الشفافية الدولية: 585 مليار دولار يسرقها ساسة الدول النامية سنوياً
07/09/2014 11:39 م
كشف تقرير منظمة الشفافية الدولية، الصادر حديثا عن فرعها في لندن ، أن حجم الأموال التي تخسرها الدول النامية سنوياً ممّا يختلسه الساسة ومسئولو هذه الدول تقدّر بنحو 585 مليار دولار، منها مبالغ تتراوح بين 20 إلى 40 مليار دولار، يجري إخفاؤها في بريطانيا.
ورغم أن تقرير المنظمة لم يتناول بالتفصيل حجم الأموال التي يسرقها المسئولون العرب، إلا أنها بالتأكيد تصل إلى نسب كبيرة من نصف التريليون دولار المسروقة من شعوب العالم. فهنالك الكثير من المال المسروق من الثروات العربية، وقد أظهرت ثورات الربيع العربي أن مليارات الدولارات سرقها الساسة من تونس ومصر وليبيا.
وحسب تقرير منظمة الشفافية الدولية، الذي نشره موقع "العربي الجديد"، فإنه حين يسرق الساسة ومسئولو الحكومات الفاسدون أموال الشعوب، يعمدون إلى إخفاء هذه الأموال في مناطق آمنة، مثل مصارف الأوفشور والكاريبي وسويسرا وماكاو وبريطانيا.
وأضاف أنه عادة ما يجري تبييض هذه الأموال في مشاريع وبصورة شرعية في بعض الدول الغربية، ومن بين هذه الدول بريطانيا وعواصم أوروبية أخرى، وتشمل المشاريع التي تُخفى فيها الأموال المنهوبة، مشتريات في مجالات العقارات والأندية الرياضية وكازينوهات القمار، أو ربما يقومون بتبذير جزء من الأموال المسروقة في اقتناء السيارات الفارهة والمجوهرات أو حتى شراء حصص في الأسهم والسندات في أسواق المال.
وأوضح التقرير أنه كما يحتفظ بعض المسئولين بجزء ممّا يسرقونه على شكل نقد، حتى يتمكنوا من تحويل النقد متى طالتهم الملاحقات، ولا تقتصر عمليات الغسل على أموال الفساد المسروقة، فإن الغسل يطال كذلك الساسة الفاسدين أنفسهم، إذ يجري "تبييض وجوههم" وتحويلهم إلى شخصيات مرموقة في الدول الغربية، ويقومون لتحقيق ذلك باستئجار شركات علاقات عامة تقدّمهم كرجال أعمال محترمين وتنصحهم بتأسيس الجمعيات الخيرية لإنشاء الكليات في المؤسسات التعليمية وتبني برامج تعليمية في بريطانيا وفرنسا.
وأشار التقرير أنه في الوقت الذي يزداد المواطن في العالم النامي فقراً، وتتدهور مؤسسات التعليم والصحة في الدول النامية، تزدهر المؤسسات التعليمية في العالم الغربي وتجد تمويلات من أموال الفساد السياسي المسروقة من الدول النامية. ولاحظت منظمة الشفافية الدولية، في تقريرها الأخير، أن أموال الفساد السياسي، فيما تحقق انتعاشاً في الدول الغربية، فإنها تخلق حالة من البؤس والفقر في دول العالم النامي. فمعظم الأموال التي سرقت عبر الرشى والعمولات وتضخيم المزادات، جرت سرقتها من ميزانيات الصحة والتعليم والكهرباء والوقود والطرق والمواصلات في الدول النامية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق