الأحد، 15 يونيو 2014

أنقذوا بنات الأزهر.. انتفضوا لشرفكم

14/06/2014
 أنقذوا بنات الأزهر.. انتفضوا لشرفكم
بقلم: محمود إبراهيم صديق
لتذهب السياسة إلى الجحيم. شيء من الرجولة. حسابات المكسب والخسارة لا ترتقي على شرف الأوطان وأعراض الرجال.
أتجاوز النخب العفنة والقوى التي ادعت الثورية وانحازت إلى صفوف الانقلاب ورقصت بفاشية غير مسؤولة على الدماء.
أتجاوز كل من ادعوا أنهم حقوقيون أو ناشطون وابتلعوا ألسنتهم أمام وحشية نظام لا يعرف الأخلاق. كل أولئك لا أراهم حتى أتحدث إليهم، هم أصفار في موازين الرجال وفي حسابات الشرف.
أيضا لا تسألني عن الشعب العظيم صاحب الحضارات. فأنا لا أدفن رأسي في التراب. لا تشغلني بكلمات نتغنى بها عن عظمة الشعب وأناشيد وطنية ترددها الأجيال. لا تسألني عن الشعب صاحب الحضارات وباني الأمجاد وحامي العروبة. لا تسألني عن كلمات تغنينا بها في صبانا عن شباب النيل يخطب العالم رجولتهم وأصالتهم.
لا تسألني أين الرجال وفي السجون بنات في العشرينيات من أعمارهن يقضين أيامهن بين الساقطات والعاهرات والقاتلات، وفينا من ينام متمتعا في فراش نومه. لا تتغنَّ بكلمات ماتت مع النخوة والشرف. فلم تعد الدماء تغلي في العروق ولم تعد الوجوه تصيبها الحمرة من إهانة حرائر الوطن في الشوارع والطرقات.
إن كان لك أن تختلف مع سياستي فهذا حقك، ولكني أختلف معك الآن مع كونك حرا أو عبدا رجلا أم أن مكانك في سوق السبايا والنساء. لم تعد الكلمات تجدي ولم يعد القلم يطيعني.
شيخنا في الأزهر قد لا تصله صرخات البنات وعلماء السلطان من حوله لا يستطيعون أن يتحدثوا بل لا يجرؤون على الكلام، ونسوا أن هؤلاء سوف يقفن خصوما لهم أمام الله.
قد تجدون تبريرا سياسيا الآن لهذه الجرائم إذا ارتأيتم أنهم خصوم لكم، فقد بعتم ما هو أعظم من ذلك.
إن التخلي عن الرجولة قد يكون أمرا مخفيا لا يراه المجتمع. ولكن ماذا ستجيبون الواحد القهار يوم تقف البنت ذات العشرين عاما وقد ضُربت وسُحلت وباتت في ظلمات الحمامات تشكو الرجال من ذئاب البشر؟
ماذا ستجيبون عندما تتحدث وتشكو من كشفت عن موضع عفتها أحقر البشر من العاهرات ونازعتها عذريتها بنات الزنا من الجنائيات؟
كيف قبلتم أن تتركوا شرف الأمة مع زانيات الليل؟ كيف تقبلون أن تعيش براءتنا مع فجور السنين في وجوه قميئة يكفهر منها الولدان؟
بماذا ستكون إجاباتكم أمام القهار عندما ترفع الشاكية يديها يوم تلتقي الخصوم؟ يومها لن يكون أمامكم مجال للتبرير، ويومها لن يعفو ويصفح عنكم البنات في أعراضهن.
عجبا لمن حمل راية الدين، كيف ينكث بها ويفقد رجولته أمام عرض زائف ومنصب لو دام لغيره ما وصل إليه؟!
صرختُ وا معتصماه، فدوَّت صرخاتي في الشرق والمغرب ولم تلامس بني وطني! عندما يعجز اللسان عن الوصف وتقف العقول لحظات عن التفكير أمام ذلك الصمود.
أيضا لحظات عصيبة عندما تبحث كثيرا في بحور اللغة عن ألفاظ تصف بها جهالة القوم أو حماقتهم وخستهم عندما يفقدون الشرف. عندما يتجردون من الشعور الإنساني أو حس الضمير.
كيف أصف كل من باع دينه ودنياه بدنيا غيره حتى يرضي أسياده من القتلة، ويثبت ولاءه للمجرمين لتكتمل دائرة الفساد والإفساد والإجرام في كل مؤسسات الحكم الانقلابي من شرطة وعسكر ونيابة وقضاء وإعلام وبلطجية ومفوضين؟!
لم تكن خسة هؤلاء وموت ضميرهم وحماقه تفكيرهم أمرا يتوقعه أحد، فالغباء جند من جنود الله، يرتكبون حماقة بعد الأخرى وكأنهم يرفضون أن نراهم ولو لحظة في ثوب الرجال، غباء السيطرة والتملك، ذلك الشعور بالوقاحة والجهل وكأنه يرى مصر الكبيرة إحدى ممتلكاته، يعبث فيها كيف يشاء. جهل فاق ما يتصوره الرجال. وحماقة لا يدركها عقل البشر، عندما تعتدي على بنات في الشارع.
ذلك أبو جهل مصر الآن على رأس حكمها، وإن كان الفارق كبيرا. لقد امتنع أبو جهل عن اقتحام بيت النبي صلى الله عليه وسلم يوم الهجرة وظل واقفاً على الباب في أربعين رجلاً ينتظر خروجه من بيته حتى لا تقول العرب أن أبا الحكم بن هشام روع بنات محمد. وتظهر لنا الأيام أن هناك من هو أشد جهلاً من أبي جهل. والله لقد صرخ المعتصم من فُجر أفعالكم. ولكن أين الرجال؟!
إلى أنصاف الأقلام، من صدعوا روؤسنا بالحديث عن حقوق الإنسان وحقوق المرأة، لا أسأل أين هم. لا يجوز لي عندما أصطف في صف بناتنا أن أسال عن ذوي العار الذين لا يتفهمون قضيتهن. هؤلاء المرجفون من إعلام الضلال والعار وحانات حقوق الإنسان ودور العري السياسية التي ظننا يوما أنها أحزاب ليبرالية أو يسارية تدعي الحرية وتنادي بالديمقراطية في مصر دون تفرقة في لون أو جنس أو دين أو معتقد سياسي أو طبقة اجتماعية. فقدوا أبسط مبادئ الإنسانية واختاروا أن يكونوا عبيدا تحت بيادة الانقلاب.
وإلى أنصاف الجنود في الميادين من قبضوا عليهن، زبانية الانقلاب من ساروا على نهج حمزة البسيوني، نحن لا نصرخ أبدا أمام سياطكم أو حتى أسلحتكم. حقارتكم لن تمكنكم من فهم ابتسامات بناتنا في حبسهن.
اصبرن ...
النصر قادم.... من سجونكن.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عاجل | إذاعة الجيش الإسرائيلي: صفارات الإنذار دوت تحذيرا من صواريخ باليستية أطلقت من لبنان على منطقة تل أبيب

عاجل | إذاعة الجيش الإسرائيلي: صفارات الإنذار دوت تحذيرا من صواريخ باليستية أطلقت من لبنان على منطقة تل أبيب 14/10/2024|آخر تحديث: 14/10/20...