تفجير العريش.. بين مغامرات حفتر والسيسي والموساد
منذ 8 يوم
عدد القراءات: 5761
حينما تقل المعلومات, أو تنعدم, تفهم تلقائيا أن هناك ما يُراد إخفاؤه, وعندما يفرض التعتيم التام على كل حادث قتل للجنود المصريين, ويتم الإسراع والإشراف من جانب الجيش لدفن جثثهم دون أن يقربها الطب الشرعي, حتى أن قادة الانقلاب يرسلون مع كل جثة أحد الضباط المقربين للانقلاب فيلاصق الجثة من المسجد إلى القبر, وكأنه ضابط برتبة حانوتي مثلا!! فأسلوب التعتيم هذا غير مفهوم, ولا مستساغ بالمرة, ويثير العشرات من علامات الاستفهام!!
وفي حادث قتل الجنود الأخير الذي من المفروض أن يقيم عدد ضحاياه الكبير الدنيا ولا يقعدها في أي دولة, ويتسبب في إقالة حكومة بأكملها لا وزير الدفاع فقط, فهي نتاج فشل سياسي وأمني, لكن ما يحدث في مصر هو من أعجب ما يكون, فلم تحدث لأحد أي محاسبة حتى عن التقصير الذي هو من المفترض أنه الشيء الوحيد المؤكد, وكل ما فعله قادة الانقلاب هو إعلان الحداد بالبلاد, وكأن هؤلاء المردة الفسدة لا يدرون أن مصر في حالة حداد يومي جراء استشهاد شبابها في الشوارع برصاصهم!!
مغامرات حفتر والسيسي:
لم يعد هناك شك في أن هناك تحالفا عسكريا بين حفتر، انقلابي ليبيا وسيسي الانقلاب في مصر, وأن هذا التحالف نتج عنه اتفاقات سرية, ربما يكون أحد بنودها إرسال الجنود؛ للمشاركة في الحرب مع حفتر, بعد تدشين أدمغتهم بكلمتين من أحد المشايخ كـ: علي جمعة, بأنهم ذاهبون لقتال الكفار, وحتى الآن لم يستطع أي متحدث عن العسكر نفي ما يبثه الإعلام الليبي الذي يؤكد مشاركة الجنود المصريين في الحرب مع قوات حفتر, سواء في طرابلس أو بني غازي, ونشرت بطاقة لأحد الجنود المصريين, ومعنى أن توجد بطاقة واحدة لجندي واحد أن معه الكثيرون بالطبع, وكذلك لم يتم الرد على ما أثير عبر الصفحات الليبية عبر النت عن أسر العشرات من الجنود المصريين, ولا حتى استطاعوا الرد على ما أثاره المحلل السياسي الليبي أسامة قعبار عبر فضائية الجزيرة, والذي قال: "إن عددا من الجنود المصريين وآخرين من السودان, قد سلموا أنفسهم لثوار فجر ليبيا يوم الخميس الماضي في طرابلس, وأظن أن الجزيرة قناة عالمية لا يمكن السكوت على ما تثيره من أخبار وحوارات بهذه الخطورة, إلا إذا كان بالطبع لا يجد الانقلاب ما يقوله للرد, ويتكتم أسرار الاتفاق بين الانقلاب وحفتر؛ لمحاولة كسر التمكن من إحكام قبضة الإسلاميين في ليبيا, وهذا توجه أمريكي مائة بالمائة، وقد قام المغامر حفتر تلميذ القذافي بصحوة من الموت السياسي والعسكري؛ ليقود التوجه الأمريكي على الأرض, ويساعده الجار المغامر الآخر الذي قاد انقلابا على الحكم الإسلامي في أكبر البلاد العربية وأكثرها أهمية على مستوى العالم!
ولا شك أن الجنود المصريين الذين يقاتلون تحت راية حفتر ستكون هناك مشكلة حال قتلهم, أو وقوعهم في الأسر, ولثقتي التامة أن الحكم في مصر منذ عقود طويلة واقع تحت سطوة السيد الأمريكي, وخاصة في أيام المخلوع التي يواصلها الانقلاب, فإن العلاقة التي تربط السيد الأمريكي بهؤلاء وجميع الدول العربية هي علاقة بين السيد والعبد في أسوأ صورها.. تنفيذ بلا تفكير, بل بسعادة غامرة بأن السيد اتخذهم عبيدا!!
والسؤال.. لماذا لا تكون مشاركة مصر في الحرب في ليبيا علنية إذا كان عندهم ما يقنع الشعوب أنها حرب ضد الإرهاب بالفعل؟!
إذن هي مشاركات سرية؛ لأنها ضد اتجاهات ورغبات الشعب المصرى والإماراتي والسعودى!!
جثث المصريين في ليبيا ومغامرات الموساد:
لا شك عندي أن انفجار العريش غير طبيعي, فكيف يتمكن انتحاري من الوصول إلى الهدف، وهو الكمين بكل هذه السهولة.. ثم أين جثة هذا الانتحاري؟! (علما بأني لا أثق في السيناريوهات التي يتم تقديمها بعد الحادث بأيام طويلة، وكأنه يتم ترتيب ما يمكن قوله) وكذلك فتعداد الجنود هذا لا يمكن أن يكون في كمين واحد ونقطة واحدة (60 فردا ما بين قتيل وجريح!!).
في ظل هذه الأجواء الهلامية والسرية, لا نستطيع أن نستبعد أبدا تصديق الروايات التي تقول: "إن جنودا تم قتلهم في ليبيا, ويتم القول بأنهم ضحايا الإرهاب في سيناء, وإذا قلنا إن سيناء باتت أرضا مفتوحة للإرهاب, فإنها بالطبع كذلك للموساد الإسرائيلي الذي من المؤكد أنه في فترة ذهبية من العمل الدؤوب لرسم خطط احتلال سيناء؛ هل ينكر إلا مخادع أن إسرائيل هي العدو الأول لمصر, وأنها تحلم بالعودة إلى سيناء؛ لتشرب من نهر النيل عبر أثيوبيا؟!
أميل إذن إلى تصديق الروايتين والربط بينهما, بأن هناك انفجارا حقيقيا قد وقع من تدبير الموساد الذي خطط للعملية؛ لتثبيت نتنياهو على كرسيه المهتز, وخاصة بعد حادث الاشتباكات التي وقعت على الحدود بين مصر وإسرائيل.
ولكن تعداد الضحايا في تقديري كان أقل من المعلن, وتم زيادته إذا صدقنا المعلومات الليبية بجثث أخرى عائدة من الجحيم الليبي..!
ولديّ إشارة أخرى؛ ما الذي يتم فعله مع الجنود الذين يرفضون قتل المتظاهرين.. هل يتم عقابهم بإرسالهم إلى سيناء مثلا؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق