قام سفراء الإسلام تواصل معنا بمشاركة صورة ديرمواس.
«العتامنة».. كفاح ثوري لقرية حولها الانقلاب إلى دمار
"العتامنة" قرية مصرية تقع في جنوب مصر بمحافظة سوهاج، شارك أهلها في ثورة يناير التي أطاحت بالمخلوع مبارك،
إلا أنهم صبوا جام غضبهم في يوم الغضب، فطردوا الشرطة وأشعلوا النار في
نقطة القرية، وواصل الأهالي استكمال ثورتهم في رفض الانقلاب بفعاليات بدأت
منذ 3 يوليو، وما زالت مستمرة، والتي قابلها أمن الانقلاب باقتحام القرية
وتحويلها إلى قطعة من الخراب والدماء.
وبعد أن طرد الأهالي الشرطة في جمعة الغضب، عاشت فيها القرية فترة بدون
أمن، وبعد استقرار الأوضاع في البلاد عادت الشرطة للقرية حتى اشتعلت ثورة
جديدة في مواجهة مع لصوص ثورة يناير الذين سرقوها يوم الثالث من يوليو،
بانقلاب عسكري قاده وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي، عادت القرية من جديد
إلى حياتها الثورية لرفض الانقلاب، فقاموا بطرد الشرطة من جديد، والتي
اعتبروا "نقطة الشرطة" رمزا للانقلاب في قريتهم.
وعادت الشرطة بعد وقت قصير واستمرت في العمل حتى يوم 14 أغسطس الدامي، حيث
أحداث مجزرة فض اعتصامي رابعة والنهضة, ففاض الكيل بالأهالي، فطردوا الشرطة
للمرة الثالثة، ورفضوا عودتهم إلى القرية حتى اليوم.
وشاركت "العتامنة" بقوة في فعاليات رفض الانقلاب بعدد كبير في اعتصام
رابعة، ونشاطات مستمرة في القرية والمحافظة. وكعادتها ألقت قوات الشرطة
القبض على أحد النشطاء المعارضين للانقلاب "عزيز عواض"، حيث طاردته سيارة
الشرطة وهو عائد إلى منزله على دراجة بخارية، ولم تفلح فى الإمساك به حتى
أطلقت عليه الرصاص، وأصابته في إحدى قدميه. وكانت إصابة أمن الانقلاب لأحد
أهالي القرية واعتقاله شرارة انطلقت ليخرجوا معبرين عن رفضهم للانقلاب بقوة
وإصرار، فقابلته قوات الشرطة باقتحام القرية من عدة مداخل، وتركز الاقتحام
على منازل عائلة "عزيز" والمنازل المجاورة لنقطة الشرطة ومنازل النشطاء
المعارضين للانقلاب.
وأسفر الاقتحام عن خسائر كبيرة من جانب أهالي القرية, حيث أحرقت القوات 20
منزلا بشكل كامل وقاموا بحرق وهدم 3 منازل أخرى بواسطة المدرعات أمام عيون
أطفال ونساء أهالي القرية, كما قامت باعتقال طفلين. ومازالت الأحداث في
القرية متتالية، ويبدو أنها مستمرة لبضعة أيام أخرى, لتدخل في حصار مشابه
لما وقع في دلجا وكرداسة, بعد أن قطعت قوات الانقلاب الكهرباء والمياه
والموصلات، ليبيت أهلها تحت ظلم السلطة وظلام الليل.
ولا ينتمي أهالي القرية لفصيل معين، ولكنهم خليط لتيارات مختلفة إسلامية
وثورية وهم مستقلون, ولكنهم احترموا اختيار الأغلبية ورفضوا الظلم
والانقلاب، كما أن بالقرية مؤيدين للانقلاب يضعون صور الفريق السيسي على
منازلهم دون خوف من مؤيدي الشرعية.
#طامح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق