انقلاب حفتر .. صراع متجدد .. وفشل متكرر
محمد هاشم
حفتر والانقلابات
ليست هى المرة الاولى التى ينقلب فيها حفتر على السلطات الليبية الحاكمة سواء كانت شرعية أو غير شرعية فالرجل لديه خبرة فى الانقلابات مرت بثلاث تجارب اثنان منها باءت بالفشل والثالثة على وشك الرحيل .
الانقلاب الأول:
ففي نهاية ثمانينات القرن الماضي انشق حفتر عن النظام الليبي، وقاد الجيش الوطني المعارض، الذي شكل في الخارج ضد القذافي عام 1988، والذي شارك في محاولة انقلابية ضد القذافي عام 1993 وحكم علي حفتر وقتها غيابيًا بالإعدام بعد فشله المريع .
الانقلاب الثانى:
وبعد عشرين عاما قضاها حفتر في المنفي عاد إلى ليبيا فور تفجّر ثورة السابع عشر من فبراير 2011 (أطاحت بالقذافي) وانضم بعد عودته إلى الثورة وأصبح أحد أبرز قياداتها العسكرية، إلا أنه لاقي مناهضة من قبل ضباط بالجيش الليبي الذين يتهمونه بتوريطهم في حرب تشاد "الخاسرة" إبان حكم القذافي.
لم يتقلد حفتر أي منصب رسمي خلال حرب التحرير، التي خاضها الليبيون ضد قوات معمر القذافي، رغم ترقيته إلى رتبة لواء، وذلك لرفض العسكريين وقيادات جيش الثوار ترشيحه لتولي منصب رئيس الأركان الليبية، ومنهم من يعتبر حفتر"قائدا مهزوما" ولا يحق له تولي قيادة جيش، بحسب الأعراف العسكرية، ومنهم من يقول إنه الأحق في القيادة باعتباره الأقدم بين الضباط الموجودين وقتها.
وفي العام الماضي أحالت إحدي لجان الجيش الليبي اللواء خليفة حفتر إلى التقاعد لبلوغه السن القانونية رفقة العديد من الضباط الآخرين بعد ضغط من جهات عديدة لاستبعاد شخصيات كانت مقربة من العقيد القذافي، فكان التقاعد خير حل يرضي الطرفين باعتبار هؤلاء الضباط المحسوبين على القذافي كان لهم دور بارز في ثورة السابع عشر من فبراير.
وفي 14 فبراير الماضى، أعلن خليفة حفتر، عن سيطرة قوات تابعة له على مواقع عسكرية وحيوية في البلاد، وأضاف، في تصريحات له، "لقد أصدرت مجموعتي بياناً تعلن فيه عن تجميد عمل المؤتمر الوطني (البرلمان المؤقت) والحكومة، إلى أن يتخذ الليبيون قرارهم بتسليم السلطة لأي جهة يرونها مناسبة".
وتابع حفتر "ما قمنا به ليس انقلاباً ولا نسعى لحكم عسكري، وإنما انسجاماً مع مطالب الشارع التي خرجت تطالب برحيل المؤتمر العام"، وسريعا ظهر رئيس الحكومة الليبية، في حينها، علي زيدان، في كلمة متلفزة، ونفى حدوث أي انقلاب عسكري على الأرض، وقال: "لا يوجد انقلاب ولا عودة إلى عصر الانقلابات، ولن تعود ليبيا إلى القيود".
وأضاف: "هناك تواصل بين الحكومة والمؤتمر الوطني العام، والسيطرة الكاملة على الأرض لوزارة الدفاع، والمؤسسات الأمنية في الدولة"، مشيراً إلى أنه أصدر أوامره لوزارة الدفاع، لاتخاذ الإجراءات اللازمة ضد حفتر، كما طالب الجيش الليبي اللواء المتقاعد، الذي لم يعلن عن مكان وجوده حاليا، بتسليم نفسه للقضاء العسكري "من دون إراقة الدماء".
إلا أن هذا الانقلاب لم يتعدى اللقطة التليفزيونية أو إن شئت فقل لم يتعدى توقيت المؤتمر الذى ألقى فيه البيان
الانقلاب الأخير:
إلا أنه هذه المرة بدأ خليفة حفتر من الخطوة الأخيرة فكانت البداية بالاشتباك مع المسلحين وكذلك بعض قوات الجيش التى رفضت ذللك الانقلاب ولم تقف فى منطقة الحياد بين خفتر والحكومة والبرلمان وكان المتوقع أن يكون انقلاب حفتر سهلا وسريعا على غرار نظيره المصرى مع بعض التأييد الإعلامى ولكن الأمر بات أصعب مما كان يتصور مع صمود مدينة بنى غازى فى وجهه وتكبيد قواته والقوات الداعمة له من الشرق والغرب خسائر فادحة باتت أقرب إلى الهزيمة منسحبا إلى مطار بنينا حيث تجددت الاشتباكات
إلا أن الأمر هذه المرة يختلف عن سابقتيه فحفتر هذه المرة مدعوم بغطاء أمريكى مصرى سياسى وعسكرى مناوئ للثوار الأحرار الذين لا يملكون إلا الدفاع عن شريعتهم التى أراد حفتر أن يسلبها .
حفتر .. والدعم الأمريكى:
للذين يقرأون بين السطور فإن قصة حيات حفتر توحي بانه كان عنصرا يعمل في السي آي أي. وبغير ذلك كيف كان يمكن لقائد عسكري ليبي كبير ان يدخل الولايات المتحدة في بداية التسعينيات ، بعد سنوات قليلة من تفجيرات لوكربي ، ثم يستقر في العاصمة الامريكية إلا اذا كان ذلك بإذن ومعاونة من وكالات المخابرات الامريكية ؟ وقد كان حفتر يعيش على بعد 5 اميال من مقر السي آي أي في لانجلي، لمدة سنوات طويلة؟
إضافة الى أن صحيفة واشنطن بوست نشرت في 26 مارس 1996 تقريرا عنه واصفة تمردا مسلحا ضد القذافي في ليبيا واستندت الصحيفة الى شهود عايشوا التمرد قائلة "القائد هو العقيد خليفة حفتر الذي يقود مجموعة على طراز كونترا تقيم في الولايات المتحدة باسم الجيش الوطني الليبي"
ومن الواضح ان المقارنة بقوات (الكونترا) تجلب الى الأذهان الجماعات الإرهابية التي كانت الحكومة الامريكية تمولها وتسلحها في الثمانينيات ضد حكومة ساندنستا في نيكاراغوا. وكذلك فضيحة ايران كونترا والتي تضمنت بيع اسلحة امريكية لايران مع استخدام حصيلتها لتمويل عصابات الكونترا في امريكا اللاتينية تفاديا لحظر الكونغرس .
وفي كتاب صدر عن صحيفة لو موند دبلوماتيك بعنوان (استغلال الأفريقيين ) في عام 2001 ، تتبع المؤلف العلاقة مع السي آي أي الى زمن أبعد ، الى 1987 ، ذاكرا ان حفتر وكان عقيدا في جيش القذافي ، اعتقل وهو يقاتل في تشاد ضمن تمرد مدعوم من ليبيا ضد حكومة حسين حبري المدعومة امريكيا. ثم هرب الى معسكر الجبهة الانقاذ الوطني الليبية وهي جماعة المعارضة الرئيسية للقذافي، والمدعومة من السي آي أي، وقد قام حفتر بتنظيم ميليشيا خاصة به عملت في تشاد حتى اطيح بحبري من قبل منافسه المدعوم فرنسيا ادريس ديبي في 1990.
حفتر والسيسى .. "النسخة الليبية":
في بيانه حاول حفتر الظهور بذات الشكل الذي ظهر به وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي عشية 30 يوينو 2013 حين أعلت خارطة طريق أنهت فترة الحكم الاخواني المظلمة،فقد اعتمد حفتر تقريبا نفس العبارات "كحماية الجيش للشعب" و "تعلن القيادة العامه للجيش الوطنى عن مبادرتها لتقديم خريطة طريق ستعلن تفاصيلها خلال ايام، بعد دراستها مع كل القوى الوطنية ومناقشتها مجتمعياً وعبر الاعلام" .
كما أثارت تصريحات حفتر الصحافية و لقالءاته بالاعلام الكثير من الجدل في ليبيا و ليس أقله تصريحه الشهير حول دوافع بناء الجيش الوطني الليبي و هي أن "مصر و تونس أعداء لليبيا لانهم فقراء و محتاجين لليبيا و طامعين في الثروة الليبية "حتى أن البعض قد ذهب الى أن سنوات المنفى الطويلة في الولايات المتحدة جعلت من الرجل "انعزاليا" في السياسة كما أنه ادعى في أكثر من مرة نجاته من محاولات اغتيال كان أخرها في 31 ديسمبر 2013 ،حين أكدت مصادر مقربة من حفتر انه قد نجا من محاولة اغتيال بعد ان تم إطلاق الرصاص على منزله بالعاصمة الليبية طرابلس، يذكر ان هذه هي المرة الثانية التي ينجوا منها اللواء حفتر حيث ايضا تم استهداف موكبه أثناء رجوعه الى منزله ببنغازي في يونيو 2012.فهل ينجح حفتر في السير على خطى السيسي في تشكيل هئة حكم انتقالية و حماية الشعب من تجاوزات المليشيات و تغول التيارات الاخوانية في الدولة أم ان حركته التصحيحية لن تدوم طويلا أمام تصلب القوى الحاكمة اليوم في البلاد خاصة اذ ما قارنا قوة الجيش الليبي بالجيش المصري و موازين القوى العام في البلاد اليوم.
انقلاب حفتر .. والاعلام :
لا يخفى على أحد الدور الخطير الذى لعبه الإعلام فى تحويل دفة الثورة المصرية من الثوار إلى العسكر وهو بالضبط ما أرادت أن تفعله بعض القوى الغعلامية الداعمة لحفتر فى ليبيا بل ان ذلك تم بمساندة الإعلام المصرى فمعظم القنوات الداعمة لانقلاب السيسى فى مصر مثل صدى البلد وسى بى سى والتحرير و.... وكذلك دعم لوجستى إعلامى أمثال الإعلاميين: مصطفى بكرى ولميس الحديدى ووائل الإبراشى الذين بدورهم وصفوا ما يحدث فى ليبيا بحركة تحرر وطنى وتصحيح مسار ثورة فبراير الليبية وكثير من الكلام الذى قيل تأييدا لقائد الانقلاب المصرى السيسى ولكن مع تغيير الأماكن والمنفذ
وكانت فى مقدمة القنوات الليبية التى دعمت ولا تزال تدعم إنقلاب حفتر وتلعب دورا كبيرا فى الحشد الشعبوى وتحطيم معنويات المقاتلين وكسب بعض الأنصار ألا وهى قناة "ليبيا" الأمر الذى بات معه وضع الإعلام العربى مقلقا إلى الحد الذى يمكن أن تتحكم قناة تليفزيونية فى تحديد مصائر شعوب بأكملها
الوضع فى ليبيا حتى الآن:
أما عن الوضع فى ليبيا فإنه حتى الآن لم يحسم الصراع بعد وإن كانت الغلبة واضحة للثوار الأحرار ومن معهم والمدافعين عن شرعية الحكومة والبرلمان إلا أن المعركة لا تزال على أشدها
فقد شوهدت عشرات العائلات وقد حزمت أمتعتها وهي تخرج من المناطق الغربية من المدينة حيث دارت اشتباكات استمرت لساعات الجمعة بين مقاتلين إسلاميين وبين قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة اللواء المتقاعد المنشق خليفة حفتر .
اللواء حفتر : انسحابنا تكتيكي وسوف نعود "بقوة"
قال اللواء المتقاعد المنشق خليفة حفتر حفتر الذي كان يرتدي زيا عسكريا إن قواته انسحبت بشكل مؤقت من بنغازي لأسباب تكتيكية.
وقال إن الحكومة والبرلمان غير شرعيين لأنهما أخفقا في تحقيق الأمن، وأردف قائلا إن الشارع والشعب في ليبيا معه . وقال إن قواته انتشرت في عدة مناطق بشرق ليبيا.
ومن طرابلس قال نوري أبو سهمين رئيس المؤتمر الوطني العام (البرلمان) في ليبيا إن حفتر يحاول القيام بانقلاب.
كما قال في مؤتمر صحفي تلفزيوني إن قوات الجيش الوطني الليبي التي قامت باشتباكات في بنغازي خارجة عن نطاق سيطرة الدولة الليبية وهي تحاول القيام بانقلاب لمصلحتها.
وذكر موقع إخباري ليبي في ساعة متأخرة من مساء السبت نقلا عن بيانات رسمية إن 75 شخصا قتلوا كما أصيب 141 .
وقال مسعف في مستشفى استقبل 40 جثة على الأقل "نستقبل المزيد من الجثث من مناطق خارج بنغازي."
ومددت السلطات إغلاق مطار بنينا في بنغازي أمس السبت.
وأعلن الجيش الليبي منطقة حظر طيران فوق مدينة بنغازي بعد أن استخدمت قوات حفتر ما لايقل عن طائرة هليكوبتر واحدة في القتال الذي وقع يوم الجمعة وذلك حسبما ذكر بيان على موقع قيادة الأركان على الإنترنت.
محمد هاشم
حفتر والانقلابات
ليست هى المرة الاولى التى ينقلب فيها حفتر على السلطات الليبية الحاكمة سواء كانت شرعية أو غير شرعية فالرجل لديه خبرة فى الانقلابات مرت بثلاث تجارب اثنان منها باءت بالفشل والثالثة على وشك الرحيل .
الانقلاب الأول:
ففي نهاية ثمانينات القرن الماضي انشق حفتر عن النظام الليبي، وقاد الجيش الوطني المعارض، الذي شكل في الخارج ضد القذافي عام 1988، والذي شارك في محاولة انقلابية ضد القذافي عام 1993 وحكم علي حفتر وقتها غيابيًا بالإعدام بعد فشله المريع .
الانقلاب الثانى:
وبعد عشرين عاما قضاها حفتر في المنفي عاد إلى ليبيا فور تفجّر ثورة السابع عشر من فبراير 2011 (أطاحت بالقذافي) وانضم بعد عودته إلى الثورة وأصبح أحد أبرز قياداتها العسكرية، إلا أنه لاقي مناهضة من قبل ضباط بالجيش الليبي الذين يتهمونه بتوريطهم في حرب تشاد "الخاسرة" إبان حكم القذافي.
لم يتقلد حفتر أي منصب رسمي خلال حرب التحرير، التي خاضها الليبيون ضد قوات معمر القذافي، رغم ترقيته إلى رتبة لواء، وذلك لرفض العسكريين وقيادات جيش الثوار ترشيحه لتولي منصب رئيس الأركان الليبية، ومنهم من يعتبر حفتر"قائدا مهزوما" ولا يحق له تولي قيادة جيش، بحسب الأعراف العسكرية، ومنهم من يقول إنه الأحق في القيادة باعتباره الأقدم بين الضباط الموجودين وقتها.
وفي العام الماضي أحالت إحدي لجان الجيش الليبي اللواء خليفة حفتر إلى التقاعد لبلوغه السن القانونية رفقة العديد من الضباط الآخرين بعد ضغط من جهات عديدة لاستبعاد شخصيات كانت مقربة من العقيد القذافي، فكان التقاعد خير حل يرضي الطرفين باعتبار هؤلاء الضباط المحسوبين على القذافي كان لهم دور بارز في ثورة السابع عشر من فبراير.
وفي 14 فبراير الماضى، أعلن خليفة حفتر، عن سيطرة قوات تابعة له على مواقع عسكرية وحيوية في البلاد، وأضاف، في تصريحات له، "لقد أصدرت مجموعتي بياناً تعلن فيه عن تجميد عمل المؤتمر الوطني (البرلمان المؤقت) والحكومة، إلى أن يتخذ الليبيون قرارهم بتسليم السلطة لأي جهة يرونها مناسبة".
وتابع حفتر "ما قمنا به ليس انقلاباً ولا نسعى لحكم عسكري، وإنما انسجاماً مع مطالب الشارع التي خرجت تطالب برحيل المؤتمر العام"، وسريعا ظهر رئيس الحكومة الليبية، في حينها، علي زيدان، في كلمة متلفزة، ونفى حدوث أي انقلاب عسكري على الأرض، وقال: "لا يوجد انقلاب ولا عودة إلى عصر الانقلابات، ولن تعود ليبيا إلى القيود".
وأضاف: "هناك تواصل بين الحكومة والمؤتمر الوطني العام، والسيطرة الكاملة على الأرض لوزارة الدفاع، والمؤسسات الأمنية في الدولة"، مشيراً إلى أنه أصدر أوامره لوزارة الدفاع، لاتخاذ الإجراءات اللازمة ضد حفتر، كما طالب الجيش الليبي اللواء المتقاعد، الذي لم يعلن عن مكان وجوده حاليا، بتسليم نفسه للقضاء العسكري "من دون إراقة الدماء".
إلا أن هذا الانقلاب لم يتعدى اللقطة التليفزيونية أو إن شئت فقل لم يتعدى توقيت المؤتمر الذى ألقى فيه البيان
الانقلاب الأخير:
إلا أنه هذه المرة بدأ خليفة حفتر من الخطوة الأخيرة فكانت البداية بالاشتباك مع المسلحين وكذلك بعض قوات الجيش التى رفضت ذللك الانقلاب ولم تقف فى منطقة الحياد بين خفتر والحكومة والبرلمان وكان المتوقع أن يكون انقلاب حفتر سهلا وسريعا على غرار نظيره المصرى مع بعض التأييد الإعلامى ولكن الأمر بات أصعب مما كان يتصور مع صمود مدينة بنى غازى فى وجهه وتكبيد قواته والقوات الداعمة له من الشرق والغرب خسائر فادحة باتت أقرب إلى الهزيمة منسحبا إلى مطار بنينا حيث تجددت الاشتباكات
إلا أن الأمر هذه المرة يختلف عن سابقتيه فحفتر هذه المرة مدعوم بغطاء أمريكى مصرى سياسى وعسكرى مناوئ للثوار الأحرار الذين لا يملكون إلا الدفاع عن شريعتهم التى أراد حفتر أن يسلبها .
