نرفض التدخل الأمريكى في العراق
أمريكا تدفع السعودية لدعم داعش .. وأمريكا تتدخل لنصرة الإسلام المعتدل !!
أصدر
حزب الاستقلال بيانا حول آخر التطورات السياسية في العراق أدان فيه
الدعوات لتدخل أمريكى في العراق ضد مايسمى تنظيم داعش في الموصل والمناطق
المحيطة بها . وأكد الحزب أنه أعلن مرارا وتكرارا موقفه الرافض لتصرفات
ومواقف تنظيم القاعدة عموما وداعش خصوصا والتى أصبحت ضارة بالاسلام وصورته ،
ولكنه يرفض تدخل أمريكا في الشأن العربى والاسلامى .
وقد
سبق للحزب أن أدان غارات أمريكا الجوية المستمرة بالطائرات بدون طيار على
طالبان وباكستان وعلى القاعدة في اليمن بالإضافة للغارات المماثلة في
الصومال وليبيا ، والتى أدت إلى استشهاد آلاف المسلمين المدنيين مع مقاتلى
القاعدة المفترضين ( أدت وحدها إلى قتل40 ألف في باكستان وفقا لإحصاء قديم ،
منذ عام تقريبا ). إن أمريكا ليست ولية أمر المسلمين ، ومن يسمح لها
بالتدخل مجرم ومرفوض من شعوبنا ، ونعتبره موال للأعداء . كما إننا نتهم
أمريكا بتقديم المساعدات العسكرية والمالية لمجموعات القاعدة عن طريق
السعودية وقطر ثم تعود لتقول : انظروا كيف أصبح المسلمون متطرفين ؟! ثم
تقوم بقصف من قامت بإعدادهم وتقويتهم في الوقت المناسب الذى يحقق لها فرصة
التدخل ، لتبدو وكأنها جاءت لنصرة المسلمين المعتدلين الرافضين للارهاب ،
وكأن أمريكا هى راعية الاسلام الوسطى المحمدى الحقيقى !!! وهذا ماحدث ويحدث
في سوريا وليبيا ويكرروه في العراق .
السعودية تدعم داعش بالاتفاق مع أمريكا في لعبة تقسيم أدوار
ومن
ناحية أخرى قال الكاتب والباحث “سايمون هندرسون” أن السعودية فتحت ساحة
جديدة لمعركتها مع إيران بدعمها لتنظيم “داعش” وتحركاته الأخيرة في العراق.
وذلك بمقال له نشرته مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية .
أوضح
“هندرسون” أنه على الرغم من صمت الملك عبد الله بن عبد العزيز تجاه
التطورات الأخيرة في العراق إلا أنه من المتوقع أن ينتهى هذا الصمت قريباً
وأن يقطع الملك عطلته في دولة المغرب للعودة إلى السعودية، حيث أنه يرى أن
ما يحدث في العراق يعد فرصة اضافية لتحقيق “نكسة استراتيجية” لإيران، وهو
ما لم ينجح فيه في الحالة السورية.
وألمح
الكاتب إلى التناقض الحالي في العلاقة بين الدول الخليجية وإيران، فمن جهة
تبدو العلاقات في مرحلة تقارب “على مضض” على حد تعبيره، خاصة مع الزيارات
المتبادلة بينهم التي قام بها وفود تجارية ووزارية وزيارة أمير الكويت، لكن
من جهة أخرى أشار إلى تلويح السعودية بالقوة باستعراضها لصواريخها
الباليستية الصينية القادرة على ضرب طهران لأول مرة منذ أسابيع، وكذلك
بالنسبة للإمارات، حيث إقراراها التجنيد الإلزامي منذ أيام.
ورأى
“هندرسون” أن اجتياح “داعش” المفاجئ لشمال غرب العراق، يبدو أنه من
التكتيكات المفضلة لبندر بن سلطان رئيس الاستخبارات السعودية السابق.
وأشار
الكاتب إلى فرضية مفادها أن “داعش آلة قتل لا ترحم تجاه الشيعة خصوصاً
يرجع بالأساس لتكريس الازدراء تجاههم حتى على مستوى الحكام، فعلى الرغم من
حرص الملك عبدالله على عدم توجيه إهانة طائفية مباشرة بشكل علني نحو الشيعة
عكس أخوته، إلا أن احتقاره لهم غير مشكوك فيه، حيث رؤيته أن (إيران أفعى
شيعية يجب قطع رأسها)، حسب مانشر عنه في وثائق مسربة على موقع ويكيليكس”.
ووصف
“هندرسون” ، الذى يتعمد عدم ذكر الحقيقة كاملة وأن السعودية تفعل ذلك
بالتخطيط المشترك مع الولايات المتحدة ،ما يحدث في العراق بـ”انتكاسة”
لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، كانت بمثابة حلم راود عاهل السعودية
لسنوات عديدة، فالملك عبد الله بن عبد العزيز يرى أن المالكي “دمية
إيرانية”، مشيراً إلى عدم إرسال ملك السعودية سفير لبلاده إلى بغداد وتشجيع
باقي حكام مجلس التعاون الخليجي على انتهاج سياسة متحفظة نحو المالكي.
وأضاف
الكاتب “أنه على الرغم من تعرض السعودية وبلاد الخليج وخاصة قطر والكويت
للخطر من جانب تنظيم القاعدة ومن الجماعات المتطرفة التي تتبنى فكرها، إلا
أنهم دعموا هذه الجماعات في سوريا بغرض إسقاط نظام الأسد، بهدف إلحاق هزيمة
استراتيجية بإيران وذلك في حسب استراتيجة السعودية السياسية الهادفة إلى
دعم الإرهابيين عبر الحدود، بالتوازي مع محاولة احتوائهم وملاحقتهم داخل
حدودها”.. ضارباً المثال بدعم السعودية لبن لادن في افغانستان في العهد
السوفيتي، وهو ما يتجدد الأن مع مسلحي داعش في سوريا والعراق وقبلهم
البوسنة والشيشان.
وأشار
“هندرسون” إلى أن السعودية عادت مرة أخرى لهذا النهج في سوريا مع بدء
التمرد على نظام الأسد في 2011، ولكن بدافع القلق من البرنامج النووي
الإيراني، وأن الاستخبارات السعودية دعمت الجماعات المسلحة المتطرفة حسب
استراتيجية وضعها رئيس المخابرات السعودي السابق بندر بن سلطان، الذي أقيل
بسبب فشله في التعامل مع منهج إدارة أوباما الحذر بشأن دعم المسلحين في
سوريا..مضيفا أنه حتى بعد إقالة بندر أستمر الدعم السعودي لهؤلاء
المتطرفين.
وضرب
“هندرسون” مثل بحادثة مشابهة تاريخيا لما تحاول أن تفعله السعودية الأن من
تقوية وتجذير دور “داعش” في المنطقة، لاستخدامها لتحقيق اهدافها، وهي
حادثة تحالف مؤسس الدولة السعودية عبد العزيز بن سعود مع حركة “إخوان من
أطاعوا الله” المتطرفة إبان الحرب النجدية الحجازية، والتخلص منهم سريعاً
بعد تحقيق اهدافه وانتصار بأن سمح ووافق للبريطانيين بتنفيذ مجزرة ضدهم
عندما حاولوا التوسع نحو العراق، ثم قضى عبد العزيز عليهم نهائيا في معركة
“السبلة”..وهو سيناريو مستبعد في حالة “داعش” حيث يرى هندرسون أن مثل هذا
النهاية “الأنيقة” لن تحدث بالنسبة للفوضى في العراق.
وبالنسبة
للموقف الأمريكي تجاه تعاطي السعودية مع “داعش” قال “هندرسن” أنه على
الولايات المتحدة الأن تقديم المشورة إن لم تكن فعلت من قبل ( !!! )
للسعودية والدول الخليجية الداعمة للإرهاب، سواء في سوريا ضد الأسد أو في
العراق على يد داعش، الذين تسببوا في نزوح مئات الآلاف من المواطنيين
العراقيين بسبب عملياتهم العنيفة في شمال غرب العراق، وخلق حالة ذعر
للعراقيين في بغداد وما حولها من مدن، الذين باتوا يعتقدون أن داعش لن تظهر
نحوهم أي رحمة فقط لأنهم شيعة...
وأشار
الكاتب إلى اتفاق كل من رؤية الإمارات والسعودية حول ما يحدث في المنطقة،
قائلاً “الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي والحاكم الفعلي للأمارات بسبب
إصابة شقيقة الأكبر (خليفة بن زايد) بالسكتة الدماغية مؤخرا، زار الملك
السعودي في الرابع من يونيو الجاري قبل زيارته إلى القاهرة، حيث يعتبر
الاثنان أن نجاح الرئيس عبد الفتاح السيسي قوة استقرار اضافية للرياض وأبو
ظبي”..منبهاً إلى حصول السيسي على دعم إضافي من الرياض وأبو ظبي لكونه ضد
جماعة الإخوان المسلمون، “التي لديها خلاف تاريخي كبير مع الامتيازات
الوراثية في الأنظمة الملكية العربية والإسلامية”..مضيفا أن كل من محمد بن
زايد والسيسي ومن سيخلف الملك عبد الله، سيكون لهم دور هام في مستقبل
المنطقة العربية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق