفلون بفوز الأستاذ الجامعى قيس سعيد فى انتخابات رئاسة الجمهورية.. وأهل مصر يتابعون خطط رئيسهم لتدوير مياه الصرف الصحي للتغلب على سنوات الجوع والعطش بعد بناء سد النهضة وجفاف النيل”.
وأكد السفيه السيسي دخول مصر في مرحلة الفقر المائي، مطالبا المصريين بالهدوء، فقال: “تعاملوا يا مصريين مع القضايا بهدوء، القضية مبتتحلش كده، بتتحل بالحوار والهدوء، إحنا دخلنا في مرحلة الفقر المائي، الخطة الآن لإعادة تدوير المياه من خلال محطات معالجة، إحنا لازم نوفّر المياه“!.
قمة الانتصار!
السيسي وجّه اللوم للمطالبين برحيله أيضا فقال: “الشعب المصري في قمة هزيمته 1967 طلب من القائد جمال عبد الناصر استكمال المسار”، معتبرا ذلك مؤشرا على وعي المصريين آنذاك، وواصفًا المرحلة الحالية بأنها “قمة الانتصار”.
كذلك مما أثار غضب النشطاء، تصريح السفيه السيسي بأن “الجيش لم يطلب تبرعات من المصريين رغم حربه على الإرهاب في سيناء أكثر من 6 سنوات”، وكان واضحا كذبه وتهربه من مسئولية إخفاقاته وفشله، وتحميله المتواصل لثورة 2011 جميع تلك الإخفاقات.
ودشن إعلاميون وحقوقيون عدة هاشتاجات للتنديد بتصريحات السفيه السيسي عبر “تويتر” و”فيسبوك”، أبرزها: “يا بجاحة أهلك يا سيسي”، تضمنت الدفاع عن ثورة 2011 أمام اتهامات السفيه السيسي المتكررة، مؤكدين أنها لحظة الكرامة الوحيدة التي عاشتها مصر، حتى أتى السفيه السيسي وباع الأرض وفرط في كرامتها.
النشطاء تساءلوا: “كيف لثورة لم تحكم أن تتسبب في إخفاقات طوال تسع سنوات؟ في حين أن الرئيس الحالي الذي لم يغب عن المشهد السياسي طوال التسع سنوات منذ أن كان رئيسا للمخابرات يرفض أن يتحمل أي مسئولية؟”.
يقول الناشط فتحي رضوان: “نجح الأوزعة فيما لم يستطيعه أعداء الأمة على مر التاريخ، وهو شق المجتمع المصري، وإحداث هوة وفجوة اجتماعية عميقة وخطيرة تحتاج سنوات لجسرها.. نجح في إحداث انقلاب خطير في عقيدة جيش مصر ومؤسسات الأمن.. نجح إطلاق الأفاعي من جحورها لتنهش في جدار القيم والدين”.
Post Views: 29