قاضي تبرئة مبارك ونظامه يدق المسمار الأخير فى نعش الانقلاب ويعلن نهاية السيسى!

منذ يوم

عدد القراءات: 5285

نصر العشماوى
ماذا كنا نتوقع غير هذا الحكم .. ألم يخرج جنود الفرعون المخلوع ضباطًا وأمناء وجنودًا براءة قبله فى جميع القضايا.. أليست عصابة واحدة ومعنى أن يدان واحد منهم أن يعترف على من فوقه وهكذا ؟! ولكن كل الأحكام السابقة بالبراءة كانت تبرهن لنا على أن المخلوع سينال البراءة حتما فى نهاية مسرحيات المحاكمات المتعددة .. فأدوات المجرم فى التنفيذ قد نالت البراءة، فكيف لا ينالها هو؟! عصابته كلها خرجت قبله (هذا إن كانت قد دخلت أصلا، أو تم حبسها، ولم يتم حبسهم يوم التصوير فقط، بينما هم يلهون فى أى مكان) خرج جميع المتهمين فى موقعة الجمل صفوت الشريف، وفتحى سرور، ومن معهم.. خرج زكريا عزمى، وأحمد نظيف، وخرج أحمد عز.. كله كله براءة…  فهل كان يتوقع أى ساذج أو طيب إدانة زعيم العصابة؟!
المسمار الأخير فى نعش الانقلاب ..
أثق فى أن الشعب المصرى، وفى طليعته الشباب الثورى الحر، الذى يخرج ثائرا على الظلم والقهر وحكم العسكر، سيخرج خروجا لا مثيل له بعد إفاقة البعض بصدمة الرشيدى، قاضي مبارك المتوقعة، ولكنها ضربت الضربة الأخيرة فى المسمار الذى دخل فى جسد كل مصرى بعد حكمه؛ لكى يستعد الشعب المصرى فى إخراج هذا المسمار الفاسد من جسده، ويشيعه إلى مثواه الأخير من ميادين الثورة التى ستشتعل بأصحاب الضمائر والقلوب الحية التى لم تزل تدخر وطنا حرا أبيًّا لهذا الجيل الثورى ..!
أقسم إن هذا الحكم فى مصلحة الثورة مائة بالمائة؛ بل تمنينا أن تؤجل ثورة المصاحف لما بعد الحكم بتبرئة مبارك؛ ليشهد هؤلاء زخما ثوريا يحطم أحلامهم فى إرادة تركيع الشعب، وخنوعه، وإعادة سنوات الصمت بساسة القهر، والفقر، والزحام، والقتال؛ من أجل نيل رغيف الخبز!
الثورة اليوم قد انبعثت من جديد انبعاثًا هائلا، وتم دفعها دفعة قوية؛ لتنادى فى كل الميادين، وترفع شعارها الأثير الذى لم يتحقق بعد.. الشعب يريد إسقاط النظام!
فها هو النظام الذى ثار الشعب؛ من أجل إقصائه ينال براءة من كل الجرائم التى أكدها الشعب، وكان الشعب كله فيها هو خصمه أمام القاضى، فإذا بالقاضى يمنحه البراءة؛ ليظل الشعب فى سجن نظامه الذى دبر الانقلاب على الرئيس المنتخب، الذى كان سيحاكمهم محاكمات ثورية تقتص للشعب من الجرائم التى ارتكبوها طوال عقود فى السلطة الحرام!
أقسم إن هذا الحكم بتبرئة مبارك، هو إعلان صريح بحكم مستتر بإعدام السيسى، ونهاية انقلابه العسكرى، الذى دبره له أذناب المخلوع، وسادته فى أمريكا وإسرائيل، وسوف تزأر الأسود من جديد يسقط حكم العسكر، حتى سقوط العسكر، ودولة مبارك الأكثر فسادا فى العالم.. فمصر من أغنى بلاد العالم فى مواردها لكن ثروتها فى يدي شلة اللصوص التى أكلت مصر لحما، وتلقيها للشعب عظاما بالية، ومازال اللصوص ينهشون فى مصر، ويلقون شعبها فى آتون الفقر.. لكننا دخلنا فى مرحلة أن نكون أو لا نكون، ولن يكون إلا من يعتصم بحبل الله؛ لنواجه القهر، والظلم فى أشد صوره توحشا، بالله -عز وجل- وحده.. ولسوف ينتصر المظلوم بكل تأكيد؛ طالما استنصر بالله… لقد فعلوا والله كل ما فى وسعهم؛ لكى تواصل الثورة انطلاقها من جديد؛ لتكتب نهاية الانقلاب!