حفتر .. والدعم الأمريكى:
للذين يقرأون بين السطور فإن قصة حيات حفتر توحي بانه كان عنصرا يعمل في السي آي أي. وبغير ذلك كيف كان يمكن لقائد عسكري ليبي كبير ان يدخل الولايات المتحدة في بداية التسعينيات ، بعد سنوات قليلة من تفجيرات لوكربي ، ثم يستقر في العاصمة الامريكية إلا اذا كان ذلك بإذن ومعاونة من وكالات المخابرات الامريكية ؟ وقد كان حفتر يعيش على بعد 5 اميال من مقر السي آي أي في لانجلي، لمدة سنوات طويلة؟
إضافة الى أن صحيفة واشنطن بوست نشرت في 26 مارس 1996 تقريرا عنه واصفة تمردا مسلحا ضد القذافي في ليبيا واستندت الصحيفة الى شهود عايشوا التمرد قائلة "القائد هو العقيد خليفة حفتر الذي يقود مجموعة على طراز كونترا تقيم في الولايات المتحدة باسم الجيش الوطني الليبي"
ومن الواضح ان المقارنة بقوات (الكونترا) تجلب الى الأذهان الجماعات الإرهابية التي كانت الحكومة الامريكية تمولها وتسلحها في الثمانينيات ضد حكومة ساندنستا في نيكاراغوا. وكذلك فضيحة ايران كونترا والتي تضمنت بيع اسلحة امريكية لايران مع استخدام حصيلتها لتمويل عصابات الكونترا في امريكا اللاتينية تفاديا لحظر الكونغرس .
وفي كتاب صدر عن صحيفة لو موند دبلوماتيك بعنوان (استغلال الأفريقيين ) في عام 2001 ، تتبع المؤلف العلاقة مع السي آي أي الى زمن أبعد ، الى 1987 ، ذاكرا ان حفتر وكان عقيدا في جيش القذافي ، اعتقل وهو يقاتل في تشاد ضمن تمرد مدعوم من ليبيا ضد حكومة حسين حبري المدعومة امريكيا. ثم هرب الى معسكر الجبهة الانقاذ الوطني الليبية وهي جماعة المعارضة الرئيسية للقذافي، والمدعومة من السي آي أي، وقد قام حفتر بتنظيم ميليشيا خاصة به عملت في تشاد حتى اطيح بحبري من قبل منافسه المدعوم فرنسيا ادريس ديبي في 1990.
حفتر والسيسى .. "النسخة الليبية":
في بيانه حاول حفتر الظهور بذات الشكل الذي ظهر به وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي عشية 30 يوينو 2013 حين أعلت خارطة طريق أنهت فترة الحكم الاخواني المظلمة،فقد اعتمد حفتر تقريبا نفس العبارات "كحماية الجيش للشعب" و "تعلن القيادة العامه للجيش الوطنى عن مبادرتها لتقديم خريطة طريق ستعلن تفاصيلها خلال ايام، بعد دراستها مع كل القوى الوطنية ومناقشتها مجتمعياً وعبر الاعلام" .
كما أثارت تصريحات حفتر الصحافية و لقالءاته بالاعلام الكثير من الجدل في ليبيا و ليس أقله تصريحه الشهير حول دوافع بناء الجيش الوطني الليبي و هي أن "مصر و تونس أعداء لليبيا لانهم فقراء و محتاجين لليبيا و طامعين في الثروة الليبية "حتى أن البعض قد ذهب الى أن سنوات المنفى الطويلة في الولايات المتحدة جعلت من الرجل "انعزاليا" في السياسة كما أنه ادعى في أكثر من مرة نجاته من محاولات اغتيال كان أخرها في 31 ديسمبر 2013 ،حين أكدت مصادر مقربة من حفتر انه قد نجا من محاولة اغتيال بعد ان تم إطلاق الرصاص على منزله بالعاصمة الليبية طرابلس، يذكر ان هذه هي المرة الثانية التي ينجوا منها اللواء حفتر حيث ايضا تم استهداف موكبه أثناء رجوعه الى منزله ببنغازي في يونيو 2012.فهل ينجح حفتر في السير على خطى السيسي في تشكيل هئة حكم انتقالية و حماية الشعب من تجاوزات المليشيات و تغول التيارات الاخوانية في الدولة أم ان حركته التصحيحية لن تدوم طويلا أمام تصلب القوى الحاكمة اليوم في البلاد خاصة اذ ما قارنا قوة الجيش الليبي بالجيش المصري و موازين القوى العام في البلاد اليوم.
انقلاب حفتر .. والاعلام :
لا يخفى على أحد الدور الخطير الذى لعبه الإعلام فى تحويل دفة الثورة المصرية من الثوار إلى العسكر وهو بالضبط ما أرادت أن تفعله بعض القوى الغعلامية الداعمة لحفتر فى ليبيا بل ان ذلك تم بمساندة الإعلام المصرى فمعظم القنوات الداعمة لانقلاب السيسى فى مصر مثل صدى البلد وسى بى سى والتحرير و.... وكذلك دعم لوجستى إعلامى أمثال الإعلاميين: مصطفى بكرى ولميس الحديدى ووائل الإبراشى الذين بدورهم وصفوا ما يحدث فى ليبيا بحركة تحرر وطنى وتصحيح مسار ثورة فبراير الليبية وكثير من الكلام الذى قيل تأييدا لقائد الانقلاب المصرى السيسى ولكن مع تغيير الأماكن والمنفذ
وكانت فى مقدمة القنوات الليبية التى دعمت ولا تزال تدعم إنقلاب حفتر وتلعب دورا كبيرا فى الحشد الشعبوى وتحطيم معنويات المقاتلين وكسب بعض الأنصار ألا وهى قناة "ليبيا" الأمر الذى بات معه وضع الإعلام العربى مقلقا إلى الحد الذى يمكن أن تتحكم قناة تليفزيونية فى تحديد مصائر شعوب بأكملها
الوضع فى ليبيا حتى الآن:
أما عن الوضع فى ليبيا فإنه حتى الآن لم يحسم الصراع بعد وإن كانت الغلبة واضحة للثوار الأحرار ومن معهم والمدافعين عن شرعية الحكومة والبرلمان إلا أن المعركة لا تزال على أشدها
فقد شوهدت عشرات العائلات وقد حزمت أمتعتها وهي تخرج من المناطق الغربية من المدينة حيث دارت اشتباكات استمرت لساعات الجمعة بين مقاتلين إسلاميين وبين قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة اللواء المتقاعد المنشق خليفة حفتر .
اللواء حفتر : انسحابنا تكتيكي وسوف نعود "بقوة"
قال اللواء المتقاعد المنشق خليفة حفتر حفتر الذي كان يرتدي زيا عسكريا إن قواته انسحبت بشكل مؤقت من بنغازي لأسباب تكتيكية.
وقال إن الحكومة والبرلمان غير شرعيين لأنهما أخفقا في تحقيق الأمن، وأردف قائلا إن الشارع والشعب في ليبيا معه . وقال إن قواته انتشرت في عدة مناطق بشرق ليبيا.
ومن طرابلس قال نوري أبو سهمين رئيس المؤتمر الوطني العام (البرلمان) في ليبيا إن حفتر يحاول القيام بانقلاب.
كما قال في مؤتمر صحفي تلفزيوني إن قوات الجيش الوطني الليبي التي قامت باشتباكات في بنغازي خارجة عن نطاق سيطرة الدولة الليبية وهي تحاول القيام بانقلاب لمصلحتها.
وذكر موقع إخباري ليبي في ساعة متأخرة من مساء السبت نقلا عن بيانات رسمية إن 75 شخصا قتلوا كما أصيب 141 .
وقال مسعف في مستشفى استقبل 40 جثة على الأقل "نستقبل المزيد من الجثث من مناطق خارج بنغازي."
ومددت السلطات إغلاق مطار بنينا في بنغازي أمس السبت.
وأعلن الجيش الليبي منطقة حظر طيران فوق مدينة بنغازي بعد أن استخدمت قوات حفتر ما لايقل عن طائرة هليكوبتر واحدة في القتال الذي وقع يوم الجمعة وذلك حسبما ذكر بيان على موقع قيادة الأركان على الإنترنت.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق